These are the new scripts on the walls of Babylon: فليكن سقوط شارون سقوطاً للصهيونية What was created from lies, and nurtured by lies, must face the destiny of lies, too; Or did their God choose brain-dead mokeys unable to see beyond their sick ego's and their ugly noses ! [sic , Sharon !]

Al-Arab Blog - مدونة العرب

Iraqi Quagmire for The American Empire

٢٠٠٥/٠٥/١٣

د. نوري المرادي : الشمطاء التي أكلوا عشاءها



مع الأحداث 41

الشمطاء التي أكلوا عشاءها !

شبكة البصرة
د. نوري المرادي

إستبشر هتلر حين بلغه موت رئيس أمريكا!
إن قلت ما عندك وفرغت فاصمت أو تصبح مهزلة!
كان إسمه " مثلث برمودا " والآن " زاخو رطبة أحمدي"!
فقاعة الصابون التي بحجم اللتر، وزن مادتها أقل من 0.1 ملغرام!



يبدو أن الحكومة المصرية كسبت جولة لعبة التفجيرات قصد التمديد وخدرت الشارع وهي الآن بصدد اللعب على وتر حزب الإخوان المسلمون، لتضمن التمديد. رغم أن العالم وأطفاله خصوصا يتساءلون عما سيجنيه مبارك ذاته أو مصر كلها من هذا التمديد. فهو مشلول وهي مشلولة به، بل وتراجع دورها برئاسته إلى الحضيض وصارت دون وزن موظف صغير في الخارجية الأمريكية. لكنها مصر، واليأس بشفائها من الشلل وتخلصها من الثألول ممنوع إذن. وهناك مؤتمر لا أدري أين وما يبحث، لكنما الطلباني (تنائر) مع جافيز خلاله. والعلاقة النووية ما بين إيران وأروبا رست على شعرة معاوية، وأن أمريكا تحث ضغط المقاومة صارت لا تتطيّر من الإعتراف لإيران بالسيادة على العراق. أما حكومة جعفري هوش طِلِباني، فكل وزارة فيها دولة ناجزة الإستقلال والسيادة، واحدتها تجر طولا والأخرى عرضا. وفي خبر غير مؤكد، وربماه مزحة، أن أحد أعضاء حكومة جعفري هوش طِلِباني، حين قرأ حلقة (( المطرقة 60 )) ضحك حتى بدت نواجذه ثم صاح مازحا: (( اللهم أنصر جماعة الكادر علينا! )). وهو خبر لو صح فلابده برهان على تأكد هذا السيد بأن الله سبحانه لن يستجب بل ولن يستمع أصلا لعضروط عميل مثله. فالنصر المحتوم عليهم ليس لجماعة الكادر إنما لأخل النصر وصانعيه – المقاومة الوطنية العراقية الباسلة. أما ردي على ما كتبه صعلوك الكفاح الشعبي محمد فارس زهيري، أو مهدي عبيدي فسأؤجله تأنفا وإحتقارا ومن ثم إختبارا.

والحديث ذو شجون، والدنيا قائمة وقاعدة، وأخوكم سستاني لا خبر ولا جفيّة ولا ترياق ولا بيرة! راح كفص ملح وذاب في الفرات.

لكن أمورا محددة طغت على الإهتمام منذ يومين، وعليه:



أولا
إن القتال في القائم وما حولها على أشد ما يكون من الإوار، والمحتل مهووس بضرب المدنيين، ومهووس بما يراه من مقاومة حصدت حتى اللحظة له العديد من القادة الميدانيين أهمهم قائد العملية كلها. كما أسقطت المقاومة له طائرات ودمرت آليات، وبما يشير إلى أنها حرب ضروس بين جيشين متكافئين وليس هجوما من جيش على مواقع معادية. والمواطنون بدورهم صابرون محتسبون ليس لديهم من هم سوى القتال ورد العدوان عن أرضهم والعراق. والحال غني عن التحليل. فبأس المقاتلين العراقيين معروف وصولاتهم على العدو ليست بالمجهولة. مثلما يعرف هؤلاء المقاتلون أن العدو مستشرس، ويتصرف حسب المثل: (( حاجة المخنوق يرفس )).

والمحتل بدأ يرفس، خصوصا وقد مثلت أمام عينيه خسائره المريعة في الفلوجة المقدسة، التي نهضت مجددا نهوض العنقاء وصار القتال في شوارعها علنيا وبوضح النهار. كما إن الموصل هي الأخرى تصول على المحتلين صولة النسور، وتتبعها المدن الأخرى في العراق كله وعلى وجه الخصوص هيت وحديثة والبصرة والأعظمية وكل بغداد، التي خلت بعض أحيائها من جلاوزة فيلق غدر تماما.

المهم أنه روتين الحرب، الذي لخصته من جانب فتيان شنعار الآية الكريمة: (( حيث ثقفتموهم))



ثانيا

كتب سيد لي به معرفة قديمة إسمه الدكتور أكرم مطلك، مستغربا أن وزير ثقافة حكومة جعفري هوش طِلِباني هو عقيد شرطة سابق. وإستغراب الدكتور جاء، طبعا، على ضوء طرد أو إقصاء أو تبويش حزبه الشيوعي ووزير الثقافة السابق مفيد الجزائري الذي إستوزروه بدخول حزبه الشيوعي العراقي لمجلس الإمعات ثم حكومة عليوي بصفته الرقم 13 في القائمة الشيعية التابعة لطائفة آل الحكيم.

وحين إستوزروا مفيد، وكالعادة، أنشد هذا الدكتور وأمثاله ((الهودلية)) و((إحنه المشينا)) و((سالم حزبنا)) وعقدوا الندوات الداخلية والمحاضرات الحزبية ثم تغنوا بنضال الحزب ومواقفه المعروفة بمقارعة، ليس الإمبريالية والإستعمار هذه المرة، وإنما بمقارعة الدكتاتورية أو شيء من هذا القبيل. رغم أن حزبهم ومنذ 1980 لم يقارع نظاما ولا دكتاتورية ولا حتى شرطي نظام، وغالبية منتسبيه ممن كشفتهم الأجهزة الحكومية فصاروا عيون وشرطة النظام على المواطنين. وكل مثقفي هذا الحزب في الداخل تحولوا إلى مداحين للنظام، وشعراؤه الشعبيين حصرا هم من ألف أشد الأغاني غزلا بالحكومة العراقية والرئيس صدام والتي منها على سبيل المثال: (( منين طلعت الشمس؟!)) و (( العزيز إنت )) ،،الخ. وبالإمكان التحقق من هذا بسؤال أي مواطن عراقي.

المهم ورغم أن توزير مفيد وتجليس حميد جاءا نتيجة خدمات تجسسية وخيانة عظمى لهذين الشخصين ومتبوعيهما لمشروع الغزو، فقد تغنى السادة بأمجاد حزبهم، وقالوا حرفيا: هذا ما نستطيعه، وهو جاء نتيجة نضال مرير قاس(!) ذهبت من أجله التضحيات(!) ونتيجة ثقل حزبنا على الساحة وأنه هو الوحيد الذي له التأثير والدور الحاسم في القرار العراقي الرسمي والشعبي(!). وقد كتب أحدهم قائلا: ((ثلاث جهات فقط تتحكم بالساحة العراقية، حزبنا الشيوعي العراقي من بعده الأحزاب الشيعية ومن بعدها الأحزاب الكردية)). لكن حين بدأ حبل الإنتخابات يقترب، بدأت الغصة تلتبس تصاريح القيادة المرتدة العميلة في هذا الحزب وجلاوزته، حتى أعلنوا صراحة وعلى لسان صبحي الجميلي بأنهم تباحثوا مع جميع الأحزاب والقوائم الصغيرة أو العشائرية أو الفردية منها لتكوين جبهة أو تحالف لخوض الإنتخابات، فرفضت. لذا إخترع الحزب تحالفا ما بينه وبين عضو في لجنته المركزية وهو حكمت حكيم. فكانت الإنتخابات وكانت نتيجتها الفضائحية الكارثية المعروفة، التي لولا التزوير لكانت أكبر فضيحة على الحزب والخلفوه.

وبعد الإنتخابات بدأ الحزب يترصد. ثم سرب دعاية عن إستدعاء جعفري لحكمت حكيم للتباحث. فجرت أقلام الحزب بمديح الجعفري والحكيم وحكومتهما الوطنية التقدمية التي هي حكومة وحدة وطنية صادقة. لكن، وحين خرج الحزب من المولد بدون وزارة، سربت قيادة الحزب المرتدة عن طريق كتبتها بعض التهديدات بأن الحزب سيبدأ بالحديث ضد الحكومة، وأنها ليست حكومة وحدو وطنية وإنما حكومة فائزين بإنتخابات. رغم أن الحالة الصحية وفي الظروف الطبيعية غير السستانية وغير الفارسية، هي أن يشكل الفائز بالإنتخابات الوزارة. وحين إستضرط الأمريكان الذين بيدهم قرار تشكيل هذه الحكومة تهديد الحزب وأخرجوه وممثليه حميد وجويسم الحلفي من جمعيتهم، نشر الدكتور مطلك إستغرابه أعلاه الذي ربما أراد به أو تصوره نقدا لاذعا عن ثقافة وزيرها عقيد شرطة.

الغريب في الأمر أن الدكتور أكرم مطلك هو خريج براغ منذ 25 عاما ومقيم في براغ منذ 15 عاما ومتجنس جيكيا، وهو حتما يجيد الجيكية قراءة وحديثا. ومحال أن يكون غاب عليه مقال صحيفة (كراسنايا كروفا) الذي نشرته عام 1993 عن أسماء عملاء الشرطة السرية الجيكية، والذي ورد فيه إسم مفيد الجزائري وأنه برتبة شرطي مخبر وأن مسؤولته هي ضابطة يهودية هاجرت إلى إسرائيل عام 1991، وأن مهمته كانت ويا للعجب، التجسس على رموز الحركة الشيوعية العربية واليسار العربي والعالمي المقيم في براغ، يوم كانت براغ هي المسؤولة عمليا على نشاط كل الحركة الشيوعية السياسي في العالم. والدكتور مطلك يعلم أن هذه الضابطة التي هاجرت إلى إسرائيل عادت، ولكن إلى العراق لتعمل مستشارة في وزارة الثقافة العراقية، لتوجه مفيد الجزائري سياسيا وثقافيا وعمليا.

ومفيد بالمناسبة لا تحصيل ثقافي لديه سوى ما جاز له عبر الهدايا والترقيع، ولا ثقافة عنده، ولا يستطيع حتى تركيب جملتين مفيدتين على بعضهما. وهو لم يكن على ملاك تنظيم الحزب الشيوعي العراقي حتى 1998 لكنه وبجهود هذه الضابطة الإسرائيلية النشيطة، صار مسؤولا عن إذاعة الحزب الشيوعي العراقي التي كانت عبرها ترسل المعلومات المشفرة عن العراق وشماله حصرا إلى إسرائيل. وعام 1998 وبلا مقدمات صعد مفيد الجزائري إلى عضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وجاء إلى السويد ضمن جولة لتسويقه على منظمات الحزب في الخارج.

مختصرا، إن وزير الثقافة السابق، مفيد الجزائري كان برتبة شرطي مخبر وحسب.

ومن هنا سنفهم إستغراب الدكتور أكرم مطلك الشيوعي التابع لقيادة حميد مجيد، على وجهين:

الأول: تهديد لحكومة جعفري هوش طِلِباني التي أخرجت الشيوعي من المولد بمنديل كلينكس،

الثاني تعجب مطلك من أن يكون وزير الثقافة عقيد شرطة بينما الأصل أن يكون مجرد شرطي (نفر) مُخبر

والسؤال الهام، أنقله عن المخبول، وهو: ((إن حكومة جعفري هوش طِلِباني الآن، برأي الحزي الشيوعي العراقي، هي حكومة طائفية رجعية لا تقدمية وليست حكومة وحدة وطنية وطعنت الثقافة بالصميم. فإذا ما حدث وعينت هذه الحكومة شيوعيا برتبة وزيرا بلا وزارة أو لشؤون الأوقاف أو لإدارة المجاري، فهل ستصبح لا طائفية وتقدمية وتصنع الثقافة والوحدة الوطنية؟!))

والسؤال الملح، هو: هل حقا يتعامى الحزب عن حقيقة أن ذاكرة الشارع تختزن كل المديح الذي كاله الحزب أيام الجبهة؟! والسؤال الأكثر إلحاحا: ألا ينتبه قادة الحزب المرتدون أنهم الآن خنازير تحتضر، إن إهتم بها الناس فلرمي جيفتها خارج الحضائر وحسب؟!



ثالثا

أجرى موقع مفكرة الإسلام إستبيانا على السؤال: ((بدأ الإعلام العربي في تغطية بعض أعمال المقاومة العراقية بعدما كان متجاهلا لها، فما هو السبب الحقيقي لهذا التوجه الجديد؟)) إشترك به حتى اليوم 3480 فردا وكانت النتيجة على إحتمالات الأسئلة التي أعطاها هي: محاولة التكفير عن خطيئته في العراق 4%. رغبة في تحسين صورته المنهارة 18%. ضوء أخضر من بعض الحكومات 19%. قناعة جديدة 4%. موافقة لتوجه جديد في الإعلام الأمريكي 55%.

والغريب في هذا الإستبيان مصداقيته. فهي عالية إلى درجة ملفتة بين السؤالين الثاني والثالث، حيث الإعلام الرسمي العربي مرتبط آليا بحكوماته، وهي التي تعطيه ضوءأ أخضر ليكتب أو أحمر ليتوقف. لذا كانت نتيحة الإستبيان متقاربة بشكل ملفت. ومصداقية هذا الإستبيان تامة في نتيجة السؤالين الأول والرابع والتي هي 4% حيث التكفير عن الخطيئة هو عمليا قناعة جديدة. لكن التغاير مثير للدهشة ما بين السؤالين الأول والأخير. فالإعلام العربي مرتبط أو مدار مباشرة من الإعلام الأمريكي، وإذا تغير الإعلام الأمريكي فلابد وعلى حقيقة التكفير عن الكذب السابق الذي مارسه على العالم، ولذاه بدأ يحكي الحقيقة. ومن هنا لابد ونتيجة الإجابة على السؤال الأول ستعني عمليا الإجابة على السؤال الأخير أيضا. أي هو يلغيه. لكن النتيجة جعلت منهما سؤالين متغايرين، فهل هذا طعن بمصداقية الإستبيان، أو كيف نقرأه؟؟

والمفروض أن يكون الإعلام الأمريكي حصرا هو الأشد خنقا على أخبار عمليات المقاومة العراقية، خصوصا وعليه تترتب أهم ركائز الإحتلال، أو الحرب بصورة عامة؛ وأعني به الظهور بمظهر المسطير على الوضع وأن عمليات الخصم سوى لدغات ذباب لجلد فيل. وهو ما جرى ويجري، والإعلام الرسمي الأمريكي لازال يعتصر نفسه حتى الإنهاك ليسمح بإعلان عملية ما للمقاومة الوطنية العراقية. وكل الفضائيات التي تنطق بإسمه وهي كثيرة جدا وأهمها على الإطلاق وأنجسها - فضائية (( العربية )) الأدنى حتى من (( الفيحاء )) سقوطا، هذه الفضائيات ربما وصلت طاقتها القصوى في إعلامها ضد المقاومة والذي بدأ من ترويج أخبار عمليات قتل عبثية نفذها المحتلون أنفسهم، إلى قتل الإبرياء لتشويه الصورة، إلى القذف المباشر بما أنتجه محفل آل الحكيم من سقوط هو أصلا إنعكاس لما يمارسوه علنا وجماعيا بين عوائلهم وملاليهم. ولنتذكر قصة ابوتبارك الأصفهاني الذي قدموه على أنه سني، بينما هو كما تبين إبن خالة عبدالعزيز حكيم ذاته!

رغم هذا الهجوم الشرس من كل حدب وصوب على المقاومة والذي يقوده المحتل الأمريكي حصرا، يشير هذا الإستبيان ضمنا إلى قناعة لدى العامة أن زيادة أخبار عمليات المقاومة الوطنية ضد المحتلين في الإعلام العربي هو تماش مع توجه جديد في الإعلام الأمريكي، الذي بدأ يتحدث علنا عن عمليات المقاومة.

والإختصار الشديد الذي أتبعه في حلقات ((مع الأحداث)) لا يسمح الآن بغير إفتراضات أطرحها إلى القارئ ليرى رأيه، وهي: أما أن الإعلام الأمريكي قد فرغت جعبته من الأفانين، وخوف أن يصبح مهزلة، بدأ بتسريب بعض العمليات كمادة للإلهاء والتجديد، أو إنه طفح كيل كذبه فصار أضحوكة لذا سرّب أخبار بعض العمليات لإثبات المصداقية حيث دخل الإنترنيت المنفلت العقال على الخط،، أو، وهو ما أتبنّاه شخصيا، أن المحتل بدأ يهيء الرأي العام الأمريكي لإنسحابه من العراق.

وأمريكا، وحيث صار إعلامها بيد آل صهيون، تركزت عند عامتها موضوعة السوبرمانية الصهيونية. فالأمريكي، كالإسرائيلي، له الحق أن يقتل ولا يُحاسب ولا أحد يقدر عليه. لذا، حيث يُقتل أمريكي واحد تقوم القائمة في الإعلام الأمريكي، وخصوصا إعلام الحزبين، ليظهرهما بمظهر الحريص على الدم الأمريكي،،،، شراءً للأصوات. لكن فتيان شنعار دعسوا على هذه السوبرمانية بأحذيتهم العتيقة وصار يعيثون بالأمريكان قتلا ذريحا. وهي حرب طال أمدها. وقد أخبرني سيد كريم، عن مصدر موثوق في قاعدة العُديد الأمريكية التي تدير العمليات في العراق، أن الأمريكان لم يكونوا يتوقعون بقاء جيوشهم في العراق لأكثر من ثلاثة أشهر. إذ كانوا يعتقدونها نزهة بمجرد أن يسقطوا الحكومة يسبح العراقيون بحمدهم ويتخضعون لهم، ومن هنا فيكفي غلام أمريكي واحد ليقود ويحكم كل آل سستان، وغلام آخر ليحكم كل آل طرزان، وغلام ثالث ليحكم حزب حميد مجيد الخسران ومن لف لفه من الجرذان. أما وقد طالت الحرب وكثر القتل والموت، فالنتيجة المحتومة هي الإنسحاب من العراق، ستظهر بعده بالتافاضح أو غيره حقيقة الخسائر البشرية والآلية الأمريكية، فلابد من تبرير يترسخ رويدا بالوعي الشعبي الأمريكي. والتبرير ليس كذبا هذه المرة. وهو لا يكلف الكثير من العناء. فهو مجرد الإعتراف بالواقع. واقع أن فتيان شنعار أشداء ذوو بأس من المحال غلبتهم. ونحن، والقول على لسان حال الإعلام الأمريكي، إنسحبنا من العراق حفاظا على الدم الأمريكي وعلى المواطنين الأمريكان من يد هؤلاء السوبرمانيين الحقيقيين!

أي إن الأمريكان سرّبوا بعض أخبار المقاومة، توخيا للمصداقية أزاء ما ينشره الإنترنيت المنفلت من حقائق، وإفهاما للعامة الأمريكية بقوة المقاومة التي لا عيب من الهروب أمامها؛ أي سربت الأخبار تمهيدا للإنسحاب.

ومن هنا فالفرق بين نتيجة السؤال الأول والأخير، هي مصداقية تامة أيضا في الإستبيان.

بقي سؤال، وأوجهه شخصيا لأخ كتب أخيرا مبشرا بأن عشيرة محافظ الأنبار تقاتل ضد ما إسماه الإرهابيين. وربما هو نسى أن عشيرة محافظ الأنبار تبرأت منه وأن وأخاه الشقيق تبرأ هو الآخر منه، ومر عليه نبأ إختطافه مرور الكرام. إنما هل حقا يفترض هذا أن خبرا كهذا سينقذ جلود الأمريكان من السلخ، وهم الذين يعترفون بهزيمتهم؟ وهل التصيد بماء عكر كهذا سيعصم حكومة جعفري هوش طِلِباني من المحتوم؟! وهل نسي هذا السيد مال بشر به قبل عام ونصف من أن الضرب بدأ يطال ما تحت الحزام حيث دخلت طائرات الفانتوم الأمريكية المعركة ضد من أسماهم بالإرهابيين؟؟



رابعا

والشيء بالشيء يذكر، وعن الإعلام أيضا.

ففي الطائرت الحربية الأمريكية، وإلى جانب الصندوق الأسود، هناك مرسل إشارات يعمل على بطارية شمسية تستثار لأدنى درجات طيف الضوء الشمسي، فتنشحن، ويستمر الجهاز بإرسال الإشارت ليدل على موقعه. كما تحمل خوذة الطيار الجهاز ذاته. وأتذكر مرة، أن طيارا أسقطت طائرته الستليث، فوق صربيا في منتصف التسعينات، وعثروا عليه بعد إسبوعين بتتيع إرسال هذا الجهاز حصرا. أو هم أعلنوا هكذا على أية حال. وظهر الطيار على cnn وهو يستمع لإشارات الجهاز باكيا من شدة التأثر.

وقبل ايام إبتعلت عاصفة غبارية طائرتي فانتوم أمريكيتين في سماء غرب العراق. لكن المتحدث الأمريكي قال أنهما تصادمتا فسقطتا، وقد عثر على حطام واحدة منهما فقط. قالها فتورط. أو هذا ما أستنتجه.

فإذا تصامت الطائرتان حقا وعثر على حطام واحدة فلزوم العثور على حطام الثانية قربها أو أبعد قليلا، ولزوم العثور على الطيارين أو مساعديهم. لكن هذا لم يحدث. بل قد تراجع المتحدث الأمريكي عن خبر العثور على الحطام وترك أمر هتين الطائرتين للنسيان.

وهي ورطة أشد، أو هذا ما أراه.

فقد تناقلت الأخبار أن العاصفة هبت إثر دعاء لأحد المقاتلين عن برهان لهذه الحرب. وأنا حقيقة لا أستغرب المعجزات، ما بالك والله سبحانه خير المستجيب لجنده فتيان شنعار وأنصارهم الطير الأبابيل. فإن مدهم بمعجزة يستحث همتهم فلا غرابة.

لكن لنتفترض المادية البحتة في هذا الحادث ونعتبره مصادفة.

وقد حضرتني تلك المزحة التي راجع بها مجنون طبيبا لشعور خوف ينتابه كلما رأى دجاجة. حيث يرى بنفسه حبة شعير، لن تصمد الدجاجة إلا وتنقرها. وبعد أسبوع من العلاج النفساني، سأله الطبيب عن حاله فأجابه: الحمد لله يا دكتور، أنا الآن لا أشعر بأني حبة شعير. فقال له الدكتور إذن قد إنتهت المشكلة. فقاطعه المجنون، قائلا: بقي يا دكتور أن تؤمن الدجاجة ذاتها بأني لست حبة شعير!

وهنا، ولو صح وكان حادث إختفاء الطائرتين مصادفة بحتة، فيبقى أن تقتنع العامة، وجنود الأمريكان بهذا.

ولن!

ذلك أن الإعلام الأمريكي الذي تحسس حتى الجنود الأمريكان كذبه، لا ولن يقتنع أحد بما سيقوله حتى وإن وجد التفسير الصحيح. والأمر الثاني أن المصادفة هي مصادفة بأعرافنا وحسب. فالظواهر مشروطة وما نجهل أسبابه أو ترابط مبرراته نعزوه للمصادفة. والأمريكان، وحيث الوضع متأزم بالنسبة لهم على الساحة العراقية، وبسببها في العالم أجمع، فهم مطالبون بتفسير لهذه المصادفة إذن. وفي الحرب حتى الأشكال العشوائية للغيوم تصبح ذات شأن. فما بالك بحادث غريب كهذا جاء إثر إبتهال صريح من مقاتل.

ومن جانب آخر، فأسباب ظاهرة مثلث برمودا مثلا، صارت معلومة للجميع وهي مادية آلية، تحدث بسبب فوران بركاني متقطع في قعر المحيط، تصعد الغازات منه على شكل سحابة هائلة من الفقاعات فيخف الوزن النوعي للماء ليقارب الزَبَد. والزبد لا يتحمل سفينة ولا زورقا ولا جسد إنسان. والفقاعات لا يمكن كشفها و بمجرد أن تصعد إلى السطح تغطس السفينة العائمة عليه بثوان لا تكفيها حتى للإستغاثة. والأغلب أن تكون السحابة من غاز أوكسيد الكبريت، أو أول أوكسيد الكاربون السام الذي إن تنفسه طيار يحلق فوق المنطقة همد قبل أن يرسل إشارته ويسقط ليبتلعه البحر. المهم إن ظاهرة مثلث برمودا آلية مادية بحتة، لكنها أثارت وتثير الرعب في نفوس حتى العلماء الذين فكو لغزها. فمن سيحل مشكلة إبتلاع عاصفة فوق العراق للطائرتين؟ وإن حلها فهل يحول هذا دون الخيال الذي سيثيره تزامن إبتلاعهما مع دعاء المقاتل؟؟



خامسا

قرأت مقالا للمهتوك أحمد جارلله يفلسف به أو يدفع حكومة جعفري هوش طِلِباني، للحرب الماحقة ضد ما أسماهم بالمخربين، تحقيقا للأمن والإستقرار في العراق كما قال. وأحمد الجارلله هذا، مثلما هو غني عن التعريف بركاكة إنشائه وسفاهة مواضيعه وعمالته لمشروع غزو العراق، فهو أيضا صار يتحسس المصير المحتوم القادم عليه وعلى العبيد آل الصباح. فما أن تنسحب أمريكا من العراق حتى تسقط عائلة آل الصباح كتفرة الخريف. فإن إنسحبت أمريكا إلى الكويت حصرا فالخراب الحقيقي ستتكفل به صواريخ يدوية ينتجها حدادوا العراق.

وأحمد جارلله إذن ينتخي، كمدروك، لكن ما من دارك أو عاصم من الآت.

وعلى منوال جارالله قرأت تصريحا للمدعو ضياء الدين محمد الفياض يدعو فيه الحكومة العراقية، وفي سياق حربها على ما أسماه الإرهاب، أن تطرد جميع العرب وخصوصا السعوديين والسودانيين والسوريين والأردنيين من العراق ولمدة تستطيع معها حكومة جعفري هوش طِلِباني تحقيق الأمن والإستقرار في البلاد كما قال هو الآخر.

وليس من مبرر للتذكير بالعلاقة ما بين قائمة الشمعة التي ينتمي إليها فياض وعبيد آل الصباح. ومن هنا فما قاله جارالله وفياض ليس توارد خواطر إنما تعبيرا عن مشروع يدور في رأسهما. كما لاحاجة للتذكير بأن مولى جارالله ومولى فياض – بوش قد إستخدم ما بجعبته ولم يفده. وحيث هو لم يصمد لضربات المقاومة التي أرهبت كل الإحتلال، ولن يصمد غلام بوش جعفري أو غلاميهما فياض وجارالله.

وإن قتلت السيد مات كلبه، أو ساب.

لكن الممتع في تصريح فياض، أنه تخطى الباكستانيين والأفغان والجنسيات غير العربية في طلبه. بينما الدعاية الأمريكية تقول أن هؤلاء أيضا يشتركون بالقتال في العراق. وهم حصرا ما يشملوهم بتنظيم القاعدة. وإبن الفياض كما نعلم باكستانيا أو أفغانيا ولا يحمل لا هو ولا أبوه الجنسية العراقية، ولازال كالكيشوان الأعظم سستاني يدفع الضرائب لبلده وليس للعراق وكل ما يتحصله من قوت العراقيين ونذورهم وعوائد حوزاتهم، يودعه في مصارف أمريكا ولا يصرف منه دينارا واحدا في العراق وعلى فقراء العراق. ويبدو أن العراق بتصور هذا النجس وتصور أبيه الأنجس، صار فيئا خالصا له ولحوزته الفارسية، لذا يطالب بطرد العرب.

لكن، هل يستطيع هذا العضروط أن يقول ما قاله خارج جحور المنطقة الخضراء؟!



فإن راجعنا كل الأحداث أعلاه، وإستقرأنا دلائلها، فالساعة آتية لا ريب فيها!

فأين يذهب الخونة غلمان الإحتلال؟!
شبكة البصرة

الخميس 3 ربيع الثاني 1426 / 12 آيار 2005

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

0 Comments:

إرسال تعليق



"Join this group"
مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية
Google Groups Subscribe to Arab Nationalist
Email:
Browse Archives at groups-beta.google.com

Creative Commons License
This work is licensed under a Creative Commons License
.


Anti War - Anti Racism

Let the downFall of Sharon be end to Zionism



By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil