Al-Arab Blog - مدونة العرب
٢٠٠٥/٠٣/٣٠
البنتاجون يواجه هزيمة كبري في العراق
البنتاجون يواجه هزيمة كبري في العراق
48 ألف و733 جندي أعيقوا و12 ألف و422 أصيبوا بالجنون
27 ألف جندي تم نحرهم علي أيدي أبطال المقاومة
الجيش الأمريكي لا يجد متطوعين والاحتياطي لم يتبقى منه سوى 18%
العجز في الموازنة يقفز لـ 700 مليار والديون لـ 6 تريليون دولار بنسبة 80% من الإنتاج الأمريكي
الدولة العراقية بنيت تحت الأرض وتستعد للخروج لتسلم السلطة
تقرير من إعداد صلاح بديوي/مصر
أصدر مركز قدامى المحاربين الأمريكيين في مدينة (مورجنتاو) تقريرا ذكر فيه: أن عدد الجرحى والمعاقين من الجنود والمجندات بإصابات خطيرة خرجوا على إثرها من الخدمة نتيجة الحرب في العراق بلغ 48733 جندياً.. إلى جانب 12422 جندياً أصيبوا بإعاقات نفسية خطيرة وفي حالة اضطراب عقلي يمكن أن تؤثر على حياة أسرهم بصورة خطيرة. وقد صرح (جيري هاريس) مدير المركز بأن بعض المعاقين نفسياً يعانون من عقدة الزيف والاكتئاب والهلوسة والكوابيس والأرق والانفعالات السلبية الخطيرة.
القتلى والجرحى
ويقول المحلل الاستراتيجي العراقي صلاح المختار أن هذا يعني أن ما بين 150 - 200 ألف أمريكي يعانون من هذا العوق، فعوائل المعوقين لا يقل عدد أفرادها عن هذا الرقم المتواضع، وهذا الواقع أشد خطورة وضرراً على أمريكا من آثار حرب فيتنام، لأن 58 ألف أمريكي ماتوا في فيتنام وطويت صفحتهم، والمعوقون في الحرب الفيتنامية إصاباتهم محدودة الأثر بالنظر لكونها إصابات بسيطة، مقارنة بتعقيد الإصابات في العراق، فمثلا إن أغلب الإصابات في فيتنام كانت بالرصاص، وهي بالتالي جروح وندبات سهلة الاندمال، أما في العراق فهي غالبا إصابات معقدة لأنها بغالبيتها ناجمة عن متفجرات أدت لقطع أذرع أو أرجل، أو أجزاء أخرى تشل الإنسان عن الحركة الطبيعية. لذلك فإن آثار وجود أكثر من 48 معوق ستبقى زمنا يقترب من استمرار عيش هؤلاء، أي عقود طويلة قد تصل إلى خمسين سنة، وهي فترة ستشهد تفاعلات عائلية واجتماعية سلبية في أمريكا، من الأكيد أن آثارها ستكون أكثر عمقاً واتساعاً وأذى من آثار حرب فيتنام.
لقد دفنت المشاكل الأساسية لحرب فيتنام من الناحية الإنسانية مع مقتل الجنود، أما في حالة المصابين في العراق فأن مشكلتهم ستبقى حية مع حياة المعوقين نفسيا وجسديا، إننا بإزاء أموات نفسيا لكنهم أحياء جسديا يتعذبون يوميا من هول ما شاهدوه في العراق من فظائع وجرائم وقسوة لا حدود لها، وذلك أقسى بكثير من الموت.
إذن في حين أن آثار حرب فيتنام تندمل وتتلاشى، بعد أن كانت مصدر ألم وإزعاج، فإن آثار حرب العراق أكثر عمقا وأذى وأشد تأثيرا في حياة الناس.
ويستطرد قائلاً: إذا أضفنا عدد القتلى الأمريكيين فإن الوضع النفسي والاجتماعي الأمريكي يزداد تعقيدا، والرقم المقصود هو ليس الذي تعلنه أمريكا، أي 1500 قتيل، فهذا الرقم متواضع جدا، ولا يعكس الحقيقة أبدا، لأن الاعتراف الأمريكي بعد طول تردد وكذب، بأن عدد عمليات المقاومة يتراوح بين 80 -120 عملية في اليوم، يقدم قاعدة متينة لتحديد الرقم التقريبي لعدد قتلى أمريكا في العراق، وتعرض المقاومة العراقية رقما أقرب إلى الواقع، وهو أن أمريكا قد خسرت على الأقل 27 ألف قتيل منذ غزو العراق، وستثبت السنين القادمة صحة هذا الرقم، أو رقم قريب منه، وعند ضرب هذا الرقم بمتوسط عدد الأسرة الأمريكية، يصبح عدد من أصيبوا بضربة نفسية، من جراء مقتل ابن لهم، هو حوالي 80 ألف أمريكي! وبجمع الرقمين يصبح العدد الإجمالي لضحايا حرب أمريكا ضد العراق بين 200 - 220 ألف أمريكي! إن هذا الرقم مهم جدا ومؤثر جدا على المجتمع الأمريكي، وهو أقوى من التعتيم الإعلامي والكذب وسياسة الإخفاء المتعمد للعدد الحقيقي للقتلى والمعوقين، وهو سيفعل فعله تدريجيا في تقرير إنهاء الحرب.
وتشير المصادر الأمريكية إلى أن عدد الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب على العراق قد تجاوز رقم (900) ألف أمريكي، ومن ثم فإن مليوني أمريكي، على الأقل، يعرفون حقيقة الحرب هذه وآثارها ونتائجها ومفاعيلها القريبة والبعيدة. نعم هناك عملية إخفاء منظم لهذه الحقائق، لكنه إخفاء خطر لمشاكل وعقد نفسية تكونت وهي تنمو باستمرار، وهذه العملية تشبه تماما زرع ألغام دون وجود خريطة تحدد أماكنها وطريقة توزيعها، لذلك فإن من سيعاني أكثر وأخطر في المستقبل هم الأمريكيون.
وكما أدت حرب فيتنام إلى نشوء جيل كامل من المعوقين نفسيا في أمريكا، لعب دورا خطير في تدمير استقرار المجتمع وزيادة نسبة الجريمة والاضطراب الاجتماعي، فإن الحرب ضد العراق قد أدت وستؤدي إلى بروز مشاكل اكبر وأخطر، وفي الواقع فإن عدد العمليات العسكرية اليومية في العراق والتي تقوم بها المقاومة العراقية، طبقا لمصادرها، يتراوح بين 250 -300 عملية.
نقص الاحتياط
وهناك مشكلة أخرى معقدة تواجه الجيش الأمريكي وهي نقص الاحتياط، حيث تسود حالة من القلق في أروقة الأوساط العسكرية الأمريكية، جراء النقص الحاد الذي يواجهه الجيش الأمريكي في قوات الاحتياط المستعدة للقتال وهي مشكلة بالنسبة للجيش الأمريكي. فقد نقلت وكالة (الاسوشيتد برس) عن (روبرت جولديش) الخبير في شؤون الدفاع التابع للكونجرس قوله: بسبب الانتشار المتوقع للقوات في الصيف القادم فإن قوات الاحتياط ستتأثر كثيرًا بذلك. ويؤكد الخبراء أن أحد أسباب هذه المشكلة الإجهاد الذي تتعرض له القوات الأمريكية بسبب المقاومة العراقية. وعن أعداد قوات الاحتياط المتوفرة حاليًا، يقول الحرس الوطني: إن لديه 86 ألف جندي في الاحتياط، وهو رقم أقل مما أرسل إلى العراق خلال العامين الماضيين، ولمواجهة هذا النقص قرر الحرس الوطني مضاعفة مكافأة الانضمام له ثلاث مرات. أما بالنسبة لاحتياطي الجيش، فيقول المسؤولون: إن 18 % فقط من قواته مهيأة للانتشار مرة ثانية، بينما تم تعبئة أغلبية قوات احتياطي سلاح البحرية لمرة واحدة على الأقل.
الانهيار الاقتصادي
وهناك أيضا المشكلة الاقتصادية المتفاقمة والمزمنة، التي لا يمكن حلها لأنها تعبير عن أزمة بنيوية، أشد خطرا وعمقا، ومن المستحيل معالجها بصورة ناجحة، وفيما يلي بعض مؤشرات هذه الأزمة: في عام 1971 كان العجز في الميزانية الفدرالية لا يزيد على 6 مليار دولار، وفي عام 1993 أصبح 340 مليار. وفي نهاية إدارة كلنتون خفض بشكل كبير نتيجة العدوان على العراق في عام1991، وما أعقبه من عمليات شراء أسلحة أمريكية بكميات ضخمة من قبل حكومات الخليج العربي، أصبح العجز حوالي 60 مليار دولار، ووعد كلنتون بإزالته في نهاية إدارته، لكن انخفاض هذا العجز كان نتيجة عوامل اصطناعية مؤقتة، وهي شن الحرب على العراق، وما فرضه ذلك من الحاجة إلى شراء السلاح، فنشطت الصناعة الحربية الأمريكية وتوفرت أرباح ممتازة. وتأكد ذلك في زمن بوش الابن، حيث عاد العجز إلى مستواه السابق قبل غزو العراق، وهو حوالي 300 مليار دولار، وكان مفروضا أن يؤدي غزو العراق إلى توفير فرص ربح وعمل للصناعات العسكرية الأمريكية، إضافة لكون غزو العراق أساسا افترض أن السيطرة على نفط العراق سوف يوفر موارد ضخمة تمول الغزو، من جهة تسمح بتحويل العراق إلى بقرة حلوب تستغلها أمريكا، من جهة ثانية.
لكن هذا التخطيط قابله تخطيط عراقي مضاد عطل وأفشل التخطيط الأمريكي، إذ أن المقاومة منعت تحقيق استثمار حقيقي للنفط العراقي، فأصبحت إدارة بوش تمول الغزو من الخزينة الأمريكية، ووصلت المبالغ المصروفة حتى الآن أكثر من 300 مليار دولار أمريكي، وقد ساعد ذلك، بالتضافر مع عاملي الفشل في العراق، والقلق الناجم عنه، على رفع العجز في الميزانية إلى 600 مليار في عام 2004، ويتوقع أن يرتفع في هذا العام إلى أكثر من 700 مليار!
وهناك مظهر آخر للأزمة البنيوية في النظام الرأسمالي الأمريكي، وهي أزمة الدين العام الخطيرة، ففي عام 1981 كان الدين العام لا يتجاوز التريليون دولار (التريليون يساوي ألف مليار)، وقفز الدين العام في عام 1992 إلى حوالي 5 تريليون دولار، وهذا الرقم يعادل حوالي 80 % من حجم الناتج القومي الأمريكي. وقفز الدين الخارجي فقط إلى حوالي 6 تريليون ونصف التريليون دولار في نهاية عام 2003، طبقا لما أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية. وتأكد أن هذا الدين يزداد بصورة متصاعدة وأن لا أمل في خفضه أو السيطرة عليه، حينما ذكر مكتب الإدارة والميزانية التابع للبيت الأبيض أن الحكومة ستضيف أكثر من تريليوني دولار للدين القومي في السنوات الخمس المقبلة، وإذا أضفنا لهذا الرقم الدين الداخلي، يبدو لنا مستقبل أمريكا مخيفا، لعدة أسباب، أهمها أنها دولة تستهلك أكثر مما تنتج، أي أنها مدينة وتأكل بالدين، وهذا الوضع هو مقدمة أفول وتداعي أي دولة، فكيف الحال إذا كانت هذه الدولة تواجه تحديات حربية خطيرة كتلك التي أشرنا لها؟
إذا جمعنا ما قاله كلنتون ومايرز عن تدهور القدرة القتالية للجيش الأمريكي وعدم وجود إمكانية للانتصار على المقاومة، وأضفناه إلى الوضع الاقتصادي المتدهور والأزمة البنيوية غير القابلة للحل، يتضح لنا أن أمريكا في جوهرها وواقعها دولة هشة وسهلة الاختراق وقابلة للانهيار في أي لحظة.
هزيمة وفضيحة
ويقول صلاح المختار أيضا إن الفشل الأمريكي الساحق والفضائحي في العراق، يطلق تفاعلا متسلسلا خطيرا لا يفشل الأهداف المباشرة لغزو العراق فقط، بل إنه أيضا ينهي، وإلى الأبد، الطموحات الإمبراطورية الأمريكية العالمية، لذلك فإن أمريكا التي وصلت إلى قناعة تامة منذ نيسان/ابريل من العام 2004 بأن الانتصار على المقاومة في العراق مستحيل، وضعت خطة للانسحاب من العراق، ولكن بطريقة تحفظ ماء الوجه، وتسمح لأمريكا بإقناع أوساط مهمة بالنسبة لها بأنها أنهت واجبها الأساسي في العراق.
إن تدمير الفلوجة وقبلها ضرب النجف الأشرف، والمبالغة في الحديث عن انتصارات أمريكية عل (المتمردين) ما هو إلا تمهيد للانسحاب. ورتبت مسرحية الانتخابات المزورة لتكون خطوة أخرى على طريق إخراج مسرحية الانسحاب، وتوفر حجة قوية تقول: جئنا من أجل الديمقراطية، وهانحن أجرينا الانتخابات، وحان الوقت للشعب العراقي أن يقوم بدوره. لكن هذه الخطة تحتاج لدخان كثيف، يتشكل من حملة إعلامية ضخمة، تدعي أن مرحلة ما بعد الانتخابات أخذت تشهد تراجعا في عمليات المقاومة، وهذا الهدف يتطلب تعتيما اشد على أخبار عمليات المقاومة، كما تتطلب الخطة نقل محور التركيز على جبهات أخرى يجب أن تسخن، وتصعيد الأزمة معها ومحاولة تحقيق انتصار ولو سياسي فيها، لتأكيد أن أمريكا تنتصر وتتقدم في مشروع (نشر الديمقراطية).
تهديد سورية
ويضيف المختار قائلاً:
هذا هو الإطار العام لما يجري بين أمريكا وسوريا ولبنان. إنه نقل المعركة إعلاميا وسياسيا إلى جبهة سوريا، لخلخلة الوضع السوري والعمل على إسقاط النظام هناك، بالضغط والدعاية وتحريك العملاء، وربما بتحريك انقلاب عسكري، لتجنب تعرض أمريكا إلى وضع تكون فيه مضطرة، ورغما عنها إلى مهاجمة سوريا، مع أنها لا تستطيع ذلك عسكريا واقتصاديا وأمنيا! إن تحريك الساحة اللبنانية ضد سوريا ينطوي على هدف غير منظور، وهو إغراء ضباط سوريين للتحرك والقيام بانقلاب، بعد سلسلة من الاضطرابات داخل سوريا، وهكذا تستطيع أمريكا أن تستثمره، إلى أقصى حد، دعائيا لرفع المعنويات وتحشيد الرأي العام الأمريكي، ثم العودة للتركيز على الساحة العراقية. ويخطئ من يظن أن التركيز على سوريا هو استكمال لخطوات المخطط الأصلي الذي وضع قبل غزو العراق، لأن ما يجري الآن هو رد فعل مباشر على الفشل في العراق، ومحاولة لتغيير مسار التطور المجافي لأمريكا، عبر تحقيق انتصار خارج العراق واستثماره لتعزيز موقفها داخل العراق. وهذا يؤكد الحقيقة الستراتيجية الأساسية في العالم، وهي أن المعركة الأساسية لكل من العراق وأمريكا و"اسرائيل" تدور الآن في العراق وليس في غيره.
ويمضي المختار قائلاً: إن انتصار المقاومة أمر حتمي وقريب، وهو أمر تعرفه الإدارة الأمريكية جيدا، ومنذ الآن تستطيع أن ترى أن الدولة العراقية التي دمرت يعاد بنائها تحت الأرض، فالجيش هو العمود الفقري لكل فصائل المقاومة، وهو الذي وفر الفرص العملية للانتصارات الحاسمة والصمود الأسطوري للمقاومة، بفضل خبراته العسكرية، كما أن المخابرات العراقية تتوسع الآن، بعد أن نجحت في إلحاق خسائر منكرة بالمخابرات الأمريكية، بتنفيذ عمليات نوعية أذهلت المخابرات الأمريكية، مثل قصف غرفة بول ولفووتز في فندق الرشيد بدقة لا يمكن أن تتوفر إلا بناء على معلومات استخبارية، ومحاولة أسر جون أبي زيد في الفلوجة، وهي الأخرى خطط لها بناء على معلومات استخبارية دقيقة، واكشف لك عن عملية بقيت طي الكتمان، فلم تعلن عنها أمريكا ولا البعث، وهي عملية اختراق القصر الجمهوري المحتل، والذي صار مقرا للحاكم الاستعماري الأمريكي، فلقد تسللت نخبة من ضباط المخابرات العراقية إلى القصر، بعد أن عبرت نهر دجلة بقوارب مطاطية، ودخلت القصر بعد أن قتلت بالسكاكين الضباط والجنود الأمريكيين، المحيطين بمكتب بول بريمير، وكان هدف العملية أسره، لكن العملية كشفت، وهرب بريمر بطائرة هليوكوبتر، في حين غادر ضباط المخابرات العراقية القصر بسيارات قوات الاحتلال، بعد أن قاموا بحرق ملفات تخص الرئيس صدام حسين، في مقر المخابرات الأمريكية، إضافة للاستيلاء على ملفات تضم أسماء عملاء المخابرات الأمريكية في العراق. أما التصنيع العسكري فإنه يعمل بفعالية وإبداع رائعين، ومن أعظم انجازاته تطوير الصواريخ والأسلحة وتصنيع أسلحة للمقاومة العراقية.
هذه الحقائق تعني أمرا واحدا وأكيدا، وهو أن الانتصار القريب سيشهد الخروج الفوري للدولة العراقية من تحت الأرض، وممارسة مسؤولياتها، وإعادة بناء ما دمر وخرب.
0 Comments:
"Join this group" مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية | ||
Subscribe to Arab Nationalist | ||
Browse Archives at groups-beta.google.com |
This work is licensed under a Creative Commons License.
Anti War - Anti Racism
Let the downFall of Sharon be end to Zionism
By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil