These are the new scripts on the walls of Babylon: فليكن سقوط شارون سقوطاً للصهيونية What was created from lies, and nurtured by lies, must face the destiny of lies, too; Or did their God choose brain-dead mokeys unable to see beyond their sick ego's and their ugly noses ! [sic , Sharon !]

Al-Arab Blog - مدونة العرب

Iraqi Quagmire for The American Empire

٢٠٠٥/٠٣/١٠

من خلف أسوار سجن القنيطرة المركزي بالمغرب




من خلف أسوار سجن القنيطرة المركزي بالمغرب


صورة تقريبية للأحوال التي عاشها ويعيشها الشيوخ الأربعة ..

فيما يلي نص رسالة بخط اليد وصلت للمرصد الإعلامي الإسلامي من الإسلامي من خلف أسوار سجن القنيطرة المركزي بالمغرب موقعة بخط اليد من الشيوخ الأربعة وهم:


  • - محمد الفزازي رئيس جمعية "أهل السنة والجماعة "، خطيب مسجد الداخلة – طنجة

  • - الحسن بن علي الشريف الكتاني مدرس وخطيب مسجد مكة بسلا، ماجستير من جامعة آل البيت في الفقه وأصوله

  • - أبو حفص محمد عبد الوهاب بن أحمد رفيقي خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومدرس وخطيب بمدينة فاس

  • - عمر بن مسعود الحدوشي خطيب ومدرس للعلوم الشرعية بمسجد بلال ومسجد اكويلما بمدينة تطوان



وهذا نص الرسالة:

الحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من سوء الأحوال. لقد ابتلانا الله تعالى بما قد عُلم من أصناف البلاء وبما خفي على كثير من الناس وما هو بخافٍ على الله جل في علاه . والمناسبة هي أحداث البيضاء، وما قبلها وما بعدها من محطات متفرقه مما عرفته بلادنا من اصطدامات بين بعض الإخوة من جهة وبين رجال الشرطة أو لسلوك معين سلكه إخوة آخرون في تصورهم أو تصرفهم. هذا من حيث ما أُظهر للرأي العام وأسالت حوله الصحف مداداً كثيراً. . أما من حيث الظاهر لمن ليس على عينه غشاوة فابتلاؤنا نتيجة طبيعية لما عُرف عنا وعرَّفناه للقاصي والداني من خلال خُطبنا ودروسنا ومؤلفاتنا .

بخصوص علمنا وعملنا ـ فمن حيث عِلمنا ـ فقد اجتهدنا في أن يكون علماً صحيحاً مستنداً إلى كتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم وما أجمعت عليه الأمة، فاعتقدنا هذا العلم وتعلمناه بحب وعلمناه لمن يُحب ولا نُحب فكان من الطبيعي جداً أن نصطدم مع زبالة الأفكار المستورة من الغرب على وجه الخصوص ولا سيما في حداثته المنحلة وترهات الايديولوجيا الواردة من الشرق الشيوعي والتي لا تزال أدمغة كثير من بني جلدتنا عفنة بها تحاول زرع الحياة فيها على الرغم من إقبارها في عقر دارها... فكانت المحصلة لهذا كله أن جهرنا بديننا وعقيدتنا وأعلنا ولاءنا لله ولرسوله وللذين آمنوا ـ ولاسيما في فلسطين وأفغانستان والشيشان ومن قبل في البوسنة واليوم في العراق... أي أن هذا ما يلخص جهادنا العملي بعد إجتهادنا العلمي ـ وبعبارة أخرى هذا رأس مالنا في علمنا وهذا ربحنا في عملنا. والصريبة على هذا ما تعرضنا له من ويلات، ولازلنا ، فإذاًهي السنن وطبيعة الطريق ـ ليس إلأ ـ

من هنا تعلمون أيها الإخوة الأحبة ـ سلمكم الله تعالى ـ أن كل ما قيل ويُقال من حيث اعتقالنا وظروف ذلك الاعتقال، ومن حيث محاكماتنا الخرقاء وما يتبعها من فصول التعذيب والانتقام من عقيدتنا حتى الساعة من اختلاف الأساليب فضلاً عمَّا سبق تلك المحاكمات من انتهاكات صارخة لآدميننا وإنسانيتنا مما لا يدع مجالاً للشك أن ما تسمعونه من طنين ودندنات حول ما يسمى بملف حقوق الإنسان ببلادنا، وإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة وما رُتب لها من جلسات استماع عمومية وما يُلاك في الأبواق الرسمية من ضرورة طي صفحة الماضي والإقبال على مستقبل الحرية والكرامة واحترام حقوق الإنسان إلى غير ذلك مما يتبجح به الإعلام الرسمي ، نقول : كل هذا ماهو إلاَّ ضحك على الشعب المغربي المسلم ومحاولة تجميل وجه الجلاد القبيح ليستمر الجلد وليتواصل الانتهاك الفظيع لحقوق الإنسان ، والإنسان المنتهكة حقوقه اليوم إنسان مسلم ملتزم بدينه اختلفت ظروفه عن ظروف ضحايا ما يُعرف بسنوات الجمر والرصاص، نذكر من وجوه هذا الاختلاف أننا نحن ضحايا اليوم يُمارس علينا التعذيب ونكتوي بنار الظلم ويُذل أطفالنا واهلونا بالآلاف في حين ضحايا الاشتراكيين بالأمس كانوا عشرات ونحن اليوم تحت السياط بوحي من امريكا وتوجيهاتها وبتنفيذ بعض ضحايا الأمس أنفسهم الذين تسللوا إلى مراكز القرار وبمباركة جمعيات توسم بالحداثية والدفاع عن الحرية والديمقرطية مهمتها إعادة إضرام النار علينا ومدها بحطب جديد كلما خبت هذه النار أو بدت بوادر الانفرج وكلما هبت نسمة من هنا أو هناك تزيح دخان الجريمة لتنكشف لعبة المؤامرة على بلدنا المسلم وأبنائه البررة.

وبناءً عليه لسنا في حاجة إلى القول بأن أحداث الدار البيضاء، أحداث خارجة عن علمنا وعملنا ولا صلة لها باجتهادنا أو جهادنا، نحن أبرياء منها وهي بريئة منا، لا يد لنا فيها ولا موطئ قدم لنا في ساحتها ، بل كل ما سبق هذه الأحداث من صدامات دموية أو تبعها من تبعات عنيفة لا دخل لنا فيه من قريب أو من بعيد. فلئن كان لنا من جُرم اقترفناه ، فهو لا يزيد عن جُرأتنا في الصدع بالحق وعدم كتمان ولائنا لمن كتب الله أن نعطيه ولاءنا ، إنه مرة أُخرى ولاء لله وللرسول وللذين آمنوا وبراءة من الذين كفروا وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية..

والجدير بالذكر هنا أنه لم يعرف عنا نحن الأربعة أن حملنا سلاحاً أو دعونا إلى ذلك ولم يثبت في صف أحد منا أن نظر لإرهاب أو دعا إلى فتنة أو حرض على جريمة أو أسس لعصابة إجرامية والذين اعتقلونا أعلم الناس بما نقول . وقد بات معلوماً لكل أحدٍ أن أدلة الإثبات ضدنا أصفار متراكمة وادلة براءتنا أحمال كالجبال وإن كان يكفينا منها كتاب الله تعالى الذي يبرؤنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي تزكينا - نساله سُبحانه أن نكون كذلك ـ ثم يكفينا بعد ذلك أن مجتمعنا كله يقول: اللهم أن هذا منكر، لا بل حتى المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بما فيها الأمريكية نفسها تقول: بانتكاسات الحقوق في بلادنا ورجوعها القهقري في ما يسمى بالعهد الجديد الذي لا يختلف عن قديمه إلاّ بالاسم والمسمى واحد، إذن لا تغيير ولا خلاف من حيث الجوهر بين ضحايانا اليوم وضحايا الأمس، اللهم إلا ما كان من اختلاف في أساليب التعذيب والإهانات وإن كان هناك من فرق فهو أننا أبرياء من كل عُنف أو دعوة إليه فلم يصدر منا في حق محمد السادس ما صدر من الاشتراكيين في حق الحسن الثاني وفي المقابل صُب علينا من العذاب في عهد الملك الجديد ما لم يعرفه الرفاق في سنوات الجمر، وللتذكير فإن إخواناً لنا قتلوا تحت التعذيب بشهادة منظمات دولية ووطنية ومورس على المئات منا ما لم يمارس على سجناء جوانتانامو في كوبا وأبي غريب في العراق لقد فعُلت الفاحشة في البعض وهُدّد آخرون بمثلها إما بأشخاصهم أو زوجاتهم واستعمل الكي بالنار في الأماكن الحساسه للبعض، أما الضرب والفلقة والجفّاف والتعليق والتكبيل وتعصيب الأعين والحرمان من النوم وكشف العورات والتحويل من زنزانة إلى أخرى في جوف الليل والحرمان من النظافة والملابس والفراش والأكل والدواء والشمس والحركة إلى غير ذلك من حرماننا من الكتاب والقلم وأشدها علينا كان الحرمان من القرآن الكريم ثم حرماننا من زيارة أهالينا وأولادنا ووالدينا لشهور طويلة بل إن كثيراً منا كان محروماً حتى من معرفة مكان تواجده فلا يعرف أحدنا هل هو معتقل في سلا أم في القنيطرة أم الدار البيضاء...

ولا تسألوا عن عوائلنا المساكين كانوا لا يعرفون خبراً ولا حسّاً لنا ، ثم يطنطنون ويدندنون عبر أبواقهم التي بُحت بالكذب أننا في دولة الحق والقانون، فعن أي حق وأي قانون يتكلمون هذا من حيث الملفات المرتبطة بالإسلام الذي سمَّوه " بالسلفية الجهادية " ككل، أما من حيث أحوالنا نحن الأربعة فقد نالنا شيء من هذا (قلّ أو كثر) نحتسبه في سبيل الله تعالى ، وإن كانت ظروفنا اليوم قد تحسنت كثيراً، ولكن ماذا يساوي هذا التحسن أمام إبعادنا عن دعوتنا إلى الله تعالى وعن بيوتنا وأعمالنا وأمام حرماننا من حريتنا ، ولو كان القوم يستحيون لما تكلموا عن الحقوق التي زعموا اننا نتمتع بها داخل السجن ونحن محرومون من الحق الأساس: الحرية مع براءتنا الظاهرة ..

فالشيخان حسن الكتاني وعبد الوهاب الرفيقي (أبو حفص) سجنا قبل أحداث الدار البيضاء بشهور عديدة وتهم مضحكة ثم انتُقم منهما بإقحامهما في ملف التفجيرات ظلماً وعدواناً . .

أما الشيخ حسن الكتاني فقد تناسوا كل ما بذلته عائلته من جهود علمية ودعوية قبل احتلال المغرب وبعده نشراً للعلم ومحاربة للمستعمر ومشاركة في الاستقلال الحقيقي للبلاد. وتناسوا ما قدمته عائلة الكتاني من صورة مشرفة خارج المغرب بعلمائها الكبار الذين درسوا وحاضروا بالجامعات والمنتديات المغربية والغربية فأعطوا عن المغرب أحسن صورة ـ فكان جزاؤه هو الحكم عليه بعشرين سنة سجنا ـ في قضية لا علاقة له بها من قريب ولا بعيد، وكان مسجوناً قبلها بأربعة أشهر في السجن المدني بسلا، ثم اختطف إلى مكان يجهله فوضع في زنزانة انفرادية وجُرّد من ثيابه إلا ما يستر عورته، ومن كل شيء منع حتى المصحف ، ومنع من الكلام من الناس أو ذكر الله بصوت مرتفع. ثم نقل لسجن عين البرجة بالبيضاء فحبس في مرحاض قذر.

أما المحاكمة فكانت أسرع محاكمة في التاريخ ، ومع أنه فند كل التهم المنسوبة إليه وناقش القاضي الذي لم يستطع إثبات أي جريمة ضده فقد صدر ذلك الحكم الجائر، مع العلم انه حوكم دون محضر استماع من الشرطة بل لمجرد شهادات مزعومة من مجموعة من الإخوة فيها أنهم حضروا له دروساً في مبادئ "السلفية الجهادية "!! شهادات رفضت المحكمة إحضار أصحابها الذين ذكر الكثير منهم أنهم وقعوا على محاضرها تحت التعذيب، ولو فرضنا صدقها فما هي هذه المبادئ؟ خاصة ولا يوجد من يقول أنه يعلم شيئاً اسمه (السلفية الجهادية) بمصطلحهم المخترع بدلاً عن عقيدة أهل السنة والجماعة.. ولو افترضنا ذلك جدلاً وأن الشباب تعلموا مبادئ (السلفية الجهادية) فمتى كان تعلم أى مبدأ يُحكم على صاحبه بـ 20 سنة سجناً؟!

ثم نقل الكتاني للسجن المركزي بالقنيطرة آخر رمضان سنة 1425هـ فسجن في زنزانة أشبه بالبئر منفرداً ولا حق له إلا في ربع ساعة في اليوم يشم فيها الهواء...

أما الشيخ أبو حفص.. فلم يراعوا أيضاً ما قدمته عائلته في سبيل طرد المحتل الفرنسي ولا ما قدمه والده طيلة 30 عاماً بمختلف مستشفيات البلد ولا ما قدمه هو من جهد في الدعوة إلى الله خطيباً ومحاضراً وداعية إلى الله فسجنوه حتى قبل أحداث 16 ماي. بل سجن قبلها بأكثر من عام ونصف وحكم عليه بستة أشهر سجناً قضي منها ثلاثة أشهر، وبعد خروجه حوصر حصاراً شديداً وطوق بيته برجال المخابرات، ومنع من ممارسة أي نشاط دعوي ، وزج بكل المقربين منه في السجن، وهدد كل أصحابه بالحبس إذا ما واصلوا الاتصال به ثم ألقى عليه القبض مرة ثانية بتهم مضحكة قبل أحداث 16 ماي بشهور ، وتعرضت زوجته وعائلته للاستنطاق والتحقيق، وضغظت المخابرات على صاحب البيت الذي ترك به أهله وأولاده حتى طردوا، ثم بعد اعتقاله بأسبوع، اعتقلوا والده المجاهد أبا حذيفة أحمد رفيقى، لا لذنب سوى أنه قضى بضع سنين مجاهداً في جبال أفغانستان، ولم يراعوا سنه المتقدمة 64 عاماً ولا إصابته بأمراض، السكري والضغط والروماتيزم والكلى، وبعد أن تبين فراغ الملف الذي قدم به أبو حفص إلى المحكمة، ثم إقحامه في ملف أحداث 16 ماي لفقت له تهم التنظير والتكفير والقتل، واختطف من سجن سلا إلى مكان مجهول، معصوب الأعين مقيد الأيدي من الخلف ووضع في زنزانة انفرادية لعدة شهور مجرداً من لباسه، ممنوعاً من كل شئ حتى من المصحف، مقطوعا عن أهله وأقاربه ، معزولاً عن العالم كليةً ، لا يرى شمساً ولا يشم هواءً ، تقدم اليه أطباق من الطعام الرديء، المحشو بالحشرات والصراصير، وسط زنزانة مليئة بالفئران والنتن والأوساخ مع التعرض لسيل من الإهانات المقصودة ، والاستفزازات الجارحة، ثم نقل الى سجن عين البرجة بالدار البيضاء، حيث كانت الأوضاع أسوأ ، والإهانات أشد، أما المحاكمة فقد افتقدت كل شروط المحاكمة العادلة حيث رفضت المحكمة استدعاء الشهود الذين ادعي أنهم صرحوا بأنه أبا حفص أفتاهم بالقتل والتدمير ، وقد رفضت المحكمة استدعاءهم لعلمها الجازم بأنهم سيبرئون ساحته، وعرفت المحاكمة انسحاب هيئة الدفاع احتجاجاً على رفض استدعاء الشهود وحكمت حكمها الظالم بالسجن 30 سنة وعلى ابيه 10 سنوات ولم يكتفوا بمعاقبة الأسرة بـ 40 عاماً سجناً ، بل حرموها حتى من راتب المعاش الذي تعول به نفسها في غياب أب البيت والابن الأكبر والوحيد، وزادت المأساة حين وضع أبو حفص مع ابيه في سجن واحد بعين البرجة بالبيضاء، وكانت المسافة بين زنزانتيهما عدة أمتار، ومع ذلك منعا منعاً صارماً من رؤية بعضهما البعض، ولما طالب بذلك عاقبه مدير السجن بوضعه في (الكاشو) . . ولما كان شهر رمضان مُنع مع إخوانه من تسخين أي طعام وأجبرو على اكل الطعام البارد مما ورث للإخوة امراضاً جلدية وباطنية كما ان مدير السجن أغلق ابواب الزنازن على الإخوة مدة 15 يوماً لا يشمون فيها هواءً مع شدة الحر وإغلاق كل المنافذ حتى كادوا يموتون اختناقاً ، وبعد ذلك نقلوا الى سجن القنيطرة في ظروف مأساوية ووضع في (الكاشو) أي الزنزانة العقابية حيث لا شمس ولا هواء والزيارة عبر الشبابيك الحديدية وغير ذلك من الظروف المأساوية ، كل هذا التعذيب المادي والمعنوي لتقر عيون أمريكا ويهنأ بالها ويتحرك سخاؤها ، وإن كان ذلك على حساب طاقات الأمة وذخائرها وعلى حساب العائلات المكلومة والأسر المجروحة...

نأتي الى الشيخين عمر الحدوشي ومحمد الفزازي

فالأول : فقد تعرض لانتهاكات وخروقات واعتداءات خبيثة حيث اختطف من مدينة تطوان خارجاً من المسجد بعد صلاة المغرب، أخذ بسيارة على يد مجموعة من الشرطة على رأسهم رئيس المديرية الكبرى للأمن الإقليمي بنفس المدينة مع عميد للشرطة وضباط ومفتشون . قالوا له : هو استفسار بسيط ثم نرجعك الى بيتك . فصار الأمر إلى ان نقل من طرف مجموعة أخرى إلى مخفر المعاريف بالدار البيضاء مكبل اليدين الى الوراء معصب العينيين مصحوباً بالركل والشتم حيث أقام مدة 9 أيام في مرحاض دون تهوية كلها تعذيب جسدي منهك ونفسي شرس ، لم يراعوا فيه من به مرض (الربو) أو من كان من أهل العلم والإصلاح . ، زد على هذا وذاك عدم معرفة أقاربه بمكان وجوده لتكون الحرب الارهابيه على الأسرة كلها دون رحمة صغير أو توقير كبير ذكراً كان أم أنثى ... هذه المدة كانت 3 أيام الأولى دون نوم ولا راحة حتى بلغ به الجهد وأغمي عليه . حينها أتوه بطبيب من طينتهم وهو الذي أكد لهم خطورة ما لحقه في بدنه من كثرة الإرهاق والضرب على الرأس الى درجة ان فقد بصر عينه اليسرى إلى الآن حسب ما ذكره طاقم طبي مختص زار السجن فيما بعد..

باختصار كانت خروقات صارخة وسافرة لا أول لها ولا آخر يندى لها الجبين ويذوب لها القلب... أما الحراسة النظرية فبعدما تم اختراقها في المخافر كانت تتمة ذلك في السجن المدني بسلا حيث كان هناك مكتب خاص للتحقيق تابع للمخابرات( DST) بين الفينة والأخرى لمجرد أتفه الأسباب وفي أي وقت كان سواء بالليل أو بالنهار حتى لا يستقر لك بال ولا تكتحل بنوم ولا تجد قسطاً للراحة.. لا زيارة ، لا فسحة، لا تطبيب ، لا طعام ولا شراب، لا قلم ولا ورقة، لا صحيفة ولا مذياع . . لا شئ سوى القهر والانتقام.. حكمنا بـ 30 سنة ظلماً وعدواناً دون ثبوت حجة ولا دليل كما تقتضيه المساطر الجاري بها العمل في ظروف غامضة تفتقد لأبسط شروط المحاكمة العادلة... يُفهم من هذا أن أمورهم كانت جاهزة وملفقة لحاجة في نفس أمريكا قضوها.. فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة الا بالله ...

اللهم انتقم ممن ظلمنا واعتدى علينا وكشف عوراتنا... كل هذا الذي ذكرنا في هذه العجالة كتبها الشيخ عمر الحدوشي في بيان مفصل نشرته جريدة الأيام عدد170 بتاريخ 9 - 15 فبراير2005 م.

أما الثاني : فلم يراعوا له حرمة ، لا بالنظر إلى أسرته التي جاهدت من اجل استقلال المغرب مع من جاهد ، ولا بكونه رجل تعليم متقاعد قضى في المدارس المغربية العمومية أزيد من 31 سنة، ولا بالنظر إلى كونه خطيب جمعة رسميا لأزيد من 20 عاماً ، ولا بالنظر إلى كونه أباً لأحد عشر ولداً منه تسع بنات فضلاً عن كونه بريئاً .. بريئاً .. بريئاً – فأوذي في نفسه بالاعتقال التعسفي والتعذيب النفسي لشهور متعددة ، الوسخ والحرمان من النوم بتسليط الضوء ليل نهار والحرمان من الشمس ومن كل أبسط مستلزمات العيش الكريم وأفظع منه كشف عورته اكثر من مرة .. مع حرمانه من محاكمة عادلة رغم ظهور براءته وعدم تورطه في شيء مما نسب إليه ، والابقاء عليه في السجن مع إخوانه الأبرياء بل مع ولده وفلذة كبده الذي سجنوه معه بتهم أخرى في ملف آخر .. فكانت الحصيلة مع تعذيب الأب بما يناسبه في زعم الجلادين في سجون سلا، عين برجة ، والقنيطرة . وتعذيب الإبن بما يناسبه في (تمارة) وسلا وأوطيطا واليوم مع إبيه في السجن المركزي بالقنيطرة 30 سنة سجناً نافذاً في حق الأب وخمس سنوات نافذة في حق الابن . هذ هو العدل عندهم وهذا هو القانون – إن الجلادين لم يكتفوا بتعذيبه بعد إدانته رغما على أنف الحقيقة بال طالت قسوتهم وكراهيتهم لديننا أن حرموا أسرته من راتب المعاش الذي كان يعول به أولاده ، وكل الناس يعلموا أن بيته بالكراء وكل أولاده يتابعون الدراسة ما بين الجامعة والحضانة ، فكان لابد من محاولة تجويع الأسرة أيضاً لعل "سعادة وزير العدل " يهنأ بنشر العدل . وكان لابد من محاولة تشريد الأسرة وكلها شباب لعل "معالي كاتب الدولة في الشباب محمد الكحص" يهدأ له بال ، فليهنأ ذاك بعدله وليهدأ هذا بخدمة الشباب. فرزقنا جميعا على الله وحالنا ومآلنا ليس بيد أحد سواه سبحانه في علاه ، وعندما يصح العزم من أصحاب القرار في العهد الجديد على على طي صفحات الحاضر والماضي على السواء فإن الإكراهات الخارجية والداخلية أصغر من أن تسبح ضد التيار ، وهاهي ذي أمريكا . . وما أدراك ما أمريكا .. تلوح بالعفو العام في افغانستان والعراق وجوانتنامو وتفرج عن مئات السجناء رغم مشاركتهم في القتال ، طلباً للخروج من مستنقع ما سمي بالحرب على الإرهاب وحفاظاً على ماء الوجه الذي لم يعد فيه ماء – فهل يعجز المغرب كدولة أن يفعل في حقنا نحن المظلومين الأبرياء ما فعلته أمريكا في حق المجاهدين في العالم، إننا لا نزعم هنا أننا نطالب بصفح أو عفو، إذ العفو يعني عدم المؤاخذة بالذنب، ونحن لا ذنب لنا.. بل نحن الذين يجب على الجلادين أن يطلبوا منا العفو والصفح الجميل ولئن فعلوا لوجدونا سماحاً كراماً.. ولئن لم يفعلوا فالموعد بين يدي الله وقد يكون في غد قريب أمام أنظار شعبنا المسلم الأبي...


  • محمد الفزازي رئيس جمعية "أهل السنة والجماعة "، خطيب مسجد الداخلة – طنجة (توقيع بخط يده)

  • الحسن بن علي الشريف الكتاني مدرس وخطيب مسجد مكة بسلا ، ماجستير من جامعة آل البيت في الفقه وأصوله (توقيع بخط يده)

  • أبو حفص محمد عبد الوهاب بن أحمد رفيقي خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومدرس وخطيب بمدينة فاس (توقيع بخط يده)

  • عمر بن مسعود الحدوشي خطيب ومدرس للعلوم الشرعية بمسجد بلال ومسجد اكويلما بمدينة تطوان (توقيع بخط يده)



كان هذا نص الرسالة التي وصلتنا في المرصد الإعلامي الإسلامي من خلف أسوار سجن القنيطرة المركزي بالمغرب ننشرها كما وصلتنا دون زيادة أو نقصان ولا تعليق فالرسالة غنية بالمعلومات وكشف للانتهاكات التي يراها القاريء رأي العين.

حسبنا الله ونعم الوكيل
المرصد الإعلامي الإسلامي

من خلف أسوار سجن القنيطرة المركزي بالمغرب




من خلف أسوار سجن القنيطرة المركزي بالمغرب


صورة تقريبية للأحوال التي عاشها ويعيشها الشيوخ الأربعة ..

فيما يلي نص رسالة بخط اليد وصلت للمرصد الإعلامي الإسلامي من الإسلامي من خلف أسوار سجن القنيطرة المركزي بالمغرب موقعة بخط اليد من الشيوخ الأربعة وهم:


  • - محمد الفزازي رئيس جمعية "أهل السنة والجماعة "، خطيب مسجد الداخلة – طنجة

  • - الحسن بن علي الشريف الكتاني مدرس وخطيب مسجد مكة بسلا، ماجستير من جامعة آل البيت في الفقه وأصوله

  • - أبو حفص محمد عبد الوهاب بن أحمد رفيقي خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومدرس وخطيب بمدينة فاس

  • - عمر بن مسعود الحدوشي خطيب ومدرس للعلوم الشرعية بمسجد بلال ومسجد اكويلما بمدينة تطوان



وهذا نص الرسالة:

الحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من سوء الأحوال. لقد ابتلانا الله تعالى بما قد عُلم من أصناف البلاء وبما خفي على كثير من الناس وما هو بخافٍ على الله جل في علاه . والمناسبة هي أحداث البيضاء، وما قبلها وما بعدها من محطات متفرقه مما عرفته بلادنا من اصطدامات بين بعض الإخوة من جهة وبين رجال الشرطة أو لسلوك معين سلكه إخوة آخرون في تصورهم أو تصرفهم. هذا من حيث ما أُظهر للرأي العام وأسالت حوله الصحف مداداً كثيراً. . أما من حيث الظاهر لمن ليس على عينه غشاوة فابتلاؤنا نتيجة طبيعية لما عُرف عنا وعرَّفناه للقاصي والداني من خلال خُطبنا ودروسنا ومؤلفاتنا .

بخصوص علمنا وعملنا ـ فمن حيث عِلمنا ـ فقد اجتهدنا في أن يكون علماً صحيحاً مستنداً إلى كتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم وما أجمعت عليه الأمة، فاعتقدنا هذا العلم وتعلمناه بحب وعلمناه لمن يُحب ولا نُحب فكان من الطبيعي جداً أن نصطدم مع زبالة الأفكار المستورة من الغرب على وجه الخصوص ولا سيما في حداثته المنحلة وترهات الايديولوجيا الواردة من الشرق الشيوعي والتي لا تزال أدمغة كثير من بني جلدتنا عفنة بها تحاول زرع الحياة فيها على الرغم من إقبارها في عقر دارها... فكانت المحصلة لهذا كله أن جهرنا بديننا وعقيدتنا وأعلنا ولاءنا لله ولرسوله وللذين آمنوا ـ ولاسيما في فلسطين وأفغانستان والشيشان ومن قبل في البوسنة واليوم في العراق... أي أن هذا ما يلخص جهادنا العملي بعد إجتهادنا العلمي ـ وبعبارة أخرى هذا رأس مالنا في علمنا وهذا ربحنا في عملنا. والصريبة على هذا ما تعرضنا له من ويلات، ولازلنا ، فإذاًهي السنن وطبيعة الطريق ـ ليس إلأ ـ

من هنا تعلمون أيها الإخوة الأحبة ـ سلمكم الله تعالى ـ أن كل ما قيل ويُقال من حيث اعتقالنا وظروف ذلك الاعتقال، ومن حيث محاكماتنا الخرقاء وما يتبعها من فصول التعذيب والانتقام من عقيدتنا حتى الساعة من اختلاف الأساليب فضلاً عمَّا سبق تلك المحاكمات من انتهاكات صارخة لآدميننا وإنسانيتنا مما لا يدع مجالاً للشك أن ما تسمعونه من طنين ودندنات حول ما يسمى بملف حقوق الإنسان ببلادنا، وإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة وما رُتب لها من جلسات استماع عمومية وما يُلاك في الأبواق الرسمية من ضرورة طي صفحة الماضي والإقبال على مستقبل الحرية والكرامة واحترام حقوق الإنسان إلى غير ذلك مما يتبجح به الإعلام الرسمي ، نقول : كل هذا ماهو إلاَّ ضحك على الشعب المغربي المسلم ومحاولة تجميل وجه الجلاد القبيح ليستمر الجلد وليتواصل الانتهاك الفظيع لحقوق الإنسان ، والإنسان المنتهكة حقوقه اليوم إنسان مسلم ملتزم بدينه اختلفت ظروفه عن ظروف ضحايا ما يُعرف بسنوات الجمر والرصاص، نذكر من وجوه هذا الاختلاف أننا نحن ضحايا اليوم يُمارس علينا التعذيب ونكتوي بنار الظلم ويُذل أطفالنا واهلونا بالآلاف في حين ضحايا الاشتراكيين بالأمس كانوا عشرات ونحن اليوم تحت السياط بوحي من امريكا وتوجيهاتها وبتنفيذ بعض ضحايا الأمس أنفسهم الذين تسللوا إلى مراكز القرار وبمباركة جمعيات توسم بالحداثية والدفاع عن الحرية والديمقرطية مهمتها إعادة إضرام النار علينا ومدها بحطب جديد كلما خبت هذه النار أو بدت بوادر الانفرج وكلما هبت نسمة من هنا أو هناك تزيح دخان الجريمة لتنكشف لعبة المؤامرة على بلدنا المسلم وأبنائه البررة.

وبناءً عليه لسنا في حاجة إلى القول بأن أحداث الدار البيضاء، أحداث خارجة عن علمنا وعملنا ولا صلة لها باجتهادنا أو جهادنا، نحن أبرياء منها وهي بريئة منا، لا يد لنا فيها ولا موطئ قدم لنا في ساحتها ، بل كل ما سبق هذه الأحداث من صدامات دموية أو تبعها من تبعات عنيفة لا دخل لنا فيه من قريب أو من بعيد. فلئن كان لنا من جُرم اقترفناه ، فهو لا يزيد عن جُرأتنا في الصدع بالحق وعدم كتمان ولائنا لمن كتب الله أن نعطيه ولاءنا ، إنه مرة أُخرى ولاء لله وللرسول وللذين آمنوا وبراءة من الذين كفروا وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية..

والجدير بالذكر هنا أنه لم يعرف عنا نحن الأربعة أن حملنا سلاحاً أو دعونا إلى ذلك ولم يثبت في صف أحد منا أن نظر لإرهاب أو دعا إلى فتنة أو حرض على جريمة أو أسس لعصابة إجرامية والذين اعتقلونا أعلم الناس بما نقول . وقد بات معلوماً لكل أحدٍ أن أدلة الإثبات ضدنا أصفار متراكمة وادلة براءتنا أحمال كالجبال وإن كان يكفينا منها كتاب الله تعالى الذي يبرؤنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي تزكينا - نساله سُبحانه أن نكون كذلك ـ ثم يكفينا بعد ذلك أن مجتمعنا كله يقول: اللهم أن هذا منكر، لا بل حتى المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بما فيها الأمريكية نفسها تقول: بانتكاسات الحقوق في بلادنا ورجوعها القهقري في ما يسمى بالعهد الجديد الذي لا يختلف عن قديمه إلاّ بالاسم والمسمى واحد، إذن لا تغيير ولا خلاف من حيث الجوهر بين ضحايانا اليوم وضحايا الأمس، اللهم إلا ما كان من اختلاف في أساليب التعذيب والإهانات وإن كان هناك من فرق فهو أننا أبرياء من كل عُنف أو دعوة إليه فلم يصدر منا في حق محمد السادس ما صدر من الاشتراكيين في حق الحسن الثاني وفي المقابل صُب علينا من العذاب في عهد الملك الجديد ما لم يعرفه الرفاق في سنوات الجمر، وللتذكير فإن إخواناً لنا قتلوا تحت التعذيب بشهادة منظمات دولية ووطنية ومورس على المئات منا ما لم يمارس على سجناء جوانتانامو في كوبا وأبي غريب في العراق لقد فعُلت الفاحشة في البعض وهُدّد آخرون بمثلها إما بأشخاصهم أو زوجاتهم واستعمل الكي بالنار في الأماكن الحساسه للبعض، أما الضرب والفلقة والجفّاف والتعليق والتكبيل وتعصيب الأعين والحرمان من النوم وكشف العورات والتحويل من زنزانة إلى أخرى في جوف الليل والحرمان من النظافة والملابس والفراش والأكل والدواء والشمس والحركة إلى غير ذلك من حرماننا من الكتاب والقلم وأشدها علينا كان الحرمان من القرآن الكريم ثم حرماننا من زيارة أهالينا وأولادنا ووالدينا لشهور طويلة بل إن كثيراً منا كان محروماً حتى من معرفة مكان تواجده فلا يعرف أحدنا هل هو معتقل في سلا أم في القنيطرة أم الدار البيضاء...

ولا تسألوا عن عوائلنا المساكين كانوا لا يعرفون خبراً ولا حسّاً لنا ، ثم يطنطنون ويدندنون عبر أبواقهم التي بُحت بالكذب أننا في دولة الحق والقانون، فعن أي حق وأي قانون يتكلمون هذا من حيث الملفات المرتبطة بالإسلام الذي سمَّوه " بالسلفية الجهادية " ككل، أما من حيث أحوالنا نحن الأربعة فقد نالنا شيء من هذا (قلّ أو كثر) نحتسبه في سبيل الله تعالى ، وإن كانت ظروفنا اليوم قد تحسنت كثيراً، ولكن ماذا يساوي هذا التحسن أمام إبعادنا عن دعوتنا إلى الله تعالى وعن بيوتنا وأعمالنا وأمام حرماننا من حريتنا ، ولو كان القوم يستحيون لما تكلموا عن الحقوق التي زعموا اننا نتمتع بها داخل السجن ونحن محرومون من الحق الأساس: الحرية مع براءتنا الظاهرة ..

فالشيخان حسن الكتاني وعبد الوهاب الرفيقي (أبو حفص) سجنا قبل أحداث الدار البيضاء بشهور عديدة وتهم مضحكة ثم انتُقم منهما بإقحامهما في ملف التفجيرات ظلماً وعدواناً . .

أما الشيخ حسن الكتاني فقد تناسوا كل ما بذلته عائلته من جهود علمية ودعوية قبل احتلال المغرب وبعده نشراً للعلم ومحاربة للمستعمر ومشاركة في الاستقلال الحقيقي للبلاد. وتناسوا ما قدمته عائلة الكتاني من صورة مشرفة خارج المغرب بعلمائها الكبار الذين درسوا وحاضروا بالجامعات والمنتديات المغربية والغربية فأعطوا عن المغرب أحسن صورة ـ فكان جزاؤه هو الحكم عليه بعشرين سنة سجنا ـ في قضية لا علاقة له بها من قريب ولا بعيد، وكان مسجوناً قبلها بأربعة أشهر في السجن المدني بسلا، ثم اختطف إلى مكان يجهله فوضع في زنزانة انفرادية وجُرّد من ثيابه إلا ما يستر عورته، ومن كل شيء منع حتى المصحف ، ومنع من الكلام من الناس أو ذكر الله بصوت مرتفع. ثم نقل لسجن عين البرجة بالبيضاء فحبس في مرحاض قذر.

أما المحاكمة فكانت أسرع محاكمة في التاريخ ، ومع أنه فند كل التهم المنسوبة إليه وناقش القاضي الذي لم يستطع إثبات أي جريمة ضده فقد صدر ذلك الحكم الجائر، مع العلم انه حوكم دون محضر استماع من الشرطة بل لمجرد شهادات مزعومة من مجموعة من الإخوة فيها أنهم حضروا له دروساً في مبادئ "السلفية الجهادية "!! شهادات رفضت المحكمة إحضار أصحابها الذين ذكر الكثير منهم أنهم وقعوا على محاضرها تحت التعذيب، ولو فرضنا صدقها فما هي هذه المبادئ؟ خاصة ولا يوجد من يقول أنه يعلم شيئاً اسمه (السلفية الجهادية) بمصطلحهم المخترع بدلاً عن عقيدة أهل السنة والجماعة.. ولو افترضنا ذلك جدلاً وأن الشباب تعلموا مبادئ (السلفية الجهادية) فمتى كان تعلم أى مبدأ يُحكم على صاحبه بـ 20 سنة سجناً؟!

ثم نقل الكتاني للسجن المركزي بالقنيطرة آخر رمضان سنة 1425هـ فسجن في زنزانة أشبه بالبئر منفرداً ولا حق له إلا في ربع ساعة في اليوم يشم فيها الهواء...

أما الشيخ أبو حفص.. فلم يراعوا أيضاً ما قدمته عائلته في سبيل طرد المحتل الفرنسي ولا ما قدمه والده طيلة 30 عاماً بمختلف مستشفيات البلد ولا ما قدمه هو من جهد في الدعوة إلى الله خطيباً ومحاضراً وداعية إلى الله فسجنوه حتى قبل أحداث 16 ماي. بل سجن قبلها بأكثر من عام ونصف وحكم عليه بستة أشهر سجناً قضي منها ثلاثة أشهر، وبعد خروجه حوصر حصاراً شديداً وطوق بيته برجال المخابرات، ومنع من ممارسة أي نشاط دعوي ، وزج بكل المقربين منه في السجن، وهدد كل أصحابه بالحبس إذا ما واصلوا الاتصال به ثم ألقى عليه القبض مرة ثانية بتهم مضحكة قبل أحداث 16 ماي بشهور ، وتعرضت زوجته وعائلته للاستنطاق والتحقيق، وضغظت المخابرات على صاحب البيت الذي ترك به أهله وأولاده حتى طردوا، ثم بعد اعتقاله بأسبوع، اعتقلوا والده المجاهد أبا حذيفة أحمد رفيقى، لا لذنب سوى أنه قضى بضع سنين مجاهداً في جبال أفغانستان، ولم يراعوا سنه المتقدمة 64 عاماً ولا إصابته بأمراض، السكري والضغط والروماتيزم والكلى، وبعد أن تبين فراغ الملف الذي قدم به أبو حفص إلى المحكمة، ثم إقحامه في ملف أحداث 16 ماي لفقت له تهم التنظير والتكفير والقتل، واختطف من سجن سلا إلى مكان مجهول، معصوب الأعين مقيد الأيدي من الخلف ووضع في زنزانة انفرادية لعدة شهور مجرداً من لباسه، ممنوعاً من كل شئ حتى من المصحف، مقطوعا عن أهله وأقاربه ، معزولاً عن العالم كليةً ، لا يرى شمساً ولا يشم هواءً ، تقدم اليه أطباق من الطعام الرديء، المحشو بالحشرات والصراصير، وسط زنزانة مليئة بالفئران والنتن والأوساخ مع التعرض لسيل من الإهانات المقصودة ، والاستفزازات الجارحة، ثم نقل الى سجن عين البرجة بالدار البيضاء، حيث كانت الأوضاع أسوأ ، والإهانات أشد، أما المحاكمة فقد افتقدت كل شروط المحاكمة العادلة حيث رفضت المحكمة استدعاء الشهود الذين ادعي أنهم صرحوا بأنه أبا حفص أفتاهم بالقتل والتدمير ، وقد رفضت المحكمة استدعاءهم لعلمها الجازم بأنهم سيبرئون ساحته، وعرفت المحاكمة انسحاب هيئة الدفاع احتجاجاً على رفض استدعاء الشهود وحكمت حكمها الظالم بالسجن 30 سنة وعلى ابيه 10 سنوات ولم يكتفوا بمعاقبة الأسرة بـ 40 عاماً سجناً ، بل حرموها حتى من راتب المعاش الذي تعول به نفسها في غياب أب البيت والابن الأكبر والوحيد، وزادت المأساة حين وضع أبو حفص مع ابيه في سجن واحد بعين البرجة بالبيضاء، وكانت المسافة بين زنزانتيهما عدة أمتار، ومع ذلك منعا منعاً صارماً من رؤية بعضهما البعض، ولما طالب بذلك عاقبه مدير السجن بوضعه في (الكاشو) . . ولما كان شهر رمضان مُنع مع إخوانه من تسخين أي طعام وأجبرو على اكل الطعام البارد مما ورث للإخوة امراضاً جلدية وباطنية كما ان مدير السجن أغلق ابواب الزنازن على الإخوة مدة 15 يوماً لا يشمون فيها هواءً مع شدة الحر وإغلاق كل المنافذ حتى كادوا يموتون اختناقاً ، وبعد ذلك نقلوا الى سجن القنيطرة في ظروف مأساوية ووضع في (الكاشو) أي الزنزانة العقابية حيث لا شمس ولا هواء والزيارة عبر الشبابيك الحديدية وغير ذلك من الظروف المأساوية ، كل هذا التعذيب المادي والمعنوي لتقر عيون أمريكا ويهنأ بالها ويتحرك سخاؤها ، وإن كان ذلك على حساب طاقات الأمة وذخائرها وعلى حساب العائلات المكلومة والأسر المجروحة...

نأتي الى الشيخين عمر الحدوشي ومحمد الفزازي

فالأول : فقد تعرض لانتهاكات وخروقات واعتداءات خبيثة حيث اختطف من مدينة تطوان خارجاً من المسجد بعد صلاة المغرب، أخذ بسيارة على يد مجموعة من الشرطة على رأسهم رئيس المديرية الكبرى للأمن الإقليمي بنفس المدينة مع عميد للشرطة وضباط ومفتشون . قالوا له : هو استفسار بسيط ثم نرجعك الى بيتك . فصار الأمر إلى ان نقل من طرف مجموعة أخرى إلى مخفر المعاريف بالدار البيضاء مكبل اليدين الى الوراء معصب العينيين مصحوباً بالركل والشتم حيث أقام مدة 9 أيام في مرحاض دون تهوية كلها تعذيب جسدي منهك ونفسي شرس ، لم يراعوا فيه من به مرض (الربو) أو من كان من أهل العلم والإصلاح . ، زد على هذا وذاك عدم معرفة أقاربه بمكان وجوده لتكون الحرب الارهابيه على الأسرة كلها دون رحمة صغير أو توقير كبير ذكراً كان أم أنثى ... هذه المدة كانت 3 أيام الأولى دون نوم ولا راحة حتى بلغ به الجهد وأغمي عليه . حينها أتوه بطبيب من طينتهم وهو الذي أكد لهم خطورة ما لحقه في بدنه من كثرة الإرهاق والضرب على الرأس الى درجة ان فقد بصر عينه اليسرى إلى الآن حسب ما ذكره طاقم طبي مختص زار السجن فيما بعد..

باختصار كانت خروقات صارخة وسافرة لا أول لها ولا آخر يندى لها الجبين ويذوب لها القلب... أما الحراسة النظرية فبعدما تم اختراقها في المخافر كانت تتمة ذلك في السجن المدني بسلا حيث كان هناك مكتب خاص للتحقيق تابع للمخابرات( DST) بين الفينة والأخرى لمجرد أتفه الأسباب وفي أي وقت كان سواء بالليل أو بالنهار حتى لا يستقر لك بال ولا تكتحل بنوم ولا تجد قسطاً للراحة.. لا زيارة ، لا فسحة، لا تطبيب ، لا طعام ولا شراب، لا قلم ولا ورقة، لا صحيفة ولا مذياع . . لا شئ سوى القهر والانتقام.. حكمنا بـ 30 سنة ظلماً وعدواناً دون ثبوت حجة ولا دليل كما تقتضيه المساطر الجاري بها العمل في ظروف غامضة تفتقد لأبسط شروط المحاكمة العادلة... يُفهم من هذا أن أمورهم كانت جاهزة وملفقة لحاجة في نفس أمريكا قضوها.. فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة الا بالله ...

اللهم انتقم ممن ظلمنا واعتدى علينا وكشف عوراتنا... كل هذا الذي ذكرنا في هذه العجالة كتبها الشيخ عمر الحدوشي في بيان مفصل نشرته جريدة الأيام عدد170 بتاريخ 9 - 15 فبراير2005 م.

أما الثاني : فلم يراعوا له حرمة ، لا بالنظر إلى أسرته التي جاهدت من اجل استقلال المغرب مع من جاهد ، ولا بكونه رجل تعليم متقاعد قضى في المدارس المغربية العمومية أزيد من 31 سنة، ولا بالنظر إلى كونه خطيب جمعة رسميا لأزيد من 20 عاماً ، ولا بالنظر إلى كونه أباً لأحد عشر ولداً منه تسع بنات فضلاً عن كونه بريئاً .. بريئاً .. بريئاً – فأوذي في نفسه بالاعتقال التعسفي والتعذيب النفسي لشهور متعددة ، الوسخ والحرمان من النوم بتسليط الضوء ليل نهار والحرمان من الشمس ومن كل أبسط مستلزمات العيش الكريم وأفظع منه كشف عورته اكثر من مرة .. مع حرمانه من محاكمة عادلة رغم ظهور براءته وعدم تورطه في شيء مما نسب إليه ، والابقاء عليه في السجن مع إخوانه الأبرياء بل مع ولده وفلذة كبده الذي سجنوه معه بتهم أخرى في ملف آخر .. فكانت الحصيلة مع تعذيب الأب بما يناسبه في زعم الجلادين في سجون سلا، عين برجة ، والقنيطرة . وتعذيب الإبن بما يناسبه في (تمارة) وسلا وأوطيطا واليوم مع إبيه في السجن المركزي بالقنيطرة 30 سنة سجناً نافذاً في حق الأب وخمس سنوات نافذة في حق الابن . هذ هو العدل عندهم وهذا هو القانون – إن الجلادين لم يكتفوا بتعذيبه بعد إدانته رغما على أنف الحقيقة بال طالت قسوتهم وكراهيتهم لديننا أن حرموا أسرته من راتب المعاش الذي كان يعول به أولاده ، وكل الناس يعلموا أن بيته بالكراء وكل أولاده يتابعون الدراسة ما بين الجامعة والحضانة ، فكان لابد من محاولة تجويع الأسرة أيضاً لعل "سعادة وزير العدل " يهنأ بنشر العدل . وكان لابد من محاولة تشريد الأسرة وكلها شباب لعل "معالي كاتب الدولة في الشباب محمد الكحص" يهدأ له بال ، فليهنأ ذاك بعدله وليهدأ هذا بخدمة الشباب. فرزقنا جميعا على الله وحالنا ومآلنا ليس بيد أحد سواه سبحانه في علاه ، وعندما يصح العزم من أصحاب القرار في العهد الجديد على على طي صفحات الحاضر والماضي على السواء فإن الإكراهات الخارجية والداخلية أصغر من أن تسبح ضد التيار ، وهاهي ذي أمريكا . . وما أدراك ما أمريكا .. تلوح بالعفو العام في افغانستان والعراق وجوانتنامو وتفرج عن مئات السجناء رغم مشاركتهم في القتال ، طلباً للخروج من مستنقع ما سمي بالحرب على الإرهاب وحفاظاً على ماء الوجه الذي لم يعد فيه ماء – فهل يعجز المغرب كدولة أن يفعل في حقنا نحن المظلومين الأبرياء ما فعلته أمريكا في حق المجاهدين في العالم، إننا لا نزعم هنا أننا نطالب بصفح أو عفو، إذ العفو يعني عدم المؤاخذة بالذنب، ونحن لا ذنب لنا.. بل نحن الذين يجب على الجلادين أن يطلبوا منا العفو والصفح الجميل ولئن فعلوا لوجدونا سماحاً كراماً.. ولئن لم يفعلوا فالموعد بين يدي الله وقد يكون في غد قريب أمام أنظار شعبنا المسلم الأبي...


  • محمد الفزازي رئيس جمعية "أهل السنة والجماعة "، خطيب مسجد الداخلة – طنجة (توقيع بخط يده)

  • الحسن بن علي الشريف الكتاني مدرس وخطيب مسجد مكة بسلا ، ماجستير من جامعة آل البيت في الفقه وأصوله (توقيع بخط يده)

  • أبو حفص محمد عبد الوهاب بن أحمد رفيقي خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومدرس وخطيب بمدينة فاس (توقيع بخط يده)

  • عمر بن مسعود الحدوشي خطيب ومدرس للعلوم الشرعية بمسجد بلال ومسجد اكويلما بمدينة تطوان (توقيع بخط يده)



كان هذا نص الرسالة التي وصلتنا في المرصد الإعلامي الإسلامي من خلف أسوار سجن القنيطرة المركزي بالمغرب ننشرها كما وصلتنا دون زيادة أو نقصان ولا تعليق فالرسالة غنية بالمعلومات وكشف للانتهاكات التي يراها القاريء رأي العين.

حسبنا الله ونعم الوكيل
المرصد الإعلامي الإسلامي

أولوية الجغرافيا السياسية


أولوية الجغرافيا السياسية

د. إبراهيم علوش


فلننسَ هنيهةً الغزل الوحدوي وروابط الدين والعروبة واللغة والتاريخ: لا يقوم أيٌ من بلدان الوطن العربي في فراغ، بل في ملعب جغرافي إقليمي محدد يستحيل تفصيل أو عزل أي مربع منه بخط خنفشاري في مياه البحر قد نسميه حدوداً. فالعلاقات والتفاعلات التي لا مفر منها ما بين الظواهر ومكونات الأشياء تفرض وجوداً إقليمياً عابراً للحدود السياسية، وتأثيراتٍ أقوى من الخطوط في الرمال تفعل فعلها عبر القوانين الحديدية للجغرافيا السياسية.

ولا يمكن أن نفهم دافع الاستعمار الأوروبي لتأسيس دولة "إسرائيل" مثلاً إلا من منظور قوانين الجغرافيا السياسية. فبعد قيام محمد علي باشا في مصر بضم الجزيرة العربية وبلاد الشام خرج وزير خارجية بريطانيا بالمرستون بفكرة "عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين" لقطع الطريق على مصر شرقاً. ففلسطين لم تكن مستهدفة يوماً إلا بسبب موقعها في قلب الوطن العربي، ومعاناة الفلسطينيين ليست إلا نتاجاً فرعياً لموقع فلسطين الجغرافي السياسي! ... وهو ما ينساه كثيرون اليوم، من الفلسطينيين، وباقي العرب، فدولة العدو كانت وما زالت موجهة أولاً ضد نشوء كتلة منافسة للغرب.

مثال أخر: بعد إخراج محمد علي باشاً بالقوة من الجزيرة العربية وبلاد الشام، قام الاستعمار الأوروبي بإعادتهما إلى الدولة العثمانية، فقد كانت بريطانيا تتعامل مع العثمانيين كحاجز جغرافي سياسي فحسب ضد تمدد القياصرة الروس جنوباً وغرباً. وعندما تم توقيع المعاهدة البريطانية-الروسية، واستعيض عن العداء التقليدي البريطاني-الروسي بالتحالف، أصبحت الدولة العثمانية بحكم المنتهية، ووقع انقلاب "تركيا الفتاة" عام 1908.

ولا يمكن فهم العلاقات الدولية أو الصراعات الإقليمية على حدٍ سواء دون الاستعانة بقوانين الجغرافيا السياسية. فالاتحاد السوفياتي والصين تصارعا تحت أقنعة أيديولوجية على قيادة المعسكر الاشتراكي كأكبر كتلتين فيه. ولا يخرج صراع البعثين السوري والعراقي في المشرق العربي عن هذا القانون. وتنافست بروسيا والنمسا على قيادة باقي الولايات الألمانية في القرن التاسع عشر، فأخرجت النمسا من المعادلة حتى مجيء هتلر فابتلعتها ألمانيا. ومعاهدة كامب ديفيد التفاف دولي على الجغرافيا السياسية الإقليمية لإخراج الوزن المصري من معادلة الصراع العربي-الصهيوني...

قوانين الجغرافيا السياسية تعني أن قيادة الوطن العربي لا تكون جيبوتي مثلاً أو فلسطين أو ليبيا أو أي الأقاليم التابعة تاريخياً لمراكز الثقل في سوريا والعراق والجزيرة العربية ومصر والمغرب العربي. والخلافة، عندما كانت عربية، كانت بالضرورة في إحدى هذه المراكز الإقليمية، ولا يمكن بالتالي أن "تستقل" الأقطار العربية الثانوية إلا بالتبعية لقوى كبرى خارج الإقليم.

فهي معادلة رياضية لا مفر منها. ولا تنشق قطر مثلاً على السعودية دون الاستعانة بأمريكا، ولا ينشق لبنان على سوريا دون أن يصبح أمريكياً أو فرنسياً أو "إسرائيلياً"، والسودان دون مصر يصبح مجرد فريسة، أما فلسطين، فكانت تاريخياً منطقة نفوذ مصرية أو سورية، فالقرار المستقل يعني بالضرورة التبعية للقرار الأمريكي-الصهيوني، ففلسطين ليست معلقة في فراغ!

ولو استلم السلطة في أي قطر عربي حزب إسلامي أو قومي أو ماركسي أو بوذي، مبدئي أو انتهازي، فهو لا يملك الخروج على قوانين الجغرافيا السياسية، فهو في السودان إما أن يتبع مصر أو قوة كبرى خارج الإقليم، وهو في لبنان إما أن يتبع سوريا أو قوة كبرى خارج الإقليم، وهكذا... والأقطار العربية الثانوية إما أن تكون مواطئ قدمٍ لقوى الهيمنة الخارجية ضد المراكز الإقليمية، أو أن تكون منطقة نفوذ للمراكز الإقليمية... أو ساحة اشتباك وتصارع على النفوذ بين اللاعبين الكبار.

لذلك، فإن شعاراً مثل "العراق أولاً" أو "مصر أولاً" أو "الأردن أولاً" أو "القرار الفلسطيني المستقل" أو "حرية وسيادة لبنان" لا يعني أبداً أن ذلك المربع المصطنع اصطناعاً بخطٍ من الرمال في الصحراء سيتحول بانعزاله إلى جنة معلقة فوق الإقليم، ولا أن لبنان بعيداً عن سوريا سيكون مستقلاً، أو أن مصر بعيداً عن عمقها العربي سترفل بالنعيم، ولا أن الصحراء الغربية ستستقل فعلاً ولو اعترفت بها الأمم المتحدة.

ليكن واضحاً: لا ندعو أبداً للتبعية لأي نظام، بل لمنطق شمولي في فهم الأمور، فالمستهدف من الهجمة اليوم ليس فقط وحدة وعروبة لبنان فحسب، بل سوريا المركز الإقليمي، ولو كان حاكمها معاوية بن أبي سفيان أو قارئ هذه السطور.

اعتراف منشق عن العملاء



اعتراف منشق عن العملاء



لا بدّ أن أعترف بأنني كنت من الذين دعموا الاحتلال الأمريكي لأنني كباقي الآلاف من المغتربين واللاجئين قد خدعتني الدعاية الأمريكية بأنهم يريدون أن يصنعوا من العراق واحة للديمقراطية في صحراء الشرق الأوسط المشحونة بالطغاة والدكتاتوريين. ولذلك فقد التحقت بالقوات الأمريكية كمترجم. ونقلت إلى العراق عن طريق قطر. لقد كنّا نحلم بالعودة إلى وطن حرّ ترحل عنه الدكتاتورية ويزول عن سمائه طغيان صدام .



لكن ما رأيته كان شيء تقشعر له الأبدان. ولذلك تركت عملي مع المحتل وعدت لعقلي حفاظاً على ضميري وشرفي الوطني. فأن المحتل ومن يتعاون معه يتقاسمون مسؤولية ما يجري من جرائم بشعة في العراق.



نقلنا إلى معسكر في جنوب العراق وملحق به معتقل أم قصر ... وكانت الآلاف من العراقيين يقبعون فيه. وأكثر من 10% من المعتقلين هم من النساء. في القاعة المخصصة للمترجمين التقيت هناك بداود البصري.. أن ما فعلناه كمترجمين هو ترجمة واستجواب المسجونين ممن اعتقلوا.. أغلبهم بريئين من التهم التي ألصقت بهم. كان هناك محقق أمريكي يجلس ويعطي الأوامر كأنه ملك ونحن نترجم ونشارك في التعذيب. وعندما كان المحقق الأمريكي يشعر بأننا نتعاطف مع المعتقل ونخفف من تعذيبية كان ينظر ألينا ( يخنزر) علينا ويهددنا ويغضب حتى يخوفنا. كنت في تلك اللحظات أتمنى لو أشرب من دمه. وبعض المرات أتمنى لو أعود للسويد من غير أن أتورط. وما جرى في السجون كان جريمة.. الشريف لا يرضى بعمل جبان كالتعذيب. لذلك حاولت أنا أن أتشكى بالمرض والخوف ... وطلبت أن أعود إلى السويد لرؤية عائلتي وأطفالي الثلاثة.



وقد حدثنا مرة داود سلمان البصري في قاعة المترجمين التي كانوا يعزلوننا فيها. ولم نكن نستطيع إن نأكل مع الجنود والمحققين الأمريكان كأننا أدنى مستوى منهم مع أن أغلبنا كان يحمل شهادات عالية وكلنا كنا مخلصين جامعة ونتحدث الإنكليزية بطلاقة. بينما كان الجنود جهلة أميين وصلفين ويتعاملون بتعالي وتكبر كأننا حشرات. في ذلك الوقت كان داود البصري يتلذذ في التعذيب وبقسوة وكنا نراه عندما يكون هناك تعذيب جماعي أي خمسة أشخاص في القاعة نعذبهم ويصرخون ويبكون وبعض المرات مع نساء أثنين أو واحدة والباقي رجال ويكون خمسة مترجمين وخمسة أمريكان وفي باب القاعة حراس أمريكان ضخام ومنهم سود بشعين.



حدثنا داود مرتين كيف أنه طلب من المحقق أن يعذب هو أحد المعتقلين ليجعله يعترف فجاءوا بزوجة المعتقل العراقي وكان من الكوت وضربها داود البصري ومزق ملابسها ووضع الخيزرانة في فرجها ثم وضع سلك الكهرباء في فرجها وبدأ يفتح الصعقات الكهربائية. بينما كان المعتقل يصرخ ويقول أعترف بما تريدون بس خلي زوجتي تروح.. كان داود البصري الشاذ يزهو مثل العلي شيش ويضحك لأنه أجبر بريء على الاعتراف. وعندما قال أنّ المعتقل ما عنده شي لكني جبرته على أن يعترف بأنه مع المقاومة قلنا له إذا كان بريء ليش تجبره؟ قال أنه بعثي عروبجي. قلنا له أنّ هؤلاء أبناء عشاير وإذا عرفوك سوف لا ينسوك. وعندها قال أنتم تهددوني. فخفنا على أنفسنا وقلنا له أننا نخاف على حياتك من هؤلاء. وكان داود يتملق الجنود الأمريكان وصرنا نخاف منه. لأنه عديم الضمير والشرف.

كان في تلك القاعة يتبجح علينا بأنه صحفي وكاتب معروف ويقول أنه أفضل من سعد البزاز والفرق أنّ حراس صدام اغتصبوا زوجة سعد البزاز وأنه شريف ... مع أننا لم نكن نعرف عنه شيء.. لكنه عندما يؤكد أنه شريف مئة مرة شعرنا أنه هناك شيء في شرفه. وما قرئته في الكادر عنه يوضح هذا الأمر ويفسر سرّ سلوكه الغريب والتأكد على أنه شريف...

علماً أن داود خرج من المعتقل وراح إلى البصرة ليزور محلته التي ليس فيها أحد بقي من قرابته. وقال أنّ صدام أباد عائلته. لكننا لم نصدق الكلام لأن صدام لا يبيد عائلة بكاملها .. لكننا عرفنا أنه ليس من عائلة عراقية بالأصل وهم من عبيد الخليج الذين عاشوا في البصرة على خدمة السواح الكويتيين والخليجيين وأنّه من عائلة معروفة بالقوادة.

وعندما عاد داود البصري من زيارة محلته قال أن الوضع خطرفي البصرة وهو يخاف أن يقتلوه المقاومة لو عرفوا بعلاقته مع الأمريكان. وأن المقاومة تسيطر على الشارع. ولذلك عاد إلى أوسلو في النرويج لأنه صاحب عائلة وهكذا عاد أغلب المترجمين أيضاً لأننا كنا نعرف أن المقاومة تقتل وتقطع رؤوس المترجمين لأنهم يشاركون بالتعذيب.



علماً أنني عدت إلى السويد وجلست في بيتي. لكن الأمريكان أتصلو بي وعينوني مترجم في مكتب الترجمة التابع للمخابرات في السفارة الأمريكية في النرويج وهو مكتب الدول الأسكندنافية لأن النرويج تدعم أمريكا وليس حيادية مثل السويد... وهناك التقيت بداود البصري. كان مثل قبل متبجح ومتهور ولدية علاقة مع جون مسئول المكتب ويستظيفه في بيته ويتحدثون عن نساء مغربيات في بيت داود البصري.

مهمتنا في مكتب أراك أوفيس كانت الاتصال بالعراقيين والعرب والتعرف عليهم أو الاتصال بمعارفنا ونشر الدعايات الأمريكية والحصول على معلومات عن أوساط العراقيين وحركاتهم والبحث عن الذين يحكون شيء ضدّ الأمريكان. أنهم يعطوننا مبلغ جيد بشكل شخصي أي ليس عن طريق دفع رالأمريكان.ه دائرة الضريبة أو مكتب المساعدات المالية في الكومونه. ولذلك فالراتب لا يعرف به أحد. والواقع هو الأغراء المالي الذي يدفعنا إلى التعامل مع الأمريكان .ولأن كل العراقيين المستقلين كلهم ضد الاحتلال فكنا فعلاً نؤذيهم. كان المكتب في أوسلو يتيح لنا التحدث مع كل شخصالورق.من أصدقائنا أو معارفنا وفي المحادثة نسألهم عن الوضع في العراق وعن تصوراتهم وعن أصدقائهم وأين يعيشون وهل زاروا العراق أم لا... وثم نسجل لهم بالمسجل ونقوم بكتابة كل شيء على الورق .. العمل متعب. وكان داود البصري يتصل بالعراقيين جماعة أوسلو ويمتص منهم المعلومات وكذلك لديه معارف في لندن . أنا شخصياً تركت العمل لأنني شعرت بأنه حقارة ونذالة ويخدم أمن الأمريكان وليس أمننا وبلدنا. أنها خيانة لا مثيل لها. لكن داود البصري يتمتع بها ويقول أن السياسة تتطلب منا التفكير بأنفسنا وبالفلوس وخدمة الأمريكان. أما أنا فكتبت رسالة إلى الشرطة السويدية ونسخة منها إلى المستر جون الأمريكي في أوسلو وضحت فيها انسحابي وأنني لا أريد العمل لأن هذه الأعمال بعيدة عن الديمقراطية ولا تنفع العراق والعراقيين وأنني نادم. السويديين تسلموا الرسالة ولم أسمع منهم شيء والمستر جون أتصل بي وشكرني على الخدمة وقال أهلا بك إذا في المستقبل تريد تعود للعمل وفكر بالقرار جيداً لكنه حذرني من الإفشاء بشيء عن العمل وهذه يفعلوها دائماً.. علماً أنهم لا يتركون دليل على الارتباط بهم فمثلاً لا يوجد بلاغ من البنك بأننا نستلم راتب منهم. لأنهم يسلموننا الراتب باليد ولا يدفعون لنا فندق لأننا في اليوم الأول نحن ندفع الفندق ثم ينقلوننا إلى شقق عادية نحن ندفع أجورها وهم يعطونا الأجور. والحجز يتم عن طريق مكتب أيجار في النرويج. لقد قررت فضح هذه الأمور لأن ضميري يؤنبني وأنا الأن مقتنع بأن العراق يعيش كارثه حقيقية تاريخية لا ينقذه منها غير المقاومة المسلحة.

منقول عن نادى الفكر العربى


"Join this group"
مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية
Google Groups Subscribe to Arab Nationalist
Email:
Browse Archives at groups-beta.google.com

Creative Commons License
This work is licensed under a Creative Commons License
.


Anti War - Anti Racism

Let the downFall of Sharon be end to Zionism



By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil