These are the new scripts on the walls of Babylon: فليكن سقوط شارون سقوطاً للصهيونية What was created from lies, and nurtured by lies, must face the destiny of lies, too; Or did their God choose brain-dead mokeys unable to see beyond their sick ego's and their ugly noses ! [sic , Sharon !]

Al-Arab Blog - مدونة العرب

Iraqi Quagmire for The American Empire

٢٠٠٣/١٢/٢٦

"سيداتي سادتي... أمسكنا به"! - عزمي بشارة


"سيداتي سادتي... أمسكنا به"! - عزمي بشارة
التاريخ: Thursday, December 18 @ 08:27:10 CET
الموضوع: عزمي بشارة


"سيداتي سادتي... أمسكنا به"!

عزمي بشارة الحياة 2003/12/18

لم يبشر المشهد بخير, والوجوم أصلاً سيد الموقف, لا جديد اذاً. سقط الديكتاتور في نيسان, ولا أحد يصدق أن وجوده حياً طريداً شكل بحد ذاته أمراً مصيرياً لمستقبل العراق, ولا يحمل على محمل الجد الادعاء بأن مجموعات سكانية كاملة لن تحدد موقفها من مستقبل النظام قبل أن تعرف مصيره الجسدي, وقبل أن تراه معتقلاً ذليلاً أو قتيلاً تتحلق حوله العباءات البيضاء لأخذ عينة منه.

انتهى صدام حسين سياسياً قبل ان يعتقل. ولم يشكل نظامه ذاته خطراً بالدرجة المتوقعة لحظة انهياره, فكيف يكون خطيراً في وحدته في ذلك الجحر؟ ولم يكن الخلاف مع ادارة بوش حول وضع اسنانه الذي تحقق منه الأميركان أخيراً.

ذكّر شكله ساعة الاعتقال بالمشردين عديمي المأوى في مراكز المدن الاميركية أكثر مما ذكّر بخصم أميركا اللدود. وصورته بالبث الاعلامي الذي يقطع الشك باليقين تناقض صورته الاعلامية المصنوعة اميركياً. لقد اختاروا المقطع الذي تم بثه من بين مقاطع عديدة, وأخفوا ما قبله وما بعده. ولا شك انهم اختاروا من بينها المقطع الأكثر تبييناً للعجز وخوار القوى, كل منا يحاول وهو خائر القوى فاغراً فاه عند طبيب الاسنان ألا تتدخل حتى الممرضة بشؤون فمه الخاصة, اما صدام حسين فأطل العالم بأسره في فيه. كم من غريزة حب استطلاع منحرفة لبّيت في هذا المقطع. لكن اكثر المقاطع إذلالاً هو أيضاً أكثرها تدليلاً على التناقض في الدعاية الاميركية. فقد يخطر ببال المشاهد المتوسط ان يقارن وأن يتساءل: هل من هذا الجحر وبهذا الشكل قاد المقاومة العراقية؟ أصر الاميركان على الصورة كإنتصار معنوي, السطوة والقوة التي لا مفر منها من ناحية, والذل والهوان من ناحية اخرى. اعتقال منظم يرافقه فحص طبي وبث متواصل لحمرة الفم في حلكة الجحر, واختزال صدام الرهيب الى ضآلة جسد الانسان العادي الضعيف المستسلم ربما لوجع الاسنان, من يعلم؟ ولا تتجلى السيطرة السياسية في النهاية إلا بالسيطرة على الجسد في السجن والمشفى وفي الدولة الحديثة. وكان اساس نظرية "اللفياتان" عند هوبس, أي اساس العقد الاجتماعي المتجسد في المستبد بداية, انه بالأمكان نظرياً وعملياً قتل اقوى الافراد, وان الفرق في القوة الجسدية بينهم لا يبرر الحكم للحاكم المستبد. العقد وحده القائم على الخوف من الموت يمنحه السلطة المطلقة.

في هذه اللحظة لا تعود الاذهان ادراجها متسائلة عن اسلحة الدمار الشامل, وعن الاساطير التي نسجها الخيال حول مدينة بناها تحت الأرض, حتى عندما يتساءل المشاهدون عن غياب أي استعداد مسبق لدى الديكتاتور حتى لسيناريو الهرب, ولماذا لم يترك لذاته مهرباً سوياً؟ واذا تساءل المؤرخون فيما بعد فسوف يفعلون ذلك بعيداً عن المشهد الاعلامي والبث المباشر. وفي أي حال لا يمكن للحظة ضبط الديكتاتور واخضاعه, اذا ضبط حياً, ان تكون إلا لحظة مهانة وهوان.

كل ما يشغل الاذهان القلقة تلفزيونياً هو ما تثيره الانفعالات من الصورة: هل ضبط نائماً, وهل خُدر, وهل ما قاله لمعتقليه العراقيين دليل صمود وقوة وعزة واباء ورجولة من النوع الذي أعجبوا به وهو يقودهم من كارثة لأخرى, أم أن ما قاله دليل ذل وهوان. ويحلل المشاهدون ما قاله أعضاء مجلس الحكم الذين تلقوا اخيراً لقب "أول من", "اول من سمح لهم الأميركان" بلقائه. يبدو أنه اوسعهم سباباً وشتماً, يبدو واضحاً أن الاميركان يحمونه من ردهم, كما كان واضحاً قبل ذلك ان الاميركان حموهم منه عندما أوصلوهم الى الحكم. مشهد بائس لا منتصر فيه من العراق, لا شك في ذلك.

في أي حال اكتشف النظام الجديد في العراق موضوع سـيادته, وحقل ممارسة سيادته هو محاكمة صدام حسين المعتقل حياً وحضورياً habeas corpus والمجلوب بأمر قضائي من غياهب غياب القانون في الجحر الذي بدا فيه مثل انسان الكهف الى قاعة المحكمة المضاءة جيداً المستنيرة بنور العدالة الســاطعة. ومن عـظم شأنه الى درجة محاكمة صدام حسين في العراق هو أيضاً سيد البلد الجديد. لا شك ان الولايات المتحدة تدرك ذلك, وهي تقـبل في هذه اللحظة بدور شرطي المحكمة العراقية الذي يأمر المتهم بالوقوف اجلالاً لها ويطلب الهدوء في القاعة. لا بأس ان تلعب اميركا دور الشرطي الحاجب ما دام موضوع المحاكمة هو أيضاً موضوع سيادة وشرعية النظام الجديد, وما دامت توزع العراق عقوداً على الشركات الاميركية خارج المحكمة, والباقي تفاصيل.

أكد بؤس المشهد احتفال صغير في زاوية من شوارع بغداد بالعلم الأحمر والمطرقة والمنجل. والفرق انه بريمر وليس هامر (مطرقة بالانكليزية). والمحتفلون ليسوا منتصرين بل منتقمين عن ماضٍ ولى ولن يعود. احتفال يشبه البكائية هو الآخر. المشهد برمته بائس بائس. كان اسم صدام حسين يبعث فينا القشعريرة طلاباً, فقد كنا نسمع وصفاً يكاد يصبح طقساً وشعائر عن التعذيب في سجونه من زملائنا العراقيين. وكنا نحبهم ونتضامن معهم وكنا نحتج ضد احزابنا التي كانت تصرّ على اعتباره نظاماً تقدمياً "صديقاً للإتحاد السوفياتي" ومعادياً للإمبريالية, فيما يتعرض زملاؤنا الشيوعيون للتنكيل. ولكننا لم ننتبه الى غير الشيوعيين من ضحاياه. كما كنا شباباً نتجاهل ان المحتجين موجودون في ضيافة ديكتاتوريات سوفياتية اعتى واكثر دموية من نظام صدام حسين, وكنا نتعصب للضحايا الأقرب الينا ونتجاهل ان احتفالاتهم السنوية انما تذكر ببكائيات علي والحسن والحسين. وكنا مع كربلائهم وتجاهلنا كربلاء الآخرين, كل شيء اخضع في حينه للتناقض الرئيسي في عالمنا, كل شي اخضع للسؤال المحيد للأخلاق: لمصلحة من؟

مسؤول عربي كبير أصرّ على ان يعلق, أو أصروا عليه ان يعلق, فقال ان اعتقال صدام يشكل حدثاً مهماً! تصريح خطير بلا شك. زعماء عرب شاركوا صدام استعراضاته العسكرية في بغداد وأعجبوا بإنجازاته أيما اعجاب, واستفادوا منه بأشكال مختلفة منها مادية ومحسوسة وملموسة مثل اجسادهم, ابرقوا الى الولايات المتحدة مهنئين بالاعتقال بروح الزمالة المعهودة. انهم يصارعون ايضاً صراع البقاء مثل صدام حسين الذي انصاع لكل ما وضعه الاميركان من شروط, لباها جميعاً منذ دخل الكويت, وبخل بنفسه وحكمه فقط. مثله كمثل المهنئين باعتقاله. وكما يبرر كل شيء بمطلب "وطني" فإن المهنئين يطالبون اميركا بمحكمة عراقية, وحبذا لو كانت المحكمة صدامية تنطق بالاعدام قبل ان يبدأ المتهم بالنطق عن علاقته معهم مثلاً.

مشهد عار من أي وهم, مشهد جحري حضيضي, مشهد نهاية المطاردة.

لا تتيح الحقائق التاريخية التوصل الى قانون ينظم نهاية الديكتاتور, فقد أمسك بموسوليني متنكراً بزي جندي ألماني يدعي انه في قافلة متجهة من شمال ايطاليا الى انزبروك في النمسا. وقتل يوم 28 نيسان 1945 وقتلت معه عشيقته كارلينا بيتاتشي التي لم تتخل عنه حتى اللحظة الأخيرة, ومُثِّل بجثتيهما, ورفض موسيليني الانسحاب مع الجيش الألماني بعد عودته الى ايطاليا. ولم تسنح فرصة محاكمته.

وأدولف هتلر لم يغادر مقر المستشارية وخنادقها المحصنة منذ كانون الثاني (يناير) عام 1945. وبعدما أدرك حتمية الهزيمة الزاحفة على برلين من كل صوب, وبعدما صرح بأن شعبه لا يليق به, تزوج من عشيقته ايفا براون بعد منتصف ليلة 29 نيسان. ثم عين خلفاءه كارل دونتس وجوزف غوبلز وانتحر يوم 30 نيسان, وانتحرت بعده مباشرة زوجته الجديدة, عشيقته القديمة, بتناول السم. ثم حرقت جثتاهما, كما أوصى, لئلا يمسك الاعداء حتى بجثته.

أما ستالين وهو أعتاهم واعظمهم تأثيراً في حياة اكبر عدد من الضحايا في القرن العشرين, فقد مات ميته "طبيعية" يوم 5 آذار 1953, بعدما بدأ يعتقل أطباءه ويشك بهم معتقداً ان الشيخوخة مؤامرة. ولم تبدأ محاكمته اإلا بشكل سري في مؤتمر حزب مغلق للاعلام. ولا يزال موضوعاً لمحاكمة كل من خلفه وكل ما تلاه حتى يومنا.

اما تشاوشيسكو فحظي الاعلام ببث صورته ضئيل الجسد والمنزلة وهو يطل برأسه ثم يدفع مع زوجته من داخل مصفحة في ضواحي بوخارست, ويرميان بالرصاص بعد محاكمة ميدانية قصيرة أبدى فيها ازدراءه امام الكاميرا.

أما الديكتاتور الاصغر شأنا,ً حتى ممن خلفه باتيستا, فهرب عام 1959 الى الدومنيكان ومنها الى جزيرة ماديرا البرتغالية ثم الى لشبونة ذاتها حتى مات من الشيخوخة, ويبدو لي ان مصير الأخير هو الأكثر رواجاً مثل نمط حكمه في تلك الفترة.

ولا تزال غالبية المستبدين تحظى بالابحاث والمحاكمات العلمية بعد الوفاة, ويتم تقويم دورهم العمراني او في "بناء دولة حديثة".

تبدو فكرة محاكمة الديكتاتور فكرة مغرية. فعند سماع اعلان القبض عليه بعد المطاردة "سيداتي وسادتي لقد امسكنا به", يبدو اعلان مفوض الشرطة والتصفيق الذي تلاه مثل زف بشرى القاء القبض على قاتل جملة متسلسل serial killer. ويضع الاعتقال في هذه الحال حداً لجرائم تقض مضاجع الآمنين. انه يقتل في ممارسة لإنحراف او تلبية لشهوة القتل ولا يتوقف الا ساعة ضبطه وتقييده. وتستحوذ صورها على الخيال الحديث المرعوب من فكرة القاتل المهووس بلا سبب القابع في زقاق مظلم مثل النموذج الاصلي "جاك الممزق" وحتى ريتشارد راميريز وريتشارد سبيك وتيد بوندي وهنري لي تومس. اختص احدهم بقتل الممرضات, والآخر بالنساء والفتيات, وآخر بالقتل العشوائي. العالم الغربي الحديث مأخوذ بفكرة القاتل السفاح. انه هوس حقيقي في الادب والفن والصحافة والسينما. قد يحاكم القاتل المنحرف, او يعالج, او يصبح موضوعاً للبحث والتنقيب في مجاهل النفس البشرية ومداركها السفلى وحضيضها الذي بات موضوع استهلاك, وفي آثار البيئة الاجتماعية والجينات الوراثية على المجرم. وربما صلح احد ابناء الديكتاتور موضوعاً لمثل هذه التجارب بعدما انفض عنه المعجبون والمعجبات بالقوة والجاه والثروة, ولكن قتله فوت الفرصة.

ليس الديكتاتور المعزول ذاته قاتلاً متسلسلاً يوقف ضبطه عمليات القتل, ولا هو مسؤول فردي عن اعمال فردية, كما لا تعفيه حالته العقلية من المسؤولية. محاكمته محاكمة نظام ومرحلة, تبدأ حيث تبدأ ولكنها تنتهي حيث لا يعلم أحد. انه مذنب لا شك بذلك, ولكن معاونيه ايضاً مذنبون, وكذلك معاونوهـم وادواتهم والمثقفون الذي تملقوه وتملقوهم والصحافيون الذين روجوا له والنظام العربي الذي احتضنه. ليس الديكتاتور مجرد مجرم فرد ضبط كالفأر في جحر مظلم كما يحب المراقبون الفأريون ان يصفوه.

لا ادري اذا كان من الأجدى ان يعترف بالمحكمة ام ان يصمت, ولكن بالتأكيد من الأفضل لإفساد المشهد ألا يقاطعها. وجب ان يجري محاموه تحقيقاً مضاداً. لا لهدف التبرئة ولا أملاً بالنجاة, فهو مذنب ومصيره محتوم, وانما لإفساد الحفلة. والمحكمة اذا تمت ستأخذ الاحتفالات والكرنفالات الصحافية مجراها فمن الافضل ان يفسد ما يمكن افساده. بعض الاحراج الصحي هنا, وبعض الارباك المفيد هناك, ولا بأس بافساد الفرح بأسئلة توجه لبعض المحسوبين على المعارضة العراقية الحالية حول دورهم في النظام من التملق الى تنفيذ الأوامر بارتكاب الجرائم. ولا بأس من دعوة شهود أميركان من نوع وزير الدفاع الامبركي للادلاء بالشهادة عن لقاءاته مع صدام حسين ووجوده في العراق بعد استخدام الاسلحة الكيماوية في حلبجة, ولا ضير في طلب شهادة مشفوعة بالقسم من بعض المسؤولين العرب عن علاقاتهم بصدام حسين ومساءلتهم عن علاقاتهم المالية معه, ولا بأس باستدعاء بعض نقاد صدام من التجار العرب الحاليين بشأن تجارة الاسلحة والنفط معه... ما دامت المحاكمة جارية, وما دامت الحاجة قائمة لإظهارها على انها محاكمة نزيهة وشاملة تضيء الحقائق بنور العدالة فلا بأس اذاً من اخراج اشخاص آخرين من جحورهم. واراهنك عزيزي القارئ انه لو ترك أي منهم ستة اشهر دونما عناية بالشعر واللحية لما بدوا أفضل من صدام حسين ساعة القاء القبض عليه. هل نرخي العنان للخيال؟

المحكمة من انتاج واخراج وتوزيع الولايات المتحدة ستكون أكبر عرض درامي لمحاكمة الشر. وسينتصر المعلقون والمحللون والخبراء على اعصابنا يومياً بالنقاط. وسيتدرب عليها كل من شاء من الصحافيين والصحافيات الباحثون والباحثات عن جملة او دمعة او فضيحة جديدة, من هذا الشاهد الذي انهار وهو يصف التعذيب الى تحليل لصمت المتهم وهدوء أعصابه هل هي بلادة احساس ام رباطة جأش. وبعضهم كان جاهزاً لمناقشتنا عن ايجابيات صدام حسين لأنه منحه مقابلة او لأن أحد معاونيه سرب له خبراً, وبعضهم لا يربط بين الاجابة السابقة واللاحقة ناهيك عن الربط بين السلوك السابق والجواب اللاحق, وبعضهم ينشر الكذب والدجل بوعي او بدون وعي, بغباء او بتغابٍ, اذا كانت في ذلك مصلحة صغيرة بحجم صاحبها... سيجتمع المراقبون والخبراء والمعلقون مثل قطيع الضباع على الفريسة بعد انهيارها في فيلم من انتاج ناشيونال جيوغرافيك. وستجهز لهم الفنادق.

وستجذب المحاكمة مع ذلك اعلاميين وكتاباً وباحثين في محاولات أكثر عمقاً لكتابة تحقيق جدي او لإصدار كتاب جديد عن بساطة الشر او هدوء الشر او عن معايير تطبيق القانون الدولي في محاكمة وطنية. كرنفال كامل بإنتظارنا. أهم من محاكم نورمبرغ.

ففي عصر محاكم نورمبرغ, كان يحتفظ بحق التقرير عن مثل هذه المحاكم الى الجدي من بين الصحافيين, ولم يصل أي كان الى مرتبة كتابة التقارير عن المواضيع الجدية خصوصاً من الدول الأخرى, ولم يتنقل الناس بهذه السهولة بين العواصم لحضور المحاكمات, ولم يكن هنالك بث مباشر ناهيك عن تنافس بين ألف بث مباشر ينقب كل منها في كل ما يدب على الارض وكل ما يتنفس لتمتلكه كخاصتها وتبثه اشباعاً لشهية مستهلكي الصور او تلبية لحب استطلاع من لم يسأم او يزهق بعد, ومن لم يعف او يمل هذا الكرنفال الذي لا يتوقف.

لم نتابع محاكمة حاكم بنما المخطوف نورييغا الذي قدمت ضد لوائح اتهام في محكمة امريكية في العام 1989 وحكم عليه في العام 1992 بالسجن اربعين عاماً, ولكن المحاكمة تمت. ووصلت الى العالم شذرات من محاكمة ميلوسيفيتش, كان أهمها: هل سيحافظ على صمته أم سيتكلم. وحالما تكلم لم نعد نسمع عنه أو منه شيئاً.

ليس في النفس تعاطفاً لا مع الديكتاتور, ولا مع من ألقى القبض عليه, ولا مع فضائحه وفضائح نظامه وعائلته, ولا مع متملقيهم السابقين ومتملقي الولايات المتحدة اللاحقين ومتملقي الزعماء الحاليين واعوانهم وعائلاتهم والمعجبين بهم من محبي الشهرة والنجاح والثروة والقوة, لا مع صانعي الفضائح ولا مع ناشريها ولا مع المحتفين بها. ليس في النفس بقية لحب استطلاع لمشهد إعلامي آخر.

كاتب عربي.

السلفية أم التجربة التاريخية للأمة؟


السلفية أم التجربة التاريخية للأمة؟


د· محمد عابد الجابري
أكاديمي ومفكر – المغرب


عندما كان علماء اللغة يجمعون كلام العرب ويضعون له قواعد في الصرف والإعراب في بدايات عصر التدوين، في العصر العباسي الأول، كان زملاؤهم الفقهاء يؤصلون أصول الشريعة ويستنبطون الأحكام التي تستجيب لمتطلبات التطور واتساع رقعة بلاد الإسلام ويؤسسون لمذاهب في الفقه والتفسير، فكانت حاجتهم إلى معرفة أسرار اللغة العربية وقواعد الصرف والنحو والبلاغة مثل حاجتهم إلى جمع الحديث والسيرة والعناية بأسباب النزول··· إلخ· فكان هذا الاجتهاد في اللغة والفقه أول مظاهر البناء العام الذي عرفته الثقافة العربية الإسلامية، وكان ذلك تجديدا في الدين وتصديقا للحديث النبوي القائل إن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها·
توالى الاجتهاد والتجديد عبر العصور ووضع المؤرخون قوائم للمجددين الذين ظهروا على رأس كل مئة سنة طوال التاريخ الإسلامي· ومن الذي ذكروا في آخر القائمة -حسب الترتيب الزمني- محمد بن عبد الوهاب الذي عاش في القرن الثامن عشر الميلادي في الجزيرة العربية والذي ركز جهوده في محاربة البدع التي تنحرف بعقيدة التوحيد الإسلامية فتنسب إلى غير الله ما لا يجوز أن ينسب إليه من أمور تحمل سمات الشرك بالله، مثل زيارة القبور والأضرحة للتبرك والتوسل بمن دفن فيها··· إلخ·
ويمر قرن من الزمان ونقرأ على لائحة المجددين في الإسلام اسم مجدد جديد هو الشيخ محمد عبده الذي عرَّف هو نفسه بحركته التجديدية فقال: ارتفع صوتي بالدعوة إلى أمرين عظيمين: تحرير الفكر من قيد التقليد وفهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى واعتبارها من ضمن موازين العقل البشري ··· والأمر الثاني إصلاح أساليب اللغة العربية في التحرير سواء كان في المخاطبات الرسمية أو في المراسلات بين الناس· ثم يضيف: وهناك أمر آخر كنت من دعاته والناس جميعا في عمى عنه، ولكنه الركن الذي تقوم عليه حياتهم الاجتماعية، وما أصابهم الوهن والضعف والذل إلا بخلو مجتمعهم منه· وذلك هو التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب وما للشعب من حق العدالة على الحكومة· ويضيف: جهرنا بهذا القول واستبداد في عنفوانه والظلم قابض على صولجانه ويد الظالم من حديد والناس كلهم عبيد له أي عبيد!
تجديد في اللغة بالدعوة إلى نبذ الأسلوب الذي هيمن في عصر الانحطاط والذي كان قوامه السجع والتنميق اللفظي وغياب المعنى···· وتجديد في الدين بالدعوة إلى ترك التقليد و اعتماد العقل في فهم الدين··· والتجديد في الفكر السياسي والاجتماعي بدعوة الأمة إلى معرفة حقها على حاكمها، وبعبارتنا المعاصرة المطالبة بالديمقراطية والعدالة· ومن المفهوم تماما أن لا تحظى دعوة محمد عبده إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي بنفس الاستجابة -النسبية على الأقل- التي حظيت بها دعوته إلى الإصلاح اللغوي والإصلاح الديني· وقد تفهم الشيخ عبده ذلك لأن الإصلاح السياسي والاجتماعي، كما يقول: ثمرة تجنيها الأمة من غراس تغرسه، وتقوم على تنميته السنون الطوال·
ومع ذلك يجب القول إن الاستجابة لدعوة الإمام محمد عبده إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي كانت في المغرب العربي خاصة أقوى بكثير مما كانت عليه في أقطار عربية أخرى· لقد اتجهت السلفية في المغرب نحو الاندماج في الحركة الوطنية وتبني أهدافها التحديثية وانتهت بالذوبان فيها، خصوصا عندما جند المستعمرون الجماعات الدينية الطرقية والقوى المتخلفة المتعاملة معهم، ضد الوطنية والسلفية· بل يمكن القول إن الوطنية المناضلة إنما خرجت من جوف السلفية تماما مثلما أن السلفية انتشرت في جسم المجتمع المغربي وتغلبت على الطرقية، خصمها الديني، باندماجها في الحركة الوطنية ورفعها راية النضال ضد المستعمر وأعوانه وعملائه· كل ذلك جعل حمولة مفهوم السلفي تتوسع ليشمل في آن واحد: محاربة الاستعمار، ومحاربة البدع والتقاليد الاجتماعية الشعبية، والدعوة إلى التجديد والتحديث في كل مجال في الفكر والسياسة والاجتماع، وأيضا في مجال وضعية المرأة، بالدعوة إلى السفور وتعليم المرأة وإدماجها في الحياة العامة··· إلخ·
غير أن الحديث عن السلفية سيظل ناقصا وغير تاريخي إذا ما اقتصر على التركيز على الوجه الذي أبرزناه وأغفل الباقي· ونعني بالباقي تمسك بعض السلفيين بنموذج السلف الصالح الذي عرفته الحضارة العربية الإسلامية قبل ظهور الخلاف بوصفه النموذج الخالد الذي يجب الانغلاق داخله، هذا في حين أن جميع التيارات السلفية التي عرفها التاريخ الإسلامي من الحسن البصري إلى محمد بن عبد الوهاب إلى جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده إنما كانت أحد مظاهر التجربة التاريخية للأمة، أحد مظاهرها الإصلاحية، بل أحد مظاهر الإصلاح فيها·
ثمة جانب آخر لابد من التنبيه إليه وهو أن جميع الحركات السلفية التي عرفها التاريخ العربي الإسلامي، كانت بمثابة تعبير عن عملية إعادة التوازن الذاتي للمسار الذي اتخذه هذا التاريخ منذ ظهور الاسلام· وبعبارة أدق إن السلفية كانت دائما ذلك الجزء من التجربة التاريخية للإسلام السني الذي تستعيد منه هذه التجربة ما يحفظ لها الوجود والاستمرارية عندما يفرز تطورها الداخلي ما يهددها بالاندثار· فهي إذن نوع من المقاومة الذاتية لأمراض داخلية ذاتية المنشأ· وقد كانت كافية وناجعة عندما كانت الحضارة العربية الإسلامية هي حضارة العالم لعصرها، أعني غير مزاحمة ولا مهددة بحضارة أخرى معاصرة لها على صعيد الزمن·
ومعلوم أن الحضارة المعاصرة التي نحياها اليوم والتي تفرض نفسها كحضارة للعصر الحاضر كله، هي شيء آخر جديد تماما، يقع خارج الحضارة العربية الإسلامية التي أصيبت بالتراجع، وفي ذات الوقت ينافسها ويهددها من خارجها وفي عقر دارها··· وبالتالي فالتجربة التاريخية للأمة العربية الإسلامية، تجربتها الراهنة مع الحضارة المعاصرة لا يكفي فيها استلهام نموذج السلف الصالح وحده· فهذا النموذج إنما كان نموذجا كافيا لنا يوم كان التاريخ هو تاريخنا، يوم كان العالم كله يقع في عقر دارنا، يوم كان من الممكن للخليفة العباسي هارون الرشيد أن ينظر إلى السماء ويقول للسحابة، اذهبي أنى شئت فسيأتيني خراجك! لقد تغير الوضع اليوم وأصبحت الرأسمالية الغربية العولمية هي وحدها التي يمكنها أن تقول مثل ذلك القول عندما تسمع أزيز السيارات والطائرات والصواريخ وما أشبه·
وإذاً، فيجب علينــا جميــــعا أن نقتنــــع -إذا كان بعضنا ما زال لم يقتنع- أننا اليوم لم نعد وحدنا في العالم، و أنه من المؤكد أننا لن نكون وحدنا في المستقبل، على الأقل بالنسبة للمدى المنظور·· وعليه فالنموذج الذي يجب استلهامه من أجل إعادة بناء الذات، ذاتنا نحن، وتحصينها وتلقيحها ضد الاستلاب والذوبان والاندثار، ينبغي ألا يكون من نوع النموذج-السلف الذي يقدم نفسه كعالم يكفي ذاته بذاته، بل يجب أن يشمل جماع التجربة التاريخية لأمتنا مع الاستفادة من التجربة التاريخية للأمم التي تناضل مثلنا من أجل الوجود والحفاظ على الوجود، وأيضا -ولم لا؟- من التجربة التاريخية للأمم التي أصبحت اليوم تفرض حضارتها كحضارة للعالم أجمع·
لقد كانت السلفية كافية وفعالة وإجرائية يوم كنا وحدنا قي بيت هو بيتنا وبيت لنا في الوقت نفسه· أما وقد أصبحنا جزءا في كل فإن الطريق الوحيد لإثبات وجودنا والحفاظ على خصوصيتنا داخل هذا الكل هو طريق التعامل معه بالمنطق الذي يؤثر فيه، منطقه هو، ولكن من مواقعنا لا من مواقع غيرنا· ومنطق هذا الكل الذي ننتمي إليه اليوم، أعني منطق الحضارة المعاصرة، يتلخص في مبدأين: العقلانية والنظرة النقدية· العقلانية في الاقتصاد والسياسة والعلاقات الاجتماعية، والنظرة النقدية لكل شيء في الحياة، للطبيعة والتاريخ والمجتمع والفكر والثقافة والإيديولوجيا· هذا في حين أن منطق سيرة السلف الصالح التي تمثل المدينة الفاضلة في التجربة التاريخية للأمة العربية الإسلامية، كان شيئا آخر! كان منطقا يقوم على المبدأ التالي: الدنيا مجرد قنطرة إلى الآخرة· وقد أدى هذا المنطق وظيفته يوم كان العصر عصر إيمان فقط وليس عصر علم وتقنية ومصالح وإيديولوجيات وصراعات دولية وطموحات للهيمنة العولمية···
نعم إن منطق الإيمان هذا صالح في كل زمان ومكان، وللناس عامة وللمسلمين خاصة لأنه من تراثهم، ولكنه في العصر الحاضر صالح فقط، كخلقية، كموجه للسلوك في علاقة المرء مع نفسه ومع أقاربه وعموم الناس، وقبل ذلك وبعده :مع ربه، مع استشرافاته الأخروية·
وصحيح تماما أن الاسلام ليس مجرد سيرة سلف مضى وانقضى··· بل هو، كما يؤمن بهذا كل مسلم، صالح لكل زمان ومكان· غير أن تأكيد هذا بالقول شيء، وترجمته إلى الواقع شيء آخر· على أن جميع أهل الديانات، قديما وحديثا، يؤمنون بأن دياناتهم صالحة لكل زمان ومكان، ولذلك يتمسكون بها ويعتبرونها تمثل الحقيقة العليا وتنطق بها· وإذاً فالمسألة ليست مسألة ما إذا كان الاسلام صالحا لكل زمان ومكان، فهذا ما يؤمن به كل مسلم، ولن يبقى المسلم مسلما إذا شك لحظة في هذه المسلمة الإيمانية، ولكن المسألة المطروحة، والتي يجب طرحها دائما، هي مسألة ما إذا كان المسلمون اليوم صالحين لزمانهم أي قادرين على أن يعيشوا عصرهم، على أن يدشنوا سيرة صالحة جديدة تكمل سيرة السلف الصالحة القديمة، وتجعل منها واقعا حيا صالحا لأن تستلهمه الأجيال المقبلة في بناء سيرتـهم الخاصة·
إنها التجربة التاريخية للأمة هي التي يجب تحيينها- أي جعلها حية في الحاضر- بتدشين فصل جديد فيها، يمكنها من الدخول في العصر الحاضر، هذا العصر الذي يصر كل شيء فيه إصرارا، وكل يوم وكل ساعة، على أنه عصر الخلف وليس عصر السلف·

د· محمد عابد الجابري
أكاديمي ومفكر - المغرب
إن جميع الحركات السلفية التي عرفها التاريخ العربي الإسلامي كانت بمثابة تعبير عن عملية إعادة التوازن الذاتي للمسار الذي اتخذه هذا التاريخ منذ ظهور الإسلام

فن الإساءة الحضارية إلى الذات


فن الإساءة الحضارية إلى الذات

السيد يسين
كاتب ومفكر – مصر


عدت من رحلة إلى المغرب حيث عقدت بمدينة الرباط في مقر الأكاديمية المغربية ندوة عالمية موضوعها حوار الثقافات هل هو ممكن؟ وقد شارك في هذه الندوة مجموعة مختارة من أبرز المثقفين الغربيين والعرب، الذين يمثلون عديداً من الاتجاهات الفكرية· وقد عرضت في هذه الندوة بحثا لي عنوانه: الحوار الحضاري العالمي: رؤية ثقافية عربية حاولت فيه أن أقدم نظرية واضحة عن الأسئلة التي يطرحها الحوار وشروط تنفيذه وكيفية إدارته، والمعايير التي يمكن على أساسها اختيار المشكلات التي سيدور حولها الحوار·
وقد ركزت في عرضي على أنه ليس هناك حوار حقيقي للثقافات إذا لم يقم على أساس النقد المزدوج وأعني بذلك على وجه التحديد نقد الذات وتفكيك خطاب الآخر·
والواقع أن ممارسة النقد الذاتي - كما أكدت من قبل أكثر من مرة - ليست فضيلة عربية، ولكنها فضيلة غربية أساساً! بحيث يمكن القول إن أحد أسباب التقدم الغربي هو الممارسة المنهجية للنقد الذاتي في المجتمعات الغربية· وهذا النقد الذاتي يقوم به في بعض الأحيان أعضاء النخب السياسية الحاكمة إذا قصروا أو أخطأوا في عملية صنع القرار، وكذلك حال المثقفين والكتاب والمفكرين، الذين يراجعون مواقفهم السياسية وفقا للأحداث الكبرى العالمية والإقليمية والمحلية، أو إذا ما اتجهوا إلى تغيير وجهة مشروعاتهم الفكرية، نتيجة للتطور الذاتي للمثقف، أو كانعكاس لتغيرات الظروف المحيطة به·
ويكفي في هذا الصدد أن نشير إلى استقالة عديد من السياسيين والمثقفين واليساريين من الأحزاب الشيوعية الأوروبية عقب الغزو السوفييتي للمجر عام ،1956 بعد أن أدركوا أن الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى، يتصرف في الواقع وكأنه قوة إمبريالية استبدادية غاشمة، ويعتدي بذلك على حرية الشعوب· وقد اندفع بعض هؤلاء من بعد إلى مراجعة موقفهم الفكري من الماركسية ذاتها، وقاموا بإجراء مراجعات متعددة، سواء من زاوية هجرها أصلا كنظرية أو منهج، أو محاولة تعديل بعض مقولاتها·
ويمكن القول إن الشيوعية الأوروبية التي صيغت لتتناسب مع قرار عدد من الأحزاب الشيوعية الأوروبية لكي تدخل اللعبة الديمقراطية كما تمارس من خلال الانتخابات الدورية في عديد من البلاد الغربية، تعد تطبيقاً خلاقاً لممارسة النقد الذاتي، وإن كانت هذه الحركة قد صعدت وهبطت من بعد نتيجة أسباب متعددة·
وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى نموذجين بارزين لمفكرين كبار مارسوا النقد الذاتي، وإن كان في اتجاهات متعارضة· المثل الأول هو الفيلسوف الفرنسي الشهير لويس التوسير الذي برز في أواخر الستينيات بمجموعة كتب أشرف على تحريرها مثل كتابه من أجل ماركس وغيرها· وكان مشروعه يقوم أساساً على تجديد الماركسية، وأحدث هذا المشروع دويا عالميا، وأصبحت لأفكاره تطبيقات متعددة في الفلسفة والسياسة والاقتصاد بل أيضاً في الأدب والفن·
غير أن لويس التوسير أحس في لحظة ما بفشل مشروعه، ولم يتوان عن ممارسة النقد الذاتي، وذلك في مؤتمر شهير نظمته الشيوعية الإيطالية روسانا روساندي والتي كانت قد استقالت من الحزب الشيوعي الإيطالي احتجاجا على جموده الفكري· وكان عنوان المؤتمر: الماركسية في المجتمعات ما بعد الثورية · وشارك لويس التوسير في المؤتمر ببحث صغير موجز وإن كانت له دلالات متعددة· وقال فيه منتقداً نفسه واتباعه: كنا نبحث عن جوهر خالص للنظرية الماركسية، غير أننا أدركنا أخيرا أنه ليس هناك جوهر خالص لأي نظرية ! بعبارة أخرى أن الحفر في التربة حتى الجذور للوصول إلى النظرية - أي نظرية - في حالتها الأولى النقية المبرأة من الشوائب وهم باطل ماله من أساس! أما النموذج البارز الثاني للمفكر الذي مارس النقد الذاتي بشجاعة منقطعة النظير فهو روجيه جارودي الذي كان منظراً للحزب الشيوعي الفرنسي في مرحلته الستالينية، غير أنه استقال من الحزب وتحول إلى المسيحية مبشرا بقيمها السامية، ثم فاجأ الجميع وتحول إلى الإسلام وسمى نفسه رجاء جارودي فأصبح لإسلامه دوي كبير في البلاد العربية والإسلامية، وكأن جارودي، أعزّ الإسلام بإعلانه تحوله لكي يكون مسلماً!
وإن كانت هذه الحالة بالذات تمثل نموذجاً بارزاً على التذبذب الإيديولوجي، والاهتزاز الشديد للمشروع الفكري لهذا الفيلسوف المتقلب!
وإذا كانت ممارسة النقد الذاتي بدأت تمارس بشكل إيجابي في العالم العربي، وخصوصاً بعد هزيمة يونيو ،1967 وأقدمت عليها الحركات الإسلامية والماركسية والقومية في كتب منشورة لعل أهمها الكتاب الذي أشرف على تحريره العالم السياسي الكويتي عبد الله النفيسي الحركة الإسلامية: أوراق في النقد الذاتي والكتاب الذي حرره كريم مروة حوارات ويتضمن نقداً ذاتياً ماركسياً، وكتب أخرى متعددة تحمل نقداً ذاتياً مارسه أنصار التيار القومي، فلا بأس أن نواصل المسيرة ونمارس نقداً ذاتياً من زاوية النقد الجذري لبعض الممارسات الكتابية والصحفية التي نشرت مؤخراً·
وأبرز هذه الممارسات التي أثارت ضجة ما نشر بشأن عرض مكتبة الإسكندرية للكتاب الشهير سيئ السمعة بروتوكولات حكماء صهيون ، في واجهة العرض بالمكتبة، وقرار إدارة المكتبة برفع الكتاب بعد أن وصلت لها احتجاجات قادمة من دوائر غربية متعددة· وقد راجعت ما كتب بصدد هذا الموضوع عقب عودتي من المغرب، وراعني تصاعد صوت الخطاب الغوغائي بهذا الصدد·
وقد صورت بعض الصحف الأمر وكأنه خضوع غير مقبول من المكتبة لضغوط الدوائر اليهودية والغربية، واستطلعت جريدة الأسبوع آراء عدد من المثقفين في هذا الموضوع، الذين أجمعوا تقريباً على أن مصادرة الكتاب من المكتبة بحسب تعبيرهم تعد خضوعاً للضغوط الدولية·
والواقع أنه بعد الضجة التي أثارها مسلسل فارس بلا جواد وبعد هذه الضجة المفتعلة بصدد مكتبة الإسكندرية واستقلال عملية صنع القرار فيما يتعلق بما يعرض ولا يعرض، أثارت استغرابي الشديد· ووصلت إلى نتيجة مهمة هي أننا بتبني هذه المواقف الفكرية المتخلفة أصبحنا عباقرة في فن الإساءة الحضارية إلى الذات، وتقديم صورة مشوهة للمثقفين العرب، يمكن أن تجعلهم محل سخرية على الصعيد العالمي·
خذ على سبيل المثال تشكيك بعض الكتاب العرب في عدد ضحايا المحرقة اليهودية الهولوكست مما جعل دوائر شتى تتهمهم بمعاداة السامية· ما هي مصلحتنا في التقليل من حجم هذه الخسائر؟ وهل لو كان الضحايا ثلاثة ملايين إنسان فقط لا خمسة ملايين كما تزعم الدوائر اليهودية سيخف استنكارنا لهذه الجريمة ضد الإنسانية؟
إن الهولوكست كما قلت أمام الندوة الدولية في الرباط صناعة أوروبية لا شأن لنا بها كعرب ومسلمين، وكذلك معاداة السامية هي صناعة أوروبية أخرى لا علاقة لنا بها·
فما الذي يجعلنا نتدخل - بجهالة - في وقائع تخص التاريخ الأوروبي الحديث والمعاصر؟
ومن ناحية أخرى كيف يمكن الهجوم على قرار مكتبة الإسكندرية الصائب بصدد سحب الكتاب من واجهة العرض، والذي كان عرضه ولا شك في ذلك، خطأ واضحاً؟
لماذا كان عرض الكتاب خطأ وكان لابد من سحبه؟ لأن الكتاب سيئ السمعة، ولا يعتمده كوثيقة حقيقية إلا المثقفون المتخصصون في نظرية المؤامرة الكبرى! والعجيب أن الغالبية العظمى من المثقفين المصريين الذين استطلعت آراءهم جريدة الأسبوع ، ومن بينهم مؤرخون وكتاب بارزون لم يشككوا في مصداقية الكتاب وكأنه فعلا وثيقة معترف بها تتضمن استراتيجية اليهود في حكم العالم!
ولم يفلت من هذه الدائرة سوى الدكتور أشرف بيومي الذي أدلى بالرأي الصائب والذي يتفق مع الحقيقة التاريخية، حين قرر بالنص أن كتاب بروتوكولات حكماء صهيون من صنع البوليس السري في عهد روسيا القيصرية كان يهدف لتأجيج مشاعر البغض والكراهية لليهود، لكن الحقائق تؤكد أن الصهاينة يسيرون على نهجه دون أن يكونوا مؤلفيه، وعموماً نحن لسنا ضد اليهود لكن ضد العنصرية اليهودية كدين ·
وما قرره أشرف بيومي هو خلاصة لحكم عديد من المؤرخين العالمين الذين سبق لهم أن حققوا في هذا الموضوع الخلافي· وإذا كان أشرف بيومي يرفض مصادرة الكتب - وهذا حقه - فإن كلمة المصادرة هنا لا معنى لها! لأن الكتاب له طبعات عربية شعبية متعددة، بل إن إحدى الصحف المصرية نشرته في مسلسل كامل، ومعنى ذلك أن القارئ المصري والعربي لم يحرم - للأسف الشديد - من مطالعة أحد نماذج الفكر التآمري العالمي!
ولماذا نلجأ إلى هذه الكتب المزيفة، وأمامنا التاريخ الحيّ بوقائعه المسجلة، والتي تؤكد التحيز الغربي للمشروع الصهيوني، والخضوع لابتزاز الحركة الصهيونية سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة الأميركية· ولدينا أيضا الوقائع اليومية الصارخة للممارسات العنصرية للدولة الإسرائيلية في محاولة يائسة لإبادة الشعب الفلسطيني؟
لماذا نترك الوقائع الحية المسجلة بالصوت والصورة، ونستند في نقدنا للمشروع الصهيوني إلى كتاب مزيف سيئ السمعة؟
ليست هناك إجابة على هذا السؤال، سوى أننا - فيما يبدو - أصبحنا خبراء في فن الإساءة الحضارية إلى ذاتنا، وتلك للأسف الشديد نتيجة لازمة للإصرار على ممارسة الخطاب الغوغائي في السياسة والفكر معاً!


وبعد قراءة هذا المقال أرى أن السيد يس فنان وعبقري جداً في الإساءة إلى الذات



خطبة كشف الاسرار.... للمناضل والمجاهد صدام حسين



خطبة كشف الاسرار.... للمناضل والمجاهد صدام حسين

في معركة المطار قتلنا من المجرمين الامريكان اكثر
من 2000 جندي واعداد اكثر من الجرحي ودمرنا معداتهم
قاتلنا برجولة وشرف وعزة وكرامة....
ولكنها الخيانة وقعت من اناس هان عليهم دينهم ووطنهم وامتهم وعرضهم.

فيما يلي نص الرسالة الخطية الثانية المنسوبة للرئيس العراقي صدام حسين، و نشرتهاالقدس العربي

بسم الله الرحمن الرحيم

"قالا ربنا اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغي، قال لا تخافا انني معكما أسمع وأري .صدق الله العظيم
من صدام حسين
الي شعب العراق العظيم
العراق في 6 ربيع الأول 1424 7 ايار 2003
حي علي الجهاد..
حي علي الجهاد..
حي علي الجهاد.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الي ابناء الشعب العراقي العظيم
لقد بدأ جهاد اخوانكم ليلحقوا كل يوم خسائر متلاحقة بالعدو المجرم الامريكي والبريطاني، فكونوا معهم، لأن الله معهم.
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا، وكنتم علي شفا حفرة من النار فانقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون .
وانتم ترون ان المحتل الجبان يقتل يوميا من اخوانكم واخواتكم وابنائكم برصاصه الحاقد، دون ان تدان جرائمه من قبل المتسترين بحقوق الانسان، ومن قبل حتي من يطلقون علي انفسهم.
وفي عهدكم، عهد العزة والوطن الواحد والأمن لم يكن هناك من يفتح الباب ليسرق بلدكم.
واقول ان الغزاة الامريكان والبريطانيين قد سرقوا من ثروتكم الآثار ونفطكم، بل سرقوا من المصارف اموالا تفوق ما يعلنون، وليعلم الجميع ان مصارفكم كانت مليئة بالأموال بمختلف العملات، لمودعين وللدولة، وقد سرقها الغزاة الذين سيسرقون نفطكم وثروتكم. وليس جديدا ان بوش او بلير هما لصوص فهم قتلة.
ولا اكشف سرا الآن ان ما انفقته الدول المحيطة بالعراق منذ عام 1968 ولغاية الآن للاضرار بالعراق بسبب مواقفه القومية الشريفة ولمنع نهوضه ـ لو قدر وانفق علي تحرير فلسطين واعمارها لتم ذلك، بل كان يكفي لتحرير كل الاراضي العربية المحتلة من اسرائيل وغيرها.
وبينما احتضن النظام السوري معارضين وهم خونة وسمح لهم بالتخابر مع CIA وبريطانيا لم تسمح لمقاومين بالبقاء اياما، وكذلك فعل النظام الاردني الذي يسعي للترويج للمشروع الصهيوني بعد ان وقع عار وجريمة وادي عربة. اما النظام السعودي، الذي سمح للغزاة بتدنيس ارض الرسول (ص) فانفق وحده ضد العراق القومي المسلم فوق ما يتصور العقل، خدمة للعدو الصهيوني وامريكا.
وقد قالوا مرة ان الامريكان لحمايتنا من اسرائيل، واتضح ان المقصود هو تسهيل العدوان علي العراق المسلم العربي.
اما النظام الكويتي الفاجر والكذاب والخائن والبائع عرضه وارضه وشرفه، فنقول انهم علقميون ضد الامة، مثلما كان هناك علقمي في بغداد من الخونة الانجاس. ومارست الفئة الحاكمة في ايران النفاق والتآمر علي العرب والاسلام بكل ما اوتيت من خباثة، فهي احتضنت جواسيس امريكا ضد العراق، وساعدت في حصار العراق، وفضلا عن ذلك انهم المستفيدون الوحيدون مما يجري، فقد ساهموا في التآمر علي طالبان، وفعلوا مع العراق، ولن يكون لهم دور الآن في التآمر الا للانظمة المعادية للامبريالية الامريكية. وتركيا طوال سنوات تسمح للطائرات الامريكية والبريطانية، مثل آل سعود الجبناء الخونة بقتل اخوتكم وابناء بلدكم.
لقد عانينا الكثير، والآن سيكتشف اخوتنا في سورية انهم قد اخطأوا معنا في المشاركة بالحرب ضدنا عام 1991، واذا كان العراق قد تعرض لحروب وحصار دام 13 عاما وقصفا متواصلا ليدخلوه الغزاة، فان ما حدث له قد اصاب الجميع ممن يريدون العيش بكرامة، سواء كانوا انظمة او احزابا او حتي وسائل اعلام بالخوف. فخضع من خضع، واضطروا حتي لتغيير مفردات الجهاد والدين..

يا شعب العراق العظيم:

ان كثيرا من الاسرار لو كشفناها لتغيرت قناعات وحقائق بخصوص شخصيات واحداث. لكن الحقيقة الآن التي يجب العمل بها هي مقاومة الاحتلال وطرده وسحقه. اقول ماذا استفاد الاردن من قيام نظامه بتسليم معلومات ضد العراق وقيادته للغزاة، وماذا استفادت ارض نجد والحجاز من دعم قوات الاحتلال لغاية الآن بالآليات والدبابات والطائرات والأكل والشرب؟
انهم يكذبون ويحاولون التغطية علي جرائمهم عندما يقولون نقدم مساعدات انسانية. بعد كل جرائمهم بحق العراق والأمة يقولون مساعدات انسانية. اما النظام الايراني فاحذروا، فهم عنصريون وليس لهم علاقة بالنضال الاسلامي.

يا شعب العراق العظيم:

وحدهم من يقاوموا الاحتلال من يفكرون بعراق واحد، أما من يمد يداه للغزاة فهو لا يفكر بعراق واحد. اتحدوا وتراحموا وتعاونوا، فلا يطرد صاحب ملك المستأجر ولا تعتدوا علي بعضكم. فأموال اي احد منكم امانة عند اخيه وجاره والعراقي عموما. تذكروا انكم، عربا واكرادا وتركمانا وباقي المواطنين، اخوة في الدين والوطن.
وانكم سنة وشيعة مسلمون واخوة في الوطن.
واريد ان اقول لكم ان من يدعون انهم من ضحايا النظام لا تصدقوهم، فبعض ضعاف النفوس يريدون ان يجدوا عند المحتل مكانا والبعض الآخر جاء مع المحتل اصلا.
اما العراقيون في الخارج فأطلب منهم مساعدة اخوتهم حالا ونصيحة، شجعوهم علي مقاومة الاحتلال، ومن كان قادرا لمساعدة اخيه فليفعل.
وحافظوا جميعا علي الوطن واسعوا جميعا للمقاومة، واياكم ثم اياكم ثم اياكم ان تمكنوهم من نفطكم وثرواتكم، قاوموا، قاوموا، قاوموا، وقاطعوا المحتل واعوانه، هذا واجب ديني ووطني.
في معركة المطار نزالا عنيدا جبارا مع اخوتهم ابناء العراق في الجيش والشعب حتي بلغت خسائر المجرمين الامريكان اكثر من الفين قتيل واعداد اكثر من الجرحي ومعدات لو سمحوا للمصورين ان يلتقطوا فيها الصور لكانت صور محرقة قد تمت لهم، في هذه المنازلة.
ولكن الخيانة من اناس هان عليهم دينهم ووطنهم وامتهم وعرضهم ولقاء ثمن مهما كبر فهو بخس بحجم ما ألحقوا بالعراق والأمة من اذي.
لقد قاتلنا برجولة وشرف وعزة وكرامة، ولم ننهزم طالما بقي الايمان بالله في نفوسنا والجهاد خيارنا والمقاومة ردنا.
لقد اوجد الغزاة حالة من عدم الأمن في العراق، فالسرقة والقتل والاغتصاب والنهب ممن قدم معهم، عار سيبقي عليهم ولن يمر دون حساب الله.
تصوروا ان من يطلقون علي انفسهم معارضة عراقية جاءوا يقدمون الدعم لمحتل ليسرقهم ويحتل بلدهم ويفصلهم عن امتهم، ويعترف بالعدو الصهيوني. كلهم سواء كانوا قد لبسوا العمامة او القبعة الامريكية لا فرق بينهم طالما سببوا لشعبهم هذا الألم والاحتلال.
يا شعب العراق الواحد: ان كل المجتمعين لتقرير مصير حكمكم من الخونة سهلوا العدوان والاحتلال، ولن تجدوا بينهم شريفا واحدا.
وادعوكم يا ابناء العراق ان تجعلوا المساجد مركزا للمقاومة والانتصار للدين والاسلام والوطن، وان تشعروا العدو انكم تكرهونه فعلا وقولا.
فهذا العراق العظيم لكم جميعا وليس لفرد، وهو للأمة وللمسلمين سندا وجزءا لا يتجزأ منها.
وحين يكون هناك وقت ومكان لمراجعة التجربة سنفعل بروح ديمقراطية لا تخضع لاجنبي او صهيوني.
انتصروا لدينكم واخوتكم. وانصحوا بقية العرب والمسلمين حتي لا يحدث الخرق الذي ترونه. كونوا لامتكم حتي يكون شعب الامة لكم. وان رأيتم العدو يريد النيل من سورية او الاردن او السعودية او ايران، فساعدوا في مقاومته، فهم ورغم الانظمة اخوتكم في الدين او العروبة. وساعدوا الكويت وبقية دول الخليج العربي ومصر والاردن وتركيا ليتخلصوا من العدو الامريكي.

الله اكبر

حي علي الجهاد
حي علي الجهاد
حي علي الجهاد

عاش العراق الواحد المسلم العربي
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الي النهر
الله اكبر وليخسأ الخاسئون
الرسالة الخطية الثانية
بعد رسالة خطية وصوتية
صدام حسين

المجرم والإرهابى هو الذى يقبض ويعتقل ويحاكم الأشراف


فى هذا العالم الذى أصبح المجرم والإرهابى هو الذى يقبض ويعتقل ويحاكم الأشراف
بقلم arabman بتاريخ 2003/12/21 9:36:43 (55 قراءة)

متى يتم القبض على شارون و جورج بوش لمحاكماتهما بتهمة
ارتكاب جرائم ضد العرب والمسلمين ؟

هذا سؤال أتوجه به لمحكمة جرائم الحرب الدولية إذا كان يهمها العدل ثم أتوجه به إلى صاحب كل ضمير حى فى هذا العالم الذى أصبح فيه المجرم والإرهابى هو الذى يقبض ويعتقل ويحاكم الأشراف وأيضا أتوجه به إلى عصابة مايسمى بمجلس الحكم فى العراق الذين عميت أبصارهم عن جرائم جورج بوش الأب ومن بعده فتى أمريكا المدلل الداعر كلينتون وكذلك جورج بوش الابن ضد الشعب العراقى والتى إذا قيست بما يفترونه على الزعيم صدام تعد أكاذيبهم صفرا على اليسار مقارنة بجرائم إدارة الشر الأمريكية ضد الشعب العراقى والتى هى مؤكدة وموثقة لدى المحافل الدولية .
وبالطبع ليس بخاف على أحد ما يقوم به رمز الشر والإرهاب العالمى سئ الذكر وعدو الحجر والشجر والوبر بل عدو كل دابة على الأرض وما يفعله هذا الإرهابى شارون و ليس فى حاجة إلى أدلة تدينه ومن ثم تستوجب اعتقاله ومحاكمته محاكمة عادلة ولا نريد أكثر من أن تكون عادلة فالعدل يعنى أن يموت صبرا هذا الجزار ، والذى يجعلنى فى حيرة من أمرى بفرض أن صدام حسين على هذا القدر من الإجرام الذى يريد موفق الربيعى والباجه جى والحكيم وأمثال هؤلاء العملاء أن يصوروه لنا بهذا القدر من السوء لماذا لا نسمع لهم صوتا وهم يعلمون أن شارون هو أول من علم بنبأ اعتقال صدام ؟! ما دخل شارون بأمر يخص العراق إلا إذا كان شريكا فى الجرائم ضد شعب العراق بل يعتقد البعض أن شارون دخل العراق تحت الحماية الأمريكية من أجل أن يطمئن على أن الأسد أصبح جريحا ومن ثم فقد خلت له الساحة تماما من كل عناصر التهديد الأمر الذى جعل اللواء عاموس غلعاد، رئيس الطاقم السياسي – الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنه يقول "سيتم قريباً اختفاء شخصيتين عن الخارطة الشرق أوسطية: صدام حسين وياسر عرفات"وقد جاء هذا التصريح فى صحيفة يدعوت أحرنوت فى ظهر يوم 15/12/2003 وهذا يعنى أن العدو الصهيونى ليس بعيدا عن ساحة المعركة داخل العراق بكل تفاصيلها ولم يكتف مسئول الأمن الصهيونى بما قاله لكنه قال ما هو أخطر بكثير الذى من شأنه يعد تهديدا خطيرا للرئيس السورى بشار الأسد حيث قال بالحرف الواحد : " إن اعتقاله ينطوي، أيضاً، على رسالة لدكتاتوريين آخرين، أمثال السوري وكذلك الفلسطيني، القريب منا". وهذا ما تفعله أمريكا نيابة عن العدو الصهيونى ، عزيزى القارئ أريدك فقط أن تشعر بالخسارة التى منى بها العالم العربى بذهاب القائد صدام من ساحة المعركة وقد اعترف هذا المسئول الصهيونى بأن صدام كا ن يعطى أسرة كل شهيد 25 ألف دولار فى سياق رده على سؤال المحاور وهو ما قولك في رفض الفلسطينيين إعلان موقف من اعتقاله ؟ وكانت الإجابة " حسنـًا، هذا واضح جداً، لقد كان عرفات على اتصال دائم بصدام حسين، بواسط ممثل خاص في بغداد. كما كان صدام يدفع 25 ألف دولار لكل واحدة من عائلات الانتحاريين. من الواضح أنهم لن يثنوا على اعتقاله أو يشجبوا ذلك، فالأمر مربك". قولوا لى بربكم من من حكامنا فعل هذا بأسر شهداء فلسطين وقد يقول البعض انها من أموال الشعب وأرد عليه أن حكام العرب يتنزهون بأموال شعوبهم ويشتروون القصور خارج أوطانهم واسألوا بنزك سويسرا من كل هذا يتضح لنا ماذا كان يمثل القائد صدام حسين من تهديد مباشر للعدو الصهيونى الأمر الذى جعل ما يسمى بدولة إسرائيل فى حالة سعادة ربما لم تسعد مثلها حتى فى حرب 67 فهى تعتبر هزيمة صدام حسين كسر للإرادة العربية وهذا مالم يحدث فى نكسة 67 فلنقرأ الأحداث جيدا بعيدا عن أكاذيب مجلس العمالة فى العراق إذن لو وضعنا مقارنة بسيطة دون تحيز لشخص ما فأيهما أولى بالاعتقال هذا البطل صدام حسين أم هذا الجرثومة المجرم شارون وجهاز استخبارته الذى فشل فى اغتيال صدام وجعل الله كيده فى نحره
ثم دعونى أنقل لكم ما يعتبر لائحة اتهام ضد أمريكا وهذه الاتهامات ليست من بنات أفكارى وليست أيضا من مكتب الرئيس صدام حسين أو من مكتب حزب البعث العراقى بل هى اتهامات أو ما تعتبر اتهامات قد جاء فى كتاب التنكيل بالعراق – العقوبات والقانون والعدالة لصاحبه جيف سيمونز من إصدارات مركز دراسات الوحدة العربية والذى جاء فيه فى الصفحة 358 فى الملحق ( 10 ) شكوى جنائية ضد الولايات المتحدة مقدمة من رامسى كلارك المدعى العام الأسبق فى الولايات المتحدة الأمريكية فى 14/11/1996 وللعلم هذه تهمة واحدة مكملة لتسع عشر تهمة وجهها راسى كلارك عام 1991 متصلة بأسباب ونتائج الحرب ضد العراق التى نظرت فيها وأقرتها محكمة جرائم الحرب الدولية بطلب منه اقرأوا واستفيقوا من أكاذيب موفق الربيعى ( شكوى جنائية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وآخرين لجرائم ضد شعب العراق بالتسبب بوفاة أكثر من مليون وخمسمائة ألف شخص ، بينهم سبعمائة وخمسون ألف طفل تحت الخامسة من العمر ، وإلحاق الأذى بكل السكان بعقوبات مبيدة جماعيا .
( تتهم هذه الشكوى التكميلية : الولايات المتحدة الأمريكية ، والرئيس بيل كلينتون ، ووزير الخارجية ورن كريستوفر ، ووزير الدفاع وليم بيرى ، وسفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مادلين أولبرايت ، والناطق بلسان وزارة الخارجية نيكولاس برنز ، ورئيس وزراء المملكة المتحدة جون مايجور ، بمساعدة وتحريض من السكرتير العام للأمم المتحدة بطرس بطرس غالى ورئيس اللجنة الدولية الخاصة عن العراق رالف ايكيوس وكل بلد عضو فى مجلس الأمن ومندوبى هذه البلدان فى الأمم المتحدة منذ 1991 حتى تاريخه الذين أخفقوا للعمل بثبات لرفع غائلة الموت والمعاناة الناجمة عن العقوبات الدولية ضد شعب العراق ، وآخرين تجرى تسميتهم فيما بعد ؛ بإبادة الجنس البشرى وارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستخدام سلاح شامل وجرائم أخرى محددة فى هذه الشكوى .

والأفعال الجرمية المتهم بها تشمل فرض وإبقاء وتعزيز عن سابق قصد وتصميم حصار اقتصادى وعقوبات ضد شعب العراق من 6 آب / أغسطس 1990 حتى هذا التاريخ مع معرفة تامة ومستمرة بأن الحصار والعقوبات تحرم شعب العراق من الحاجات الأساسية اللازمة لدعم الحياة البشرية ووقايتها ، وهذه الحاجات الأساسية تشمل الأدوية والأمداد الطبية ومياه الشفة الصالحة للشرب وأغذية كافية ومبيدات للحشرات وأسمدة ومعدات وقطع غيار مطلوبة للزراعة ومعالجة الصناعات الغذائية والتخزين والتوزيع وإجراءات المستشفيات والمستوصفات الطبية وكثير من بنود عادية مثل المصابيح الكهربائية وقطع غيار لتوليد وتوزيع الكهرباء وتشغيل الهاتف ووسائط المواصلات الأخرى والنقل العام وخدمات انسانية أساسية أخرى .

ومنعت عن شعب العراق أيضا معرفته بوجود تلوث من يورانيوم مستنزف ومواد كيماوية خطرة اندلعت فى بيئة العراق من قبل المدعى عليهم كما منعوا عن شعب العراق معرفة الإجراءات والمعدات اللازمة لتوفير الحماية لهم من هذا التلوث وأخضعت الولايات المتحدة العراق لمزيد من هجمات عشوائية بالصواريخ أدت إلى قتل مدنيين .
والنتيجة المباشرة لمثل هذه الأعمال وغيرها هى إلحاق أذى مادى مباشر بغالبية شعب العراق ، وأذى دائم جدى بأقلية ملموسة من السكان وموت أكثر من مليون وخمسمائة ألف شخص ، بينهم سبعمائة ألف طفل تحت الخامسة من العمر . ) انتهى الاقتباس .
هذه لائحة اتهامات قد وجهت للولايات المتحدة الأمريكية عام 1996 ولكم أن تتخيلوا حجم الكوارث التى ألمّت بشعب العراق بعد عام 1996 جراء هذا الحصار الظالم وكم عدد ضحايا هذا الحصار وكم هى الهجمات العشوائية التى وجهت إلى العراق فى هذه السنوات بعد تقديم الشكوى ثم جاءت الحرب الكارثية على العراق فى العام 2003 والتى استخدمت فيها أحدث ما صنعته آلة الحرب الأمريكية والبريطانية والتى أدت إلى سقوط بغداد .. بغداد العروبة والإسلام ومن ثم تم القبض على المجاهد صدام حسين من أجل عيون شارون ، وبعد كل هذه الجرائم البشعة التى ارتكبت فى عهد بوش الأب وبوش الابن وما بينهما هذا الفتى الداعر بيل كلينتون ثم نجد من يلومنا ويغضب منا إذا حاولنا الدفاع عن رمز الأمة وكرامتها صدام حسين وكان الأحرى بهؤلاء الذين ينافقون إدارة الشر الأمريكية أن يحاسبوها على ظلمها للعراق وجرائمها ضد الشعب العراقى ومطالبة المجتمع الدولى باعتقال جماعة بن بوش الإجرامية وثالثهم كلينتون ورابعهم كلبهم شارون فلنضع مقارنة بين ما يدّعونه عن صدام حسين وبين ما فعلته إدارة الإجرام الأمريكية وهاتوا أظلم حاكم على وجه الأرض وعددوا له جرائم الإدارة الأمريكية واتركوه يحكم وتجدون لسان حاله يقول لا مكان للظلم بجوار إدارة الشر الأمريكية فما بالكم والحكم عدل مع ملاحظة أن جرائم العدو الأمريكى والصهيونى ليست ضد العراق فحسب بل ضد الأمة العربية والإسلامية وها هم يتآمرون على سورية وإيران وما خفى كان أعظم . فمتى ترجعون إلى صوابكم يا من تدافعون عن آل بوش ومن يدافع عن آل بوش كمن دافع عن آل صهيون فانتبهوا يرحمكم الله ؟ انتظرونا فى المقال القادم والتهم الجنائية الرسمية ضد أمريكا .






اشارة للحادث الذي تعرض وزير الخارجية المصري احمد ماهر في الاقصي، عندما هاجمه فلسطينيون ورموا عليه الاحذية

http://www.alquds.co.uk/articles/data/2003/12/12-24/s24.jpg

الشباشب المكسورة


الأردن: أصوليو مدينة معان يرمون نعالهم ويثيرون الفوضي في قاعة المحكمة
ssرفض شاهدة رفع النقاب عن وجهها يعرقل انعقاد محكمة امن الدولةsss

ppعمان ـ القدس العربي : تقدم أحد الصحافيين الكبار في الأردن بأفضل إقتراح ممكن للتخلص من الإزعاجات التي يسببها أصوليون لمحكمة أمن الدولة أثناء إنعقاد الجلسات، ويقضي هذا الإقتراح بنزع الأسلحة التي يستخدمونها لإزعاج المحكمة والتشويش عليها والمتمثلة بـ الشباشب المكسورة التي يرتديها الأصوليون.ppp
وسلاح الشبشب سبب قلقا وهاجسا لحراس المحكمة التي يشيع الأصوليون الفوضي فيها كلما احضروا للجلسات داخل قفص الإتهام، والإقتراح المشار إليه نصح به احد الصحافيين حتي يتجنب الجميع الإحراج بعد ان قدم احد المتهمين البارزين أدلة علمية وللاسبوع الثاني علي أفضل الوسائل المتاحة لإزعاج المحكمة خلال الإنعقاد وتوجيه الإهانة لها علي حد تعبير الصحف المحلية اذ قام المتهم الأصولي خميس أبو درويش مرتين بخلع الشبشب وإرساله بإتجاه حاجز المحكمة، في محاولة منه للشغب وللتأثير علي المحكمة التي لا يعترف بشرعيتها ويعتبرها محكمة الطاغوت والكفار .
وأبو درويش متهم بتزعم شبكة أصولية أشاعت الفوضي في مدينة معان جنوبي البلاد، وحضور هذا الرجل لموقع المحكمة وداخل القفص أصبح يشكل هما للمحكمة وحراسها، فهو كثير الكلام ويطلق التكبيرات دائما ويحرض أنصاره ويستغل بصورة جيدة حضور الصحافيين.
وقد استطاع ابو درويش مرتين علي الأقل منع المحكمة من الإستمرار بسبب الشغب والتحريضات والتكبيرات، وفي إحدي المرات اعتلي قضبان القفص وحاول القفز علي المحكمة، وفي المرة التي سبقتها خلع الشبشب وأرسله بإتجاه المدعي العام، وعبثا حاول الحراس عدة مرات السيطرة علي ابو درويش الذي يصر القانون علي حضوره وجاهيا اثناء النظر بقضيته، والان لا تعرف المحكمة الطريقة التي يمكن بواسطتها إلإستمرار في الجلسات وإجبار ابو درويش علي الصمت بنفس الوقت.
وقبل يومين رفض ابو درويش الإنصياع لأوامر المحكمة بالصمت، وشكك في المحكمة وإعتبر اعضاءها كفرة وملحدين، وخلع الشبشب وقذفه بالفضاء، ووجهت اليه مرتين تهمة إهانة المحكمة دون فائدة، وكلما ضغط عليه جسديا او معنويا زادت إزعاجاته، حسب بعض المصادر، علما بان المحكمة لا تستطيع عقد الجلسات بدون الحضور الوجاهي للمتهمين.
وفي الجلسة الأخيرة طلب ابو درويش من أنصاره الذين أفرجت عنهم السلطات مؤخرا إكمال المهمة المقدسة في مدينة معان وإطلاق الرصاص علي بعض المسؤولين في هذه المدينة الجنوبية وحدد الحاكم الإداري ـ المحافظ ـ ومدير إدارة الشرطة في المدينة، وحاول أبو درويش الإيحاء بان بعض اهالي معان يأتمرون بأمره لكن مجرد إحضاره لقاعة المحكمة أصبح يتطلب ترتيبات أمنية خاصة تحول دون تكرار الإهانات التي يوجهها علي مرأي من أهالي المعتقلين والصحافيين ورجال الشرطة والأمن.
وأبو درويش شخصية جدلية ومثيرة جدا فانصاره في مدينة معان يطلقون عليه لقب الملا خميس والسلطات ترفض الإعتراف بأنه زعيم ديني وتصر علي إعتباره زعيما لمجموعة إجرامية، ويحاول الملا أبو درويش الظهور بمظهر الوقار الديني ويتصرف كزعيم ديني له اتباع، لكن السلطات تقول انه مجرد مهرب أسلحة مشهور في معان يستغل البعد الديني في دعوات إعلان جهاد يغطي من ورائها تجارته غير المشروعة في الأسلحة المهربة.
ويدخل الملا خميس لقاعة المحكمة مزهوا بنفسه ويتصرف كزعيم بين بقية المتهمين، وعادة ما يطلق صيحة ألله وأكبر ثم يردد البقية معه فتغرق القاعة بالضجيج، وعبثا تطلب المحكمة من المتهمين الصمت وتهددهم بمحاكمتهم بتهمة جديدة هي إهانتها، ويرفض الملا خميس القبول بالمحكمة ويشكك دوما بشرعيتها ويعتبر حسب تقارير محلية انها تمثل اليهود والكفار .
وتعتبر السلطات ابو درويش حصريا وشقيقه عصري ومحمد الشلبي (أبو سياف) مسؤولين مباشرة عن التمرد الذي قمعته أمنيا في مدينة معان قبل نحو سبعة أشهر، وتتهم الثلاثة بقيادة مجموعات تهريب إجرامية لكن الشلبي ينفي اي صلة له بأبو درويش.
من جهة اخري تسبب رفض شاهدة رفع النقاب عن وجهها في عرقلة انعقاد محكمة امن الدولة الخاصة بقضية اغتيال الدبلوماسي الامريكي لورانس فولي المسؤول في الوكالة الامريكية للتنمية الدولية.
وتأخر انعقاد الجلسة للاستماع الي شهادة زوجة الليبي سالم سعد بن صويد المتهم الرئيسي في القضية مدة ساعتين بسبب رفض المتهم ان تكشف زوجته المنقبة عن وجهها امام هيئة المحكمة. بعد وصولها من ليبيا للادلاء بشهادتها امام المحكمة بطلب من وكيل الدفاع عن المتهم. وطلب وكيل الدفاع نقيب المحامين حسين مجلي ان ترفع الجلسة مرتين لاقناع المتهم بضرورة ادلاء زوجته بشهادتها امام المحكمة ما يتطلب رفع النقاب للتأكد من هويتها.
وقالت الشاهدة آمال محمد الطاهر الغول (37 عاما) بعد موافقتها علي الادلاء بشهادتها سمعت خبر مقتل فولي من الراديو وكان زوجي يومها موجودا في المنزل ، مضيفة انه كان يوما روتينيا عاديا بالنسبة لزوجي .
وكان الدبلوماسي الامريكي اغتيل في 28 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بثماني رصاصات اطلقت عليه في حديقة منزله في عمان بينما كان يستعد لركوب سيارته للتوجه الي مكتبه.



المصحف وكتاب تاريخ الأمة .. أهم محتويات زنزانة صدام


المصحف وكتاب تاريخ الأمة .. أهم محتويات زنزانة صدام



زيارة إلي غرفة اعتقال الرئيس..

محمود التميمي

ظهيرة الأحد ذي الفجر الأحمر .. فوجيء موفق الربيعي عضو مجلس الحكم الانتقالي برنين الهاتف في مكتبه وكان الطرق الثاني في ذلك الاتصال الحاكم المدني للعراق شخصيا المدعو 'بول بريمر' وبكلمات مقتضبة قال

بريمر: استعد لمقابلة صدام حسين خلال الساعة القادمة أنت وبعض من أعضاء مجلس الحكم .. فوجيء الربيعي بالخبر .. وبدون الحصول علي تفاصيل .. أغلق الهاتف واستعد لمقابلة الرجل الذي أعيا مطارديه خلال بحث

استمر طيلة الأشهر الثمانية الماضية .. وفي الموعد المحدد كان موفق الربيعي يلتقي في مكتب بريمر بزملائه عدنان الباجه جي وعادل عبدالمهدي وأحمد الجلبي استعدادا للقاء الرئيس العراقي المعتقل .. وبعد أن شزح لهم

بريمر بعضا من تفاصيل عملية الفجر الأحمر .. استقل الجميع سيارة واحدة أخذتهم إلي مطار عسكري مخصص للمروحيات الأمريكية حيث أقلتهم واحدة .. طارت فوق بغداد لتحط في أحد الأحياء السكنية النائية .. وهناك

نزلت المجموعة وقد تملكتهم رهبة .. فهم مقبلون علي لقاء صدام رغم كل شيء .. حاول المقتربون من المبني المكون من طابق واحد تقديم الدكتور عدنان الباجه جي عنهم باعتباره الأكبر سنا .. بصراحة حاول كل منهم

تقديم زميله .. وحده موفق الربيعي امتلك بجاحة أن يتقدم الجمع في الدخول إلي الغرفة .. ولكن المأزق الحقيقي هو في أول لحظة لقاء بين صدام وزواره الشامتين .. هل يلقون عليه السلام؟! .. لا يمكن .. هل يصافحونه؟! ..

لا يستقيم الأمر فهم يعتقدون أن مصافحة بريمر وبوش أولي من صدام .. المهم تفتقت عقلية موفق الربيعي عن فكرة جهنمية .. فقد قرر أن يدخل علي صدام كما تدخل الندابات علي أسرة الميت .. بالعويل والصراخ .. فإذا به

يصرخ فور دخوله علي الرجل الأسير: صدام .. لعنة الله عليك في الدنيا والآخرة .. لماذا فعلت بنا كل هذا .. كيف تواجه رب العالمين في الآخرة.

وكان صدام في تلك اللحظات بين الصحو والنوم .. فقد كان نائما بعد إرهاق طويل إلا أن جنديا أمريكيا أيقظه لاستقبال الزوار من مجلس الحكم .. فكان يحاول استجماع أعصابه حينما دخل عليه ذلك الجمع الذي ضم أربعة

أعضاء في مجلس الحكم إلي جانب بول بريمر وريكاردو سانشيز قائد القوات الأمريكية في العراق.

وهكذا كسر الربيعي حاجز الصمت بين رفاقه وصدام، وكان علي صدام ان يرد علي تلك الزفة .. فما كان منه إلا أن نظر إلي الربيعي باحتقار موجها إليه الشتائم بصوت منخفض.

أحمد الجلبي تدخل لتقديم زملائه ولكنه نسي أن يقدم نفسه .. فتبرع الربيعي بالاشارة إلي زميله قائلا: 'أعرفك علي أحمد الجلبي، ولكن صدام بدا ولو كان يعرفهم جميعا .. إلي تلك اللحظة كان الكل وقوفا بينما صدام كان

جالسا علي حافة فراشه العسكري المستقدم من مهمات القوات الأمريكية .. واضعا قدما علي الأخري .. لاحظ ان الاشاوس الذين حضروا اللقاء قالوا إنه كان ذليلا منكسرا وانتبه الجلبي إلي الموقف فقال لم لا نجلس ..

فأشار سانشيز لجنوده بإحضار مقاعد من الغرفة المجاورة .. وجلس الجميع، بينما رفض بريمر وسانشيز الجلوس وظلا علي حالتيهما الواقفة يرقبان ذلك اللقاء بنظرات حادة تحاول تسجيل اللقاء فضلا عن العدسات التي

زرعت في زوايا لغرفة لتسجيله.

واستمرارا لجرأته علي الكلام افتتح موفق الربيعي الأسئلة وقال: لماذا لم تستخدم أيا من الرشاشين اللذين كانا معك ضد الأمريكيين؟!

فأجاب صدام متهكما .. وهل قاتلت أنت؟!

فقال الربيعي: لماذا قتلت الصدر الأول والصدر الثاني؟!

فتهكم صدام مرة أخري بالقول: من الصدر ومن الرجل 'القدم' هذا؟ لا يعنيني لا صدر ولا رجل.

الربيعي: لماذا دفنت الناس في المقابر الجماعية؟

صدام: وهل سألتم أهالي المقبورين هناك ..هؤلاء خونة ولصوص وغوغاء وعملاء إيران وقت الحرب .. خانوا الوطن.

عدنان الباجه جي: كان عندك فرصة ذهبية للانسحاب من الكويت عام 1991 وتنقذ البلد من المشاكل والحروب فلماذا لم تفعل؟

صدام: أنت وزير الخارجية الأسبق أليس كذلك .. أنت تعرف أن للعراق حقا تاريخيا في الكويت ونحن كعراقيين حاولنا استعادة ذلك الحق ليس أكثر .. وفي نفس الوقت حاولنا تنمية البلد وتطوير العراق .. حينما جئت

للحكم كان العراقيون حفاة وجياعا والعراق كان متخلفا .. فرنسا قالت نحن نطوركم .. واتفقنا معها ووصلنا إلي مستوي عالي جدا من التطور لم ترض عنه الصهيونية.

قاطعه الباجه جي ليقول: لكنك كنت حاكما ظالما.

أجاب صدام: أنا حاكم عادل وصادق ولكني حازم.

فعاد موفق الربيعي للأسئلة الحادة: الشعب فقير .. وهو جالس علي النفط .. فلماذا فعلت بالشعب هكذا؟

صدام: أنا رجل بسيط أيضا ولا أملك شيئا.

الربيعي: في بغداد وحدها لديك 10 قصور وتقول إنك فقير؟!

صدام مبتسما: خرجت منها ولا أملك شيئا وهذه قصور الشعب.

الربيعي: لماذا قتلت الأكراد في حلبجة؟

صدام: إيران فعلتها أثناء الحرب ولم أرتكب تلك الجريمة.

الربيعي: بل أنت ارتكبتها .. كيف ستقابل الله بتلك الجرائم لعنة الله عليك .. وهنا رد صدام علي الربيعي بالشتم والزجر الشديد مؤكدا انه الرئيس الشرعي المنتخب من الشعب العراقي .. وأن مجلس الحكم مجرد أذناب

للأمريكان.

وهنا طلب أحمد الجلبي من الجميع الخروج قائلا: 'دعونا نخرج' .. عندها قال صدام: 'هذا هو؟' أي هذا كل شيء؟!

فرد عليه الربيعي بالشتم والدعاء عليه حتي خرجوا من الغرفة ووراءهم بريمر وسانشيز.

في تلك اللحظات كان صدام يرتدي دشداشة بيضاء وجاكت 'أزرق نيلي' وحذاء خفيفا أسود وجوربا بنفس اللون وقد بدا حليق الذقن نظيف البدن بعد أن استحم في حمام مجاور لتلك الغرفة التي تبلغ أبعادها مترين عرضا

وثلاثة أمتار طولا'.

وتكتسي حوائطها بالقيشاني الأبيض بينما تبدو قوالب الطوب من بعض أجزاء الحائط التي سقطت عنها بلاطات القيشاني.

وفي الجهة المقابلة للباب يوجد سرير حديدي أسود اللون من مهمات القوات الأمريكية .. وعلي السرير مرتبة اسفنجية وملاءة بيضاء وغطاء واحد فقط للتدفئة .. لا يوجد في الغرفة مصدر للمياه إلا أنها تمتليء بزجاجات

المياه المعبأة وعلب العصير التي أحضرت إلي صدام فور نقله إلي هذه الغرفة .. وعلي طاولة بجانب السرير تجد المصحف وسجادة صلاة وعلبة سجائر وتلك الطلبات الثلاثة الأخيرة كان قد طلبها صدام فور خروجه من حالة

فقدان الوعي عقب اعتقاله .. وأعلي الباب تجد شعارا لاحظه أعضاء مجلس الحكم الانتقالي فور دخولهم الغرفة .. إنه شعار حزب البعث العربي الاشتراكي، وقد خطه أحدهم منذ سنوات بالطلاء الأحمر 'وحدة .. حرية ..

اشتراكية' .. وبالتأكيد فإن صدام لا يشعر بالراحة في تلك الغرفة إلا أنه في كل الأحوال يدرك ما ينتظره من أهوال علي يد المحقق الأمريكي .. فقد أعلن مسئولون في المخابرات الأمريكية عبر وسائل الإعلام عن احتمال

نقل صدام إلي موقع جديد وتتوافر فيه وسائل الضغط النفسي علي صدام ليدلي بمعلومات حول المقاومة العراقية .. متبعين بذلك عدة وسائل:

أولا: الحبس في غرفة صغيرة جدا بلون واحد .. وبدون منافذ لمدة طويلة.

ثانيا: الحبس في زنزانة مظلمة لعدة أيام أو لعدة ساعات كل يوم.

ثالثا: التحكم في نوع الأكل وفي مواعيد تقديمه وحتي مواعيد استخدام المرحاض الذي سيكون علي الرئيس العراقي الاستئذان كلما أراد استخدام ذلك الوضع اللاأخلاقي تجاه رجل كان يحكم بلدا مثل العراق يجعلنا نهتم

بطول الفترة التي سيقضيها علي تلك الصورة .. والواضح والمعلن من الأمريكان انه لا محاكمة قبل شهر يوليو القادم .. وهذا يعني معاناة أكثر للرجل المريض (66 عاما) في محبس لا يليق .. وفي وضع لا يليق .. وفي زمن

لا يليق.

محمود التميمي

عبد العزيز الرنتيسي : غزو العراق مقدمة لاعادة رسم خريطة المنطقة ز حرف المسلمين عن هوي�



عبد العزيز الرنتيسي : غزو العراق مقدمة لاعادة رسم خريطة المنطقة ز حرف المسلمين عن هويتهم و عقيدتهم

قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في حديث خاص لـ »المجد« ان قيام امريكا بغزو العراق كان بداية حملة امريكية واسعة في المنطقة هدفها اعادة رسم هذه المنطقة وفق الرؤية الامريكية، بهدف حرف المسلمين عن هويتهم الاسلامية، وسلخ الاجيال المسلمة القادمة عن عقيدتها الاسلامية ليتمكن الغرب من بسط نفوذه وهيمنته على المنطقة العربية والاسلامية.

واكد بانه لم يعد هناك ادنى شك ان الحرب التي تشعلها امريكا في المنطقة هي موجهة اولاً واخيراً ضد الامة الاسلامية فكراً وماضياً وحاضراً ومستقبلاً حضارياً، ولما كان من المعلوم انه اذا عز العرب عز الاسلام فلا غرابة اذن ان تكون الحملة الامريكية الموجهة الى الامة العربية اشد شراسة من تلك الموجهة الى بعض الدول الاسلامية لان الهدف النهائي لامريكا هو مواجهة الاسلام، كما انه لم يعد سراً ان امريكا تدس اليوم أنفها في مناهجنا التعليمية، وسياستنا الاعلامية، وذلك بهدف حرفنا عن هويتنا الاسلامية، وسلخ الاجيال المسلمة القادمة عن عقيدتها ليتمكن الغرب من بسط نفوذه وهيمنته على المنطقة العربية والاسلامية، وفرض التبعية عليها، ونهب خيراتها.

ورداً على سؤال حول عدم محاولة الحركات الاسلامية والقومية العربية وضع برامج واستراتيجيات لمواجهة اخطار الحرب الامريكية على الامتين العربية والاسلامية قال ان هذه الحركات قد وضعت برامج واستراتيجيات في حدود ما تملك من امكانات، والاستراتيجية المعتمدة لدى الحركة الاسلامية والقومية العربية في المنطقة في مواجهة اخطار الحرب الامريكية تكاد تنحصر في المواجهة العسكرية وذلك لان امكانات ومقومات المواجهة بوسائل اخرى كفرض عقوبات اقتصادية او قطع العلاقات الدبلوماسية تملكها الانظمة القائمة في دولنا العربية والاسلامية والتي في معظمها تنأى بنفسها عن مواجهة اخطار الحرب الامريكية رهبة من امريكا ورغبة في ما عندها، وانا اعتقد ان الامة لديها من الامكانات والمقدرات ومقومات النصر على الصعيد الاقتصادي والبشري والجغرافي والعقائدي والعسكري ما تستطيع به ان تتصدى للهجمة الامريكية على الامة العربية والاسلامية، وما من شك ان من يملك هذه الامكانات في امكانه ان يضع استراتيجية شاملة قادرة على المواجهة واحراز النصر، واما الحركة الاسلامية فقد اقامت استراتيجيتها وفق ما تملك من امكانات.

ورفض الرنتيسي الادعاء الامريكي القائل بان حربها ضد الامتين العربية والاسلامية يهدف الى القضاء على الارهاب وقال ان هذا الادعاء الامريكي هو جزء من الحملة الارهابية التي تقوم بها امريكا ضد الامة العربية والاسلامية، فهي تهدف الى تشويه صورة الاسلام الذي بدأ يجد طريقه الى عقول وقلوب وضمائر الشعوب الغربية وعلى رأسها الشعب الامريكي، وفي نفس الوقت تتخذ من هذا الاتهام الباطل ذريعة للقيام بحملاتها الارهابية ضد الامة العربية والاسلامية، لتبرير جرائمها ضد المسلمين، مشيراً الى ان هناك اهدافاً عدة وعلى رأسها خشية امريكا من النهوض الاسلامي من جديد، فأمريكا تدرك ان الحضارة الاسلامية قادرة بما تملك من قيم على البقاء والانتشار وطمس حضارة الغرب المادية التي تفتقر الى القيم والمبادئ الانسانية، كما ان هناك اطماعاً غربية في منطقتنا العربية والاسلامية، فهي منطقة ذات موقع جغرافي متوسط، تربط الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية خاصة _البترول، وهي مهد الانبياء والرسالات السماوية، ولذلك فان هذه المنطقة كانت دائماً عبر التاريخ محل اطماع الغرب الصليبي الحاقد، كما ينبغي الا يغيب عن اذهاننا حرص امريكا على استمرار وجود هذا الكيان الصهيوني وأمنه.

ورداً على سؤال يقول ان امريكا لديها مشروع امبراطوري لفرض هيمنتها على العالم، لماذا يغيب الآن الموضوع الاسلامي والعربي عن الساحة المحلية والعالمية خاصة ان الدين الاسلامي هو دين العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية قال الرنتيسي ان المسألة ليست وليدة اليوم، فمنذ هزيمة الصليبيين حتى يومنا هذا والغرب يعمل على تغييب الامة الاسلامية وبترها عن ماضيها وعقيدتها التي هي مصدر عزتها ونصرها، وقد تم لهم ذلك من خلال حملات التبشير وكذلك بعثات التغريب، يضاف الى ذلك الدورالخطير الذي لعبته الماسونية العالمية والمستشرقين في ابعاد الامة عن عقيدتها، ومن هنا فقد وجدت الحركة الاسلامية نفسها امام عبء ثقيل، ورغم الجهد الكبير التي قامت به الحركة الاسلامية في تصحيح مسار الامة الا انها لازالت بحاجة الى بعض الوقت لتأخذ الامة مكانها الطبيعي بما تملك من مقومات حضارية يفتقر اليها الغرب.

وحول المشروع النووي الاسرائيلي وغض امريكا النظر عنه في الوقت الذي تحارب فيه المشروع الايراني قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس ان محاربة امريكا لقيام المشروع النووي في اي من بلداننا العربية والاسلامية انما يأتي في اطار ضمان استمرار التفوق العسكري للكيان الصهيوني خاصة في مجال الاسلحة غير التقليدية على الامة العربية والاسلامية، وتهدف امريكا من موقفها هذا حماية المشروع الصهيوني العدواني المتمثل في استمرار وجود هذا الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، ومن المؤكد انه لا يوجد رادع يمنع الكيان الصهيوني من استخدام السلاح النووي ضد شعوبنا العربية والاسلامية، لا يوجد رادع من دين ولا يوجد وازع من ضمير، بل سيجد الكيان الصهيوني كل الدعم من الغرب للقيام بجريمة من هذا النوع، ولكن في حال استخدام الكيان الصهيوني لهذا السلاح فأنا على ثقة بانه يكون قد قرر الانتحار لان الامة العربية والاسلامية اذا ما افاقت فهي قادرة على ازالة هذه الغدة السرطانية من جسد الامة، وما من شك ان استخدام هذا السلاح من قبل العدو الصهيوني سيؤدي الى افاقة سريعة للامة العربية والاسلامية لتقضي على هذه الحثالة المجرمة.

ورداًً على سؤال حول حالة الانقسام التي يعاني منها العالم العربي والاسلامي، قال الواقع ان هذا هو احد هموم الحركة الاسلامية العالمية، والمشكلة القائمة تكمن في الانظمة التي تمسك بمقاليد الامور، فقد اختلفت ولاءاتها وتوجهاتها الفكرية والسياسية مما زاد في تشرذمها وتعمق الخلافات فيما بينها، مما ادى الى تغلب الولاء القطري على الولاء لعقيدة هذه الامة، ولن تنتهي حالة الانقسام حتى تغير الانظمة ما بأنفسها، وتنتصر على اهوائها.
وختم الرنتيسي حديثه بالقول رداً على سؤال حول تنامي الغضب الشعبي العارم ضد السياسة الامريكية ان هذا الغضب والحقد الموجه ضد السياسة الامريكية سيكون احد العوامل الهامة في استنهاض الامة واخراجها من دائرة التبعية العمياء للغرب الحاقد، وهذا من شأنه ان يعجل باقامة صرحنا الاسلامي، واسترداد موقعنا على الخارطة الدولية، لنقيم حضارتنا الاسلامية من جديد وفي ذلك انقاذ للبشرية مما ينتظرها على يد حضارة الغاب المفسدة التي تفتقر الى القيم الانسانية، الامر يحتاج الى استثمار هذا الغضب من قبل الحركات الاسلامية جنباً الى جنب مع كل القوى المختلفة المخلصة لقضايا الامة وكذلك المثقفين والمفكرين والشرفاء من ابناء هذه الامة، وتوجيه هذا الغضب الى وجهته الصحيحة.

.::: Al-Majd Newspaper :::. .::: صدام حسين :::.


.::: Al-Majd Newspaper :::. .::: .. صدام حسين .. :::.

فهد الريماوي : صدام حسين .. العزة لك والعار علينا


طوى الجزيرة حتى جاءني خبرٌ
فزعت فيه بآمالي الى الكذبِ
حتى اذا لم يدع لي صدقه املاً
شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي


في ذلك الاحد الاسود، كان القلب على موعد مع الفجيعة، والعين على موعد مع البكاء، والروح على موعد مع الانكسار، والقفص الصدري على موعد مع الشهيق بلا زفير، ومع الضيق بلا فرج كما لو انه يتصعد في

السماء.
في ذلك الاحد الاسود، تحولت الفضائيات الى جحيم، فقد لوثت حدقات العيون بمشاهد مزيفة، ولكنها متكررة على مدار الساعة، لعملية اصطياد الاسد العراقي الذي غادر الاضواء منذ ثمانية اشهر، وتحول الى ضمير عربي

مستتر يقاتل بلا هوادة، ويهيم في البراري وغابات النخيل وافئدة المحبين.


كانت هذه المشاهد التلفزيونية المتكررة، اسلحة دمار شامل، ليس لاغتيال صورة الرئيس صدام ورمزيته فحسب، بل لابادة الروح المعنوية العربية ايضاً .. فقد وقع المستقبل العربي باسره، وليس صدام حسين وحده، في

فخ الاسر، ومصيدة الاعتقال .. وبات على العرب حكاماً ومحكومين ان يتحسسوا رؤوسهم، ويتحسبوا كثيراً لقادمات الايام.
كان المناخ السائد مأساوياً والمشهد المتكرر جيفارياً بامتياز، فذات يوم بعيد اهتزت البشرية التقدمية باسرها حين دهمتها اخبار مصرع الثائر الاممي المقدام تشي جيفارا على ايدي المخابرات المركزية الامريكية

وعملائها .. كانت اطلالة صدام الملتحي والاسير المضرج بحزنه، لا تختلف كثيراً عن صورة جيفارا الملتحي والقتيل المضرج بدمه .. الم يترك كل منهما المناصب والمكاسب ليعود - كما بدأ - ثائراً على رأس سرايا المقاومة

؟؟ فكما غادر صدام موقعه الرئاسي بالعراق، غادر جيفارا موقعه الوزاري في كوبا.


لم التقِ صدام حسين في حياتي قط، ولم يعجبني الكثير من سياساته وغطرساته، ولم ازر بغداد منذ عام ،1990 غير انني ما احببت، او احترمت احداً في حياتي مثلما احببت واحترمت صدام حسين حين عرضوه اسيراً ذاهلاً

يوم الاحد الاسود .. ذلك لان اذلاله بهذه الطريقة السافرة والسافلة والمعدة منذ زمن طويل، هو التعبير الاوضح عن مدى الحقد الانجلو - امريكي - صهيوني على هذا الفارس العربي الذي حاول ان يشكل » جملة معترضة «

لقطع سياق المخطط الامبريالي المعادي للامة العربية، والمحابي للمطامع والمشاريع اليهودية.


يا لعذاب الاسود حين تقع في الاسر، وتقبع في الاقفاص .. ويا لحرقة الشجعان حين تهزمهم الظروف الجبانة، والمعادلات الظالمة .. ويا لوجع العظماء حين تعاكسهم الاقدار، وتعاندهم مفارقات التاريخ .. فقد رحل نابليون

مسجوناً، ورحل عبد الناصر مهزوماً، ورحل جيفارا مقتولاً، ورحل الشريف حسين بن علي معزولاً .. وها هو صدام حسين يجد نهايته مأسوراً، ومطعوناً في اعز ما يملك .. شجاعته !!


غاب عن صدام حسين الجاه والعز والمال والسلطان .. غاب عنه الاعوان والخلان والاهل والولد .. غاب عنه الرؤساء والزعماء والوزراء والشعراء .. ولكن بقيت له دموع ودعوات البسطاء من ابناء هذه الامة، فالبسطاء الشرفاء

المحتكمون ابداً الى فطرتهم الوطنية، وبوصلتهم الشعبية، وروحيتهم النقية، هم الذين ظلوا على وفائهم لهذا الرمز والعنوان والضرغام العربي الاسير .. ففي كل ريف عربي مأتم، وفي كل حي شعبي مناحة، وفي كل مخيم

فلسطيني نهر دموع.


لو كان هؤلاء البسطاء يملكون زمام القرار والخيار، لخبأوا صدام حسين في حبات عيونهم، ولاستضافوه في حجرات قلوبهم، ولافتدوه بفلذات اكبادهم، ولناصروه بمثل ما فعل الانصار بالمهاجرين .. ولكن انى لهؤلاء

البسطاء الشرفاء ان يفعلوا ما يريدون في ظل انظمة تعبد الدولار، وتحج الى واشنطن ولندن وتل ابيب، وتعتبر الوطنية رجزاً من عمل الشيطان.


عار على امة تسكن تاريخاً عريقاً، وتتربع على تضاريس قارتين واسعتين، وتضم ثلاثمائة مليون اعرابي .. ان تضيق ذرعاً بقائد عربي كبير من وزن صدام حسين، وان تغلق ابوابها في وجهه، وان تضطره للنزول تحت

الارض لاكثر من ثمانية اشهر .. فلا تستقبله شقيقاً، ولا تجيره مستجيراً، ولا تستضيفه ضيفاً، ولا تحنو عليه مطارداً وملاحقاً من قوى الصهيونية والصليبية.


عار على امة تنتسب الى سيد الخلق وصحابته الراشدين، وتتغنى بقيم الشرف والنخوة والشهامة والوفاء، وتتباهى بواقعة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار، وتتشدق بشعارات السيادة والارادة والاستقلال .. ان تناصر

الامريكي على العراقي، وان تشمت بالشقيق لحساب الغريب، وان تتشفى في المناضل الذي خذلته الظروف، وتكالبت عليه صروف الزمان، وليس في المحتل الذي صادر عروبة العراق ومستقبله وتاريخه.

ورحم الله الامام علي وكرم وجهه، فقد سبق ان قال .. »حين يبكي الشجاع، يضحك الجبان« .. وها نحن معشر المحزونين على اسر الرئيس صدام نرى بام العين كيف يضحك الجبناء، ويفرح العملاء، وينتشي الصغار

الصغار من بني جلدتنا، جراء انتصار اكبر قوة فوق الارض على مجاهد واحد قابع تحت الارض، ومحاصر من جميع الجهات، ومخذول من امته التي ما بخل عليها يوماً بشيء، ولا تنكر لها في اي وقت.


يعيروننا بان المقاتل صدام حسين قد استسلم بلا مقاومة، واذعن بلا قتال .. وينسون اننا قد سمعنا عنه وليس منه .. سمعنا من اعدائه الذين احترفوا الكذب بشهادة العالم كله، ولم نسمع منه ان كان قد فعلها مخدراً او

مختاراً، وان كان ضحية مؤامرة، او اخذ على حين غرة، او احجم عن الانتحار لاعتبارات دينية وايمانية.


ولكن دعونا نفترض ان صدام حسين الذي افاق ليجد نفسه محاصراً بستمائة جندي امريكي، وقطيع من كلاب »البيشمركة« الكردية، قد ارغم على الاستسلام .. افلا يكفيه فخراً انه قد قاتل رئيساً ثم مواطناً لما يناهز تسعة

اشهر ؟؟ الم يستسلم معظم الحكام العرب والفرس سلفاً ومسبقاً، ودون قتال، او حتى سؤال ؟؟ الم تستسلم النخب والطلائع والقيادات الشعبية العربية من المحيط الى الخليج ؟؟ الم تنحدر الامة العربية، وربما البشرية

باسرها، الى الحضيض ؟؟ فلماذا كل هذه المزايدة على فرد واحد قهرته الاقدار، وغلبته موازين القوى، وخذلته امته والعالم، فانتقل مجاهداً من رحاب القصور الى عتمة الجحور، وانحاز بكامل ارادته الى خيار المصادمة

بدل المساومة، ودواعي الفداء والكبرياء عوض الاستخذاء والاستجداء ؟؟


يا الهي، ما اقبح هذه المرحلة، وما افدح فقه الهزيمة وما اصغر واحقر رموزه السياسية والثقافية والاعلامية الذين كشفوا عن وجوههم الشائهة، وتكشفوا عن خزائن للحقد والشماتة والباطنية المريضة، حتى لكأنهم كانوا

يتربصون بامتنا الدوائر، وينتظرون وقوع البطل ليتهافتوا عليه بالسكاكين، وليقذفوا من مكنونات صدورهم القذرة، وقلوبهم الحاقدة والجاحدة ما لم يكن يخطر لاحد على بال.


لو كانوا هم اصحاب النصر على صدام لكنا تفهمنا مواقفهم، ولو كان هذا النصر يتم لحسابهم وصالح بلدانهم لكنا التمسنا لهم المبررات والاعذار .. ولكن كيف يسوغون مواقفهم البائسة، ومشاعرهم الشامتة، وهم يعلمون

علم اليقين انه انتصار امريكي يتم لصالح العدو الصهيوني ؟؟ كيف يقفون الى جانب امريكا على حد سواء مع شارون الذي كان اول المطلعين على اسر صدام، واول المهنئين بذلك ؟؟


ولكن يبدو ان من شب على شيء شاب عليه، كما يقول المثل القديم، فهؤلاء الشامتون في اسر صدام الآن، هم انفسهم الذين شمتوا وتشفوا في هزيمة عبد الناصر قبل ثلث قرن من الزمان .. وهم انفسهم الذين وقفوا ضد جهود

حافظ الاسد لاستعادة وحدة وعروبة لبنان .. وهم انفسهم الذين زينوا لياسر عرفات طريق الصلح والتطبيع، ثم ما لبثوا ان تخلوا عنه، وتركوه وحيداً ومحاصراً في دار المقاطعة برام الله.. وهم انفسهم الذين يدفعون العراق الآن

نحو الفتنة والاقتتال والتقسيم، بل يدفعون الشعوب العربية كلها نحو التشرذم والتفكك والتقوقع على مكوناتها التحت وطنية، من عرقية وطائفية وعشائرية وجهوية.


لقد انتهى الرئيس صدام كما ابتدأ .. مناضلاً .. متقشفاً .. وحيداً وعنيداً، فهو رجل استثنائي لم يرتض العيش على هوامش الحياة، ولم يمارس الانحناء طلباً للنجاة والبقاء، ولم يتشبث بالمناصب على حساب المبادئ، ولم

يدر خده الايسر لمن ضربه على خده الايمن، ولم يعاقر » الواقعية السياسية « التي لوثت العالم باسره .. بل ظل رجل الاسطورة الطالع للتو من رحم الملاحم والاساطير الاغريقية، والعاشق الابدي للعناء والشقاء والفداء

والبأساء وسطور كربلاء.


وداعاً يا ابا عدي، فقد كنت عنواناً للزمن العربي الجميل، وكنت علوياً حقيقياً حين استسلم ادعياء التشيع لسلطان بريمر، وكنت حسينياً وفدائياً حين خانت الحوزات اياها دماء بني هاشم، وكنت فارساً عراقياً حراً

وعربياً طموحاً اراد استعادة مجد العرب، لولا ان تكالبت عليه قوى البغي، وخذلته المقادير العمياء !!


وداعاً يا ابا عدي، فقد ضاق العالم كله - وليس العراق وحده - امام العظماء والشرفاء من امثالك .. فلا مكان في عالم اليوم المحكوم بالدونية اليهودية والجاهلية الامريكية، لاصحاب القامات العالية، والرؤوس المرفوعة،

والاحلام النهضوية الكبيرة .. واذا كانت دول مرموقة مثل الصين وفرنسا وايران قد خارت، او مثل الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا وافغانستان قد انهارت .. فهل يُعقل ان يظل العراق معقلاً لتخريج العلماء، وموئلاً لنصرة

فلسطين، وعريناً لقائد شجاع، ووطناً تخفق على ذراه وفي جنباته راية تحمل دعاء .. » الله اكبر « ؟؟

تحريرالرفيق صدام أصبح جزءاً من معركة تحرير العراق

___________________________________________________________________________________________________

المجد تنفرد بنشر احدث بيان للمقاومة العراقية بقيادة حزب البعث

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة حرية اشتراكية

"معركة البعث معركة المقاومة والتحرير"


أيها العراقيون الأباة،
يا جماهير الأمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون،

مقدمة:
منذ وقوع الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق رئيس الجمهورية المناضل صدام حسين في أسر قوات الاحتلال، تحركت المنظومة الدعائية والإعلامية المعادية وأبواقها المأجورة في الصحافة والأعلام العربي... وكذلك

شراذم وشخوص العملاء في "مجلس الحكم"، للتركز على واقعة الأسر وتداعياتها المفترضة أو المصممة في ذهن معسكر الاحتلال وأعوانه، ليس على صعيد العراق فقط، بل على صعيد الوطن العربي وبنفس التركيز

والاستهدافات، وذلك لمعرفة يقينية لدى هذا المعسكر وأعوانه من أن اسر الرفيق صدام حسين وما يمنون به أنفسهم من تبعات لهذا الأسر، إنما يشكل ذات ما يتمنونه ويستهدفونه في معركتهم مع الأمة العربية في مواقعها

المختلفة، عندما وحيثما وكيفما، خلقوا أو يخلقوا التحالفات المعادية أو صيغ التآمر والخيانة... سواء مع الصهيونية أو الشعوبية أو الرجعية المحلية أو القوى الانفصالية والمذهبية والطائفية أو التيارات والمراجع الدينية

المهادنة أو المترددة والموظفة تاريخيا في التصدي لمسارات التحرر والتقدم الاجتماعي.

إن إنشاء المقدمة أعلاه جاء ليؤسس لمحددات الموقف المطلوب والتحرك الواجب في هذه المرحلة، والتي يجب أن تكون جزاء لا يتجزاء من مسار المواجهة القتالية المستمرة مع قوات وسياسيات وبرامج وإفرازات وواقع

الاحتلال في العراق والمنطقة. وهنا ومن موقع طليعي ومستهدف تاريخيا، يكون البعث رأس الحربة المقاومة والمقاتلة... في الوقت الذي يكون فيه أيضا موئلا ناضجا ومجربا للتوجيه وتحديد المسار القتالي المقاوم

واستهدافاته المرحلية والستراتيجية، التي صاغها وهيأ لها عندما وضع المنهاج السياسي والستراتيجي للمقاومة وأصدره في التاسع من أيلول الماضي. فالبعث خياره المقاومة المسلحة وتحرير العراق، "والعراقيون

القلة" في الجانب المقابل خيارهم ما يسمح به الاحتلال لهم فرادى وشراذم، ضمن سياق مخططاته وبرامجه التي ليس لهم في وضعها وتنفيذها وتحويرها أي أثر أو دور. فهم عندما أدعو معارضة النظام السياسي

الشرعي في العراق، كانوا بالضد من مصلحة العراق المستقل السيد المالك لثرواته المؤثر في محيطه العربي والإقليمي والمتصدي لمخططات معادية له وللأمة... فمنهم من ولد من رحم الإمبريالية والصهيوينة والماسونية

العالمية، ومنهم من ولد من رحم الشعوبية الشهانشاهية أو الخمينية، ومنهم من ولد من رحم نواطير النفط العربي "المستنفذ دورهم حاليا"، ومنهم من ولد من رحم الانفصالية... ومنهم اللقطاء المتبنون لتضخيم معسكر الخيانة

في مواجهة الشعب العراقي الرافض للاحتلال، وهم جميعا أتوا عندما أتى الاحتلال.

لقد تركز الجهد الإعلامي خلال الأيام التي أعقبت واقعة أسر الرفيق صدام حسين، وضمن خطة مبرمجة ومدروسة على ما يمكن أن يعتبر تشتيتا أو تحويلا مستهدفا عن واقع المقاومة وتتبع أخبارها ومسارها القتالي،

وتم التركيز على أدوار مفترضة وغير مستوفية لشروط البقاء والاستمرارية، كونها أدوار مرتبطة بالاحتلال واستمراره، وهي جزء لا يتجزأ منه، إضافة إلي أنها مؤتمرة به (الاحتلال) ومسهلة له... هذه الأدوار المؤتمرة أو

المتطوعة تصب في خانة استمرار الاحتلال وتمكينه من تنفيذ مخططاته وبرامجه على صعيد العراق والمنطقة... فهي كلها تتجاوز واقع الاحتلال وتركز على مسألة الشخصنة والانتقام أولا من شخص الرفيق القائد كونه الآن

في أسر المحتلين، و كذلك من حزب البعث العربي الاشتراكي والمقاومة العراقية المسلحة الباسلة الملتزمين و المستمرين في المقاومة المسلحة وضرب قوات الاحتلال وواقعه وإفرازاته بما في ذلك الخونة والعملاء وتحت

مسمياتهم وعنوانيهم المختلفة. وهنا ونحن نخاطب الشعب العراقي والأمة العربية والرفاق البعثيين ومناصريهم لابد من التركيز على الوقائع والاستنتاجات التالية:-

1- واقعة أسر الرفيق القائد صدام حسين لا تنفرد أو تجتزأ عن سياق المواجهة المستمرة وتكاليفها التي وعاها والتزم بها مختارا وقادها الرفيق صدام المناضل و القائد البعثي، رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات

المسلحة العراقية.
2- الرفيق صدام وبعد احتلال بغداد أعلن وبشكل صريح في خطابه بالتاسع من نيسان 2003، الذي بثته وسائل الأعلام بأن العراق وقع تحت الاحتلال... والمقاومة هي المرحلة المعاشة الآن له وللحزب والعراقيين

جميعا.فالدور النضالي لم ينتهي للرفيق صدام باحتلال العراق بصفته رئيس الجمهورية، وهو والحزب والعراقيين الشرفاء انتقلوا فورا إلى صيغة المقاومة المسلحة، ومن ثم أسندوها بمنهاج سياسي واستراتيجي يتفق

واستهدافات المرحلة (مرحلة المقاومة المسلحة والتحرير).
3- وبفترة قياسية وبفعل من التهيؤ المسبق المبني على وعي طبيعة موازين القوة في المواجهة العسكرية (المفروضة) مع الولايات المتحدة وحلفائها وأعوانها وخونة العراق والأمة، انطلقت المقاومة المسلحة وتشكلت صيّغ

الاستهداف التكتيكية والسوقية، ووجهت عملياتها العسكرية وفقا لذلك.
4- والمقاومة المسلحة بهدي من منهاجها السياسي والستراتيجي، تعاملت وتتعامل قتاليا مع الاحتلال كقوة عسكرية وبرامج ومخططات، وكذلك وبنفس التصنيف والتعامل القتالي مع إفرازات الاحتلال وصيغه العراقية

العميلة والخائنة.
5- معركة تحرير العراق واسترداد سيادته، أصبحت تشتمل على معركة تحرير الرفيق صدام حسين من الأسر وصيانة وتأكيد شرعيته رئيسا لجمهورية العراق وقائدا عاما لقواته المسلحة... فالعراق المحتل "حالة طارئة"

قانونيا وسياسيا وكذلك ستكون بفعل المقاومة المسلحة المستمرة والمتصاعدة المستهدفة طرد المحتل وتحرير العراق... ومنها وعليها تكون أيضا واقعة أسر الرفيق صدام حسين "حالة طارئة". فهو باعتراف أسريه

والقانون الدولي أسير حرب، وعلى العراقيين والعرب والعالم من التعامل معها وتأكيدها وفقا لوصفها وحقيقتها.
6- إن الرفيق صدام قد وضع في احتمالات المواجهة واستمرارها استشهاده أو أسره، وعندما وقع في أسر قوات الاحتلال يكون قد دخل مرحلة أخرى من المواجهة لها حساباتها ومتطلباتها التي يعييها ويعرف كيف

سيتعامل معها، وهو ومنذ البداية يعلم بان ما تطلبه الولايات المتحدة منه ومن البعث والعراق بقي عصيا عليها بالسياسة والمؤامرات وصفحات من المواجهة العسكرية الثقيلة قبل الاحتلال، وهو يعرف أن ما تطلبه الولايات

المتحدة الآن هو المقاومة المسلحة وتوقفها، وهذا لن يكون لها طالما كان واستمر الاحتلال... وهو (الرفيق صدام) الذي أمن والتزم بذلك مع شروعه الفوري هو ورفاقه البعثيين والعراقيين الشرفاء بالمقاومة. فالرفيق صدام

حسين يعرف كيف يجعل من أسره مأزقا سياسيا وأمنيا وأخلاقيا لآسريه المحتلين، وكذلك يعرف البعث وتعرف المقاومة العراقية المسلحة كيف تجعلا من واقعة اسر الرفيق القائد صدام حسين صفحة لها الكثير والكبير ما

بعدها في استمرار المقاومة المسلحة وتصعيدها كخيار مشروع وحيد، وعلى الاحتلال أن يجد لنفسه مخرجا، فللبعث والمقاومة خيار واحد، وللاحتلال خيارات متعددة.

-2-

7- إن الترويج السياسي لواقعة الأسر، وبسبب من مأزق الاحتلال الأمني والسياسي والأخلاقي، والمترافق مع استحقاقات انتخابية في الولايات المتحدة وبريطانيا المحتلتين للعراق... هذا الترويج المنصب إعلاميا على

"محاكمة" الرفيق القائد صدام حسين، وهو باعترافهم أسير حرب في المواجهة المستمرة معهم على أرض العراق، لهو إضافة إلى حقدهم وتدبيرهم المشخصن وتنفيذا لمخططهم المستمر بضرب البعث ولكل ذلك أسبقياته...

يعتبر اطلاقة في الأفق البعيد على أمل أن تصيب (وقد تعترض) في مدى زمني محدد، لا يملكون فيه استطاعة مؤكدة في وقف المقاومة ووقف نزفهم المكلف في مرحلة شديدة الحساسية، ولسوف يكون استمرار المقاومة

المسلحة وتصاعدها في صفحات مع بعد اسر الرفيق صدام حسين ما يجعل من واقعة الأسر إنجازا تكتيكيا آنيا.
8- قياسا على ما يشخص من مواقف وتصريحات مختلفة للإدارة الأمريكية وحليفتها البريطانية، ولحكام "الكويت"، وحكومة الكيان الصهيوني، والنظام الإيراني، وشراذم وفرادى الخونة والعملاء في "مجلس الحكم"،

وعارضي الخدمات الخيانية خارج ذلك المجلس يمكننا أن نؤشر ونتوقع الأتي:-

* تعامل ويتعامل الرئيس بوش وتابعه بلير مع الواقعة بما يخدم وضعهما الشخصي في الاستحقاقات الانتخابية الماثلة، وهما يتحسبان لما يمكن أن يحدث ويؤثر سلبا في موقفيهما من الآن وحتى وقت تلك الاستحقاقات.

والرئيس بوش وتابعه بلير المأخوذين بمطلب ومعايشة الشخصنة لواقعة الأسر، سوف يكونان مسطحان للضغط المطلبي من أطراف أخرى تحاول تفعيل الاستثمار المصلحي الآني بتمرير خطوات أو مشروعات محسوبة

لأطراف إقليمية أو عراقية عميلة (إسرائيل وعملاء إيران).
* الاستمرار المحسوب للمقاومة (مأزق الاحتلال الأمني) بعد أسر الرفيق صدام، سيرجح أدوار الشراذم ذات المليشيات على حساب الخونة والعملاء الآخرين. وهنا سيكون للخونة في "المجلس الأعلى" والحزبين الكرديين

الانفصاليين دورا أكبر يؤكد من أرجحيتهم على منافسيهم داخل المجلس وداخل معسكر الخيانة، وبالتالي ستظهر تبعيتهم وتمثيلهم الإقليمي محصورة في تبني مصالح (إيرانية وإسرائيلية) وهذا ما يلحظ حاليا ويعرفه

نظرائهم في "مجلس الحكم العميل" قبل الآخرين.
* وعلى أساس من معرفة وتيقن الولايات المتحدة من أن الدعم العسكري التحالفي المتوقع لقواتها في العراق سوف لن يجدي ولن يكفي في وقف المقاومة المسلحة، فأنها سوف تكون مضطرة لقبول أدوار المليشيات

العميلة (فيلق بدر والبيشمركة)، وبالتالي فأنها راغبة أو مضطرة سوف تعمل على خلق نوعين من المقابلة: الأول مذهبي أثني يقسم الوطنية العراقية، والثاني مصلحي تنافسي قد يشق معسكر الخونة، ليس بفعل الصحوة

الوطنية و إنما بفعل الغبن التنافسي، وهذا ما سيرتد أكثر ما يكون على هيبة و وحدة الحوزة في العراق والذهاب بها إلى أحضان إيران أو غيرها وفقا لتشكل الاصطفاف.

9- بما أن البعث والمقاومة المسلحة لهما خيارهما المشروع الأوحد والثابت كما أكدنا سابقا، فأننا سنبقي التقابل القتالي قائما مع الاحتلال وواقعه وإفرازاته، وفقا للاستهداف الستراتيجي الذي يرسم خارطة الأهداف

والمستهدفين والتي ستبقى مشروعة طالما كان هناك احتلال... و إن سذاجة الطرح الاحتلالي بالمصالحة وعدم مقاومة وقتال قواته بعد أسر الرفيق القائد إنما تشكل تبسيطا
-3-
مماثلا لعدم توقعه للمقاومة المسلحة بعد احتلاله للعراق. وعلى كل من هو في المعسكر المقابل وتحت أي تصنيف أو مسمى وضمن أي موقع أو اصطفاف أن يعتبر نفسه هدفا مشروعا للمقاومة المسلحة، وهذا ما كان

منذ بدء الاحتلال وسيبقى كذلك حتى نهاية الاحتلال.

أيها الشعب العراقي الحر أبدا،
أيتها الأمة العربية المجيدة،،
أيها الرفاق البعثيون،

إن طلاب السلطة والمغانم هم من يفضلونهما على النضال والمقاومة عندما تستحقان، وهم من لا مبداء لهم، أو يصبحوا له مبدلين عندما يطرح عليهم الخيار، والرفيق القائد المناضل صدام حسين ليس من هذا الطراز، والبعث

ومناضلوه الشرفاء هم كذلك أيضا. فالبعث والبعثيون يعيشون مرحلة نضالية من نوع خاص، ترقى إلى مرحلة البطولة... وقد تصل ببعضهم إلى مرحلة الشهادة أو الأسر، وخيارات البعث معروفة وواضحة وغير مرتدة، وهي

خيارات المقاومة المسلحة والاستشهادية في سبيل المبادئ وفي سبيل الوحدة وفي سبيل تحرير العراق وتحرير فلسطين.


عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال،،
عاشت المقاومة العراقية الباسلة،،
عاش الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق رئيس الجمهورية الأسير صدام حسين،،
عاشت فلسطين حرة عربية،،
المجد والخلود لشهداء العراق وفلسطين الأكرمين،،
والله أكبر...الله أكبر... وليخسأ الخاسئون،،


جهاز الإعلام السياسي والنشر
حزب البعث العربي الاشتراكي

20 كانون أول 2003

___________________________________________________________________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وحدة حرية اشتراكية

"معركة البعث معركة المقاومة والتحرير"

أيها العراقيون الأباة،
يا جماهير الأمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون،

مقدمة:
منذ وقوع الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق رئيس الجمهورية المناضل صدام حسين في أسر قوات الاحتلال، تحركت المنظومة الدعائية والإعلامية المعادية وأبواقها المأجورة في الصحافة والأعلام العربي... وكذلك

شراذم وشخوص العملاء في "مجلس الحكم"، للتركز على واقعة الأسر وتداعياتها المفترضة أو المصممة في ذهن معسكر الاحتلال وأعوانه، ليس على صعيد العراق فقط، بل على صعيد الوطن العربي وبنفس التركيز

والاستهدافات، وذلك لمعرفة يقينية لدى هذا المعسكر وأعوانه من أن اسر الرفيق صدام حسين وما يمنون به أنفسهم من تبعات لهذا الأسر، إنما يشكل ذات ما يتمنونه ويستهدفونه في معركتهم مع الأمة العربية في مواقعها

المختلفة، عندما وحيثما وكيفما، خلقوا أو يخلقوا التحالفات المعادية أو صيغ التآمر والخيانة... سواء مع الصهيونية أو الشعوبية أو الرجعية المحلية أو القوى الانفصالية والمذهبية والطائفية أو التيارات والمراجع الدينية

المهادنة أو المترددة والموظفة تاريخيا في التصدي لمسارات التحرر والتقدم الاجتماعي.

إن إنشاء المقدمة أعلاه جاء ليؤسس لمحددات الموقف المطلوب والتحرك الواجب في هذه المرحلة، والتي يجب أن تكون جزاء لا يتجزاء من مسار المواجهة القتالية المستمرة مع قوات وسياسيات وبرامج وإفرازات وواقع

الاحتلال في العراق والمنطقة. وهنا ومن موقع طليعي ومستهدف تاريخيا، يكون البعث رأس الحربة المقاومة والمقاتلة... في الوقت الذي يكون فيه أيضا موئلا ناضجا ومجربا للتوجيه وتحديد المسار القتالي المقاوم

واستهدافاته المرحلية والستراتيجية، التي صاغها وهيأ لها عندما وضع المنهاج السياسي والستراتيجي للمقاومة وأصدره في التاسع من أيلول الماضي. فالبعث خياره المقاومة المسلحة وتحرير العراق، "والعراقيون

القلة" في الجانب المقابل خيارهم ما يسمح به الاحتلال لهم فرادى وشراذم، ضمن سياق مخططاته وبرامجه التي ليس لهم في وضعها وتنفيذها وتحويرها أي أثر أو دور. فهم عندما أدعو معارضة النظام السياسي

الشرعي في العراق، كانوا بالضد من مصلحة العراق المستقل السيد المالك لثرواته المؤثر في محيطه العربي والإقليمي والمتصدي لمخططات معادية له وللأمة... فمنهم من ولد من رحم الإمبريالية والصهيوينة والماسونية

العالمية، ومنهم من ولد من رحم الشعوبية الشهانشاهية أو الخمينية، ومنهم من ولد من رحم نواطير النفط العربي "المستنفذ دورهم حاليا"، ومنهم من ولد من رحم الانفصالية... ومنهم اللقطاء المتبنون لتضخيم معسكر الخيانة

في مواجهة الشعب العراقي الرافض للاحتلال، وهم جميعا أتوا عندما أتى الاحتلال.

لقد تركز الجهد الإعلامي خلال الأيام التي أعقبت واقعة أسر الرفيق صدام حسين، وضمن خطة مبرمجة ومدروسة على ما يمكن أن يعتبر تشتيتا أو تحويلا مستهدفا عن واقع المقاومة وتتبع أخبارها ومسارها القتالي،

وتم التركيز على أدوار مفترضة وغير مستوفية لشروط البقاء والاستمرارية، كونها أدوار مرتبطة بالاحتلال واستمراره، وهي جزء لا يتجزأ منه، إضافة إلي أنها مؤتمرة به (الاحتلال) ومسهلة له... هذه الأدوار المؤتمرة أو

المتطوعة تصب في خانة استمرار الاحتلال وتمكينه من تنفيذ مخططاته وبرامجه على صعيد العراق والمنطقة... فهي كلها تتجاوز واقع الاحتلال وتركز على مسألة الشخصنة والانتقام أولا من شخص الرفيق القائد كونه الآن

في أسر المحتلين، و كذلك من حزب البعث العربي الاشتراكي والمقاومة العراقية المسلحة الباسلة الملتزمين و المستمرين في المقاومة المسلحة وضرب قوات الاحتلال وواقعه وإفرازاته بما في ذلك الخونة والعملاء وتحت

مسمياتهم وعنوانيهم المختلفة. وهنا ونحن نخاطب الشعب العراقي والأمة العربية والرفاق البعثيين ومناصريهم لابد من التركيز على الوقائع والاستنتاجات التالية:-

10- واقعة أسر الرفيق القائد صدام حسين لا تنفرد أو تجتزأ عن سياق المواجهة المستمرة وتكاليفها التي وعاها والتزم بها مختارا وقادها الرفيق صدام المناضل و القائد البعثي، رئيس جمهورية العراق والقائد العام

للقوات المسلحة العراقية.
11- الرفيق صدام وبعد احتلال بغداد أعلن وبشكل صريح في خطابه بالتاسع من نيسان 2003، الذي بثته وسائل الأعلام بأن العراق وقع تحت الاحتلال... والمقاومة هي المرحلة المعاشة الآن له وللحزب والعراقيين

جميعا.فالدور النضالي لم ينتهي للرفيق صدام باحتلال العراق بصفته رئيس الجمهورية، وهو والحزب والعراقيين الشرفاء انتقلوا فورا إلى صيغة المقاومة المسلحة، ومن ثم أسندوها بمنهاج سياسي واستراتيجي يتفق

واستهدافات المرحلة (مرحلة المقاومة المسلحة والتحرير).
12- وبفترة قياسية وبفعل من التهيؤ المسبق المبني على وعي طبيعة موازين القوة في المواجهة العسكرية (المفروضة) مع الولايات المتحدة وحلفائها وأعوانها وخونة العراق والأمة، انطلقت المقاومة المسلحة وتشكلت

صيّغ الاستهداف التكتيكية والسوقية، ووجهت عملياتها العسكرية وفقا لذلك.
13- والمقاومة المسلحة بهدي من منهاجها السياسي والستراتيجي، تعاملت وتتعامل قتاليا مع الاحتلال كقوة عسكرية وبرامج ومخططات، وكذلك وبنفس التصنيف والتعامل القتالي مع إفرازات الاحتلال وصيغه العراقية

العميلة والخائنة.
14- معركة تحرير العراق واسترداد سيادته، أصبحت تشتمل على معركة تحرير الرفيق صدام حسين من الأسر وصيانة وتأكيد شرعيته رئيسا لجمهورية العراق وقائدا عاما لقواته المسلحة... فالعراق المحتل "حالة طارئة"

قانونيا وسياسيا وكذلك ستكون بفعل المقاومة المسلحة المستمرة والمتصاعدة المستهدفة طرد المحتل وتحرير العراق... ومنها وعليها تكون أيضا واقعة أسر الرفيق صدام حسين "حالة طارئة". فهو باعتراف أسريه

والقانون الدولي أسير حرب، وعلى العراقيين والعرب والعالم من التعامل معها وتأكيدها وفقا لوصفها وحقيقتها.
15- إن الرفيق صدام قد وضع في احتمالات المواجهة واستمرارها استشهاده أو أسره، وعندما وقع في أسر قوات الاحتلال يكون قد دخل مرحلة أخرى من المواجهة لها حساباتها ومتطلباتها التي يعييها ويعرف كيف

سيتعامل معها، وهو ومنذ البداية يعلم بان ما تطلبه الولايات المتحدة منه ومن البعث والعراق بقي عصيا عليها بالسياسة والمؤامرات وصفحات من المواجهة العسكرية الثقيلة قبل الاحتلال، وهو يعرف أن ما تطلبه الولايات

المتحدة الآن هو المقاومة المسلحة وتوقفها، وهذا لن يكون لها طالما كان واستمر الاحتلال... وهو (الرفيق صدام) الذي أمن والتزم بذلك مع شروعه الفوري هو ورفاقه البعثيين والعراقيين الشرفاء بالمقاومة. فالرفيق صدام

حسين يعرف كيف يجعل من أسره مأزقا سياسيا وأمنيا وأخلاقيا لآسريه المحتلين، وكذلك يعرف البعث وتعرف المقاومة العراقية المسلحة كيف تجعلا من واقعة اسر الرفيق القائد صدام حسين صفحة لها الكثير والكبير ما

بعدها في استمرار المقاومة المسلحة وتصعيدها كخيار مشروع وحيد، وعلى الاحتلال أن يجد لنفسه مخرجا، فللبعث والمقاومة خيار واحد، وللاحتلال خيارات متعددة.

-2-

16- إن الترويج السياسي لواقعة الأسر، وبسبب من مأزق الاحتلال الأمني والسياسي والأخلاقي، والمترافق مع استحقاقات انتخابية في الولايات المتحدة وبريطانيا المحتلتين للعراق... هذا الترويج المنصب إعلاميا على

"محاكمة" الرفيق القائد صدام حسين، وهو باعترافهم أسير حرب في المواجهة المستمرة معهم على أرض العراق، لهو إضافة إلى حقدهم وتدبيرهم المشخصن وتنفيذا لمخططهم المستمر بضرب البعث ولكل ذلك أسبقياته...

يعتبر اطلاقة في الأفق البعيد على أمل أن تصيب (وقد تعترض) في مدى زمني محدد، لا يملكون فيه استطاعة مؤكدة في وقف المقاومة ووقف نزفهم المكلف في مرحلة شديدة الحساسية، ولسوف يكون استمرار المقاومة

المسلحة وتصاعدها في صفحات مع بعد اسر الرفيق صدام حسين ما يجعل من واقعة الأسر إنجازا تكتيكيا آنيا.
17- قياسا على ما يشخص من مواقف وتصريحات مختلفة للإدارة الأمريكية وحليفتها البريطانية، ولحكام "الكويت"، وحكومة الكيان الصهيوني، والنظام الإيراني، وشراذم وفرادى الخونة والعملاء في "مجلس الحكم"،

وعارضي الخدمات الخيانية خارج ذلك المجلس يمكننا أن نؤشر ونتوقع الأتي:-

* تعامل ويتعامل الرئيس بوش وتابعه بلير مع الواقعة بما يخدم وضعهما الشخصي في الاستحقاقات الانتخابية الماثلة، وهما يتحسبان لما يمكن أن يحدث ويؤثر سلبا في موقفيهما من الآن وحتى وقت تلك الاستحقاقات.

والرئيس بوش وتابعه بلير المأخوذين بمطلب ومعايشة الشخصنة لواقعة الأسر، سوف يكونان مسطحان للضغط المطلبي من أطراف أخرى تحاول تفعيل الاستثمار المصلحي الآني بتمرير خطوات أو مشروعات محسوبة

لأطراف إقليمية أو عراقية عميلة (إسرائيل وعملاء إيران).
* الاستمرار المحسوب للمقاومة (مأزق الاحتلال الأمني) بعد أسر الرفيق صدام، سيرجح أدوار الشراذم ذات المليشيات على حساب الخونة والعملاء الآخرين. وهنا سيكون للخونة في "المجلس الأعلى" والحزبين الكرديين

الانفصاليين دورا أكبر يؤكد من أرجحيتهم على منافسيهم داخل المجلس وداخل معسكر الخيانة، وبالتالي ستظهر تبعيتهم وتمثيلهم الإقليمي محصورة في تبني مصالح (إيرانية وإسرائيلية) وهذا ما يلحظ حاليا ويعرفه

نظرائهم في "مجلس الحكم العميل" قبل الآخرين.
* وعلى أساس من معرفة وتيقن الولايات المتحدة من أن الدعم العسكري التحالفي المتوقع لقواتها في العراق سوف لن يجدي ولن يكفي في وقف المقاومة المسلحة، فأنها سوف تكون مضطرة لقبول أدوار المليشيات

العميلة (فيلق بدر والبيشمركة)، وبالتالي فأنها راغبة أو مضطرة سوف تعمل على خلق نوعين من المقابلة: الأول مذهبي أثني يقسم الوطنية العراقية، والثاني مصلحي تنافسي قد يشق معسكر الخونة، ليس بفعل الصحوة

الوطنية و إنما بفعل الغبن التنافسي، وهذا ما سيرتد أكثر ما يكون على هيبة و وحدة الحوزة في العراق والذهاب بها إلى أحضان إيران أو غيرها وفقا لتشكل الاصطفاف.

18- بما أن البعث والمقاومة المسلحة لهما خيارهما المشروع الأوحد والثابت كما أكدنا سابقا، فأننا سنبقي التقابل القتالي قائما مع الاحتلال وواقعه وإفرازاته، وفقا للاستهداف الستراتيجي الذي يرسم خارطة الأهداف

والمستهدفين والتي ستبقى مشروعة طالما كان هناك احتلال... و إن سذاجة الطرح الاحتلالي بالمصالحة وعدم مقاومة وقتال قواته بعد أسر الرفيق القائد إنما تشكل تبسيطا
-3-
مماثلا لعدم توقعه للمقاومة المسلحة بعد احتلاله للعراق. وعلى كل من هو في المعسكر المقابل وتحت أي تصنيف أو مسمى وضمن أي موقع أو اصطفاف أن يعتبر نفسه هدفا مشروعا للمقاومة المسلحة، وهذا ما كان

منذ بدء الاحتلال وسيبقى كذلك حتى نهاية الاحتلال.

أيها الشعب العراقي الحر أبدا،
أيتها الأمة العربية المجيدة،،
أيها الرفاق البعثيون،

إن طلاب السلطة والمغانم هم من يفضلونهما على النضال والمقاومة عندما تستحقان، وهم من لا مبداء لهم، أو يصبحوا له مبدلين عندما يطرح عليهم الخيار، والرفيق القائد المناضل صدام حسين ليس من هذا الطراز، والبعث

ومناضلوه الشرفاء هم كذلك أيضا. فالبعث والبعثيون يعيشون مرحلة نضالية من نوع خاص، ترقى إلى مرحلة البطولة... وقد تصل ببعضهم إلى مرحلة الشهادة أو الأسر، وخيارات البعث معروفة وواضحة وغير مرتدة، وهي

خيارات المقاومة المسلحة والاستشهادية في سبيل المبادئ وفي سبيل الوحدة وفي سبيل تحرير العراق وتحرير فلسطين.


عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال،،
عاشت المقاومة العراقية الباسلة،،
عاش الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق رئيس الجمهورية الأسير صدام حسين،،
عاشت فلسطين حرة عربية،،
المجد والخلود لشهداء العراق وفلسطين الأكرمين،،
والله أكبر...الله أكبر... وليخسأ الخاسئون،،


جهاز الإعلام السياسي والنشر
حزب البعث العربي الاشتراكي

20 كانون أول 2003


٢٠٠٣/١٢/٢٣

No Haaretz shoes in the Miser article ... : (

:(


w w w . h a a r e t z d a i l y . c o m


--------------------------------------------------------------------------------

Last update - 23:50 22/12/2003
Egyptian FM assaulted by Palestinians on Temple Mount
By Arnon Regular, Yoav Stern and Amos Harel

Egyptian Foreign Minister Ahmed Maher was lightly injured Monday after being assaulted by young Palestinians during a visit to the Temple Mount in Jerusalem.

According to some witnesses, Maher was attacked by Muslim extremists who attempted to choke him. Other witnesses reported that he was shoved and heckled, and that items were thrown at him in reaction to the fact that he climbed the mount via the Mugrabi Gate, which is generally an access route for non-Muslims.

Security guards and Jerusalem police drove off the assaulters, and escorted the Egyptian minister off the Mount.

Based on an agreement between Israeli security services and the Egyptian delegation, no Israeli security guards entered the Al Aqsa mosque with Maher. The Israeli guards waited outside, and helped secure Maher's descent off the mount after a scuffle began in the mosque, Channel One TV reported.

According to the report, Maher suffered from shortness of breath, and was led to a Magen David medical service station in the area for initial treatment by a doctor. Maher was later evacuated to Hadassah University Hospital, Ein Karem for further tests.

Foreign Minister Silvan Shalom went to the hospital to visit his Egyptian counterpart, who was in good condition. Shalom condemned the attack by Palestinian "extremists."

The Palestinian Authority condemned the attack on Maher, and said it would find the culprits.

Jerusalem police, late on Monday, detained seven Palestinian residents of East Jerusalem in connection with the attack on Maher.

Earlier in the day, Prime Minister Ariel Sharon indicated to Egypt's foreign minister that Israel would respond favorably to a cease-fire offer from Palestinian militants, an Israeli official said.

Foreign Minister Maher met with Sharon and senior Israeli officials during his first trip to Israel in more than two years. He came to Israel in an effort to restart talks between Israel and the Palestinians on the stalled U.S.-backed road map peace plan.

Egypt, which has often played a mediator's role between Israel and the Palestinians, has been pressuring Palestinian militants to halt attacks on Israel.

The militants have so far rebuffed the Egyptian efforts. Israel has also largely dismissed talk of a cease-fire, saying that the militant groups must be dismantled, as required by the road map.

But in a potential shift that could breathe new life into the efforts, Sharon on Monday indicated to Maher that Israel would halt activity against the militants if there is a cease-fire.

"We will respond to quiet with quiet," said a senior source in the prime minister's office, speaking on condition of anonymity.

Sharon also raised the situation of Israeli citizen Azzam Azzam, who has been imprisoned in Egypt for espionage for the past eight years, and Maher promised he would convey the contents of their conversation to Mubarak.

The source said the meeting had gone very well, and that Maher indicated that the talks could lead to a summit between Sharon and Egyptian President Hosni Mubarak - something Mubarak has avoided since Sharon, a career hardliner, came to power in 2001.

"Maher spared no effort to show that they want to warm up relations," the source said.

After meeting with Foreign Minister Silvan Shalom, Maher told a news conference that he was very optimistic that the cease-fire talks with the Palestinian factions would be successful, and that he emerged from his meetings with the Israelis with a feeling that the road map can be revived.

"Let's start this road which will lead us to a solution and to peace between the Palestinians and the Israelis, which will be beneficial to the whole region," Maher said. "So, I come out from here encouraged, but the encouragement needs to be followed up by actions, we hope to see actions from both sides as soon as possible."

Shalom told reporters after the meeting that he intends to accept his Egyptian counterpart`s invitation to visit Cairo.

Under the road map, Palestinians must dismantle violent groups, and Israel has to halt construction in settlements in the West Bank and Gaza Strip and take down unauthorized outposts. Neither side has carried out these obligations.

Egypt withdrew its ambassador in protest against Israeli actions shortly after the current round of violence erupted in September 2000, and the ambassador has not returned since.

Egypt has continued to play a mediator's role, however.

Egyptian officials confirmed that Egyptian intelligence chief Omar Suleiman, who has been mediating the internal Palestinian cease-fire talks, would travel to the West Bank next week with Maher for talks with Palestinian leaders.

Israeli officials hoped that Maher's visit Monday would signal a new era of closer ties.

"I am sure that this visit will contribute to the strengthening of relations between Egypt and Israel," Sharon said. "I hope this visit will contribute to our relationship with the Palestinian Authority and our efforts to reach a peace agreement."

Sharon has grown impatient with the impasse with the Palestinians and has pushed for tough action by the Palestinian Authority against the militant groups.


--------------------------------------------------------------------------------

ROTFLOL

:)

Smell of Mossad underwork in Latin American Drug Structures

Print


w w w . h a a r e t z d a i l y . c o m


--------------------------------------------------------------------------------

Last update - 22:21 22/12/2003
Colombian rebels release captives, among them 4 Israelis
By Nathan Guttman and Yossi Melman, Haaretz Correspondents, Haaretz Service and Agencies

Colombian ELN (National Liberation Army) rebels on Monday released four Israelis and a Briton they kidnapped 100 days ago, handing them over to a church-led humanitarian commission.

Benny Daniel, Ido Guy, Erez Altawil and Orpaz Ohayon and Briton Mark Henderson appeared in good health as they boarded helicopters in the northern Sierra Nevada mountains, the Israeli ambassador said.

"It's something that we've all been waiting for three months. And now it's finally going to happen," Henderson told Reuters at the secret jungle handoff site shortly before embarking.

A military helicopter picked up the five, and was flying them to a military airport, where they will be welcomed by their families and embassy representatives. Afterwards they will be flown to Bogota.

The ELN group said Sunday that the abduction was a success because it brought an international humanitarian delegation to examine the living conditions of the residents of Sierre Nevada.

Priest Dario Echeverry, the senior Catholic church representative in Colombia working to the free the tourists, said Sunday that the ELN rebels told him that the release process had begun. He said that he was told by the ELN that the five were heading to the release point.

The tourists were kidnapped by ELN rebels in September in Colombia's northern Sierra Nevada mountains, near the jungle ruins of an ancient Indian city, and have been held hostage since.

"The ELN has committed itself, and we're going to honor our word on the liberation," said top ELN commander Nicolas Rodriguez, also known by his rebel war name Gabino. Rodriguez, who has asked for a cease-fire to allow for the tourists' safe release, blasted "the government's adamant refusal to open a corridor that would allow for the liberation."

Colombian General Alberto Ospina said he would act to ensure the successful implementation of the release.

The five hostages were part of a group of 15 hikers who were kidnapped on the night of September 12. Seven of them, including the local guides, were released immediately. A 19-year old Briton made a daring escape shortly after his abduction near Colombia's "Lost City." The others were held in a forest camp, after being forced to march for hours, suffering from exhaustion, lack of food and mosquito bites.

About six weeks after the abduction the Israelis were separated from the others as punishment for trying to escape. They were recaptured about one hour's walk from the camp. The rebels released two other hostages - a Spaniard and a German - in late November and had promised to free the remaining five before Christmas.

The parents of Ido Guy, of Haifa, left for Colombia on Saturday night. Relatives of Benny Daniel and Orpaz Ohayon were already in Colombia, awaiting their release. Miriam and Benny Altawil, the parents of Erez, were to leave for Colombia on Sunday night. "I'm optimistic, but don't believe anything until I see my son," his mother said.

The hikers had ignored warnings not to travel to Colombia, the No. 1 country in the world for kidnappings.


--------------------------------------------------------------------------------


"Join this group"
مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية
Google Groups Subscribe to Arab Nationalist
Email:
Browse Archives at groups-beta.google.com

Creative Commons License
This work is licensed under a Creative Commons License
.


Anti War - Anti Racism

Let the downFall of Sharon be end to Zionism



By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil