These are the new scripts on the walls of Babylon: فليكن سقوط شارون سقوطاً للصهيونية What was created from lies, and nurtured by lies, must face the destiny of lies, too; Or did their God choose brain-dead mokeys unable to see beyond their sick ego's and their ugly noses ! [sic , Sharon !]

Al-Arab Blog - مدونة العرب

Iraqi Quagmire for The American Empire

٢٠٠٥/٠٩/٠٣

معالم أزمة الإبداع


معالم أزمة الإبداع

فـي الفكر العربي المعاصر

الدكتور عزت السيد أحمد

كثيراً ما يفوتنا أننا نُقرُّ في العناوين النتائج التي نريد أن نصل إليها في نهاية البحث أَو المقال. وهذه مسألة كثيرة التَّكرار نجدها في العناوين التي تقرر مُسَبَّقاً حكماً محدداً أَو أكثر خلاف العناوين التي تُقَرِّرُ أحكاماً غير محدَّدة أَو رُبَّما لا تقرِّر أيَّ حكمٍ.

هذه الحالات كُلُّها موجودةٌ وكلُّها تمتلك المشروعيَّة ذاتها لأنَّ كلاًّ منها يقوم أصلاً على جملةٍ من المسوِّغات والموجبات الموجودة مسَبَّقاً في ذهن الباحث. وإذا كنَّا قرَّرنا في عنواننا أنَّ الفكر العربي فكرٌ مأزوم أَو يعاني أزمةً فإنَّ تقريرنا هذا بوجود الأزمة لا يكشف جوانب هذه الأزمة ولا يكفي لمعرفتها ولا يكفي لتقديم الحلول أَو مقترحات الحلول. كلُّ ما يقرِّره العنوان هو أنَّهُ توجد أزمة. ولكن كما أنَّ صيغة السؤال هي التي تحدد الإجابة، كذلك فإنَّ توصيف الحالة أَو المشكلة ينطوي وحده على أكثر من نصف الحل.

في لسان العرب مرتبطة بالجذر اللغوي لها الذي هو الأزم، و«الأزْمُ هو شدَّة العضِّ بالفم، وقيل بالأنياب. وقيل: هو أن يعضَّ الشَّيء ثُمَّ يكرِّر عليه ولا يرسله». المسألة الجمالية والبلاغيَّة في مفردة أزمة هي أنَّ الأزمة التي هي بالاستناد إلى أصلها اللغوي تعبير عن الشِّدة المستمرة أو المتوالية تقودنا إلى ما أعمق من ذلك دلالة وأبعد. والذي يجب التركيز عليه هنا هو الشِّدَّة والموالاة أَو الاستمرار.

هذا يعني أنَّ الأزمة التي هي الشدَّة بسبب القحط والمحل قد تكون مستمرَّة وهذا يعني أنَّها في طريقها إلى الفرج، الحل، وقد تكون متوالية وهذا يعني استحكامها وانعدام الحل في الأفق المرئي على أقل تقدير. والأزمة في الحالين انعدام رؤية وانحسار حلول وضيق بواقع غير قابل للحل. وبهذا تختلف الأزمة عن المشكلة بأنَّ المشكلة حالة جزئيَّة محددة واضحة تخضع للحل الذي قد يكون صعباً أو سهلاً أو ما بينهما وقد يكون مرضياً أو غير مُرضٍ أو ما بينهما.

أما الإبداع فهو مفهوم إشكاليٌّ إلى حدٍّ ما لأنَّهُ رُبَّما لم يحظ حَتَّى الآن بتعريف محدد واضح. ومن أبرز المشكلات التي تعترضنا هنا هي استواء اصطلاح الإبداع ـ من حيث الاستخدام ـ مع اصطلاحات أُخرى تستخدم للدَّلالة على ما يدلُّ عليه الإبداع؛ كالخلق والابتكار والاكتشاف والاختراع والإنشاء وغيرها كثيرٌ. ذلك أنَّهُ على الرَّغم من أَنَّ مشكلة التَّداخل الدَّلالي لهذه الاصطلاحات قد حُلَّت منذ زمنٍ ليس بالقريب أَبداً فإنَّ اللبس ما زال قائماً من حيث شيوعُ استخدامها عِوضاً عن بعضها بعضاً عامَّةً من جهة أُولى، واستخدام الإبداع ليحلَّ مكانها جميعاً من جهةٍ ثانيةٍ، الأَمر الذي يُوقعُ في جملةٍ من الإرباكات نحنُ بغنًى عنها في الأًصل، ولكنَّها تنمُّ عن مدى إشكاليَّة الموقف وتعقيده.

لن نتوسع في تعريفات الإبداع والاختلافات القائمة فهذا أمر جدُّ طويل. وحسبنا أن نخلص إلى القول إنَّ «الإبداع هو الجانب الخلاَّق من النَّشاط الإنسانيِّ». بما يعني الإتيان بالجديد غير المسبوق. وبذلك يكون الإبداع هو الاصطلاح الذي يشمل كلَّ الاصطلاحات الأخرى الدالَّة على الإتيان بالجديد في مختلف الميادين الأخرى كالاكتشاف والإنشاء والاختراع وغيرها. وما يعنينا من هذه الميادين هو الإبداع الفكري في العالم العربي المعاصر.

في إطار تناولنا أزمة الإبداع في الفكر العربي المعاصر نحن أمام ضرورة تحديد جهة الحكم في أزمة الإبداع، فما المقصود بأزمة الإبداع في الفكر العربي المعاصر؟:

هل هي أزمة نظرة الفكر العربي إلى الإبداع وأزمة تعامل الفكر العربي مع الإبداع؟

أم هي الأزمة في بنية الإبداع في الفكر العربي وآليَّته؟

أم هي أزمة العجز عن الإبداع؟

أم هي أزمة المادَّة المبدعة؛ طبيعتها ونوعيتها؟

أم هي أزمة عجز الإبداع عن الفعل؟

أم هي أزمة الإبداع عن تلبية المطلوب منه والمنوط به؟

الحقيقة أنَّ كلَّ هذه المقاربات زوايا مهمة في ملامسة أزمة الإبداع في الفكر العربي المعاصر، وكلها مشروعة ومهمة رُبَّما لا يقلُّ جانب منها أهميَّة عن غيره من الجوانب.

رُبَّما يكون أوَّل مَعْلَمٍ من معالم أزمة الفكر العربي المعاصر عامَّة، وأزمة الإبداع في الفكر العربي المعاصر هو انعدام التحديد والضبط والتمايز في الحديث والمناقشة، وعدم وضوح المشكلات والمفاهيم والاصطلاحات التي يتمُّ نقاشها والنقاش بموجبها، ومن ذلك على سبيل المثال أنَّ الأبحاث المقالات الكثيرة التي بحثت أزمة الإبداع في الفكر العربي المعاصر وناقشتها تحرَّكت على هذه الأرضيَّة السائلة الزئبقيَّة من عدم الضبط والتحديد، فكثر الحديث في هذه الأزمة ولكن من دون تحديد جهات الأحكام في الأزمة. وقد لاحظنا في محاولة صغيرة للتحديد والضبط أنَّ هذا التعبير يمكن أن ينطوي على الكثير من الجهات للحكم في معنى هذه الأزمة.

نعود لنؤكِّد أنَّ المقاربات السابقة كلها مهمة وضرورية، والأكثر أهميَّة من ذلك كله هو التحديد والضبط. وهذا التحديد والضبط أمرٌ مرتبط بوجهة نظر الناظر إلى الأزمة، بالمفكر أو الباحث أو الناقد... الذي يقرأ هذه الأزمة ويناقشها. ورُبَّما في هذا ما يفسِّر سبب عدم محاولة تحديد ما المراد مناقشته في الأزمة، لأنَّ كلَّ واحدٍ يناقشها يفترض أنَّهُ يفهم ما يريده من الأزمة، ويفهم ما يريد إيصاله منها إلى الآخرين.

على ضوء تحديد المفاهيم وتبيان أبعادها بات من الممكن القول إنَّ الفكر العربي المعاصر فكرٌ مأزوم على المستوى الإبداعي بمختلف معاني العلاقة بَيْنَ الأزمة والإبداع والفكر العربي المعاصر التي سبقت الإشارة إليها. ويمكن الحديث عن معالم هذه الأزمة وأبعادها من خلال مجموعة من أبرز المحاور وأكثرها أهميَّة وهو الإنتاج المعرفي.

إذا نظرنا في إحصاءات النَّشر خلال السَّنوات العشر الأخيرة المنصرمة وجدنا أنَّ العرب كانوا دائماً يحتلون المرتبة الأخيرة بَيْنَ دول العالم في عدد المطبوعات من الكتب، وكذلك في عدد المنشورات من الصُّحف والمجلات، في حين تتقدَّمنا دولٌ صغيرةٌ تقلُّ مساحاتها وسكانها وإمكاناتها المادِّية وثرواتها عن الوطن العربي بكثير من الأضعاف، منها على سبيل المثال كلُّ الدُّول الأوربيَّة، وكثير من الدُّول في تخوم إفريقيا وآسيا ومجاهلهما التي هي في ظنِّنا وفي وصورتها الظَّاهرة أكثر تخلُّفاً من العالم العربي. وإذا ما ربطنا هذه المعطيات مع المعطيات التالية من معالم تحديد الأزمة وأبعادها في العالم العربي أمكننا تلمس حجم المصيبة التي نحن فيها فيما يخصُّ أزمة الإبداع الفكري، ناهيك عن معالم الواقع العربي الأخرى.

ومما يترابط مع هذه الإحصاءات وينسجم معها التقديرات التي قدمها تقرير التنمية البشرية العربية للعامين 2002م و2003م عندما أشار إلى أنَّ «هناك أقل من 53 صحيفة لكلِّ 1000 مواطن عربي, بالمقارنة مع 285 صحيفةً لكلِّ ألف شخصٍ في البلدان المتطورة». ونقف هنا عند النسبة الكميَّة وحسب، أي بغضِّ النَّظر عن طبيعة المضمون وقيمته. ويرتبط بذلك أيضاً ما يقدَّمه لنا الناشرون من أرقام الطباعة، ففي حين أنَّ ما يسمى صفر الطباعة، أي الحدِّ الأدنى للكمية المطبوعة من أي كتاب، لا تقلُّ عن بعض مئات من الألوف في العالم الغربي وحَتَّى أمريكا اللاتينية، نجد أنَّ الحد الأعلى لوسطي كمية الطباعة في العالم العربي لا يتجاوز الألف بحال من الأحوال، هذا الوسطي لأنَّهُ رُبَّما يكون هناك يطبع بضع آلاف من النسخ ولكن في هناك مئات الكتب التي لا يطبع منها إلا بضع مئات من النسخ.

هذا يقودنا على نحو مباشر إلى جملة من النَّتائج أبرزها وأهمها:

1 ـ أنَّ الإنتاج المعرفي العربي بمجمله يقف في المرتبة الأخيرة بَيْنَ دول العالم، أو على الأقل في المراتب الأخيرة مع فروق كبيرة جدًّا جدًّا في الأرقام والنِّسب بَيْنَ العالم العربي والعالم الغربي أو المتطور، وحَتَّى بَيْنَ العالم العربي والدول الموازية لها في السُّلَّم الحضاري.

2 ـ الإنتاج الفكري جزءٌ يسير من مجمل الإنتاج المعرفي الذي يتضمَّن ميادين أخرى ما بَيْنَ الدعائية والإعلانية والإعلاميَّة والفنيَّة... بما يعني أيضاً أنَّ الإنتاج الفكري قياساً يقف أيضاً في المرتبة الأخيرة بَيْنَ دول العالم.

3 ـ فإذا ما ربطنا انخفاض قلَّة الإنتاج المعرفي من حيث عدد الأبحاث والعناوين بقلَّة الكميَّة المطبوعة من هذه العناوين، أو عدد النسخ المطبوعة من كلِّ كتاب أو مجلَّة التي كان وسطيها في الذروة قبل الثمانينات لا يزيد عن ثلاثة آلاف نسخة، وانخفضت إلى الألف في الثمانيات وتدنت إلى ما هو أقل من ذلك في العقد التَّالي، فيما صفر كمية الطباعة في أوروبا وأمريكا لا يقل عن بضع مئات من الألوف... وهذا يعني أموراً كثيرة منها أنَّ هناك عزوفاً كبيراً عن القراءة، عن التَّلقِّي المعرفي من قبل المواطنين.

4 ـ يرتبط بالنَّتيجة السَّابقة نتيجةٌ أُخرى جديدةٌ هي أنَّ هذا العزوف مرتبط بعدم الثِّقة بالفكر والإعلام والثَّقافة، ورُبَّما انعدام الثِّقة بصانعي الفكر والثَّقافة في العالم العربي.

5 ـ هذه النَّتيجة تقود أيضاً إلى نتيجة أخرى جديدة ولكن من الجهة المقابلة، وهي أنَّ هذا الإحجام عن التَّواصل بَيْنَ المواطنين وصانعي الثَّقافة يلعب دوراً كبيراً في إحباط صانعي الثَّقافة والفكر والأدب. وهذا ما يؤدي إلى الإحجام عن العمل الفكري أو التوجه إلى ميادين أخرى، ورُبَّما من الضروري أن أذكر هنا مثالاً على ذلك الدُّكتور بديع الكسم الذي كانت حجَّته الأساسيَّة في إحجامه عن الكتابة على الرَّغْمِ من تميزه الشَّديد وقدرته الكبيرة هي أنَّهُ لا يوجد من يقرأ. وفي حديث شخصي مع عبد الرحمن بدوي سوَّغ انصرافه عن مشروعه الفكري والفلسفي إلى التَّرجمة بأنَّ الإنتاج الفكري لا زبائن له ولا ناشرون، أما الترجمة فتجد الزبائن والناشرين سريعاً.

6 ـ وسيعني هذا أنَّ الفاعليَّة المعرفيَّة؛ إنتاجاً وتلقيًّا هي في أدنى حدود الفعل على الصَّعيد العالمي. لأنَّ تلقي المعرفة والفكر هو الأقل نسبة في العالم.

من الضَّرورة بمكانٍ أن نشير هنا إلى أنَّ هذا ما تقوله الأرقام وما تؤدِّي إليه هذه الأرقام من نتائج بالاستنتاج المنطقي الصُّوري، وأعني بذلك أنَّ الواقع قد يتنافى مع بعض هذه النَّتائج أَو صورة بعض هذه النَّتائج، وخاصَّةً منها ما يتعلَّق بالتَّلقِّي. أما الإنتاج والإبداع فلا جدال في صورة النتائج ولا في مضمونها وإن كان من الممكن أن يكون هناك بعض الخلاف في التقديرات ولكنَّهُ خلافٌ لا يُغيِّر في الأحكام.

للحديث صلة

الدكتور عزت السيد أحمد

0 Comments:

إرسال تعليق



"Join this group"
مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية
Google Groups Subscribe to Arab Nationalist
Email:
Browse Archives at groups-beta.google.com

Creative Commons License
This work is licensed under a Creative Commons License
.


Anti War - Anti Racism

Let the downFall of Sharon be end to Zionism



By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil