These are the new scripts on the walls of Babylon: فليكن سقوط شارون سقوطاً للصهيونية What was created from lies, and nurtured by lies, must face the destiny of lies, too; Or did their God choose brain-dead mokeys unable to see beyond their sick ego's and their ugly noses ! [sic , Sharon !]

Al-Arab Blog - مدونة العرب

Iraqi Quagmire for The American Empire

٢٠٠٤/٠٣/٠٣

رسائل من صدام حسين

رسائل من صدام حسين






السيد الرئيس صدام حسين يوجه رسالة مفتوحة إل الشعوب الأمريكية والغربية وحكوماتها
في 15 ايلول 2001


"
بسم الله الرحمن الرحيم

مرة أخرى ، نعود لنعلـق على الحدث الذي وقـع فـي أمريكـا فـي 11/9/2001 ، والتداعيات التي حصلت حوله ، فرغم إننا علقنا عليه في اليوم التالي لوقوعه ، وأن ما قلناه آنذاك ، يشكل جوهر موقفنا منه ومن غيره ، فإن التداعيات التي حصلت في أمريكا ، وفي الغرب بوجه خاص ، والعالم بوجه عام ، تقتضي من كل مسؤول يفهم معنى المسؤولية تجاه شعبه وامته ، وتجاه الإنسانية بوجه عام ، متابعة تلك التداعيات ، لِيَزن معانيها ، ويشكل عليها مواقف دولته وشعبه ، لا أن يتناول الحدث لوحده فحسب .

عندما وقع الحدث ، سارع الحكام العرب ، وحكام دول تدين شعوبها بالدين الإسلامي ، الى إدانة الحدث ، وتداعى الغربيون خلال ساعات ليصدروا بيانات ، ويتخذوا قرارات ، بعضها خطير ، تضامناً منهم مع أمريكا ، وضد الإرهاب ، وفق ما جاء بتصريحاتهم وقراراتهم .. وقررت ذلك حكومات ، قبل أن تتبين إنها ستضم قوتها الى قوة أمريكا ، حتى لو إقتضى الأمر إعلان حرب على الجهات أو بالأحرى الدولة أو الدول أو الجهة التي يثبت أنها ذات علاقة بما حدث في أمريكا ، ومن الطبيعي أن نقول أن تفسير الحال وفق ما قيل ، أو إقتراناً بأعمال قامت بها أمريكا في السابق ضد دول بعينها ، يكفي أن يكون قسم من منفذي العملية جاءوا من أرض دولة تسميها أمريكا أو من تقول بأنه دفع المنفذين الى ذلك ، لكي يبدأ الرد العسكري الامريكي الغربي على ما اسموه بالعدوان ولا نعرف ما اذا كانوا يقومون بالشيء نفسه ، اذا كان اي من منفذي العملية ومخططيها قد وجد او عاش او حمل جنسية دولة من دول الغرب ،ام ان النية قد بيتها من بيتها، وصممت ضد دولة عربية أو إسلامية أو أكثر فحسب ، واغلب الظن ان القصد واضح من خلال طبول الحرب الاعلامية بان امريكا والغرب سيستهدفان دولة او عدة دول لن يكون وصفها ووصف شعوبها خارج مفهوم انهم مسلمون 00

ان الحدث الذي وقع في امريكا حدث غير عادي ، وانه ليس بسيطا ،وقد اصاب اعدادا من الناس كبيرة وغير بسيطة ، وفق ما تشير اليه الاحصائيات التي تتحدث بها التصريحات الرسمية الامريكية ، او ما يتسرب من الاعلام ، وان حشد القوة واستخدامها ، والحاق التدمير والاذى على الظن ، او حتى على اساس الهوى وامكانية عبور صواريخ امريكا وطائراتها الاطلسي لالحاق الدمار والاذى بمن تقرر امريكا الحاق الاذى بهم ، سواء تحت سورة الغضب او الطمع ، او بدفع من الصهيونية 000 لا احد يشك او ينكر على امريكا والغرب امكانيتها في ذلك ، وقد اكتوت بنار قدرة التكنولوجيا الامريكية دول كثيرة ويعترف كثر من الناس بانها ازهقت ارواح مئات الالوف ، بل ملايين من الناس في بلدانهم 00

ان الحدث الذي وقع في امريكا حدث غير عادي ، وغير بسيط ، فلأول مرة يعبر الى امريكا من يعبر ليوجه نيران غضبه داخلها ، مثلما تشير الى ذلك ايماءات الاعلام ، هذا اذا كان مصدر الفعل من الخارج ، واذا كان الحدث غير مطروق ، ويحصل لاول مرة ، هل من الحكمة ان يعالج بوسائل مطروقة ، بإمكان كائن من يكون له من الامكانات التقنية والعلمية ما لدى امريكا والغرب، ان يقوم به ؟

واذا كان القصد او الهدف، احدى الدول الاسلامية ، مثلما يروج الاعلام ، واجهزة مخابرات بعض الدول الغربية ، فهو اتجاه ما انفكت امريكا والغرب يوجهان نيرانهما عليه ، حتى عندما يريدان ان يجربا سلاحا جديدا 00

نعود لنقول : هل سيحل المشكلة توجيه نيران اسلحة امريكا الى هدف بعينه ، والحاق الاذى او التدمير فيه ، بدعم الغرب ، وبقصة مخترعة ؟ وهل سيحقق ذلك الأمن لامريكا والعالم ؟ ام ان استخدام نيران امريكا والغرب ضد اخرين في العالم ومنهم ، او في مقدمتهم العرب والمسلمون ، اهم سبب من اسباب عدم استقرار العالم الان ؟ وان ما اصاب امريكا من شرر في حادث 11/9/2001 وليس غيرها هو نتيجة لهذا ؟ هذا هو السؤال الاساس ، وهذا هو المطلوب ان تجيب عليه الادارة الامريكية اولا ، ومعها ادارات الحكومات الغربية ، او ان يجيب عليه الرأي العام الغربي ، برؤية ومسؤولية ، وليس بانفعال ، وسلوك نفس الاساليب القديمة التي استخدمتها امريكا ضد العالم 000

قلنا في 12/9/2001 ان احدا لم يعبر الاطلسي الى امريكا ، حاملا سلاحه قبل هذا الحدث ، الا من عبر من الغربيين وشكلوا دولة الولايات المتحدة الامريكية 00 0 وانما امريكا هي التي كانت تعبر الاطلسي حاملة اسلحة التدمير والموت ضد العالم 000 وهنا نريد ان نتسائل: هل ان استخدام السلاح الامريكي ، بما فيه القنابل النووية ضد اليابان ، لم يكن كافيا قبل 11/9/2001، لتتهيأ امريكا لاستخدامه بثقل وكثافة اعلى ، ام ان استخدامه بصورة غير مسؤولة ، ومن غير مسوغ كأي قوة غاشمة في العالم ، هو الذي جعل امريكا المكروهة رقم واحد في العالم ، ابتداء من العالم الثالث ، مرورا بالعالم المتوسط ، وصولا الى العالم المتمدن ، مثلما قسمه الغرب ، ومنه امريكا ؟

ان أمن امريكا وامن العالم يمكن ان يتحققا ، لو تعقل المسؤولون الامر يكان ، ومن يطبل ويزمر لهم من حكام هذا الزمن في الغرب ، او خارج الغرب 000 ولو فكت امريكا تحالفها الشرير مع الصهيونية ، التي خططت لتنهب العالم ، وتغرقه بالدم والظلام ، مستغلة امريكا ، ومن بعدها من تستغلهم من دول الغرب 00

وان الشعوب الامريكية احوج ما تكون الان الى من يقول لها الحقيقة بشجاعة وامانة مثلما هي ، وليس الى المطبلين والمزمرين ، اذا ما اريد الاستفادة من الحدث وصولا الى صحوة حقيقية ، رغم فداحة الحدث الذي اصاب امريكا 00 ولكن العالم ، ومنه حكام امريكا ، مطلوب منه ان يقول كل ذلك للشعوب الامريكية ، لكي تتشجع على قول وفعل الحق وليس الباطل 000 ولتمارس مسؤوليتها على اساس الحق والعدل ، واعمال العقل ، وليس على اساس الهوى 000 وطبقا لروح الفرصة والقدرة 0

ونحن نقول لشعوب امريكا ، بالاضافة الى هذا ان ما وقع في 11/9/2001 عليها ان تقارنه بما يقع من حكومتها وجيوشها على العالم 000 وعلى سبيل المثال لا الحصر 00 ان المنظمات الدولية تقول ان اكثر من مليون ونصف مليون عراقي قضوا نحبهم بسبب الحصار الذي تفرضه امريكا والغرب ، عدا عشرات الالاف ممن استشهدوا ، اوجرحوا في العمليات العسكرية التي قام ويقوم بها التحالف الامريكي الغربي مع من تحالف معهم ضد العراق ، وان مئات الجسور ، والكنائس ، والجوامع ، والكليات ، والمدارس ، والمعامل ، والقصور ، والفنادق ، والالاف من بيوت المواطنين تهدمت ، او تضررت جراء القصف الجوي الامريكي ـ الغربي الذي مازال مستمرا حتى اليوم ضد العراق ، ولو اعدتم صورة ذلك من الافلام التي سجلها الاعلام الغربي نفسه ، لرأيتم انها لا تختلف عن صورة ما ترون عن العمارتين اللتين اصيبتا بطائرات البوينغ ، ان لم تكن اكثر هولا منها ، بل انها اكثر هولا منها ، خاصة عندما تختلط مع اشلاء الرجال والنساء ، اشلاء الاطفال ، ولكن بفارق واحد ، هو ان الذين يوجهون الصواريخ والقنابل على اهدافهم ، سواء كانوا من امريكا ، او من دولة غربية غيرها ، انما يوجهونها عن بعد في الغالب ، ولذلك فأنهم يفعلون هذا كما لو يقومون بلعبة مسلية ، اما الذين قاموا بالفعل في 11/9/2001 ، فقد قاموا بذلك عن قرب ، وبدماء اتخيلها فائرة ، وقدموا حياتهم طوعا ، وعلى اساس تصميم لاعودة عنه ، ولذلك ايضا ، من الواجب ان يفهم الامريكيون ، ومعهم العالم ، الحجة التي جعلتهم يقدمون أنفسهم فداء ، ولأي شيْ قدموها فداء ، بهذه الطريقة 00

وعندما يموت اكثر من مليون ونصف مليون انسان عراقي من اصل خمسة وعشرين مليون عراقي بسبب الحصار والعدوان الامريكي ، فمعنى ذلك ان العراق فقد ما يربو على واحد من عشرين من شعبه ، بسبب العدوان الامريكي 00 ومثل عماراتكم الحلوة التي تهدمت واحزنتكم ، تهدمت عمارات حلوة وبيوت غالية على اهلها في لبنان وفلسطين والعراق بالسلاح الامريكي الذي يستخدمه الصهاينة 00 وفي مكان واحد ، وفي ملجأ مدني واحد فقط قضى اكثر من اربعمائة انسان بين طفل وامرأة شابة وعجوز وشيخ كبير ، في العراق بالسلاح الامريكي 000

اما مايجري في فلسطين ، فلو سمحت الصهيونية لكم لتروا من على شاشات التلفاز جثث الاطفال ، والنساء ، والرجال الذين يقتلون يوميا بالسلاح الامريكي ، وبدعم امريكا للكيان الصهيوني ، لخفف عليكم الوجع الذي اصابكم 000

على الامريكان ان يعرفوا الوجع الذي اصاب شعوب العالم منهم ، عندما يتوجعون ليعرفوا بعد ذلك المعالجة الصحيحة والطريق الصحيح 00

وان كل ما اصاب العرب والمسلمين من امريكا والغرب لم يجعل المسلمين يتداعون تعصبا ليضايقوا الغربيين عندما يمشون في شوارع بغداد ، ودمشق ، وتونس ، والقاهرة 00 0 وغيرها من عواصم العرب 00 وحتى عندما اهان الغربيون ، وفي مقدمتهم الامريكيون ، مقدسات المسلمين ، ومنهم العرب ، بما يشبه الاحتلال لارض السعودية ، لتوجيه الحمم المشؤومة على بغداد ، وعندما تجوب حاملات طائراتهم مياه الخليج العربي ، وطائراتهم اجواءه ، لتلقي يوميا بالاطنان من قنابلها وصواريخها على العراق ، حتى بلغ ما القته حوالي مئتي الف طن من القنابل ، عدا اليورانيوم المنضب00 وكل هذا ثابت ومعلوم ، ليس لدى العرب والمسلمين كلهم فحسب ، وانما للعالم كله ايضا 000 ولكن لمجرد حدث واحد وقع في امريكا ، وفي يوم واحد وعلى تهمة غير ثابتة حتى الان ، صارت المضايقات للعرب والمسلمين واضحة وعلنية في امريكا ، بما في ذلك لاناس بعضهم يحمل الجنسية الامريكية 000 وصارت بعض دول الغرب تعد نفسها لتشارك امريكا في عمل عسكري ، والايماءات تشير الى انه ضد دولة اسلامية 000 فمن هم ياترى المتعصبون ‍‍؟
"



السيد الرئيس صدام حسين يبعث رسالة مفتوحة ثانية إلى شعوب وحكومات الغرب
من صدام حسين الى شعـــوب الولايــــات المتحدة والشعوب الغربية وحكوماتهـــا
في 18 ايلول 2001


"
بسم الله الرحمن الرحيم

مرة أخرى ، نعود لنعلق على الحادث الذي وقع في أمريكا في 11/ أيلول الجاري، ليس لأهميته بحد ذاته فحسب ، وانما للتداعيات التي أحاطت به ، وما سيترتب على كل ذلك من نتائج على مستوى العالم ، ونحن جزء منه ، أو نحن حالة خاصة فيه ، كأمة على ما هو معروف عنها ، وعن قاعدة أيمانها وخصوصيتها .

قلنا في مناسبات سابقة أن الولايات المتحدة بحاجة لان تجرب الحكمة ، بعد ان جربت القوة على مدى خمسين عاماً أو أكثر ، وما زلنا نرى ان هذا هو أهم ما ينبغي ان ينصح به العالم الولايـات المتحدة ، إذا كان من يقول قولاً ، أو يقف موقفاً ، من هذا الحادث ، يهمه أمن العالم واستقراره .. هذا إذا كانت الولايات المتحدة والعالم يقطعان بالقول والحكم ، بأن ما حصل قد جاء الى أمريكا من الخارج ، وليس من داخلها ..

من البديهيات المتعارف عليها في القانون ، أو الأحكام العامة ، في التعامل والحياة الاجتماعية وحتى السياسية ، أن أي اتهام ينبغي ان يقوم على دليل ، إذا أراد من يطلق الاتهام ، أو كان يهمه إقناع غيره .. بل إذا كان يحترم من يسمع الاتهام او يهمه أمره بالحد الأدنى الواجب .. ولكن الولايات المتحدة وجهت الاتهام قبل ان تتبين ، وقبل ان يكون في حوزتها الحد الأدنى من الإثبات في مثل هذا الاتهام ، بل أنها لم تعط حتى نفسها فرصة ان تتبين اولاً .. وراحت تهّوم وتهدد ، أو تقول قولاً غير مسؤول بتوسيع قائمة الاتهام من دول وجهات وأشخاص .. وراح المسؤولون الأمريكان يوجهون الاتهام أو يطلقون يد الإعلام الموجه ، والإعلام الصهيوني ورموزه في السلطة وخارجها ، ليهيئوا أذهان الناس إليه .. فماذا يعني ذلك؟.

انه باختصـار يعني أن الولايات المتحدة لا تهتم بالقانون ، ولا تستند إليه ، ولا يهمها الرأي المقابل على وفق سياستها الخطيرة في هذا وفي غيره، لذلك ، تراها لا تجهد نفسها في توفير الحجة ، ولذلك ايضاً لا تحتاج الى دليل لكي تصدر حكمها .. وحسبها ان تقول قولاً ، وتطلق احكاماً ، اقتنع بها الآخرون من غير المسؤولين الأمريكان أم لم يقتنعوا ، وهذا يعني ، جرياً على سياسة اتبعتها منذ عام 1990 حتى الآن ، إنها لا تهتم برأي شعوب وحكومات العالم قاطبة ، ولا تقيم لها وزناً أو اعتباراً ، ومع إنها تنسب الى نفسها إنها الدولة الديمقراطية ( رقم واحد ) في العالم ، فأن أهم ما تعنيه الديمقراطية ، حتى على أساس بداية نشأتها في العالم الغربي ، هو ان تكون الحقائق كما هي أمام الشعب ، ليتحمل الشعب مسؤوليته عن بصيرة ، وموقف الولايات المتحدة تجاه هذا الحادث ، بالوصف الذي وصفناه ، وهو وصف واقعي ، يعني ان المسؤولين الأمريكان لا يحترمون حتى رأي شعوبهم ، وليس رأي العالم فقط ، بل ان المسؤولين الأمريكان في تصرفهم هذا كأنهم يستغفلون شعوبهم ، ويجعلون طبول الإعلام المزيف تقوم بواجب تعبئتها على عدو ، أو أعداء ، لم يقــدم الدليل على مسؤوليتهم عن الفعل الذي ينسب إليهم ، ذلك لان ما يهم المسؤولين هناك هو ان يتحشد عداء شعوب الولايات المتحدة على من افترضوه عدواً قبل الحادث ، ويكون دافع الضريبة في وضع يجعله يقبل الابتزاز الذي نصبت شركات السلاح فخاخها عليه ، مع ما يمكن أن يكون عليه الأمر من تداخل في المصالح على مستوى كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين فيها .

وقد يقول قائل : أن الأحكام السياسية لا تأتي دائماً وفق نفس الأسس والسياقات والمسارات التي يعتمدها القضاء والمحاكم الجنائية ، وانما يكفي في ذلك توفر القرائن والخلفيات ، ليتحقق الاستنتاج الذي قد يكون صحيحاً ، وحتى لو جارينا صاحب هذا الرأي في رأيه ، لكي لا نقطع صلة الحوار ، نقول : أن هذا قد ينطبق على الإعلام والتصريحـات ذات الطابع الإعلامي والدعاية الإعلامية ، وحتى بعض التصريحات السياسية ، وعندها قد لا يكون الخطأ فيها قاتلاً بالضرورة .

ولكن هل يجوز هذا في الحرب !؟ .

نعود لنقول : أن الحرب حالة غير عادية ، وغير سياقية في حياة الأمم والشعوب ، وانما هي حالة الاستثناء الملجئ ، ولا تكفي القرائن القائمة فيها على الاستنتاج ، حتى لو كانت قوية ، لتوجيه اتهام الى جهة أو عدة جهات ، او دولة او عدة دول ، الى الحد الذي يعلن الطرف الذي يوجه الاتهام الحرب على الطرف ، أو الأطراف التي وجّه الاتهام إليها ، ويتحمل مسؤولية ما يصيب شعبه من أذى ، وما يصيب الطرف المقابل من أذى ، بما في ذلك الموت ، وتدمير الممتلكات ، وما ينتج عنهما من نتائج خطيرة .. عدا عن أن الإدارة الأمريكية وجهت الاتهام الى دين بعينه ، وليس الى قومية بعينها فحسب .

ولنقبل ايضاً مداخلات من يقول ان الولايات المتحدة لم تقل بهذا على لسان مسؤوليها الكبار ، وفق هذا التحديد ، بل ان بعض المسؤولين نفوا ان تكون سياستهم توجيه التهمة والمسؤولية الى دين بعينه … نقول: مع هذا ، فأن عدم وجود دليل للاتهام، وعدم احترام القاعدة الذهبية الصحيحة في الاتهام الصحيح ، الذي يفضي الى إعلان حرب ، وجعل الاتهام محصوراً بأمة ودول ومسميات وشخوص وعناوين بعينها ، لا يمكن ان يفهم من كل هذا ألا انه اتهام مسبق ، ومن غير دليل على ان الفعل الذي وقع لا يتعدى المسلمين .. ويردف هذا إطلاق العنان للإعلام لان يـروج الى هذا ، ويهيئ أذهان الناس لقبوله او الاعتياد عليــه ، ليغدو أي شيء معاكس له كأنه الحالة النشاز .. وهاكم اللائحة :

-أفغانستان .. أسامة بن لادن .. حزب أو تنظيم القاعدة الإسلامي .. سوريا .. اليمن .. الجزائر .. العراق .. لبنان .. وفلسطين . وربما تتقلص هذه القائمة أو يزاد عليها، حسب ذرائعية سياسة القدرة التي وجدت فرصتها ، أو القدرة التي تفتش عن فرصتها لتعلن الحرب ، وسواء زيدت أسماء القائمة على هذه القاعدة أو حذفت منها .. فماذا يعني هذا غير اتهام المسلمين ، ومنهم العرب ، أو في مقدمتهم العرب ؟ ولماذا خطر هذا في بال المسؤولين الأمريكان لو لم يكونوا اساساً قد افترضوا أنفسهم وسياستهم أعداء للعرب والمسلمين؟ وهل يعني هذا الاتهام غير الرغبة في تصفية حسابات قديمة ، كلها قائمة على أساس أن سياستها الخارجية لا تتلاءم مع السياسة الأمريكية ، أو أنها لا ترضخ للسياســة الأمريكية – الصهيونية تجاه العالم ، وتجاه فلسطين ؟.

انظروا الى تصريحات المسؤولين الأمريكان الذين يقولون : ان الحرب ستكون طويلة، لأنها تستهدف عدة دول .. لاحظوا الابتزاز ، بل الإرهاب الذي يقصدونه ، والذي أرادوا منه أن يضعوا عدة دول وجهات في قائمة تطول أو تقصر ، وفق سياسة إرهابية ابتزازية بعينها ، في مقدمتها التوهم بان العرب والمسلمين سيخلون ، هم وشعب فلسطين ، الساحة لعدوانية الكيان الصهيوني واستعماره البغيض ..

أن هذه الاتهامات التي أطلقت من غير ترّو ، وبصورة فورية ، تعني حتى لو طبقنا عليها أحكام سياسة هذا الزمن ، وليس أحكام القانون ، ان عقل الإدارة الأمريكية قد خزن مسبقاً، وقبل الحادث ، وافترض بما يجعل الافتراض يرتقي الى الحكم القاطع ، ان الإسلام ، وفي مقدمة المسلمين ، العرب ، أعداء الولايات المتحدة ، بل الادق ان الولايات المتحدة على مستوى حكامها ، اعتبرت بحكم قاطع ، أنها عدو العرب والمسلمين ، وهم في هذا قد خزنوا الحكم القطعي في عقولهم .. وعلى أساسه قام تهيؤهم المسبق ، وعلى أساس هذا أعدوا ( عقل) الكومبيوتر الذي هيئت خططه على أساس هذا الافتراض، الذي اخذ شكل الحكم القاطع .. وهذا يذكرنا بأن العنان الذي أطلق للكتاب السياسيين ، ومن يسمون بالمفكرين ، ومن بينهم رؤساء دول ووزراء سابقون ، ممن أرادت السياسة الصهيونية ذلك منهم في السنوات العشر أو الخمس عشرة الأخيرة ، الذين افترضوا ان الإيمان على أساس الدين الإسلامي وما يترشح عنه ، هو العدو الجديد للولايات المتحدة والغرب ، وهو نفسه الخلفية التي يسير عليها الحكام الأمريكان ، يشاركهم بعض الحكام الغربيين ، الذين وقعوا تحت ضغط وإرهاصات الفكر والخطط الصهيونية ..

ويبدو ان هذا الافتراض لم يعد محض افتراض لأغراض التمحيص والاختبار والتدقيق ، وانما صار في عداد ووصف الأحكام القطعية ، لذلك جاء الاتهام فوريا ، ومن غير ترّو ، أو انتظار ان يقوم دليل ، ليكون قاعدة له ، ويستند إليه الافتراض المسبق ، ليصبح حكماً قطعياً .. وهذا الاتهام لم يوجه الى كل الحكومات في الدول الإسلامية والعربية ، وانما لكل الشعوب الإسلامية ، ومنها الأمة العربية ، والى العناوين والجهات والدول والحكومات التي لا ترتاح الولايات المتحدة الى سياستها ، أو لا تعجبها سياستها ومواقفها بوجه خاص ، او لأنها تدعو الى تحرير فلسطين ، وكف عدوان الولايات المتحدة عن العراق .. والاعتزاز باستقلالها وتراث أمتها ..

ومن يستغرب من هذا الاستنتاج الواقعي ، ويجعل كلام المجاملات الذي يقال على هامش الأحكام بديلاً عنه ، عليه ان يتمعن بقولنا : ان الولايات المتحدة أعلنت أنها في حالة حرب ، وقامت بإجراءات مستلزمات الأعداد للحرب منذ اللحظات الأولى التي أعقبت الحادث ، وكأنها الفرصة التي كان المعنيون ينتظرونها ، وخصصت الأموال اللازمة للحرب ، أو جزءاً منها ، فهل سمعتم ، أو قرأتم في التأريخ القريب أو البعيد ، عن دولة تعلن الحرب قبل ان تسمي عدوها!!؟ ألا يعني هذا ان الولايات المتحدة قد سمّت من تعتبره عدوها قبل إعلان الحرب !؟ وان إعلان حالة الحرب جاءت فرصته بالحادث الذي وقع لها ، والذي لا يعرف حتى الآن ما إذا كان قد وقــع من عدو خارجي ، أم بتدبير داخلي .. وعند ذلك ، لا تكون الحرب التي أعلنتها الولايات المتحـدة سبباً للحادث ، وانما الحادث حقق فرصتها لشن الحرب التي لم تكن نتيجة له في كل الأحوال ! .

-وقد يقول قائل : ان طبيعة الحادث ، ومستوى الألم الذي أصاب المسؤولين الأمريكان جراء ما وقع على شعوبهم ، والحرج الذي واجهوه مما أصاب الناس هناك من الألم الذي لم يتسبب به الحادث وحده ، وانما افتضاح خواء الأجهزة المعنية التي انشغلت بتدبير المؤامرات في الخارج ، وعمليات القتل والتخريب ضد دول وأحرار العالم .. نقول : قد يقول قائل .. ان كل هذا هو الذي دفع بالحكام الأمريكان لان يتعجلوا الى الحد الذي جعلهم يتسرعون في إعلان الحرب ، وتسمية الجهات ، حتى انهم سيكونون مضطرين لشن الحرب ، وهنا نعود لنقول : هل يصلح هذا سبباً وقاعدة لتسويغ الاتهام والقرارات المترتبة عليه ، للمسؤوليـن الأمريكان بعناوينهم المعروفة ؟ فأذا كان الأمر كذلك ، لماذا لا تصلح سبباً مسوغاً ، لاخرين ايضاً ؟

وإذا كان الوقوع في سورة الغضب ، وليس التخطيط المسبق ، تنجم عنه قرارات حرب على هذا المستوى العالي من الولايات المتحدة ، لماذا لا تتوقع ، تحت ضغط اعتبارات مماثلة أو أخطر ، من أحد ان يوجه إليها نيرانه ؟ .

مرة أخرى نقول : ان الإدارة الأمريكية ومن تحالف معها من الغرب ضد العرب والمسلمين ، الآن وقبل الآن ، بل وضد العالم ، في كل الساحات التي شهدت مآسي التحالف، بحاجة الى ان يهتدوا الى طريق الحكمة ، بعد ان امتلكوا القوة ، واستخدموها الى الحد الذي لم تعد تخيف من وقعت عليه ، ذلك لان الكرامة ، وسيادة الأوطان ، وحرية الإنسان المؤمن ، حالة مقدسة ، مع المقدسات الأخرى التي يؤمن بها المسلمون الحقيقيون، ومنهم العرب ، بل وفي مقدمتهم العرب .

وإذا كان هذا هو الوصف الواقعي للنوايا المسبقة التي قررت الحرب ضد العرب والمسلمين ، وكانت الجهة التي قررتها تنتظر غطاء لتعلن حرباً ، وقد تنفذها ، ضد من تحينت الفرصة عليهم .. فهل هناك من راد لها غير إرادة الواحد الأحد ، الحي الصمد ، القادر العظيم ؟ وغير إرادة الشعوب ، عندما تعي بعد ان تعرف ، وتتقي بعد أن تؤمن ؟ .

وحسبنا الله ونعم الوكيل ..

نعود لنقول أن الشعوب لم تعد تصدق بشعارات الولايات المتحدة ، عدا ما تنويه من شر ضدها .. وحتى بقولها أنها ضد الإرهاب ، فأن الولايات المتحدة لا تسعى الى هذا مع العالم ، وعلى أساس القانون الدولي ، وانما فرض ما تريده على العالم ، ورد ما تعتقده مؤذيا لها فحسب ، وتصدير أنواع أخرى منه الى العالم . وتوثيقاً لهذا ، هل بإمكان الولايات المتحدة ان تقول لشعبها كم هو عدد المنظمات التي تعمل ضد دولها ، وتوجد على الساحة الأمريكية ؟ وكم هو عدد التي تنطبق عليها صفة الإرهاب ، لو استخدم للقياس مكيال ، واحد وليس مكيالين ؟ وكم هو عدد من تموله منها علناً وسراً ؟ بل كم هو عدد المتهمين بالقتل والسرقة في دول أخرى ، وهم الآن في الولايات المتحدة !؟ إذا قّدمت الولايات المتحدة مثل هذا الكشف الى شعبها والعالم ، وقامت مبادرة أولا بتطبيق مقياس واحد ، ومكيال واحد ، على عملائها ، ومن تسميهم أصدقاءها ، وإذا أثارت نفس الزوبعة ضد القتلة في الكيان الصهيوني ، المسؤولين عن قتل الفلسطينيين في فلسطين المحتلة ، وفي تونس ولبنان ، وإذا حاسبت مخابراتها على العمليات الخاصة لما تقوم به من اغتيالات يتباهون بنشرها على هيئة قصص ، فعندها فقط يمكن أن يصدق بالشعارات الأمريكية الجديدة من تسعى أمريكا لجعله يصدق بها .. وعندها يكون مشروعاً أن تناشد العالم في ما تعتقده انه مفيد لامنها ، وامن العالم ..

بقي أن نقول رأيا نرى ان مناسبته حانت ، وانه موجه هو الآخر الى شعوب الولايات المتحدة ، والشعوب الغربية بوجه عام .. وهو ان الصهيونية تخطط للسيطرة على العالم منذ مؤتمرها الشهير الذي عقد في بازل بسويسرا عام 1897 ، وأنها عملت على هذا منذ ذلك التأريخ ، وحققت فيه نجاحات يمكن ان تلاحظوها بسيطرتها على بيوت المال والإعلام والتجارة في بلادكم ، وعلى من يحكم باسمكم ، هنا أو هناك ، في مراكز القرار ، ولكن سيطرتها لم تتحقق كما يجب ، حتى الآن ، لتكون أرادتها مطلقة ونهائية .. وان هذا لن يكون ألا عندما تدفع الى اصطراع الدينين السماوييـن اللذين تتبعهما الكتلة الأكبر في العالم ، مما يحرم الصهيونية من تحقيق كل أطماعها ، لذلك فان دهاقنة الصهيونية ، يدفعون الى اصطدام المسيحية بالإسلام ، وفي ظنهم ، خاب ظنهم ، انهم بهذا فقط ، يحققون الفرصة ، ليسيطروا على العالم ، عندما تنفتح أمامهم فرص جديدة للسيطرة .. فهل هناك ما هو أفضل للكلب السارق من ان ينشغل أهله بعزاء ، ليظفر بما قد وضع عينه ، وسال لعابه عليه !؟ وهل ينتبه الى هذا عقلاء القوم في الغرب ؟ أم ستكون الصهيونية أذكى منهم، لتحقق مآربها !؟ .
"



السيد الرئيس صدام حسين يبعث رسالة مفتوحة ثالثة إلى شعوب وحكومات الغرب
في 29 تشرين الاول 2001

وجه السيد الرئيس القائد صدام حسين رسالة مفتوحة ثالثة إلى شعوب وحكومات الغرب ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.. وفيما يلي نص الرسالة:-



"
بسم الله الرحمن الرحيم

مرة أخرى نعود لنوجه رسالة إلى شعوب وحكومات الغرب قاطبة ومنها الولايات المتحدة..

السلام على من يتوقع منّا السلام، أو يقول عندما يلقى عليه السلام: وعليكم السلام..

كانت أحداث أيلول الماضي قد تصدرت اهتمامات العالم أجمع متابعة وتحليلاً. ورغم أن الذيـن انشغلوا في التحليل المعمق قد لا يكونون الأكثرية، ولكنهم الآن، مثلما يتراءى لنا، أكثر عدداً، وصار عدد المسؤولين في الحكم، الذين ينظرون بعمق إلى خلفية الحدث وموجباتـه، أو أسبابه ونتائجه وتأثيره، أكثر الآن أيضاً، بينما كان عددهم ومستوى تصرفهـم، عندما وقع الحدث، في حال يبعث على الأسى، لمن لا يعرف أن الأحداث الكبيرة، أو الظـروف المعقدة، لا يقدر الناس كلهم على أن يتأملوا فيها بعمق، ومثل ذلك، ليس كثر هم القادرين على أن يحلموا بما هو أفضل..

أقول: بعد أن استكانت المشاعر إزاءها بصورة نسبية سواء في نفوس وصدور من كانت مشاعرهم سلبية أو إيجابية فأن دور المسؤولين، تسندهم شعوبهم، يتوجب أن يكون على أساس وصف المسؤولية ودورها.. وأن أهم صفة من صفات المسؤول والمسؤولية هي الإنقاذ من المهالك، ليس بالتأشير على الآبار المظلمة حيث المسار فحسب، وإنما حتى بمنع من لا يرى الإشارة من أن يقع في هاوية، وبعدها تأتي صفة الارتقاء، أو الصعود بحال المسؤول عنهم، هم، وما يملكون، وما يختزنون من طاقة فكر وعمل، إلى ما هو أعلى.. وأن أي خطر يواجه أي شعب، أو أمـة، لا يستوجب من المسؤولين عنه، أو عنها الدور القيادي ضد الخطر فقط، وإنما، إلى جانب ذلك، دراسة أسبابه لإضعافها، أو معالجتها جذرياً، لتكون غير موجودة، أو غير قابلة لِتذر بقرنها..

من المؤسف أن نقول أن التوجه العام بهذا الاتجاه ما زال ضعيفاً حتى الآن.. وتأتى الحكومات الغربية، في مقدمة ظاهرة الضعف إزاء المعالجة الصحيحة.. ورغم أن بعض الأصوات ارتفعت بين صفوف الشعوب وبعض الإعلاميين والكتاب، وعلى نطاق ضيق جداً بين صفوف من يهيئون أنفسهم في الظل كبدلاء للحاكمين هناك، ولكن هذا الصوت الأخير ما زال متردداً، يتعامل مع الحال وفق ميزان مصلحة الكرسي، الذي ينتظر الوصول إليه، وتأثير مراكز القوى في ذلك، أما الولايات المتحدة، فإن الأمل في أن تعي شعوبها، لو وضعت أمامها الحقائق مثلما هي، أكبر حتى الآن مما يمكن أن ينتظر من إداراتها، إلا عندما تتخلص هذه الإدارات من التأثير الحاسم عليها من الصهيونية، ومراكز التأثير الأخرى، طبقاً لمصالحها المرتبطة بغاياتها المعروفة..

لقد أظهرت أحداث الحادي عشر من أيلول، وما تبعها من ردود فعل للغاضبين أو المتصيّدين، ومن ذلك العدوان الغاشم على أفغانستان على أساس الشبهة، وما رافق ذلك من إيماءات وتصريحات خاصة تصدر من الإعلام أو من مسؤولين أمريكيين وغير أمريكيين، أن العالم على سعته يمكن أن تحرقه شرارة من الغرب، حتى لو جاءت من خلف الأطلسي.

ومن الطبيعي أن نقول إن إحراق شيء أسهل من إطفائه، ولأن عمل الخير صعود بالنفس والحال، وأن عمل الشر انحدار بالنفس والحال، فإن عمل الشر أسهل لِمن تستهويه نفسه فيتدحرج إليه..

وعل أساس هذه الصورة الواقعية، فأن العالم كله بحاجة إلى أن ينقذ نفسه من هاوية سحيقة قد تدفعه إليها الولايات المتحدة الأمريكية، أو من هم على شاكلتها، سواء كانوا دولاً، أو كانوا أفراداً ومنظمات، بل إن الولايات المتحدة، بعد أن عرفنا حدود كيفيّة تصرف حكامها في الأزمات، بحاجة إلى أن ينقذها العالم معه وهو ينقذ نفسه، بدلاً من أن يجره ثقلها، وهي تهوي إلى قعر حفرة سحيقة لا خروج منها، إلا بعد أن تمتلئ بالدماء والمآسي إن لم يكن ذلك سبباً لاختناق من لا يحسن السباحة.

ومثلما قلنا من قبل لمن اعتدوا علينا عام 1991 وبعده، ومنهم الولايات المتحدة، في أم المعارك الخالدة وقبلها، إن العالم، مثلما هو العراق وأمته العربية، بحاجة إلى أن يصمد شعب العراق أمــام العدوان، وأن يجعل سهام العـدوان تطيش، وأن لا يسمح بأن تنتصر عليه الولايات المتحدة، ذلك لان انتصار الولايات المتحدة على العراق، هي وحلفائها، لا قّدر الله، سيطمس الموقف والرأي الآخر في المحيط الدولي والإقليمي، ولا يدعه يظهر إلى زمن طويل، وعندها يتشجع الظلم والطغيان.. ولأن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى غرور وغطرسة إضافيين، فأنها لو انتصرت على العراق آنذاك، لا سمح الله، لدفعها الغرور الإضافي إلى غرور أعلى، ولقربّها ومعها العالم من الهاوية أكثر مما يبعدها عنها..

نعم، أيهـا الذوات، أن الغرور والغطرسة بحاجة إلى من يقف بوجههما، وأن الظلم بحاجة إلى من يقف بوجهه وان استسهال الشر ورمي الجمر على الناس بحاجة إلى من يقف بوجههه.. وعلى أساس ما قلناه بشأن العراق، وهو يواجه عدوان من اعتدوا عليه، فإن العالم بحاجة الآن إلى إفشـال خطط الولايات المتحدة العدوانية، ومنها عدوانها الغاشم على شعب أفغانستان.. وأن يتوقف هذا العدوان.

مرة أخرى نقول إن من يشعر بأنه مظلوم، ولا أحد يرد عنه الظلم أو يوقفه.. يفتش بنفسه عن طريق ووسائل لرفع الظلم عنه، ومن المؤكد أن الجميع ليسوا كلهـم قادرين على أن يهتدوا إلى الأفضل لرفع الظلم عنهم، وإنما إلى ما يعتقدون بأنه الأفضل وفق اجتهادهم وقياساتهم، وأن الناس ليسوا كلهم بقادرين على أن يجهدوا أنفسهم خارج ما هو متاح أمامهم ليحصلوا على الفكرة أو الوسيلة الأفضل..

ولكي يهتدي من يقع عليه الظلم إلى ما هو أفضل، بعد أن يهتدي إلى الله وحقوقه وحقوق الناس عليه، فإنه بحاجة لان لا يعزل عن الوسط الطبيعي الذي هو جزء منه، أو يهمل عن قصد، أو سوء تقدير، من الناس المسؤولين في هذا الوسط، وإنما أن يمدّوه بالطمأنينة ويعاونوه لإنقاذ نفسه وإنقاذ المحيط منه..

ومن الطبيعي أن نقول أن العقاب بما يكافئ الفعل السيئ ضروري في الحياة الدنيا، ذلك لأن ما هو ضروري في الآخرة، يحمل إشارة الهداية إلى ضرورته في الحياة الدنيا أيضاً، ولكن، لأن العقاب في الحياة الآخرة عادل، وإن الأنبياء والرسل، عليهم الصلاة والسلام أجمعين، عندما كانوا ينذرون بعقاب الآخرة أو هو والعقاب في الدنيا فإنما كانوا يفعلون ذلك طبقاً لأمر الله بالحق، وليس على أساس الشبهة والهوى.. فأن أي عقاب يطبقه الإنسان يجب أن يكون بالحق وغايته الأنصاف، لكي يكون مقنعاً.. وأظن إنكم، أيها الذوات أو حكامكم في الأقل، غالباً ما تنتقدون من تقررون انتقادهم لاضعافهم في دول العالم،خارج الغرب،على أساس أن من تنتقدونهم يعملــون بقوانين طــوارئ، وان قوانين الطوارئ علــى وفق ما ترون، لا تصلح قاعدة عامة.. أما الآن، فبخلاف ما اعتدنا على أن نسمعه ضد من تتهمونهم بالدكتاتورية والتسلط، صرنا نرى العشرات من إجراءات وقوانين الطوارئ تتخذ من حكومات الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لحادث واحد موجع وقع فيها..

أتعرفون، أيها الذوات، كم حادثا موجعا وقع على دول وشعوب كنتم تتهمونها باللاديمقراطية، وان ما وقع عليها اكبر واخطر من الأحداث التي وقعت في الولايات المتحدة في 11/ أيلول !؟ وهذا وحده، على سبيل المثال، يقتضي أن يكون محل اهتمام الغربيين، حكومات وشعوبا، مع انه ليس موضوعنا الأساس..

نعود لنقول أن الظلم وضغطه مما يقع على الناس يؤدي إلى الانفجار، وبما أن الانفجارات ليست قياسية ومنتظمة كلها، فمن المتوقع أن تؤدي إلى أذى لمن يقومون بها ولغيرهم وقد يتعدى تأثيرها ما هو مقصود منها، وعلى أساس هذا، وما لاحظناه من ردود فعل غير متوازنة لحكومات متهمة بأنها ديمقراطية، ينبغي أن ينظر إلى أحداث الحادي عشر من أيلول، إذا كان الأمريكيون يقطعون، ومعهم العالم، بان فاعلها من الخارج..

ولكي لا ننشغل، ونشغل من يستمع إلينا بالمهم وليس الأهم، نعود لنركز القول أن العالم، بعد أن بان أن أي حريق فيه يمكن أن تمتد نيرانه إلى مساحته كلها، بحاجة أولا،وقبل كل شيء، وأي شيء، إلى إقامة العدل على الأنصاف، وليس استخدام القوة على أساس القدرة والفرصة، وليس افضل وأرقى معنى في هذا مما تعلمناه ونعرفه عما أمر به الله ليكون، وما نهى عنه لئلا يكون.. وإذا اختلفنا في فهم جوهره، فان ما نحبه لأنفسنا ينبغي أن لا نمنع غيرنا من أن يحوزه لنفسـه، أو أن يتمتع به، وما لا نحبه لأنفسنا، أو نرفضه عندما يكون علينا، ينبغي أن لا نكيل لغيرنا فيه بمكيال آخر.. وان يدرك الجميع أن لا أحد باستطاعته أن يكون ذا ثروة، وان يأمن عليها وعلى نفسه وسط مجتمع من الجياع، وتكون البلية عليـه اكبر، إذا كانت ثروته قد استغلت الجياع أنفسهم.. وربت على حسابهم.. فقد أمر ثاني خليفة في دولة الإسلام، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بوقف عقوبة قطع يد السارق في عام الرمادة، رغم أن في هذا الحكم نصا واضحا في القرآن، ذلك لأنه أدرك بحسه المؤمن العادل أن من يجوع هو، وعياله، قد تختل لديه القياسات الصحيحة للأيمان.. ولأنه، رضي الله عنه، اعتبر الجوع اكثر عدوانية من السرقة، وان إنقاذ النفس من الهلاك أهم من إنقاذ ملكية من يملكها..فقد جمد حكم الشرع..فهل يرعوي أهل هذا الزمان، ليعيش الناس بأمان واطمئنان، أم أن من يعنيهم الأمر يتصورون أن الأمن الذي ينشدونه لأنفسهم، يتحقق عندما يزيدون قتل الآخرين وترويعهم وتجويعهم !؟..

لقد طلعت علينا الأخبار في الأيام الأخيرة.. بان المسؤولين الأمريكيين يرجحون أن يكون مصدر مواد الجمرة الخبيثة أمريكا نفسها.. ولا نعرف ما إذا كان هذا الاستنتاج أو المعلومة محض تكتيك، لتحويل النظر عن القول الذي أرعب من أرعبه، من أن مصدر مرض الجمرة الخبيثة ابن لادن، إلى الحد الذي أفضى الرعب من هذا الاتهام، ومما يلمح به من اتهامات أخرى، إلى أن يقول كثر من الأمريكيين بضرورة عدم الإلحاح في إيذاء من يعنيهم أمره لان هذا قد يقودهم إلى رد فعل أقوى بهذه الوسيلة وغيرها..أم أن من قام بهذا، لكي يحّول أنظار الرأي العام الأمريكي عن تقصير الأجهزة الرسمية الأمريكية إزاء ما وقع في الحادي عشر من أيلول، وجـد الآن أن غرضه تحقق، مما يستوجب أن يطمر الفعل، وينسى الفاعلون !؟..

على أية حال، أن هذا وغيره يشير إلى أن أسلحة التدمير الشامل صارت عبئاً على أصحابها، وعلى الإنسانية، إن لم تقم الضرورة الملحة إليه كوسيلة دفاع عن النفس والأوطان. لذلك، على الأمريكيين، بدلاً من أن يشغلوا أنفسهم، ويشغلوا العالم بما يسمى بالدرع المضاد للصواريخ، ليستنـزفوا خزانتهم وخزائن الآخرين، ويستنـزفوا جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين، ويشغلوا العالم وأنفسهم بالعدوان على هذا أو ذاك من الشعـوب، أن ينشغلوا بالتخلـص من أسلحة التدمير الشامل في الولايات المتحدة نفسها أولاً، وفي العالم معها، أو بعدها.. ومن نافلة القول، أن الغرب، ومنه الولايات المتحــدة، هو الذي أوجد أسلحة التدمير الشامل أولاً، ونعني بذلك الأسلحة النووية والبايولوجية والكيمياوية، وان الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحـدة، أول من استخدم أسلحة التدمير الشامل هذه.. وان أحداث أيلول، وما قيل من الأمريكان أنفسهم من أن الجمرة الخبيثة مصدرها الولايات المتحدة، تشير بوضوح إلى أهمية أن يتعاون العالم، على أساس اتفاقية تضامنية، للتخلص من عبء وخطر الأسلحة الكتلوية، كخطوة أولى قد تشجع على خطوات أخرى، إذا تقلص الظلم والعدوان، وان أول خطر على الإنسانية، وعلى شعوب الولايات المتحدة الأمريكية الآن هو الأسلحة الكتلوية الأمريكية، ومعها الأسلحة المماثلة لدى الكيان الصهيوني، ويأتي معه، أو بعده، ما هو مماثل لدى الدول الأخرى..

ولان الولايات المتحدة عبر المحيط الأطلسي، فأن أول من يطلب منه أن يبادر بهذا ليؤكد مصداقيته هو الولايات المتحدة نفسها.. ولان الكيان الصهيوني مغتصب لأرض العرب، ومقدسات المؤمنين ويضطهد إنسانية الإنسان العربية ويظلمها..

ولان الحماقة متوقعة منه..

ولان رد فعل من يضطهد متوقع منه ضد من يضطهده ايضاً.. فان الضرورة قائمة لتجريد الكيان الصهيوني من هذه الأسلحة..

وعندها، وعندما تكون الولايات المتحدة راغبة فعلاً في أن تجرد نفسها من هذه الأسلحة، لا نعتقد أن هناك عاقلاً في العالم يبقى خارج إطار خطة عملية من هذا القبيل..

ولانه ليس من المتوقع أن يعبر غزاة الأطلسي ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فان الولايات المتحدة الأمريكية اقل حاجة لهذه الأسلحة من الدول الأخرى.. ومن يكـون أقل حاجة إليها من غيره، عليه أن يبدأ بنفسه، ليتبعه العالم في ما يقوم به..

وعندها ستتصرف الولايات المتحدة بتوازن مع العالم، وستهتدي إلى مسالك الحكمة، وسيتعامل العالم معها باحترام ومحبة، بعد أن يستشعر الاحترام والمحبة منها، وسيكون العالم، ومنه الولايات المتحدة الأمريكية، في سلام، وليس على حافة هاوية.. وستكون الرقابة على أية مخالفة مما يعكر صفو الامن قائمة على تضامن حقيقي.. تضامن الشجعان العدول، وليس التضامن الذي أعلن على أساس الخوف والارتجاف من الأقوى، أو طمعاً في الوصول الى فرصة ومصلحة عن هذا الطريق..

اللهم هل بلغت ؟ اللهم فأشهد..

والله أكبر..

الله أكبر.

صدام حسين

في الثالث عشر من شهر شعبـان / عام 1422 للهجرة

الموافق

للتاسع والعشرين من شهر تشرين الأول / عام 2001 للميلاد
"




0 Comments:

إرسال تعليق



"Join this group"
مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية
Google Groups Subscribe to Arab Nationalist
Email:
Browse Archives at groups-beta.google.com

Creative Commons License
This work is licensed under a Creative Commons License
.


Anti War - Anti Racism

Let the downFall of Sharon be end to Zionism



By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil