Al-Arab Blog - مدونة العرب
٢٠٠٣/١٢/١٨
كيف يشعل الغباء نار الكراهية؟
كيف يشعل الغباء نار الكراهية؟
مع الحياة والناس * كيف يشعل الغباء نار الكراهية؟ * خليل السواحري
لا اعتقد ان عربيا واحدا شريفا او حتى انسانا يملك الحد الادنى من الخلق او الضمير او العقل لم يشعر بالأسى والألم والاهانة من منظر الرئيس العراقي السابق صدام حسين كما عرضته قوات الغزو الاميركية على شاشات التلفزة، وفي الحالة التي بدا عليها من عدم التوازن الذي يشبه البلاهة، وهو ما دفع المحللين الى الاعتقاد بان الرجل أخذ على حين غرة وبالغازات المخدرة.
وليس ثمة عربي واحد، ربما باستثناء عبيد اميركا وخدمها من جراذين العراق وغير العراق، لم يروعه هذا المنظر، وما انطوى عليه من اهانة لكرامة العرب جميعا، مواطنين وقادة وزعماء.
هذا المنظر المهين، لكل شريف، لم تتورع الفضائيات بعض العربية عن مواصلة جلدنا به، حتى وجدنا ان الحل الادعى للراحة هو اغلاق هذه المحطات.
حين تعتقد الادارة الاميركية انها، بكل هذه الانماط من الاحتقار والاهانة التي تمارس ضدنا، ستكون قادرة على اذلالنا وتجريدنا من آخر ذرة من الكرامة، فهي مخطئة تماما، وغبية الى ابعد الحدود، فالنار التي تشعلها هذه الحماقات في هشيم الشرف العربي، لا يمكن لها الا ان تحرق ذات يوم طاغوت اميركا وجبروتها، وان تمرغ كبرياءها في الوحل، اما كبرياؤنا التي ديست بالنعال والسياط والحراب الاميركية الصهيونية فسوف تغادر، دونما شك، خنوعها واستخذاءها ذات لحظة ليست بعيدة.
كان يمكن لهم ان يعرضوا صداما على الشاشات جثة ممزقة، ولكنهم رأوا ان يعرضوه مخدرا فاقدا للتوازن وشبه مستسلم وذليل، دون ان يدركوا بأن ذلك سيؤجج نار الغضب والمقاومة ونار الكراهية لأميركا.
لقد جاءت حساباتهم خاطئة، فاهانة قائد عربي، بهذه الطريقة المزرية، لن تجعل احرار العرب او شرفاء العالم يتهالكون رعبا او خوفا من المصير نفسه، لأن الاحقاد التي اخذت تشتعل في نفوس العرب والمسلمين ضد اميركا، والكراهية التي اججها عرض هذه الصورة المروعة لصدام حسين، لم تحقق هدفا واحدا مما توخته الادارة الاميركية، وحتى فئرانها وسماسرتها الاذلاء ممن اظهروا الشماتة الدنيئة، يعرفون تمام المعرفة ان ما ارتكبته اميركا، بهذا الصنيع المخزي، لن يجر عليها سوى المزيد من نقمة الشعب العراقي ومقاومته، اما الشامتون فلن تنقذهم شماتتهم من ان يلاقوا ذات يوم مصيرا اكثر بشاعة من هذا المصير، ولكن هذه المرة على ايدي الشعب العراقي الذي سارع الى التعبير عن غضبه ورفضه. ولينتظروا فاننا معهم لمنتظرون.
0 Comments:
"Join this group" مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية | ||
Subscribe to Arab Nationalist | ||
Browse Archives at groups-beta.google.com |
This work is licensed under a Creative Commons License.
Anti War - Anti Racism
Let the downFall of Sharon be end to Zionism
By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil