Al-Arab Blog - مدونة العرب
٢٠٠٤/٠٣/١٨
بداية انهيار تحالف الاستكبار
بداية انهيار تحالف الاستكبار
لكل الناس وطن يعيشون فيه الا نحن لنا وطن يعيش فينا
في حقنا القوة في قوتنا الحق
ليسمع العالم
نحن اسياد لا عبيد
كل يوم يولد منا شهيد
بداية انهيار تحالف الاستكبار
2004/03/17
عبد الباري عطوان
التحالف الامريكي الذي غزا العراق، وخاض الحرب ضد الارهاب في افغانستان يواجه الانهيار قبل احتفاله بمرور السنة الاولي علي احتلال بغداد، فقد نجح تنظيم القاعدة في قلع احد اهم اضلاع مثلثه الاوروبي، عندما اطاح بحكومة ازنار وحزبها اليميني من السلطة من خلال التفجيرات الدموية، التي اعلن مسؤوليته عن تنفيذها، وادت الي حسم نتيجة الانتخابات العامة لمصلحة الحزب الاشتراكي المعارض.
وحتي نكون اكثر دقة في التحليل، نجد لزاما علينا القول بان ثقافة الكذب والخداع التي احترفها هذا التحالف وتبناها، لتبرير عدوانه غير الاخلاقي، وغير القانوني علي العراق، ساهمت بدور كبير في تحقيق هذا الانتصار الكبير لتنظيم القاعدة .
فحكومة ازنار، تصرفت مثل حكومات الفساد العربية، عندما تعاملت مع شعبها، كما لو انه قطيع من الغنم، وتعمدت اخفاء الحقائق حول التفجيرات عنه، والتركيز في تحقيقاتها وتصريحاتها، علي تنظيم ايتا الانفصالي، باعتباره المشتبه الاول في الوقوف خلف التفجيرات. وذهب بها الامر الي ارسال تعليمات مكتوبة الي جميع سفاراتها في العالم بالتعتيم علي اي دور للقاعدة، وحصر المسؤولية في التنظيم الاسباني فقط.
والاكثر من ذلك، ان زعماء ومنظري ثقافة الكذب، والتضليل، في واشنطن، ولندن، حشدوا كل امكانياتهم من اجل التعتيم علي بيان القاعدة، الذي تبني صراحة المسؤولية عن الهجوم، من حيث التشكيك في مصداقيته وتقديم القرائن والادلة عن مسؤولية تنظيم ايتا ، في محاولة يائسة لانقاذ حليفهم ازنار، والحيلولة دون سقوطه وحزبه من سدة الحكم، خوفا من نظرية الدومينو اي تساقط هؤلاء الواحد تلو الآخر في الانتخابات المقبلة، الرئاسية في امريكا بعد سبعة اشهر، والبرلمانية في بريطانيا بعد عام تقريبا.
الشعب الاسباني لم يصوت للمعارضة بفعل تأثير التفجيرات، او خوفا منها، وانما غضبا من حكومته اليمينية التي ذهبت الي الحرب في العراق، دون احترام مشاعره (90 في المئة من الاسبان عارضوا الحرب)، وحاولت خديعته باخفاء حقيقة الجهة التي تقف خلف هذه التفجيرات، اي تزوير نتيجة الانتخابات بطريقة غير مباشرة وغير اخلاقية وغير ديمقراطية.
فعندما يتظاهر احد عشر مليون اسباني تضامنا مع ضحايا تفجيرات القطارات المرعبة، فانه لا يجوز اتهام هذا الشعب من قبل الصحف الامريكية بالتصويت لصالح نجاح الارهاب. فهذا الشعب يتمتع بحس اخلاقي علي درجة عالية، ويرفض ان يكون اداة لمساندة سياسات امريكية ظالمة ومتغطرسة، وداعمة لارهاب الدولة.
رئيس الوزراء الاسباني الجديد خوسيه لويز رودريغز ثاباتيرو كان شجاعا، بل في قمة الشجاعة والجرأة، عندما وصف الحرب الامريكية علي العراق بانها كارثة، وادان بشدة قصف الابرياء في العراق بالقنابل الامريكية، وطالب جورج بوش وتوني بلير بالاعتذار علنا، والانخراط في نقد ذاتي يؤدي الي الاعتراف بالخطأ، والتراجع عن سياساتهم الكارثية المعادية.
نعم.. جورج بوش وحليفه توني بلير مطالبان بالاعتذار علنا للانسانية جمعاء، لانهما ذهبا الي العراق دون تفويض دولي، وعلي اساس اكاذيب مثبتة وموثقة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية، والعلاقات بين تنظيم القاعدة والرئيس العراقي صدام حسين. فنتائج هذه الاكاذيب جاءت كارثية، واودت بحياة عشرات الآلاف من العراقيين الابرياء، وكلفت البشرية عشرات المليارات من الدولارات كانت تكفي لاطعام جميع جياع العالم ومعالجة مرضاه، وتحويل العالم الثالث الي جنة من الرخاء الاقتصادي.
العالم اليوم لم يعد اكثر امنا واستقرارا بعد غزو العراق واحتلاله واطاحة النظام الحاكم فيه، كما ان هذا البلد لم يصبح، وبعد عام من احتلاله، واحة للديمقراطية وحقوق الانسان والرخاء الاقتصادي، وانما غابة من الفوضي وانعدام الامن، وارتفاع معدلات الخطف والقتل والاغتصاب، وغياب الخدمات الاساسية للسكان من ماء وكهرباء وطبابة.
الرئيس بوش بشرنا بان حربه في افغانستان ستقضي علي تنظيم القاعدة ، وستؤدي الي اعتقال زعيمه، وكل اعضائه باخراجهم من جحورهم وتقديمهم الي العدالة، وها هي الايام تثبت كم كان مخطئا في حساباته، وساذجا في احكامه، فتنظيم القاعدة بات اكثر قوة واوسع انتشارا، بل ويغير نتائج الانتخابات في الديمقراطيات الاوروبية.
كل هذه النكسات والاخفاقات تعود الي حقيقة ثابتة عبر عنها رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد بشجاعة غير موجودة عند اي زعيم عربي او اسلامي آخر، عندما قال ان مجموعة من انصار اسرائيل خطفت السياسة الامريكية، ووظفت اكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم في خدمة المصالح الاسرائيلية، ولالحاق اكبر قدر من المهانة والاذلال بالعرب والمسلمين.
الحلول العسكرية واستخدام احدث ما انتجته الترسانة الامريكية من اسلحة الدمار فشلت في القضاء علي الارهاب، وعززت من قدرات تنظيم القاعدة، بل وفرت له القاعدة والملاذ الآمن في العراق الجديد، واذا كان من أهم قيم الديمقراطيات الغربية نقد الذات، والتراجع عن الخطأ، فان دعوات رئيس الوزراء الاسباني في هذا الخصوص يجب ان تجد اذانا صاغية وليس محاولات دفن الرأس في التراب، مثلما يفعل الرئيسان بوش وبلير وثالثهما برليسكوني في ايطاليا.
امريكا مكروهة في العالم، لانها دعمت ارهابا اسرائيليا، وساندت انظمة فاسدة قمعية دكتاتورية في العالمين العربي والاسلامي، واي مراجعة لا تراعي هاتين الحقيقتين ستكون عديمة الجدوي وستصب في مصلحة التطرف وعدم الاستقرار.
الشعب الاسباني علق الجرس وتمرد علي ثقافة الكذب والاستكبار الامريكية، واخرج حكومته من تحالف العدوان والاستكبار، وبقي ان تحذو الشعوب الامريكية والبريطانية والايطالية الحذو نفسه، وبعدها سيصبح العالم فعلا اكثر امانا وسلاما.
0 Comments:
"Join this group" مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية | ||
Subscribe to Arab Nationalist | ||
Email: |
|
|
Browse Archives at groups-beta.google.com |
This work is licensed under a Creative Commons License.
Anti War - Anti Racism
Let the downFall of Sharon be end to Zionism
By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil