Al-Arab Blog - مدونة العرب
٢٠٠٤/٠٢/٢٨
نحوَ جبهةٍ وطنِّيةٍ مُوحَّدة للمقاوَمَّـة والتَّحْرِّيـر
نحوَ جبهةٍ وطنِّيةٍ مُوحَّدة للمقاوَمَّـة والتَّحْرِّيـر
نِداءُ المقاوَمَّـة
العرِّاقُ باق ... والاِحتِّلال إلى زوال ٍ
نشرةٌ دوريةٌ يصدرها التَحَّالف الوَطَّني العِراقي ـ إعلامُ الخارج
العددُ السادس عشر ، السنة الأُولى ، 15 / 2 / 2004
شبكة البصرة
بلاغ
عن تحوّل ( التحالف الوطني العراقي )
إلى حزب سياسي جديد
في أعقاب العدوان الإمبريالي الوحشيّ على العراق عام 1991 ، اِنبثق التحالف الوطني العراقي ؛ تعبيراً عن تلاقي إرادات وطنية ، وتجسيداً كذلك ، لتوافقات موضوعية أملتها سلسلة من التطورات والعوامل والظروف ؛ على تيارات وقوى وأحزاب وشخصيات سياسيّة وفكرية عراقية في الخارج . وفي أساس هذه التوافقات ، مواجهة المخاطر المُحدقة بالبلاد من خلال تعييّن وتحديد المهام العاجلة ، والتأكيد على الثوابت الوطنية والقومية . في مؤتمره التأسيسيّ ( الأول ، مالمو - السويد : 1992 ) كما في مؤتمريه اللاحقين ( لندن : 2000 وباريس : ( 2003 بيّن التحالف ، وبوضوح ، ومن خلال وثائقه وقراراته المُصادَق عليها ، انه يتطلع إلى تطوير العمل الوطني العراقي مع كل شركائه المحتملين ، من قوى وشخصيات وأحزاب وجماعات سياسية ، على أساس إعلاء شأن المصالح العليا والتاريخية للشعب والوطن ونبذ ثقافة الإحتراب . كما دعا إلى مصالحة وطنية شاملة على أساس برنامج فعّال لمواجهة العدوان الإمبريالي الأمريكي وتعزيز صمود البلاد والشعب في وجه الحصار الجائر والمشاريع الاِستعمارية .
جاء خطاب المصالحة الوطنية منذ البداية ، ليعبَّر عن حاجة مختلف القوى والتيارات والشخصيّات الوطنية العراقية داخل وخارج التحالف ، لخيار آخر ومغاير ؛ لا من أجل أن ينأى بها بعيداً عن السياسات المُدّمرة ، التي انتهجتها المعارضة المرتبطة بالدوائر الاِستعمارية وحسب ؛ وإنمّا ليوفر أمام القوى العراقية بكل تعبيراتها ، بما فيها الحزب الحاكم (السابق) نفسه ، أرضية جديدة لتلاقي الإِرادات الوطنية على قاعدة حماية البلاد والشعب من أخطار الغزو. وفي الآن ذاته ؛ للتعبير عن الحاجة المُلحة والفورية للإصلاح الديمقراطي الشامل في نظام الحكم والاِنتقال بالبلاد ، إلى مرحلة المواجهة الشعبية للغزو الإمبريالي .
وفي كل هذا ، لم يغفل خطاب المصالحة الوطنية ، أو يترددّ ، وطوال السنوات الماضية ، في توجيه نقد موضوعي لسياسة الاَستبداد والتفرد والممارسات الدكتاتورية ، وعلى العكس ممّا أشاعته المعارضة العراقية الرجعية المتواطئة مع المحتلين ؛ وبصورة باطلة كليّاً ، واصل التحالف تطوير خطاب نقديّ لسياسات الحكم ، وطرح بدائل عقلانية في الإصلاح الديمقراطي الشامل والعدالة والمساواة .
لقد برهن التحالف الوطني بسياسته وخطابه التصالحي ، أنه أكثر عقلانية وتبصرّاً بالعواقب والمخاطر المرّوعة الناجمة عن الغزو الإمبريالي ، من كل أولئك المتشـدقين بالديمقراطية ، ومن الذين تاجروا ويتاجرون بشعارات الوطنية ، بينما هم يعملون كخدم أذلاء مع قوات الاِحتلال . لقد أدرك التحالف الوطني ومنذ سنوات ، إن المخاطر الإمبريالية والصهيونية ليست محصورة في نطاق العراق وحده ؛ بل تتعداه وتتجاوزه إِلى الأمة كلها .
اليوم ، ومع وقوع البلاد في قبضة الاِحتلال ، ومع صعود المقاومة الباسلة التي فجرّها الشعب كله ، يجد التحالف الوطني العراقي نفسه أمام الحقيقة التالية الجديرة بالتأمل :
إن المهام العاجلة المطروحة أمامه ، كما أمام سائر الوطنيين ، وفي أساسها ومقدمتها المهمة المركزية : تحرير البلاد واستعادة استقلالها ؛ إنما تفرض عليه وبإلحاح تطوير خطابه وأدواته وأساليب نضاله . وهذا يعني ، الاِستعداد للاِنتقال من الصيغة السابقة التي ميّزته كإطار سياسي لقوى وتيارات وشخصيّات ؛ والتحوّل إلى حزب سياسي يتيح للجميع ، على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم الفكرية والعقائدية ، إمكانية التعبير والتفاعل في سياق توافقات وطنية جديدة . لقد استنفد الإطار العريض في التحالف الوطني ، أغراضه ووظائفه التاريخية ، ولكنه لا يزال قادراً مع ذلك ، على تلبية الحاجة المُلحة للاِنتقال إلى صيغة الحزب السياسي .
إن قادة وأعضاء التحالف الوطني ليشعرون بالفخر والاِعتزاز ، بالدور الذي لعبه إطارهم السياسي هذا على مدى السنوات الماضية ، وهم مفعمون بالشعور ذاته ، هذه الأيام ، بينما ينهمكون في عمل دؤوب وصبور من اجل التحوّل إلى حزب سياسي .
عـبـد الجـبـار الكـبـيـسـي
رئيس التحالف الوطني العراقي
بغداد 30 كانون الثاني / يناير 2004
الاِفتتاحية
الأمريكيـون عاجـزون ولا حـل
إلاّ بوحـدة وطنية للمقاومة
قلنا في فقرة من العدد السابق إنَّ ((المعركة الوطنية ضد الغزاة المحتلين سجال مديد وطويل الأمد والتكتيكات العملياتية متنوعة بما يحقق خسائر يومية تتراكم يوماً بعد يوم لتحدث نقلة نوعية في طابع المواجهة العامة)) وعليه نرى أنْ يكون تركيز الأنظار على الأعداء المحتلين المنتشرين في كل العراق ، فتركيز العدو العسكري المحتل على إيجاد تحصينات لقواته في بغداد من أحجار إسمنتية وشراك كثيرة ، يجب أنْ لا يثير الاِرتباك في صفوف المقاومين ويجعلهم ينفذون الأهداف العسكرية ضد أيٍ كان وفي أي زمان ملائم وفي أية لحظة تاريخية مناسبة .
وإنما ينبغي أنْ يحثهم على اِختيار الأهداف النوعية التي توجع العدو : مركز تجمع الأعداء العسكريين المحتلين ، مثلاً ، والاِنتقال إلى مناطق أخرى كما حدث في الديوانية خلال الأسبوعين الماضيين ، فالعسكريون الغزاة متمركزون في كل المناطق العراقية وفي مختلف الساحات .
هل يعني ذلك تأجيل الضربات العسكرية الموجعة بحق ((العملاء العراقيين)) ممن يحاولون عبر العمل الواعي خدمة العدو وتشكيل دروع بشرية لقواته ، كلا أبداً ، ولكن لا بد من اِنتقاء الأهداف التي تحظى بالإجماع الوطني العراقي على ضوء معايير المعركة الوطنية ضد الغزاة . فالباحثون عن لقمة عيشهم بعفوية فكرية غير المترجمين الذين قدِم بعضهم مع القوات الغازية ، ومسؤولية المتحكمين بقرار تنفيذ عمليات المقاومة يجب أنْ تأخذ بأنظارها هذا الاِعتبار .
فالدعاية الأمريكية عبر الصورة كثيرة وكبيرة ، ومرددو أقوالها من أعضاء مجلس الحكم/المحكومين وأتباعهم أكثر عددا وأكبر حجماً وتحت دموع التماسيح يحاولون تسويق أعمال المحتلين ، حتى ليغدو بعضهم ـ أمام الحقائق الموضوعية التي تخذلهم عند ترديد تلك الأكاذيب ـ ناصحاً بضرورة تنفيذ كذا من العمليات وضد ذاك النوع من الأعداء ، في الوقت الذي يبحث العملاء فيه عن توفير الطمأنينة لأنفسهم والترويج لبعض نجاحهم وأقوالهم أمام الأمريكيين .
وفائدة توجيه أنظار الوطنيين العراقيين نحو الغزاة الأعداء وكتم أنفاسهم عبر التصدي المباشر لقواتهم ، وتفجير العبوات الناسفة بآلياتهم الحاملة للجنود والسيارات الناقلة للضباط والمخابرات والمقاولين الأمريكيين وحلفائهم ، واِستخدام مدافع الهاونات ، والصواريخ المضادة للطائرات الأمريكية . . . إنَّ كل العمليات ووسائل تنفيذها تلعب دورها الملموس في تمريغ سمعة قيادات القوات المحتلة بالوحل ، وتظهرها عارية مكشوفة أمام جنودها مصابة بالعجز الكلي عن توفير الحماية لهم ، وتجعل الرحيل عن أرضنا العراقية هو الحديث الأكثر تداولاً والأنسب تكلفة ، وحديث تراجع عمليات المقاومة الوطنية العراقية ، مثلما يجعل تقلص فعالياتها بحق الغزاة هو حديث دعاية سياسية وصخب إعلامي ليس إلا . فاِنتشارهم في العراق يسـهِّل مهمة المقاومين ، ويجعل القوة العدوة الغازية أسيرة قلق الاِنتظار والمفاجأة والمباغتة والمداهمة القاتلة في كل الثواني .
إنَّ مسؤولية توفير الحياة الآمنة للمواطنين العراقيين هي مسؤولية السلطة العسكرية المحتلة التي جاءت لتنفيذ مشاريعها السياسية وللمحافظة على مصالحها الاِقتصادية وفق كل المقاييس السياسية والقانونية وشعبنا لن يكون قططاً سيامية تركن للوعود الكاذبة والدعاية المخاتلة ، وينبغي أنْ يكون فقدان هذا المعيار في الحياة اليومية للعراقيين هو الذي يفضح العجز الذي يطوق المحتلين العسـكريين الغزاة الذين أقدموا على حل الجيش وإلغاء قوات حفظ الأمن لتوفير الأمان لعموم لمواطنين العراقيين ، كونهم هم المسؤولين عن الأمن العراقي ، هم وليس غيرهم .
تحفيز إرادة الفعل التعرضي للأعداء لدي كل الوطنيين العراقيين وجعل المهمة الوطنية المفتوحة أمامهم ممكنة في كل الأوقات . جعل المقاومة الوطنية العراقي ثقافة يومية لجميع العراقيين الذين يناوئون الاِحتلال ، بغية تبيان مؤشرات عجز السلطة المحتلة ، من جهة ، ويشجع كل العراقيين على إشاعة العمل المقاوم ضدهم ، أينما تواجدوا هم وحلفاؤهم ، من جهة أخرى . تلك هي الخطوط الرئيسة للتوجهات اليومية لفعل المقاومة الوطنية العراقية وهدفها التكتيكي الراهن .
إنَّ ذلك ينمي روح التعرض المقاوم للعدو المحتل عند الفرد العراقي ، ويجعل تطوره المحكم : الكمي والنوعي هو السمة الغالبة على سيرورة التطور في واقع العراق اليوم ، ويبعد الخشية وردود الفعل عند المقاومين الوطنيين العراقيين قبل أي شيء آخر ، ولا يخلق تناقض نفسي لديهم على خلفية تعدد تفسيرات بعض اِنتقاء الأهداف ، بكلمة أخرى رفع الروح المعنوية لدي الشعب العراقي ، ورفع هيبة المقاومين في عيون صفوف الشعب العراقي ، على حساب دعايات المحتلين ومخاتلات عملائهم . . . إنَّ ذلك سيسرع من اِنتشار الفعل المقاوم : عملاً ملموساً وبالكلمة النقدية وبالقلب والنية الصادقة في طول البلاد وعرضها ، وتجعله الخلفية المكينة والقوية للنزعة الجماهيرية المطلبية على صعيد الحاجات اليومية من كهرباء وماء واِتصالات ودواء ومحاربة اِرتفاع الأسعار في المواد الضرورية ومعالجة بقية نتائج الأزمة الاِقتصادية الراهنة : غلاء الحاجات الأكثر أهمية ، مثلاً .
وليس من دليل أكبر على روح اِنتعاش الفعل المقاوم وغليان روحه الثورية من العملية البطولية التي جرى تنفيذها في الأسبوع الماضي ضد القائد العسكري الأمريكي العام الجنرال أبي زيد ، فهي توحي أكثر من غيرها بدقة العمل الاِستخباري للمقاومة ، وتتبع المقاومين العراقيين الصيد السمين لها ، مثلما يجعل متابعة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية من قبل العراقيين وسماعه متداولاً فيها عن الخبر الذي يستجر الدور الملموس لكل تعليقات (( المنشور التحريضي المقروء )) من قبل كل الجماهير العراقية : التي تهوى القراءة أو التي تعزف عنها وتكتفي بسماع الخبر أو مشاهدة الصورة .
إنَّ التركيز الإعلامي على الواقع العراقي الملموس راهناً ، وعدم البقاء متسـمرين أمام لوحة الماضي المأساوية ، لا الإيجابية والقراءة الدقيقة لطابع المعركة السياسية الشاملة بين العراق والأعداء المحتلين ، فضلاً عن اِتسـاقه مع الحقائق العلمية والموضوعية في التحليل السياسي المبني على الأرقام والوقائع ، لا العواطف والأماني . . . إنَّ التركيز على ذلك كله يفتح الآفاق للعمل المقاوم ضد السـلطة العسكرية القائمة المحتلة بقيادة الجنرال بول بريمر التي جلبت قواتها الغاشمة من على بعد آلاف الكيلومترات ، مثلما جلبت القوات المتحالفة معها من الدولة البعيدة عن وطننا .
إنَّ هذا الأفق السياسي المفتوح أمام شعبنا هو الإمكانية الوحيدة لنيل الاِستقلال السياسي الحقيقي ويقلص أمد المعاناة لدى شعبنا ، ويجعل السيادة الحقيقية بيد الوطنين العراقيين المخلصين ، لا بيد المحتلين الأمريكيين ، كما يلقم اِدعاءات مجلس المحكومين حجراً حول مبالغات دوره في الحياة السياسية العراقية ، إنَّ تخبط تصريحاتهم حول مَنْ يتحمل مسؤولية الاِنفلات الأمني ، ودور الحدود العراقية المفتوحة والسائبة في ذلك الاِنفلات وعدم تمكن القوات المحتلة من ضبطها ، وتسلل ما يسمى بأفراد القاعدة وغير ذلك من تصريحات مخاتلة [كما نطق بها وزير داخلية المحكومين خلال الأسبوع الماضي] تدل على الواقع الترديدي لأعضاء مجلس المحكومين لاِدعاءات وأقوال أسيادهم الأمريكيين والهروب من تحديد الموقف السياسي الوطني الفعلي .
وإنْ لم يكن هذا واقع الحال عند مجلس المحكومين لتطرقوا بشكل رئيس حول الظواهر العديدة التي نشهد فيها من الممارسات الشائنة التي بدأت بالتدفق على العراق من خارج الحدود ، وأخذت تنهش بواقع أفراد المجتمع العراقي ، ونستنزف صحتهم وأموالهم ، كاِنتشار ظاهرة المخدرات ـ مثلاً ـ وهي ظواهر معروفة المصدر والمنشـأ والهدف السياسي والاِجتماعي الحقيقي من ترويجها ، مثلما كانوا قد تطرقوا لقضايا آلاف المعتقلين العراقيين والقتلى الشهداء الذي يسقطون جراء أعمال العدو الاِنتقامية .
ألا يدل ذلك على مسعى المحتلين وعملائهم على تطبيق رؤيتهم بحق المجتمع العراقي الذي يريدونه مفلوشاً مثل أوضاعهم ، وغير منسجم مع أبجديات الحضارة العربية الإِسلامية ؟ .
حصاد المقاومة
يمضي أبناء شعبنا الأشاوس في الطريق الذي يتسق مع المفاهيم الحضارية العميقة الذي شكلت الملمح الأساس للتاريخ العربي الإسلامي على مدى الخمسة عشر قرناً ، وهو طريق وسم الذاهبون إلى جنة الخلود والمجد التاريخي خطوطه العريضة عندما واجهوا الغزاة العتاة من كل شاكلة أجنبية حاولت تدنيس الأرض العربية الإِسلامية ولون حضاري فكري وروحي اِستهدف تعهير الصفحات الباهرة المشرقة للإرث الحضاري العربي الإسلامي .
كانت الإِرادة الوطنية العراقية المقاومة حاضرة في أرجاء العراق المختلفة : في أربيل والبصرة ؛ في العمارة والرمادي ؛ في الموصل والديوانية ؛ في القائم والسماوة ؛ في كربلاء والناصرية ؛ في السليمانية والنجف ؛ في الكوت وبعقوبة . . . وفي بغداد اِتخذت الغرة المشرقة للفعل المقاوم الموقع الأعلى في ملحمة المقاومة الوطنية الشعبية كلها ، وكان للمطار وأبو غريب والفلوجة أصواتها المجلجلة في الواقع العراقي والشأن الإعلامي العربي والعالمي نتيجة الأعمال التعرضية الجسورة التي اِستهدفت الجنود الأمريكيين والقادة العسكريين الكبار فيهم ، وكذلك العسكريين البريطانيين والأسبانيين وإِطلاق الصواريخ على اليابانيين رغم رشاويهم المالية لبعض الشيوخ وغيرهم .
ولا ننسى بطبيعة لحال الضربات القاسية جداً التي لحقت بالعملاء من أتباع المحتلين الذين يحاولون تشكيل الدروع البشرية للعسكريين الغزاة ، والأرواح التي تتقدم أرواح الغزاة في محاولة لدرأ مخاطر فعل المقاومة عنها ! . وحتى هذا الشكل القتالي حاول العدو اِستغلاله وتوجيه أسلحته الصاروخية من الجو لقتل عشرات المواطنين المتجمهرين قبالة بعض مراكز الشرطة كما حدث في مدينة الإسكندرية التي حاول العدو لفلفة الصور عن حادثتها الفاجعة ، لقد تحدث شهود عيان عديدون عن حادثة الإسكندرية مثلما لاحظت ذلك جيداً وسائل الإعلام النزيهة ، الأمر الذي دفع المحتلين لإظهار التفجير الذي وقع ببغداد وتركيز الأنظار عليه كبديل عن الحديث عما وقع في مدينة الإسكندرية ، وعلى بقايا السيارة المتفجرة المتفحمة في العاصمة . على المراقبين الاِنتباه حول ما يفتعله الأمريكيون الذين يسعون لإشعال فتنة طائفية وأثنية تجعل من حياة أبناء شعبنا الوسيلة والغاية في مخططهم : وسيلة حفظ الأمن والغاية التي يلجأ إليها المواطنون للحفاظ على حياتهم قلقاً وخوفاًً من الآتي المجهول . . .
كان طابع المقاومة متناغماً في فعله الوطني ضد المحتلين ، المظاهرة الشعبية الباسلة التي تطالب بالحقوق الاِقتصادية والاِجتماعية مثلها في ذلك مثل إِلحاق الخسائر بأفراد العدو العسكري : الأمريكي/البريطاني المحتل حلفائهم الأجنبية والمحلية ، المطالبة بإِطلاق سراح المعتقلين الذين اِعتقلوا كرهائن بديلة عن ذويهم أو أبنائهم ، نساء ورجال وأطفال ، مثلها مثل إحراق السيارات الأمريكية وقتل أفراد الغزاة وقصف مواقعهم ومقارهم بقذائف مدافع الهاون ، تفجير مخازن أسلحتهم ومناطق تمركز قواتهم ومواقع تجمع قواتهم مثلها مثل الكلمة السياسية النقدية ضد قوات الاِحتلال وممارساتهم المجرمة . ولا ينفع اليوم تستر الدعاية الأمريكية على أخبار العمليات البطولية ضد القوات الأمريكية وحلفائها ، والتركيز على العمليات التعرضية ضد العملاء والشرطة المحليين ، فالجميع يدرك جيداً أنَّ العمليات ليست محصورة في بغداد وأبو غريب والرمادي ، لأنَّ من شأن ذلك الاستخلاص ـ كما يريد العدو المحتل الإيحاء بذلك ـ هو نهاية فعل المقاومة في العراق وبقائه مقتصراً على مزاعم ((المثلث السني)) التي تتجاوز مساحته أكثر من ثلث العراق ، حتى وفقاً لأقوالهم ودعاياتهم .
إنَّ تكثيف الحمايات الكونكيرتية ، ونشر المزيد من أشرطة الشبك المانعة للاِختراق البشري ، وبث العيون الخائنة التي ترصد فعل المقاومين ، والاِحتماء بالمرتزقة كدروع بشرية تتقدمهم عند التنقل في المدن والأقضية ، والسير بين تلك المدن على شكل أرتال اِحتلالية تتخللها الدبابات والوسائل النقلية الثقيلة المصفحة ، والدوريات المكثفة لطائرات الجو العائدة للقوات الأمريكية . . . إنَّ كل ذلك يهدف إلى توازن الروح المعنوية لأفراد العدو المحتل ، وإعطائهم مد معنوي ومادي بغية شحذ يقظتهم الإجرامية وبقاء أيديهم مثبتة على الأقسام ، وجعل إطلاق النيران عشوائياً على المواطنين الأبرياء بمجرد تفجير عبوة ناسفة في قواتهم ، أو التعرض القتالي لأفرادهم ، مثلما حدث يوم إحراق السيارة الأمريكية في حي العدل بالعاصمة العراقية : بغداد المجد والبطولة المضيئة وما أدى إليه من إلحاق خسائر ملموسة في صفوف العدو ، إذ أقدم المجرمون الأعداء المحتلون على قتل تسعة مواطنين ـ عدا المجروحين ـ أبرياء ممن كانوا يركبون السيارات العامة والخاصة ، في محاولة اِنتقامية من العراقيين كبشر باِستغلال ذريعة واضحة وحجة واهية .
إنَّ لجوء العدو الأمريكي للحلول الصهيونية لا يكشف العقلية المشتركة للمحتلين فقط ، ولا يفضح اِختيارهم لوسائل إجرامية نابعة من خصائص القوات المحتلة لأراضي الغير : كما في فلسـطين والعراق كحالة وطنية وقومية ملموسة ، فحسب ، وإنما هو إسفار وإشهار للخبرات المشتركة بين كيان الاِغتصاب الصهيوني والقوات الأمريكية المحتلة للعراق . . . إنَّ نسف ثلاثة بيوت لمواطنين عراقيين في مدينة القائم العراقية وتسويتها بالأرض عبر اِستخدام الجرافات لإزالة آثار الجريمة النكراء ، وبضربة اِنتقامية واحدة يشير إلى قلق القوات الغازية للعراق على وضعها الحياتي وهلعها اللا محدود ، من جهة ، ويبين كذلك مدى فاعلية العمل المقاوم لجهة تأثيره على أعصاب المحتلين ، من جهة أخرى ، مثلما يشير ثالثاً إلى التعاون الاِستخباري والأمني بين المحتلين في العراق وفلسطين .
ويشير كذلك إلى وجهة نظر تطور الأحداث التي سيشهدها العراق مستقبلاً ، من اِندحار لقوات الاِحتلال وجر الخيبة الشنار على جرائمة المغرقة في سفالتها ، ويجعل طريقها وحيداً ومفتوحاً كإمكانية عملية ، وهي ترك العراق لأبنائه . . . العراق المتحرر . . . السيد المستقل يرسم حياة مستقبله للوطن والمجتمع والفرد بأفق موحد وديموقراطي ، فالعراق لا يخضع للأجنبي أبداً والأمثلة التاريخية كثيرة ، وهو باقٍ والاِحتلال إلى زوال تلك الحقيقة الأبدية مهما حاول العدو للصراخ بغير ذلك ، ومهما كان صدى العملاء ثغاءً عالياً .
متابعات سياسية
مَنْ همْ : الصهاينة المتحكمون في الوزارات العراقية ؟
الوجود الصهيوني في العراق حقيقة سياسية مكشوفة لجميع المراقبين الموضوعيين والمخلصين الوطنيين ، ولا ينكره إعلامياً ودعائياً إلا الأمريكيون وعملائهم من المجلس المحكوم . . . فيما يلي أسماء المسؤولين اليهود الصهاينة المستولين على الأجهزة المركزية في صياغة وعي العراقيين المستقبلي ـ كما تمنوا سابقاً ـ وهو يؤكد من بين ما يؤكد على التفكير المشترك عند المحافظين الجدد الذين خططوا للعدوان على العراق ويقودون دعايتها الإعلامية ، من جهة ، وسادة كيان الاِغتصاب الصهيوني ، من جهة أخرى ، ومن هذا المنظور نرى إنَّ الحرب الغاشمة على العراق واِحتلاله وتحطيم الدولة العراقية وحل القوة العسكرية : الجيش العراقي العدو الأساسي للكيان والمشارك في أربعة حروب ضده ، كانت حرباً إسرائيلية من الألف إلى الياء كما قال أحد الصحفيين اللامعين منذ عدة سنوات ، ومعلوم إنَّ المعلومات مستمدة من صحيفة ((القدس العربي)) الغرّاء والصادرة في يوم الأربعاء 11 شباط 2004 .
((وننتقل إلى الحديث عن الإشراف الأمريكي ـ الصهيوني على الدوائر والوزارات العراقية بهدف غسل الأدمغة وتوجيه المتعاونين توجهاً أمريكياً وإبعاد العراقيين عن مباديء العروبة والسيادة الوطنية واِعتبار التعاون مع المحتل فضيلة ديموقراطية . ولتحقيق هذا الهدف جرى تعيين فريق من المستشارين لكل وزارة ، ويرأس هؤلاء أخصائيون من وكالة المخابرات المركزية 75% منهم صهاينة . وقد باشر هؤلاء أعمالهم قبل أنْ يعين حاكم العراق بول بريمر الوزراء الجدد ، وقد تمكنا من إحصاء ((الوزراء)) الفعليين للوزارات العراقية بعد جمعها من مصادر إعلامية متفرقة حصلنا على معظمها من الصحافة الأمريكية والأوروبية . وهذه هي لائحة بأسماء المشرفين الفاعلين على مقدرات العراق :
1 ـ يشرف البروفيسور نوح فيلدمن على إِعداد الدستور العراقي مع مساعدين آخرين يسيرون شؤون وزارة العدل ، وفيلدمن صهيوني معروف يقيم والداه في إسرائيل ويحمل الجنسية الإسرائيلية .
2 ـ يشرف الصهيوني الأمريكي فيليب كارول على وزارة النفط مع مساعدين أمريكيين ويتصرف بعقود البيع وتحديد الأسعار كما يشاء .
3 ـ وزارة التربية المسؤولة عن تربية النشء الجديد عين لها ستة من المستشارين الأمريكيين بينهم ثلاثة صهاينة .
4 ـ المشرف على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي دور إيردمان الذي يساعده فريق من عشرة أشخاص مهمتهم إعداد لوائح بأسماء العراقيين الذين حصلوا على شهادات عليا في الخارج وتحديد اِختصاصهم ومعرفة أماكن إقامتهم وتسفير الأخصائيين بعلم الفيزياء إلى أمريكا .
5 ـ المشرفة على وزارة التجارة هي الصهيونية روبين رافايل الناشطة المعروفة في وكالة المخابرات المركزية التي تحدد بلدان ومصادر الاِستيراد .
6 ـ يشرف على وزارة الزراعة والري الصهيونيان لي شاتز ودون امستوتز الموظفان لدى كبريات الشركات الزراعية الأمريكية .
7 ـ يشرف المسيحي المتصهين دون ايبرلي على وزارة الرياضة والشباب مع فريق ضخم هدفه حشد الشبيبة رياضياً باِتجاه اللهو السياسي والوطني ، ويعتبر الأمريكيون هذه الوزارة بديلة عن وزارة الدفاع .
8 ـ المشرف على وزارة المال هو الخبير الاِقتصادي ديفيد نومي وهو صهيوني نشيط .
9 ـ وزير النقل والاِتصالات الفعلي هو الصهيوني ديفيد لينش .
10 ـ المشرف على وزارة الصناعة تيموني كارني لم يعرف عنه الكثير ولكن معروف بتطرفه خلال مشاركته في الحرب ضد فيتنام وكمبوديا .
ويشرف مكتب بريمر على تسيير أجهزة الإعلام وتتألف الهيئة المشرفة من حوالي 200 موظف من الأمريكيين والعراقيين مهمتهم مراقبة حوالي 50 مطبوعة تصدر في العراق وترجمة أهم محتوياتها وإصدار التوجيهات إليها ومراقبة أجهزة الإعلام العربية المطبوعة والمرئية وطرد مراسلي بعضها الذين يكشفون ما لا يجوز كشفه . ومن أبرز الأمريكيين الذين يوجهون الإعلام في العراق دانيال جاكوبوف (يهودي روسي المولد) وصهيوني آخر يدعي بنجامين راسكن)) . . .
عن مقالة كتبها السيد بطرس عنداري : عربي لبناني يقيم في اِستراليا .
قائمة غولدا و((وثيقة)) الكوبانات
ما هي العلاقة بين القائمة الصهيونية التي صدرت عشية السبعينات والوثيقة الزنكنية التي كُتِبت ـ وهُيءَ لإخراجها ـ في ((المدى)) قبل أيام ؟ . هل العلاقة تنحصر في القتل الجسدي والإعدام المعنوي لكل المقاومين للرؤية الصهيونية ؟ . التي شملت المفكرين والعسكريين والسياسيين والمخلصين لوطنهم وأمتهم قبل ثلاثين عاماً في أعقاب الخامس من حزيران وراهناً غداة اِحتلال العراق .
إذا كان الهدف الصهيوني واضحاً ليس على المستوى الفكري والسياسي فقط ، وإنما على مستوى تهويد الأرض وإجلاء الشعب والاِغتيال للمئات من الفلسطينيين ، فإنَّ الهدف المقترن بوثيقة ((المدى)) ما يزال غامضاً على مستوى الوسائل الإِعلامية التي يتحكم بها ـ أساساً ـ بول بريمير ! .
من المعلوم للقاصي والداني إن مسألة الثروة العراقية قد كانت في قبضة ((الشرعية الدولية)) التي تشرف عليها الولايات المتحدة من خلال أجهزتها الرقابية وسيطرتها على السوق العالمية : ليس في مجال النفط وإنما التدفقات النقدية أيضاً عبر السيطرة على البنوك ، للدرجة التي صار معها الحديث عن السرية في المصارف حديثاً مضحكاً . فإذا كان المقصود هو الطابع التجاري لتلك الكوبونات والقابضين عليها هم من التجار فإنَّ الأمر كان ـ ويكون ـ طبيعيا جداً ، فالتجار عملهم والركض وراء الربح هدفهم الدائم . أما المحاولة لتشـويه الأخيار المناضلين من خلال جعل التعامل مع الواقع السياسي العربي ، ولصالح العروبة ، وفي سبيل المجتمع العربي والأمة ، فإنَّ الأمر الأكيد إنَّ هؤلاء المناضلين الوطنيين والقوميين العرب كانوا يعرفون أكثر من غيرهم طرق الوصول لآل سعود وآل صباح وغيرهم ممن كانوا ـ وما زالوا ـ يفترشون طرق الرشوة لكل مَـنْ هب ودب ، ولكن المباديء الفكرية والاِسـتقامة السـياسـية كانت العاصم الرئيس لمواقفهم السياسية المبدئية النزيهة .
وهمسة في إذن صاحب مشروع ((المدى)) وأنصاره : إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمِ الناس بالحجارة ، فأنت الذي كنتَ متفرغاً حزبياً طوال حياتك وشيوعياً بروليتارياً على الطريقة الروسية منتهجاً عبادة قبلة موسكو ، فمن أين جاءك الكنز المالي الذي فتح لك دكان ((المدى)) الواسـع وتحوله إلى سوبر ماركت يؤدي الخدمة في كل الاِتجاهات المتوافقة والمتخالفة ! .
جائزة الديناميت تعود لأصحابها
سينال كل : جورج بوش وتوني بلير جائز نوبل للسلام لهذا العام : مناصفة ، هذا ما صرحت به بعض المصادر ، أما مبررات هذا العطاء الأريحي ـ كما يبدو ـ واضحاً لدورهما في نشر الرفاهية في العالم ، وليس في تقتيل البشر في أفغانستان والعراق ويوغسلافيا . . . وليس في سياسة الإبادة بحق الناس الفقراء الذين يعانون من شتى الصعوبات الحياتية في بعض دول القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية رغم ثراء دولهم . . . وليس من أجل الطفولة الرغيدة الواعدة وليس القصف بالطائرات والصواريخ البعيدة المدى واِستخدام الأسلحة المحظورة . . . وليس من أجل أسلحة الدمار الشمل التي أزكمت الأنوف فضائحها في جنوب العراق وما أدت إليه من خسائر في الأرواح قاربت المليونين إنسان . . . ليس من أجل كل ذلك وغيرها بالتأكيد ؛ وإنما لسيل الجرائم بحق البشر التي اِرتكباها . . . سينال كل من بوش وبلير جائزة السلام . وربما سيكون أرئيل شارون : المجرم الصهيوني ينتظر الجائزة على الطريق .
أليس الجائزة ووجهتها تذكرنا بجريمة الـ[تي أنْ تي] التي كانت السبب وراء رأسمال ((الهدية الدولية)) التي أراد عبرها اِلفريد نوبل التكفير عن نفسه واِكتشافه ((الإنساني)) .
عجائب بريمر الإعجازية
صرح الحاكم العسكري الأمريكي للعراق متعجباً مندهشاً من دقة عملية اِقتحام قائمقامية الفلوجة ، ومركز شرطتها ، وأعرب عن اِعتقاد جازم بأنَّ أجانب يقفون وراء العملية . وأشار إلى مصعب الزرقاوي وغيره من الأجانب الذين يستهدفون تخريب الأمن والأمان في العراق ، وكأن الاِحتلال الأمريكي لم يكن السبب كله وراء هذا الخراب والتخريب . ورغم إنَّ الموضوع برمته يستحق الاِستفاضة ، إلا أنَّ ما لفت نظرنا هو تكراره للفظ الأجنبي ، والأجانب ، وكأن السيد بول بريمر من آل فتلة أو شمر أو السعدون أو النقيب أو الدليم : لا فرق . ويرجع في أصوله المدينية إلى النجف أو الكوت أو الزبير أو الموصل . إنها إحدى عجائب بريمر وإعجازه حول مفاهيم الأجنبي والأجانب .
الصفحة الأخيرة
((الإعلام)) العربي عروبي الرؤية
أم أمريكي المظهر والجوهر
ـ 2 ـ
لا يمكن معرفة الحاضر دون فقه ملابسـات الماضي ، لا نستطيع التدبر في واقع اليوم من غير تقصي أفعال أوضاع الأمس ، وإذا اِلتقطنا بعض المظاهر للإعلام الفضائي العربي في العدد السابق ، فانَّ العودة للفترة التي سبقت الحرب والعدوان والاِحتلال تعد ضرورية جداً ، كونها تشير بالملموس لدور البعض في التمهيد الدعائي للعدوان الأمريكي والغزو العسكري القادم ، مثلما تؤشر على الدور المحدد لبعض القنوات الفضائية العربية ، وعموم الإِعلام النفطي المأجور أو المرتزق : المقروء والمسموع ضد الدولة العراقية ، وذلك في إِطار معايير المعركة العربية والحضارية الإِسلامية ضد أعدائهما .
كل مَـنْ كان يتابع تلك القنوات ـ مثلاً ـ يلحظ كثافة اِستضافتها رموز ((ما يسمى بالمعارضة العراقية)) للحديث عن العراق : أوضاعه المنهارة ، أزماته الاِقتصادية ، شـؤونه السياسية ، دكتاتوريته المقيتة ، سجونه الكثيرة المليئة ، حلبجاته المتعددة ، كرامة قومياته التكوينية المهدورة ، الوضع الديمقراطي المتدهور ، فقدان الأمان عند المواطنين والأفراد ، إثارة الحروب العبثية في الداخل ، تعدد الغزوات في الخارج ، بناء القوة العسكرية الكبيرة ، توظيب أسلحة الدمار الشامل لاِستخدامها ضد الشعب وضد الآخرين ، علاقاته الكثيرة والكبيرة مع شبكات القاعدة في أفغانستان ، عزلته السياسية ، لا قانونية نظامه السياسي . . . إلخ ، وصرنا نتعرف على ظواهر أميبية ملتقطة مجهرياً ومعروضة تلسكوبية كونها إحدى الظواهر المترسبة/المترسخة في الظاهرة العراقية ، مثلما بتنا نتعرف على شخصيات سياسية عراقية تلهج بنغم دعائي واحد : مختلفة المظاهر من حيث الملبس والمظهر ، متوحدة الخطاب السياسي ومتفقة في الجوهر ، تركز على ضرورة القادم السياسي دون توقع مّنْ هو وماذا يهدف وإلى أي جهة يخدم ! . .
أين هذه البرامج التي كانت مخصصة للعراق ؟ ـ كما يبدو ـ . . . . أين معدوها . . . ؟ أين برنامج النادي السياسي وبرنامج اللاذقاني وبرنامج صاحب الصوت الأجش الذي يقدمه بمزيد من اللغو المستفيض لكي يحدد الهدف المطلوب من ((المستفتى)) . . . ؟ أين تلك الأفلام التي كانت تخصص للأهوار والأكراد [في العراق فقط؟!] والآشوريين والمجازر الناجمة عن الحروب الكيمياوية . . . ؟ ، وأين الصور الكاريكاتورية للمسؤولين العراقيين الذين كانوا يظهرون فيها من على تلك الشاشات وهم مدججون حتى أعلى رؤوسهم بالنياشـين العسكرية وأنواع الأسلحة المتطورة التي تثير الرعب في نفوس العالم . . . ؟ ، أين برامج الوديع الطري الملقب بالديوان الذي كان ((يطـل)) يومياً لبث سـمومه ضـد العراق بدعـوى الحرص على العراق ؟ . أين . . وأين . . أين كل هؤلاء في مرحلة الاِحتلال العسكري الأمريكي للعراق ؟ ، أم تُرى إنَّ الاِحتلال العسكري الجاثم على صدور أبناء المجتمع العراقي قد جلب السمن والعسل والخبز والحرية والديمقراطية للعراقيين ، لذلك فالمهمة الدعائية السياسية اِنتهى هدفها المحدد والمطلوب والتي قامت به خير قيام تلك الفضائيات ((الحرة عملاً . . . والمستقلة فعلاً !)) عن كل الطموح الوطني العراق والطموح القومي العربي والطموح الحضاري الإسلامي ! .
0 Comments:
"Join this group" مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية | ||
|
Subscribe to Arab Nationalist | |
Browse Archives at groups-beta.google.com |
This work is licensed under a Creative Commons License.
Anti War - Anti Racism
Let the downFall of Sharon be end to Zionism
By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil