These are the new scripts on the walls of Babylon: فليكن سقوط شارون سقوطاً للصهيونية What was created from lies, and nurtured by lies, must face the destiny of lies, too; Or did their God choose brain-dead mokeys unable to see beyond their sick ego's and their ugly noses ! [sic , Sharon !]

Al-Arab Blog - مدونة العرب

Iraqi Quagmire for The American Empire

٢٠٠٤/٠٢/٢٧

شارون وخياراته المحدودة



شارون وخياراته المحدودة







عبد الباري عطوان


التحلي بضبط النفس، والردود الانتقامية المعتدلة ليست من صفات ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي، واكتفاؤه بغارتين جويتين استعراضيتين على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان كرد على تدمير بلدوزر وقتل جندي اسرائيلي، ما هو الا دليل افلاس، وعلامة ضعف، وانعدام الخيارات الاخرى، لخطورتها او لنتائجها العكسية اذا ما تم اللجوء اليها.

فشارون يعيش مأزقا صعبا، متشعب الاطراف، ففي الداخل يواجه اقتصادا متدهورا، وانتفاضة فلسطينية متواصلة، وعمليات استشهادية باتت محل تسابق بين الرجال والنساء، وتحقيقات قانونية بالفساد، وفي الخارج يواجه تصاعدا مرعبا للكراهية والقرف من كل شيء اسمه اسرائيلي وصهيوني بسبب المجازر اليومية التي ترتكبها قواته في حق العزل في الضفة الغربية وقطاع غزة.

المتحدثون باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي هددوا بالانتقام من سورية ولبنان بعد عملية تدمير البلدوزر وقتل قائده، واصابة مساعده، ولكنهم بلعوا هذه التهديدات وقالوا يوم امس ان اسرائيل لا ترغب في التصعيد العسكري في جنوب لبنان، وتعتبر ان الغارة الجوية التي شنتها امس هي رد معتدل على الهجوم الذي قام به حزب الله.

سبحان الله، متى كانت ردود فعل شارون معتدلة، ومتى اكتفى بغارات استعراضية جوية.. انه الخوف من فتح جبهة جنوب لبنان، في الوقت الذي تتصاعد فيه عمليات المقاومة الفلسطينية في الداخل، وتتدهور سمعة اسرائيل وتصل الى الحضيض على مستوى العالم بأسره.

شارون يدرك جيدا انه لا يستطيع اعادة احتلال جنوب لبنان، وتكرار خطيئته الكبرى التي اقترفها عام 1982، تلك الخطيئة التي ادت الى ادانته، والاطاحة به، واصابة رئيسه في ذلك الوقت، مناحيم بيغن باكتئاب مزمن وانهيار عصبي انتهى به بالموت في مصحة عقلية قهرا واحباطا.

مثلما يدرك ايضا ان حزب الله الذي ألحق الهزيمة الاكبر بالدولة العبرية، واجبرها على سحب قواتها من طرف واحد، ودون شروط، لن يسكت على اي هجمات او توغلات اسرائيلية، فصواريخ الكاتيوشا بعيدة المدى جاهزة لقصف المستوطنات في الجليل الاعلى.

فتوغل بلدوزر اسرائيلي لبضعة امتار داخل الحدود اللبنانية لم يقابل بالصمت، وجاء الرد على هذا الانتهاك فوريا ومزلزلا في الوقت نفسه، ورسالة واضحة العنوان والتوقيت، ومثل هذه الردود هي التي يفهمها شارون وكل اركان حكومته من المتطرفين العنصريين.

ملك اسرائيل كما يحلو لاتباعه وصفه يواجه الاهانة تلو الاخرى، والفشل تلو الآخر، بسبب سياساته الحمقاء، والارهابية، حتى انحصر زئيره في التهديد باغتيال الشيخ الجليل المقعد احمد ياسين، زعيم حركة المقاومة الاسلامية حماس.

فبعض سفرائه يتصرفون كفتوات الملاهي الليلية وليس كدبلوماسيين حضاريين، وشاهدنا الفضيحة الكبرى في السويد، عندما اقدم احدهم على تدمير عمل فني بطريقة مخجلة، وامام عدسات التلفزة، لانه لا يروق له، معتقدا انه يقف على ظهر دبابة تقتحم احد مخيمات اللاجئين في جنين او جباليا، وليس في عاصمة اوروبية تشتهر حكومتها بالحيادية، والنزاهة، ودعم مشاريع السلام والوئام في العالم بأسره.

والسور العنصري الذي يبنيه طمعا في التهام بعض اراضي المزارعين الفلسطينيين المسحوقين بسبب الحصار التجويعي الذي يفرضه عليهم، بدأ يرتد عكسيا، وبشكل سلبي، ليس فقط على حكومته، وانما على ابناء الديانة اليهودية السمحاء في العالم بأسره.

وعندما يقول ستون في المئة من الاوروبيين ان اسرائيل هي الخطر الحقيقي على سلام العالم واستقراره، ومصدر كل الارهاب فان هؤلاء لم يقولوا الا نصف الحقيقة، وهو قدر كاف على اي حال لدق ناقوس الخطر، وفتح اعين العالم على مستودع الشر الحقيقي.

شارون ربما ينجح في اغتيال الشيخ احمد ياسين، وتدمير المزيد من المنازل في رفح ونابلس، وارهاب اطفال جنوب لبنان وترويعهم في غارات اخرى، ولكنه قطعا لن يوفر الامن والطمأنينة لناخبيه.

السور العنصري لن يحمي الاسرائيليين، ولن يوقف العمليات الاستشهادية، فمثلما نجح المجاهدون في حفر الانفاق تحت اقدام الجنود الاسرائيليين على حدود رفح، سيفعلون الشيء نفسه تحت هذا السور، وسيصل الاستشهاديون الى اهدافهم.

فالعقل العربي المؤمن الجبار لن تعوزه الحيلة لهزيمة هذا الجدار واصحابه، مثلما هزم امثاله في خط بارليف والجدار الاليكتروني في جنوب لبنان، ومثيله على طول حدود قطاع غزة. وما صواريخ القسام التي وصلت الى صدروت واسدود في العمق الاسرائيلي، ورغم بدائيتها الا بداية الغيث.

سور الصين العظيم، الذي يعتبر احد عجائب العالم السبع، لم يحم البلاد من غزو المغول، وحائط بارليف لم يمنع الاختراق العظيم للقوات المصرية في حرب العاشر من رمضان، وسور شارون سيحاصر اسرائيل ويحولها الى غيتو الكراهية في العالم بأسره.

الوحيدون الذين يقاتلون الى جانب شارون، هم الزعماء العرب المتخاذلون المهرولون نحو التطبيع والتفاوض معه، هؤلاء هم الذين يوفرون له اسباب البقاء خاصة في ركوعهم امام الولايات المتحدة، والتهافت لارضائها، وانجاح مشاريعها في اذلال هذه الامة، وتبنيهم بالكامل لثقافة الضعف والاستسلام.

مشكلة شارون، وكل زعماء اسرائيل، انهم يخلطون بين الزعماء العرب، والشعوب، ويعتقدون ان ضعف الزعماء هو دليل على ضعف الشعوب، وكم هم مخطئون، فنماذج الشعوب العربية هم اياد المصري، وهنادي جرادات، وريم الرياشي، واشقاؤهم في العراق الذين يقاومون الاحتلال الامريكي ويسقطون طائراته.


السلام الحقيقي هو عجلة الانقاذ الوحيدة لشارون ومستوطنيه، والسلام الذي نتحدث عنه هو السلام مع الشعوب، وليس السلام مع انظمة فاقدة الشرعية.



0 Comments:

إرسال تعليق



"Join this group"
مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية
Google Groups Subscribe to Arab Nationalist
Email:
Browse Archives at groups-beta.google.com

Creative Commons License
This work is licensed under a Creative Commons License
.


Anti War - Anti Racism

Let the downFall of Sharon be end to Zionism



By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil