Al-Arab Blog - مدونة العرب
٢٠٠٥/٠٣/٣١
ندعم موقفاً لا نظاماً
(صوتك في عالم أسكتت فيه الصهيونية والحديد والنار صوت العدالة)
*****
ندعم موقفاً لا نظاماً
د. إبراهيم علوش
على عكس ادعاءات الزاعمين أنه "عاطفيٌ" أو "يتبع الخطباءَ الديماغوجيين ضلالاً"، أثبت المواطن العربي في زماننا المعاصر أنه أكثر عقلانية ومرونة بكثير مما يعترف به قصيرو النظر. وقد لا تظهر عقلانيةُ المواطن العربي ورؤيتُه الاستراتيجية لمصلحة الأمة في حمى مظاهرة مليونية مؤيدة للعراق أو فلسطين أو المقاومة في لبنان مثلاً، أو من نظرة مجتزأة لردود فعلٍ بعينها هنا والآن على حدثٍ قوميٍ جلل، لكنها تظهر من تفحص مسيرته السياسية طويلة المدى، وكيف لم يتوانَ مرة عن القيام بأمرين:
1) تفاعله بقوة وفي الشارع مع الأحداث المصيرية الكبرى التي تتعرض لها الأمة، من احتلال فلسطين إلى العدوان على العراق،
2) تقديمه الدعم بلا تحفظ لكل طرف أو حزب أو قائد أو قطر عربي أو إسلامي أو أممي يدافع بمصداقية دمه عن مصلحة الأمة أو تتقاطع مصالحه مؤقتاً أو دائماً مع مصلحتها، من عراق صدام حسين إلى حزب الله حسن نصرالله إلى فصائل المقاومة الإسلامية والوطنية واليسارية في الضفة وغزة، إلى بن لادن في أفغانستان إلى مصر عبد الناصر، إلى هيوغو شافيز في فنزويلا إلى كاسترو في كوبا.
وإذا كان تأييد الشارع لموقفٍ ما لا يترجم دائماً إلى فعلٍ مؤثرٍ على الأرض، فإن ذلك ليس مشكلة الشارع، بل مشكلة المعارضة السياسية المدجنة. وإذا كان نبض الشارع لا يرتقي دائماً إلى تعبيرٍ فكري وإبداعي معقلن، كما في رسومات ناجي العلي، فإن ذلك ليس مشكلة الشارع، بل مشكلة المثقف العربي المدجن. فما يهمنا هنا هو اشتقاق القانون الاجتماعي-السياسي التالي من تجربة التاريخ العربي المعاصر:
إن المواطن العربي، بالمجمل، لا يضع الخلاف الأيديولوجي أو السياسي عائقاً أمام دعم كل من تتقاطع مصلحته فعلاً مع مصلحة الأمة، فيقدم له الدعم آنذاك بلا حدودٍ أو تردد، وبكل وسيلة ممكنة من الكلمة إلى الاستشهاد.
وينتج عن هذا أن المواطن العربي هو الذي يوظف من يتوهم أنه يوظفه في سياقه. فهو يدعم الإسلاميين حين يعبر خطهم السياسي عن مصلحة الأمة، وقد دعم عبد الناصر وفصائل المقاومة الفلسطينية قبلها لنفس السبب. وهو أذكى من أن لا يدعم حزب الله في لبنان لأن مصلحة الأمة في ذلك، دون أن يندفع وراءه بالضرورة في العراق وأفغانستان، وهو أذكى من أن ينجر عامةً خلف المعترفين بالعدو الصهيوني في المجلس الوطني المنعقد في الجزائر عام 1988، فتراه يسارع لصفوف حماس، وقد يتركها دون نزقٍ إن هي هفت كما هفا من قبلُها، إذ أن المشاركة في الانتخابات في ظل الاحتلال منزلقٌ خطيرٌ جداً...
من البديهي أن أية سلطة تمتلك من الموارد والسطوة ما يمكنها أن تستقطب قطاعاتٍ من السكان حولها بالترغيب والترهيب، ولكن هذا التأييد كغثاء السيل لا يبقى في الأرض، ولا يعبر عن روح الأمة.
ولا يستهين أحدٌ بمرونة المواطن العربي السياسية، فهو ينضم لأجهزة السلطة الفلسطينية التي خلقت لمصلحة "إسرائيل"، ليعيش، وليصنع كتائب الأقصى، وهو يرفع في فلسطين علم حزب الله وصورة صدام حسين معاً لأنه يناصر كل من ينتصر له دون حساسيات، وقد يؤيد بن لادن والقاعدة، ولكن ليس في عقد الثمانينات... وفي كل الأحوال، لا تتوه روح الأمة عن الثوابت، فتنسكب أمامها، كبركانٍ يقذف حممه سيلاً لينظمَ صخراً، فيخلدُ في قلبها عبر القرون فقط من ذاد عنها.
باختصار، بات مريباً إصرار البعض على فتح الملفات القديمة للقيادة السورية. فلنفترض جدلاً أن كل ما يقوله هؤلاء صحيحٌ مائة بالمائة، من دخول لبنان عام 1976 إلى حفر الباطن عام 1991، إلى قضية الحريات على مدى عقود... مصلحة الأمة الآن تتلخص بالوقوف مع سوريا دون تحفظ، بلا حساسيات، وبلا تردد، فسوريا الآن هي الموقف القومي، وكذلك المقاومة في لبنان... ولو كانتا غير ذلك، لما فتحت الملفات القديمة!
1 Comments:
ماذا عن الملفات الجديدة ؟
مثلا
المصافحة المشؤومة التي تمت بعد نشر هذا المقال
!
"Join this group" مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية | ||
Subscribe to Arab Nationalist | ||
Browse Archives at groups-beta.google.com |
This work is licensed under a Creative Commons License.
Anti War - Anti Racism
Let the downFall of Sharon be end to Zionism
By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil