عمان - غيث الطراونة - شرف جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله أمس الاحتفال الذي اقامه رئيس الوزراء الدكتور عدنان بدران وعقيلته في قصر الثقافة بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين للاستقلال
والقى رئيس الوزراء كلمة اكد فيها على ان الاستقلال يتواصل ويتجدد بالقيادة الهاشمية ليمضي الوطن نحو غد افضل يحقق ما يصبو اليه ابناؤه من خير
وقال الدكتور بدران ان القيادة الهاشمية تصر على الانجاز برغم المعوقات وصولا الى الهدف الذي رسمه جلالة الملك للوطن وأهله
ومن جانبه استذكر رئيس مجلس الاعيان زيد الرفاعي أهم المحطات التي ميزت بناء الاردن منذ الاستقلال، واصفا الاردن في ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بانه يكبر في كل يوم ويزدهر في انجازات تتحدث عن نفسها في مجالات التعليم والاقتصاد والصحة والبيئة والتنمية الشاملة.
وقال الرفاعي ان الاردن يشهد في ظل قيادة جلالة الملك تعزيزا لمجتمع الحرية والعدل والمساواة والتكافل وتعزيز دور الشباب عبر اشراك المواطنين في صنع القرار حول الامور المتعلقة بحياتهم.
اما رئيس مجلس النواب بالوكالة الدكتور ممدوح العبادي فاكد على ان حلقات البناء لم تقطع منذ الاستقلال وصولا الى جلالة الملك عبدالله الذي صان الانجاز وحدثه انطلاقا من رؤية جلالته العميقة في العصرنة والتحديث
اما عريف الحفل الشاعر ووزير الثقافة السابق حيدر محمود عرض خلال تقديمه الكلمات العديد من الصور المشرفة لمعنى الاستقلال وقيمه.
وتاليا نص كلمة رئيس الوزراء :
* بدران: الاستقلال يتواصل ويتجدد بالقيادة الهاشمية ليمضي الوطن نحو غد افضل
سيدي صاحب الجلالة الهاشمية
سيدتي صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله
ايها الحفل الكريم،
يتواصل الاستقلال، ويتجددُ بكم، ومعكم... ونمضي نحو غدٍ يحقق لهذا الوطن، ما يصبو اليه ابناؤه من خير على ايديكم التي تبني دون كلل، وتصر على الانجاز برغم كل الظروف الصعبة، والمعوقات... وتشد بقوة على ايادينا، لتزيدنا صبرا على صبر، وايمانا على ايمان، وصولا الى الهدف الكبير الذي رسمتموه للوطن وأهله، وهو أن يكون القدوة والمثل، والفوز دائما من نصيب الذين يعملون، وفي الوقت نفسه من نصيب الذين يعلمون... فلا يمكن الفصل - يا مولاي - بين هؤلاء وبين هؤلاء... لان العمل مرادف طبيعي للعلم... وكلاهما معا يصنع النجاح... ولعل افضل ترجمة لكلمة الاستقلال - ونحن في هذه الايام المباركات نتفيأ ظلاله الهاشمية العظيمة - ان يرى الوطن والمواطن الشجرة الطيبة، التي غرسها الغارسون البررة، من الاجداد والاباء، وقد مدت جذورها عميقا عميقا في الارض، وفرشت ظلالها بعيدا بعيدا في المدى... وأعطت من الجني، ما يجعل القلوب تطمئن، والمواسم تتبع المواسم... خيرا، وعطاء، ومجدا، وكبرياء... وقد كان... فها نحن يا سيدي نبني كما كانت اوائلنا تبني، ونفعل مثلما فعلوا، وزيادة...
سيدي صاحب الجلالة،
سيدتي صاحبة الجلالة
ايها الحفل الكريم،
لا بد لي في ذكرى الاستقلال من ان أؤكد على البدهية الاولى للحياة، كما هي للسياسة... وهي أن اليد الواحدة لا يمكن لها ان تصفق... بل تظل عاجزة حتى عن الحركة، اذا لم تقابلها اليد الاخرى لا لتمارس التصفيق، ولكن لتؤديا معا الوظيفة الطبيعية لهما في الحياة... وهي الوظـيفة التي خلقت من أجلها الايادي... وكذلك الاجنحة... وأنا اشير هنا بكل وضوح، الى ان المجتمع بكل مؤسساته وقطاعاته واجياله، لا يكون مجتمعا حقيقيا الا اذا تكاملت فيه الادوار، والتحم الفؤاد بالفؤاد، وزاحم الكتف الكتف، ليخرج منه الصوت، ويرجع اليه الصدى.... وبمعنى اكثر دقة أعلن ان مصطلح الدولة القديم والجديد في آن، لا يبتعد بأي حال عما قاله الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف الذي شبه فيه العلاقة بين الناس، بالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى... على هذه القاعدة تماما، أقام الملك المؤسس هذه الدولة العربية الهاشمية .. لتكون النموذج الرائع في التنظيم، والموسساتية، والحرية والديمقراطية والتسامح والتواد والتراحم .. واذا كانت المصطلحات تتغير بين زمان وزمان، وتختلف بين مكان ومكان ... الا ان الجوهر يبقى هو الجوهر، والمعنى يعود الى المعنى، كما يقول العلماء في فقه اللغة .. ونلاحظ دائما ان هذا الوطن يفاجئ الآخرين ويصيبهم بدهشتين: الاولى انه برغم صغره حجما، وقلة امكاناته .. يزاحم الكبار دائما، ويقف الى جانبهم ندا، وبذات الوزن، والثانية انه لا يفاجئنا نحن، لأننا منذ ان كان هذا الوطن، فتحنا للطموح المدى، واستعنا بالله على كل الصعوبات، وراكمنا التجربة على التجربة، والانجاز فوق الانجاز، واضفنا الى مفردة «التنمية» صفتها «الشاملة» لتكون اجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية، والأهم من ذلك كله ان تواكب العصر ومتطلباته ومتغيراته التي لا تقف عند حد .. ونعترف بكل شجاعة، بالاخطاء، والثغرات والمشاكل التي تعيق الطموحات .. ونسجل منها مثلا ان معدلات البطالة ما تزال تراوح مكانها، ونسجل ايضا عدم رضى الناس عن مستوى معيشتهم، وبطء العودة الى ما يسمى بالطبقة الوسطى، التي كانت قبل زمن غير بعيد، ولكننا بالمقابل نسجل ان هنالك انجازات تتراكم وتصب باتجاه حل المشكلات التي عانى وتعاني منها الكثير من دول العالم .. وهنالك بالطبع مشكلة التنمية السياسية، والادارية والمشاركة الجمعية في عملية الاصلاح التي نسعى اليها .. ونريدها ان تكون في اطار الحفاظ على هويتنا الوطنية، وخصوصيتنا الثقافية، القائمة على الاصالة والمعاصرة... والتعددية واحترام الرأي الاخر، والمساواة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون.
ولعل ذلك كله يندرج - وبكل تأكيد - في الاجندة الوطنية التي تقوم على اعدادها اللجنة الملكية، لتحديد الاهداف الوطنية الاردنية وتوجهات التنمية والاصلاح خلال العقد القادم، وكذلك لجنة الاقاليم التي تبحث في زيادة مشاركة المواطنين، واذ تجدد الحكومة دعمها لهذه الجهود والتي ستساهم فيها برؤيتها وفكرها فانها وبنفس الوقت ستواصل المسيرة التي بدأتها سابقاتها، وتبني عليها في ضوء توجيهات جلالتكم، ورؤاكم الثاقبة، بما يحقق المصلحة الوطنية العليا، وستواصل الحوار الواضح والصريح مع نواب الامة، وممثليها، ومؤسسات المجتمع المدني بسائر اطيافه، بقلب مفتوح، وحرية مسؤولة، وشجاعة الفرسان ووعي العلماء، وطيبة الاردنيين المعروفة عنا جميعا في هذا البلد الطيب الاصيل.
سيدي صاحب الجلالة
لا بد من التأكيد على تكامل السلطة التنفيذية مع غيرها من السلطات ولا ينبغي الفصل بينها الا بالمسافة التي يقضي بها الدستور، وهو وحدة المرجعية... واليك كلنا من قبل ومن بعد نعود، لنصدع بأمرك، ونصغي لما تقول.
مولاي سيد الوطن،
ان اشتعال الرأس شيبا، يزيدنا تمسكا بالشباب، الذين يشكلون عندنا ما نسبته «70%» من مجتمعنا المتجدد، وصحيح ان هذا البياض يجعل قلوبنا اكثر وضوحا، لكنه صحيح ايضا، ان هذه الملايين من الابناء، لها علينا حق التلبية السريعة، لطلباتها المتغيرة دائما، والملحة دائما، والمحقة في آن معا.. فثمة تقصير كبير تجاههم نعترف به صراحة، ونعلن مسؤوليتنا الكاملة عنه.. ونحن ندرك تماما معنى صوتهم وصمتهم، وقربهم ونأيهم.. وحركتهم وسكونهم.. ولا بد لنا من ان يعرفوا ان عيوننا وعيون الوطن دائما عليهم.. وعلى الغد الذي يمثلون.. وعلى ما بعد غد ايضا.. وحتى لا يأخذنا الكلام بعيدا بعيدا، اكتفي بوضع جملة من العناوين، بين يدي جلالتكم، في عيد الوطن الأغلى، مع التأكيد بان ثمة كلاما على الكلام، وقولا وراء القول:
1- المواطن هدف التنمية واداتها والمواطنة هي نهج العمل.
2- الحوار عندنا هو سيد الموقف، واليه سيلجأ الجميع.
3- تفعيل كل الطاقات الكامنة في مجتمعنا، في مشاركة حقيقية وايقاع لا يرتفع فيه الا نبض القلب، ولا يعلو خلاله الا خفق الراية التي اليها ننتمي، وبها نزهو.
4- في الحركة دائما بركة.. والسِّباق نحو الخير، وللتنافس فقط هدف الوصول الى المستقبل.
5- سيظل نهج الحكومة دائما نهجا منظما ومبرمجا باتقان.. يبدأ بالتعليم، ويمر بالصحة والزراعة والثقافة والرعاية والادارة، والسياسة، ومراقبة الاداء والمراجعة والتأهيل والتدريب وينتهي بالمحاسبة الذاتية والمساءلة على حد سواء.
سيدي صاحب الجلالة؛
في عيد الاستقلال المبارك نجدد للوطن وقائده المفدى ولاءنا الصادق، ونعاهدكما معا على الاخلاص، والعطاء، والانجاز، ولاهلنا الاوفياء الذين كانوا دائما ولا يزالون على مستوى المسؤولية في تحمل الصعوبات والمتاعب مهما عظم شأنها، نقول لهم: انهم في القلب الذي لم ينبض يوما الا بهم وحدهم وهو مفتوح لهم وعليهم، ومن اجلهم. ونهتف كلنا معا في هذا اليوم وكل يوم تعالوا نبني الوطن لنجعله كما كان وكما ينبغي له ان يكون.. احلى الاوطان.
وكل عام وانتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتاليا كلمة رئيس مجلس الاعيان :
* الرفاعي: نشهد في ظل قيادة جلالته تعزيزاً لمجتمع الحرية والعدل والمساواة
سيدي ومولاي صاحب الجلالة الملك المفدى عميد آل البيت الاطهار اعز الله ملكه وايده بنصره سيدتي صاحبة الجلالة الملكة الغالية حفظها الله ورعاها الزمان: الساعة الثامنة من صباح يوم السبت الموافق للخامس والعشرين من شهر ايار عام 1946. المكان: المجلس التشريعي الاردني، ونواب الشعب الاردني يقررون بالاجماع اعلان البلاد الاردنية دولة مستقلة، والبيعة بالملك لسيد البلاد ومؤسس كيانها وريث النهضة العربية الكبرى «عبدالله بن الحسين» ملكا دستوريا على رأس الدولة الاردنية وذلك بعد ربع قرن من جهد الهاشميين وجهادهم لتأسيس الدولة وتحقيق استقلالها.. ويوشح، طيب الله ثراه، هذا القرار بالموافقة عليه، وبالعدل وخشية الله، يؤسس لما هو آت، معلنا «اننا في مواجهة اعباء ملكنا وتعاليم شرعنا وميراث اسلافنا لمثابرون بعون الله على خدمة شعبنا والتمكين لبلادنا والتعاون مع اخواننا ملوك العرب ورؤسائهم لخير العرب جميعا ومجد الانسانية كلها»، وتنطلق مسيرة ارساء اركان دولة القانون والمؤسسات، فيصدر في السابع من كانون الاول عام 1946 الدستور الاول في عهد المملكة، وفي الرابع من شهر شباط من عام 1947، يوجه رحمه الله رسالة ملكية سامية، بخط يده، الى الحكومة يأمرها فيها باجراء الانتخابات النيابية الاولى في المملكة، وقد جاء في تلك الرسالة السامية ما يلي: «ان العهد عهد حرية واستقلال، وعهد انشاء واجمال، يجب فيه التعاون بين الامة ومجلسها النيابي والحكومة الرشيدة تعاونا حقيقيا، لا يرمى فيه إلاّ الى الوصول للهدف المقصود المعين.. ولا شك في ان الناس قد ولدوا احراراً، وليس لاحد ان ينتقص من حريتهم او يتجاوز على حقوقهم، فإن الله قد جعل لكل على كل حقاً. وكذلك فانه لا ينبغي سوء تفسير الحرية، والتورط في ما تورطت فيه غيرنا من الامم، بأن يركب كل امرئ رأسه فيقول عهد الحرية ويتجاوز على غيره في حقوقه او عرضه، فإن الحرية تصون الناس من الناس، حيث لا افك ولا بهتان ولا اعتداء بل اخوة وتساو ورفق. بهذا تكون الامم الحرة مضيفة الى حريتها شرف مبادئها وكمال اخوتها، ساعية مسعى يرمي الى صيانة حقها بالقانون والنظام، وادعة مسالمة ضمن حقوقها التي يجب عليها المحافظة لها وصونها من غير تلكؤ او تردد. فالحر حر ما احترم حرية غيره، ومعتد متجاوز ان هو تطاول على غيره، والقانون المودع في ايدي الاكفاء من الرجال هو ميزان حق يجب ان لا يميل هنا وهناك».
وللامانة والتاريخ، فقد كان العهد ذاك عهد اجمال وانشاء.. كما كان عهد تضحية ووفاء.. وكانت الشهادة على ارض الاقصى الطهور.
الزمان: منتصف اليوم السادس من شهر ايلول عام 1951.
المكان: مجلس الامة، والاعيان والنواب يجتمعون ليؤدي الملك طلال بن عبدالله اثر تبوئه عرش المملكة الاردنية الهاشمية، القسم الدستوري امام مجلس الامة، فيعمل طيب الله ثراه على تعزيز الحياة الديمقراطية، ويصدر في اليوم الاول من الشهر الاول من عام 1952 دستور المملكة الاردنية الهاشمية الحالي، الذي يعد من اكثر دساتير دول العالم تقدماً، ومن اكثر دساتير الدول العربية انتماء للامة.
الزمان: صباح اليوم الثاني من شهر ايار عام 1953.
المكان: مجلس الامة، والاعيان والنواب، يواصلون حمل الامانة بكل وفاء وانتماء واخلاص، فيستمعون الى الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه يؤدي امامهم القسم الدستوري. وعلى درب الهاشميين، يخاطب الحسين شعبه قائلا «فأخذت العهد على نفسي مجانبة الراحة من اجلكم، والعمل لخيركم، والتضحية في سبيل اعزاز وطننا الغالي، الذي له نحيا وفي سبيله نموت».
وتتواصل مسيرة الخير والعطاء والبناء.. يد تحمل المعول، واخرى تحمل السلاح، فيعلو البنيان، ويكبر الاردن ويفخر.. ويرحل الحسين العظيم، فلا راد لقضاء الله وقدره.
الزمان: الساعة الثالثة من عصر يوم الاحد الموافق للسابع من شهر شباط عام 1999.
المكان: مجلس الامة، والاعيان والنواب يلتفون حول جلالتكم وانتم تؤدون القسم الدستوري، خير الخلف لنعم السلف تعاهدون شعبكم الوفي على «ان نمضي في بناء الاردن الحديث واحة للامن والاستقرار والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وملاذاً لاحرار الامة وشرفائها، ومثلا في التقدم والرقي والقدرة على مواجهة التحديات والصعاب.. اني نذرت نفسي لخدمتكم وعاهدتكم ان اكرّس كل لحظة في حياتي من اجلكم ومن اجل خير الاردن ورفعته وازدهاره».
واليوم وبعد ست من سني الوفاء بالعهد، ما تزالون، يا مولاي، على الدرب نفسه، درب الألى من الصيد الهواشم، منذ ان بعث المولى جل وعلا جدكم الاعظم محمدا صلى الله عليه وسلم ليهدي الامة فتكون خير امة اخرجت للناس.. ما تزالون على الدرب ذاته منذ ان اعلن جدكم الشريف الهاشمي الحسين بن علي طيب الله ثراه تحرير الامة من ليلها الداجي، لتكون امة الوحدة والحرية والحياة الفضلى.. ما تزالون على الدرب عينه منذ ان اعلن المغفور له الملك الحسين بن طلال «فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الامة».. ما تزالون يا مولاي على العهد والوعد، والاردن يوما بيوم بكم يكبر، ويزدهر ويفخر.. صروح ونهضة وعمران وبناء، تتحدث عن نفسها بنفسها.. وانجازات في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والبيئة والتنمية الشاملة، وتعزيز مجتمع الحرية والعدل والمساواة والتكافل والتضامن وتعزيز دور الشباب، وتمكين المرأة، واشراك المواطنين في عملية صنع القرارات حول الامور المتعلقة بحياتهم انجازات تشهد على نفسها بنفسها وانتماء عربي وذود عن الامة اعتراف يحدث عنه الصديق قبل الشقيق.
مولاي المفدى..
انها مسيرة الخير والمجد والفخار بقيادة الهواشم الابرار.. دربكم آل البيت واحد، وكفاحكم بني هاشم واحد، وافضالكم ومآثركم، سيدي، لا تحصى ولا ينكرها الا جاحد.. خلدتم التاريخ حين تحدث التاريخ عنكم.
وتاليا كلمة رئيس مجلس النواب بالوكالة
* العبادي: الذكرى تجدد الايمان بقدرتنا على ارساء دعائم الدولة الحديثة
سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ..
سيدتي صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله
كل عام وانتم بخير وكل عام والوطن وجيشكم العربي ومؤسساتكم الدستورية بألف خير.
نحتفل في هذا اليوم بعيد الاستقلال ونحن ندخل مرحلة انتقالية على المستويين الاقليمي والدولي عنوانها الرئيس الاصلاح واشاعة الديمقراطية وصيانة الحقوق والحريات الفردية والعامة.
وقد تبدلت العديد من المفاهيم واضحى الحفاظ على مكونات الاستقلال وصيانته اولى الاولويات وتعزيز مفهوم الاستقلال اصبح مرتبطا بمبادئ التطوير وتعميم القيم الديمقراطية والمشاركة الشعبية حيث تعد هذه القيم البوابة العصرية لصيانة الاستقلال وتعميق معانيه السامية.
سيدي صاحب الجلالة
ان هذه الذكرى العطرة تجدد الايمان بقدرة شعبنا الاردني الابي وقدرة قيادته الهاشمية الفذة على ارساء دعائم الدولة الحديثة وترسيخ المؤسسات الدستورية وتعميق مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وتوطيد اواصر العلاقة مع البعدين العربي والاسلامي خدمة لقضايا الأمة.
اننا اذ نجدد اسمى آيات الشكر لراعي السلطات هذا الحرص الاكيد على حماية السلطات الدستورية الثلاث والسلطة التشريعية على وجه التحديد. قد استقبلنا بسعادة غامرة تصريحاتكم الاخيرة التي اكدت نبل التشبث الملكي السامي بالديمقراطية والبت القاطع برعاية مجلس النواب وما كانت هذه التصريحات الا الدليل الهادي لنا والنبراس المنير لاجتراح السبل الناجحة للتوفيق بين مصالح الامة اولا واستتباب العلاقة مع السلطة التنفيذية.
سيدي صاحب الجلالة
ونحن نتفيأ ظلال هذه المناسبة المباركة نغتنمها لنؤكد ان الاصلاح ليس شعارا يتردد على الألسنة ولا سلعة يجري استيرادها انما هو حاجة متأصلة لدى الناس وآلية دينامية متطورة على الدوام تأخذ في حسبانها اشتراطات الدين الحنيف وخصوصية كل أمة بما يتفق مع روح.