Al-Arab Blog - مدونة العرب

عمان، الاحد 13 شباط 2005

تداعت اليوم فعاليات حزبية ونقابية للاعتصام امام مجلس النواب الاردني احتجاجا على الانتهاكات الحكومية الاخيرة لحرية الرأي والتعبير في الاردن، والتي كان آخرها منع النقابات المهنية من العمل الوطني واقتحام مجمعها في عمان وانزال اليافطات المطالبة بمقاومة التطبيع والافراج عن الاسرى الاردنيين في سجون العدو الصهيوني، اضافة الى محاصرة مبنى مجمع النقابات مرتين ومنع الدخول اليه لمنع نشاطين احدهما ضد الانتخابات العراقية التي اقيمت تحت رعاية الاحتلال الامريكي، والثاني نشاط احتجاجي ضد الهجمة على النقابات حيث تم الاعتداء بالضرب المبرح وبالاهانات على مجموعة كبيرة من النقابيين والنواب

وقد جاء الاعتصام بناءا على دعوة للجنة تنسيق احزاب المعارضة تمام الساعة الواحدة ظهرا حيث رفع المشاركون يافطات كتب عليها: "الحرية حق وليست منة"، "الدستور يكفل الحريات والحكومة تصادرها"، "من اجلك يا وطني نقاوم التطبيع"، "لا لتكميم افواه النقابات والنقابيين"، "لا لضرب النقابيين في شوارع عمان" وشعارات اخرى، كما اغلق العديد من المشاركين في الاعتصام افواههم بكمامات سوداء كتب عليها: "الحكومة" كناية عن القمع الحكومي لحرية الرأي والتعبير، وعلقت دمية كتب عليها: "حرية الرأي والتعبير للنقابات المهنية" على مشنقة مكتوب عليها: "الحكومة" رمزا للتدهور الشديد فيما يتعلق بالحريات

هذا ولم يمر الاعتصام بهدوء، فقد هاجمت مجموعة من الاشخاص (يبدو من اشكالهم انهم "زعران" بالتعبير الدارج حيث كان من الواضح على وجوههم علامات قديمة لضربات السكاكين والشفرات) وهددوا المعتصمين وانهالوا بالشتائم عليهم، كما قاموا بافتعال المشاكل والاعتداء على المشاركين واخذ اليافطات منهم وتمزيقها، كل ذلك امام اعين الشرطة التي لم تتدخل، بل قامت الشرطة بتوجيه السيارات والباصات الموجودة في الشارع الى حيث كان المعتصمون، مع الطلب منهم اطلاق العنان لزواميرهم، فكان هذا اليوم تمرينا جميلا للديمقراطية والشفافية والتنمية السياسية وحقوق الانسان وبقية الشعارات الحكومية