Al-Arab Blog - مدونة العرب
٢٠٠٤/٠٢/٢٨
بين نقل السلطة واستعادة السيادة
بين نقل السلطة واستعادة السيادة...
عبدالمجيد جرادات
فلتان امني وغياب دستوري وتغييب مدروس للمرجعيات الاجتماعية المؤثرة، ثم يأتي الحديث عن صيغة ملائمة لتحديد آفاق المستقبل السياسي في العراق، اما الانتخابات الموعودة، فان مسوغات تأجيلها جاهزة على اعتبار ان نتائجها ستكون موضع شك فيما اذا تمت تحت وطأة الاحتلال الامريكي والبريطاني لارض الرافدين، ولهذا فان المدخل المناسب هو التفكير الجدي بنقل السلطة للعراقيين، ذلك لان الرئيس الامريكي جورج بوش الابن يطمح لاخراج جنوده من نفق الموت والقلق في المدن العراقية، تمهيدا لتجنب متابعة يوميات المشهد الدموي والاوضاع المتردية هناك خصوصا مع اقتراب موعد حملته الانتخابية التي قد تبقيه لفترة رئاسية ثانية في البيت الابيض.
يتفق معظم المحللين والمتابعين للاوضاع في العراق على ان ادارة الاحتلال تواجه مأزقا لا يقل من حيث الخطورة عن معاناة الشعب العراقي، وبما ان الاعلان عن تولي شخصيات عراقية لادارة شؤون البلاد والعباد لا يعني استعادة السيادة فلنا ان نتوقع ما يلي:
اولا: ستتوجه قوات الاحتلال الى قواعد عسكرية داخل الاراضي العراقية يتوفر فيها الجو الآمن للجنود الذين سيحملون فيما بعد صفة القوات الحليفة، ومن المؤكد ان قياداتهم ستديم علاقاتها الودية مع من هم حولها بعد ان تكتمل مراحل التسريبات التي تتخوف من مزالق الاحتقانات والفتن بين العراقيين انفسهم.
ثانيا: سيتم اشغال الرأي العام العراقي بمتابعة الملابسات والقضايا او الممارسات التي حدثت في عهد حزب البعث، ومن المعروف بان هذا الاسلوب يقلل من احتمالات التقارب والمصالحات بين شرائح المجتمع العراقي، ويوفر الاسباب الجوهرية لخدمة الاهداف الاستراتيجية التي جاءت قوات الاحتلال في الاصل من اجلها.
ثالثا: سيتم توظيف (معزوفة) الفدرالية بالنسبة للاكراد لدعم فكرة اطالة امد قوات الاحتلال في العراق. بعبارة اوضح، فان جل ما يداعب خيال السيد بريمر هو ان يصبح وسيطا لحل الخلافات بين العراقيين، وحمايتهم من انفسهم، وتلك هي المحاذير التي اشرنا اليها في مطلع العام الماضي عندما قلنا انه في اتون الحرب قد تقطع الشجرة وتجتث الوردة ويقتل الشيخ والطفل معا، وتداس القيم الاجتماعية والاخلاقية وعلى هذا الاساس نتطلع بكل الامل لكل ما يعيد العراقيين لادوارهم المشرفة في خدمة قضايا امتهم، بعد ان ثبت لهم ان المعالجات التي تتم لا تنسجم مع مصالح ومستقبل ابنائهم وان التباين الذي يتكرر بين صفوفهم يمنح المحتل المزيد من الهيمنة ومصادرة حقوقهم، وبالنتيجة فان التوحد هو الحل.
0 Comments:
"Join this group" مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية | ||
Subscribe to Arab Nationalist | ||
Browse Archives at groups-beta.google.com |
This work is licensed under a Creative Commons License.
Anti War - Anti Racism
Let the downFall of Sharon be end to Zionism
By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil