Al-Arab Blog - مدونة العرب
٢٠٠٤/٠٣/٠٣
عودة الماسونية بقوة إلى البلدان العربية والاسلامية
عودة الماسونية بقوة إلى البلدان العربية والاسلامية
نديم عبدهلقد بات من المعروف لدى معظم الناس بأن الاحداث السياسية والاقتصادية لا تأتي بالضرورة وليدة لتسلسل منطقي وموضوعي للأحوال السياسية والمالية في أي بلد من البلدان، وإنما وفي كثير من الأحيان، (حتى لا نقول في معظم الأحيان) كنتيجة لاعمال ومؤمرات تتم في الخفاء على يد جماعات منظّمة تعمل بصورة سرية من غير أن تظهر أفعالها إلى العلن؛ هذه الجماعات ليست بالضرورة جماعات سيئة، إذ أن معظم الثورات بدأت نتيجة لعمل سري منظم أدى بالنهاية إلى قلب أنظمة فاسدة وعملية، على أنه في المقابل توجد هناك جماعات بالغة الخطورة بالنظر إلى أن أهدافها تكون نبيلة ظاهراً لها وخطيرة وخيانية في واقع الأمر، وهو ما يؤدي إلى أن العديد من أصحاب النيات الطيبة يقعون فريسة لها ويتورطون في مؤمراتها من غير أن يعوا أبعادها الحقيقية. ولعّل المثال النوذجي الأبرز لهذه الجماعات هي المحافل الماسونية وعدد من النوادي الرديفة لها، حيث أنها تدعو في العلن إلى تحقيق أهداف نبيلة من قبيل العدالة والمساواة والحرية، في حين أنها تخدم في الواقع أهداف ومؤامرات اليهود والصهيونية. ويبدو أن إحدى أبرز نتائج حرب العراق الأخيرة كانت انبعاث الروح إلى النظريات الماسونية في الدول العربية بصورة خاصة والدول الاسلامية على وجه عام.
لن نستعرض هنا بالتفاصيل العلاقة الوثيقة بين اليهود والماسونية. حيث أن عدة كتب قيّمة تناولت هذا الموضوع بالتفاصيل ولا حاجة لتكرارها؛ يكفي القول بأن الماسونية الحديثة نشأت في اسكوتلندا في القرن الثامن عشر ميلادي، وأن اليهود استعملوها كغطاء لجعل غير يهود ينقذون مخططاتهم، مستغلين الطبيعة السرية للتنظيم الهرمي للماسونية. ولم تنكشف الطبيعة اليهودية الحقيقية لليهود إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ولم تتأكد هذه الطبيعة اليهودية قبل ثلاثينات القرن العشرين، وهو الأمر الذي يفسر كيف أن شخصيات عربية وطنية عديدة لا غبار على وطنيتهم ولا شبهة عليهم قد انخرطت في الماسونية؛ وقد خرجت بعض هذه الشخصيات من الماسونية اعتباراً من الثلاثينات عندما لم يعد هناك ثمة مجال للشك في الطبيعة الحقيقية للماسونية.
وقد كان الدخول الأول للماسونية إلى العالم العربي مع حملة نابوليون بونابرت على مصر وفلسطين أواخر القرن الثامن عشر، إلا أن انطلاقتها الحقيقية كانت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في مصر، حيث أن الانكليز شجعوا الماسونية في أوساط الطبقة الخديوية الحاكمة، وهو الأمر الذي سهّل على بريطانيا السيطرة على مقدرات مصر من خلال الهيمنة على شركة قناة السويس (مع التذكير هنا بأن مصرف روتشيلد اليهودي هو الذي موّل صفقة شراء بريطانيا لقناة السويس)، وفي تركيا حيث أن معظم أركان جمعية تركيا الفتاة كانوا من الماسونيين مع التذكير هنا بأن جماعة تركيا الفتاة هي التي أتاحت للحركة الصهيونية التسلل إلى أرض فلسطين أعتباراً من أوائل القرن العشرين الميلادي...
إزدهرت الحركة الماسونية في دول الشرق العربي في أعقاب الحرب العالمية الأولى بتشجيع من سلطات الانتدابيين الفرنسي والبريطاني، وذلك بالتوازي مع إتساع نطاق الحركة الصهيونية في فلسطين، وبداية تطبيق وعد بلفور؛ على أن العديد من الماسونيين العرب كانوا ما يزالون يجهلون الأبعاد التآمرية اليهودية للحركة الماسونية.
على أن الطبيعة اليهودية افتضحت مع نشوء دولة "إسرائيل" المزعومة، فكانت النتيجة أن الثورات القومية التي أطاحت بالانظمة القديمة في عدة بلدان عربية، وبصورة خاصة مصر والعراق وسوريا، أدت إلى منع الحركة الماسونية في تلك البلدان وملاحقة الماسونيين... على أن الماسونية بقيت صاحبة نفوذ قوي في بلدان عربية أخرى، وبصورة خاصة في المغرب ولبنان والأردن، في ما عادت المحافل إلى العمل في مصر مع خلافة أنور السادات للرئيس جمال عبد الناصر الذي كان قد قضى على الماسونية في كل من مصر وسوريا...
وليس من المصادفة أبداً أن تكون البلدان العربية الأولى التي أبرمت معاهدات صلح مع الكيان اليهودي، أو التي سعت إلى إقامة مثل هذه المعاهدات هي تلك البلدان بالذات.
الواقع الماسوني اليوم في الدول العربية:
ويبدو أن الماسونيين العرب والمسلمين يستعدون اليوم إلى تحقيق وثبة جديدة في العالم العربي، وذلك تحت ستار، رفع شعارات براقة من قبيل الدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة التعصب الديني وتحسين أوضاع المرأة المسلمة ومحاربة الأمية وغير ذلك ايضاً.
ومن الواضح جداً أن الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق أعطى الماسونيين دفعاً جديداً، خاصة إذا ما علمنا بأن النفوذ الماسوني واسع في الأوساط الحاكمة لدى كل من بريطانيا والولايات المتحدة. كما أن للماسونيين نفوذ بالغ من خلال هيئات الأمم المتحدة العاملة في منطقة الشرق الأوسط، إذ أن العديد من كبار الموظفين لدى هذه الهيئات هم أيضاً من المحافل على أن من الواضح أن الهدف الحقيقي للمحافل الماسونية في البلدان العربية والإسلامية هو تهيئة الأجواء باتجاه تحسين العلاقات العربية مع كل من أميركا وبريطانيا أولاً وإنهاء "حالة العداء" بين العرب واليهود من ناحية ثانية.
وكان قد مؤتمر الشونة الاقتصادي الذي عقد مؤخراً في الأردن خير دليل على ذلك حيث أن معظم أركان هذا المؤتمر كانوا من المحافل الماسونية، كما أن بعض المراقبين من الدول غير المشاركة فيه (أي في المؤتمر) هم أيضاً من الماسونيين المتسترين.
جدير بالذكر أن عدة مقالات صدرت في فرنسا مؤخراً حول إنبعاث الحركة الماسونية في الدول الاسلامية، وهي على ما يبدو مؤشر واضح على حقيقة المخططات الماسونية في المنطقة، والتي تتلخص برفع شعارات براقة من أجل تحقيق الغايات الصهيونية دون إثارة الشبهات، على غرار ما كان حصل قبل قيام الكيان اليهودي. على أن هناك فارق واضح بين المرحلتين، ففي النصف الأول من القرن العشرين، لم يكن الوعي إزاء حقيقة الحركة الماسونية قد أنتشر، وهو ما كان قد أدى إلى أن العديد من الشخصيات الوطنية قد وقعت في شرك الماسونية من غير أن تعي أبعادها ومراميها الحقيقية. أما اليوم فإن الأمر يختلف، إذ أن حقيقة الماسونية قد افتضحت من جهة، في ما تعمل الأحزاب والجماعات الوطنية التي يحاربها اليهود من أجل تحقيق الاصلاحات التي يدّعي الماسونييون بأنهم يسعون إلى تحقيقها.
خلاصة القول أن المرحلة دقيقة للغاية، وأن الماسونيين (وكذلك الجماعات الرديفة لهم من روتاري وليونز سواها) تستغل الوجود الأميركي لتنفيذ المخططات اليهودية، وذلك في إطار "مافياوي" مرن مماثل لإطار الحركة الصهيونية (كما تم استعراضه في كتابنا "حقيقة اليهود")! على أن الفارق بين ما حصل في ما مضى والمرحلة الراهنة هو أن هناك حالة وعي موجودة الآن لدى معظم المواطنين، من مثقفين وغيرهم، وبالتالي فإن المؤامرة اليهودية وأدواتها من ماسونية وغيرها لن تمر، بل أن الحق القومي هو الذي سوف ينتصر وتتحرر فلسطين في وقت قريب شرط العمل منذ اليوم من أجل مجابهة الخطط الماسونية المنظمة بخطط منسقة ومدروسة. حينها فإن الانتصار محتم إن شاء الله سبحانه وتعالى.
0 Comments:
"Join this group" مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية | ||
|
Subscribe to Arab Nationalist | |
Browse Archives at groups-beta.google.com |
This work is licensed under a Creative Commons License.
Anti War - Anti Racism
Let the downFall of Sharon be end to Zionism
By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil