بدأت الإمارات العربية المتحدة حملة شعبية لمكافحة ظاهرة انتشار الأغاني الفاضحة والمبتذلة ورسائل الموبايل القصيرة التي تبثها بعض الفضائيات وتحتوي على عبارات مخلة بالآداب تحت شعار "لا للمحطات الفضائية الهابطة".
وفى تصريح خاص للجزيرة نت أوضح القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم أن الحملة التي تستمر خمس سنوات لن تقتصر على الإمارات, بل ستشمل جميع دول مجلس التعاون الخليجي الست "توعية للشباب بخطر هذه المواد الإعلامية وإقناعا لهم بضرورة الامتناع عن مشاهدتها".
ووصف الفريق خلفان تميم الحملة بأنها "دعوة إلى مقاطعة شعبية لمثل هذه الفضائيات الهابطة"، بالإضافة إلى منع هدر الملايين من الدراهم في الاستماع إلى هذه المحطات أو إرسال رسائل "sms" كثيرا ما تحمل عبارات بذيئة, مضيفا أن الحملة ستتوجه إلى المدارس والمقاهي والنوادي وغيرها من أماكن تجمع الشباب لتثقفيهم وإقناعهم بجدواها، بالإضافة إلى طبع وتوزيع قمصان تحمل شعار الحملة.
رفض التوجيه الفوقي
ومن ناحية أخرى ستقوم الحملة بإرسال خطابات لهذه المحطات تدعوها إلى إيقاف بث هذه المواد التي لا تتفق مع تقاليد المجتمع وتعاليم الدين سواء كانت تبث من داخل أراضي الإمارات أو من خارجها, وفي حال عدم استجابتها –كما جاء على لسان مسؤول شرطة دبي- ترفع دعاوى قضائية ضدها، حيث تعطي دساتير العمل الإعلامي هذا الحق.
|
الحملة لن تقتصر على الإمارات |
بل ستمتد إلى بقية دول الخليج |
وقد رفض أستاذ الإعلام بجامعة عجمان الدكتور مختار أبو الخير خيار اللجوء إلى المقاضاة، مؤكدا أن نجاح هذه الحملات لن يأتي من التوجيه الفوقي وإنما بالتنسيق بين العديد من المؤسسات التربوية والاجتماعية.
ويأتي على رأس هذه المؤسسات -حسب قوله- الأسرة التي يجب أن تقوم بتوجيه أو مساعدة الأبناء في اختيار ما يشاهدونه من برامج ومتابعتهم أثناء المشاهدة، بالإضافة إلى دور المؤسسات الدينية في توعية الشباب والتنسيق مع مخططي السياسة الإعلامية لتوضيح ما هو شرعي وغير شرعي في المواد التي تبث.
ويضيف الدكتور أبو الخير أنه يتعين أيضا مشاركة القائمين على هذه المحطات -الذين يرون في هذه المواد مكسبا تجاريا– في وضع رؤية لما يجب أن يبث، في إطار أن يكون جذابا للمشاهد ويحقق مكسبا تجاريا. كما يمكن أن يساهم العاملون في مجال التكنولوجيا من خلال إيجاد أجهزة تمنع بث المواد الخليعة.
كما يرى وكيل كلية الإعلام بجامعة عجمان-فرع أبو ظبي الدكتور خالد عبد الجواد أن الحملات ضد ما يسمونه بالقنوات الهابطة قد عفا عليها الزمن، موضحا أن كل إنسان له الحق والحرية في التعرض لما يشاء من مواد إعلامية.
ويؤكد الدكتور عبد الجواد على قصر عمر هذه المواد الهابطة قائلا إن "السمين يبعد الغث"، موضحا أنه بدلا من توجيه الإمكانات لمثل هذه الحملات يجب تحسين عمل القنوات الفضائية والأرضية العربية شكلا ومضمونا وترك الاختيار في النهاية للمشاهد.
ويؤكد أن المشاهد له القدرة على اختيار الأفضل له حتى إن جاء الاختيار آجلا أو عاجلا، ويدلل على صحة كلامه بنجاح بعض البرامج التي تتحدث عن مشكلات اجتماعية رغم بثها من محطات أرضية.
ويوضح وكيل كلية الإعلام أن الحكم على القنوات وما تبثه من مواد على أنها "هابطة" لا يتم إلا بدراسة علمية وأن الأمر ليس متروكا للآراء الشخصية، لذلك يجب تحسين عمل القنوات العربية وطرحها للمنافسة مع القنوات الأخرى، فنجاح الجادة منها أهم بكثير من نجاح الحملات التي توجه ضد القنوات التي يسمونها هابطة.