دشنت تركيا وأذربيجان أنبوب نفط يفوق طوله 1760 كلم أطلق عليه باكو-تبليسي-جيهان كانت واشنطن من أكبر الداعين إليه، ويصل حقول بحر قزوين بموانئ البحر الأبيض المتوسط مرورا بمضيق البوسفور التركي.
وسيؤدي المشروع الذي كلف أربعة مليارات دولار إلى إنهاء سيطرة روسيا الطويلة على طرق إمدادت النفط القادم من بحر قزوين، وبالتالي إلى مزيد من التضعضع في نفوذها الاقتصادي والسياسي.
|
الأنبوب قد ينهي نهائيا سيطرة روسيا على طرق إمدادات نفط بحر قزوين (الفرنسية) |
النفط والحرية وقد وصف وزير الطاقة الأميركي صموئيل بودمان الأنبوب بأنه "إنجاز ضخم" من شأنه "خلق توازن في النمو الاقتصادي ووضع أسس مجتمع عادل ومزدهر".
وقد ربط بودمان بين الأنبوب وجهود الولايات المتحدة لخدمة "قضية الحرية" في العالم, في حين غاب ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حفل التدشين, وأرجع الكرملين الغياب إلى وعكة صحية ألمت بالمسؤول في آخر لحظة.
وسيسمح الأنبوب -الذي لن يبلغ طاقة ضخه الحقيقية قبل عدة أشهر- لأذربيجان بمضاعفة إنتاجها من النفط بحوالي ثلاث مرات بعد خمس سنوات وبتصديره دون المرور عبر الأراضي الروسية, وقد أقر رئيسها إلهام علييف صراحة بأن المشروع "ما كان ليتحقق لولا الدعم السياسي الأميركي الثابت".
عزلة روسية
وفي خطوة ستعمق عزلة روسيا اقتصاديا وسياسيا في المنطقة, قال رئيس كزاخستان نور سلطان نزار باييف إن بلاده قد تنضم إلى الكونسورتيوم الذي يسير المشروع وتساهم فيه بريتش بتروليوم بـ30%.
|
وزير الطاقة الأميركي ربط بين الجسر النفطي الجديد ودفاع واشنطن عن الحرية (الفرنسية) |
وفي حال الانضمام إلى الكونسورتيوم فلن تحتاج كزاخستان هي الأخرى إلى المرور عبر الأراضي الروسية لتصريف احتياطها الضخم من النفط.
ويختلف المراقبون حول الأهمية الإستراتيجية لنفط بحر قزوين، فبينما يرى البعض أنه يشكل ثالث احتياطي في العالم, يقول آخرون إنه قد يخيب الآمال. لكن الأكيد أن حقوله تنتج نفطا خاما رفيع المستوى, كما أن واشنطن مستفيدة في كل الحالات في سعيها لتنويع مصادرها النفطية وتخفيف الاعتماد على النفط العربي.