Al-Arab Blog - مدونة العرب

الأردنيون يدخنون بنصف مليار دولار

الأردنيون يدخنون بنصف مليار دولار

عمان – طارق ديلواني-إسلام أون لاين.نت/11-12-2003


التدخين هو السبب الأول لمرض السرطان

كشفت إحصائيات أردنية أن نصف الأردنيين هم من المدخنين وينفقون ما يزيد على 300 مليون دينار (نصف مليار دولار تقريبا) كل عام على شراء السجائر التي تعد السبب الرئيسي لأمراض القلب والسرطان والرئة.

وأشارت الإحصائيات التي أعدتها جمعية مكافحة التدخين الأردنية وحصلت "إسلام أون لاين.نت" على نسخة من نتائجها اليوم الخميس 11-12-2003، أيضا إلى استمرار أعداد المدخنين في الأردن في التزايد بشكل كبير؛ حيث ارتفعت نسبة المدخنين إلى 55% من جملة عدد السكان البلاغ عددهم 5.5 ملايين نسمة.

وتسبب التدخين في تفشي مرض انسداد الرئة -أحد الأمراض المزمنة- في الأردن. وتقول إحصائيات لوزارة الصحة الأردنية بأن 90% من المرضى المصابين بهذا المرض هم من المدخنين.

كما تنتشر عادة التدخين بشراهة بين الأطفال والمراهقين؛ حيث تقول بعض التقديرات إنه يوجد طفل أو مراهق أردني مدخن بين كل 3، ليس هذا فحسب بل تشير تلك الإحصائيات أيضا إلى انتشار مظاهر تدخين السجائر والنارجيلة بين النساء والفتيات الأردنيات .

الجدير بالذكر أن هذه النسب آخذة في التزايد بالرغم من حظر الترويج والإعلان عن التدخين في الصحف ووسائل الإعلام الأردنية وكذا حظره في الأماكن العامة، وفقا لقانون الصحة العامة الأردني الذي يعاقب مخالفيه بغرامات مالية.

وتقول إحصائيات الجمعية الأردنية لمكافحة التدخين: إن الأردنيين ينفقون على التدخين سنويا أكثر من ثلاثمائة مليون دينار، كما تتكلف خزينة الدولة ما بين 9 - 14 ضعفا لهذا العدد خسائر تنفق سنويا ثمنا للأدوية والعلاجات للأمراض المترتبة على التدخين.

شركات التبغ.. هي السبب

من جانبه يقول "بشير شريم" رئيس جمعية مكافحة التدخين الأردنية لـ"إسلام أون لاين.نت": من المعلوم أن التدخين هو أكبر سبب للوفاة كما أن الدراسات التي أجريت ما بين منظمة الصحة العالمية وجمعية مكافحة التدخين عام 2000 بينت أن الغالبية الساحقة من المدخنين يعلمون أن التدخين ضار ويؤدي إلى الموت ولكنهم مع ذلك يصرون عليه.

ويلقي شريم باللائمة على شركات التبغ العالمية التي تسهم في زيادة الأمراض الناتجة عن التدخين وخاصة أمراض المزمنة، حيث تنفق هذه الشركات 5.6 مليارات دولار على حملات الدعاية والترويج للسجائر.

وأشار شريم إلى أن الدراسات قدرت أن كل فلس –أردني- ينفق على شراء التبغ يكلف المجتمع الأردني ما بين 9 إلى 14 ضعفا من الخسائر بسبب تكاليف العلاج فضلا عن الوقت الذي يستنزفه من المدخن أثناء التدخين، وهو ما تقدره بعض الإحصاءات بما بين 20- 22 سنة من العمر الافتراضي للإنسان، أي بمعدل 5 دقائق ونصف الدقيقة لكل سيجارة، إضافة إلى ما قد ينجم عنه من كوارث أخرى مثل الحرائق وحوادث السيارات.

عيادة لـ"الإقلاع عن التدخين"!

وبهدف مساعدة المدخنين الأردنيين على التخلص من هذه العادة السيئة والحد من تفاقم مشكلة التدخين وانتشارها خاصة بين فئة الشباب، قامت مديرية السلامة الصحية التابعة لوزارة الصحة الأردنية بافتتاح عيادة "الإقلاع عن التدخين" في 11-11-2003 .

وقال مدير السلامة الصحية الدكتور بسام حجازي لـ"إسلام أون لاين.نت": إن العيادة استقبلت حتى الآن ما يزيد عن 100 مدخن من الراغبين بترك التدخين، توقف منهم 15 شخصا وأقلعوا عن هذه العادة تماما.

ومن جانبها تضيف رئيسة قسم الوقاية من أضرار التدخين بعيادة الإقلاع عن التدخين د. هبة أيوب أن وزارة الصحة استحدثت قسم عيادة الإقلاع عن التدخين بسبب انتشار التدخين بين المواطنين.

وحول الإجراءات التي يخضع لها مرتادو هذه العيادة تقول الدكتورة هبة: "يخضع المراجع (المرتاد) لعدة جلسات للتعرف على مدى تأثره بالتدخين، ومن ثم يكشف عليه من خلال أحد الأجهزة التي تستخدم لقياس كمية أول أكسيد الكربون في الدم بحيث يكشف للمدخن مدى الضرر الذي أحدثه التدخين في جسده".

كما يستخدم أسلوب توعية أيضا عن طريق عقد الجلسات والنشرات وتزويد المرضى بالفلاتر الخاصة التي تساعدهم على الإقلاع عن التدخين والتخفيف منه.