Al-Arab Blog - مدونة العرب
٢٠١١/١٠/٠٧
الإعلام ينظر باستعلاء للجماهير ويعتبرها رعاعا ودهماء
التسميات: الإعلام، الصحافة، الوعي، مكوّنات الوعي الجمعي، الجزيرة، وضّاح خنفر، الصحافة الميدانية
٢٠١١/٠٥/٢٣
خيبر خيبر يا يهود جيش محمد هنا موجود
بقلم د. محمد موسى الشريف
٢٠١١/٠١/٣٠
ولّادة يا مصر ، يا مصر يمّا يا بهيّة
٢٠٠٧/٠٧/٢٣
مصر - حالة سقوط سيادة الدولة
في ظل انشغال الدولة بالتوريث والفساد عن ممارسة السيادة ، أمريكا تتحكم برقاب الصحفيين المصريين ، وبكل شيئ في مصر ، أيضاً
الصحافة المصرية : أدرجت هيئة المعونة الأمريكية الصحفيين والمفكرين المصريين الذين ينتقدون دورها في قائمة الأعداء، في حين وضعت من سمتهم أعضاء الحكومة الموالين للغرب، وكذلك رجال الأعمال، تحت بند الحلفاء وذلك في خطة إعلامية للهيئة
وتقترح الخطة دعوة الصحفيين المصريين إلي غداء عمل مرة كل شهر، كأحد الحلول لتحسين صورة أمريكا في مصر التي تعتبر ثاني أكبر متلق للمعونة الأمريكية بعد إسرائيل.
وتتكون الخطة الإعلامية لهيئة المعونة الأمريكية من 71 صفحة بعنوان تحديث الخطة الاستراتيجية للفترة بين عام 2000 وعام 2009 وتشمل آخر تعديل علي خطة العمل الأمريكية في مصر، حسبما ذكرت جريدة المصري اليوم.
وجاء في قسم خاص بعنوان خطة الاتصالات والتواصل مع المجتمع أن هيئة المعونة الأمريكية تواجه ثلاثة أعداء كبار، وهم ـ حسب الخطةـ
النشطاء المناهضون للولايات المتحدة، والمفكرون والصحفيون المعادون لها، والسياسيون المعادون للولايات المتحدة، غير أن الوثيقة لم تذكر أسماء بعينها.
وفي المقابل، أوردت الخطة غير المعلنة تحت بند الحلفاء: مسؤولي الحكومة الموالين للغرب، ومجتمع الأعمال والمال، والمفكرين والإعلاميين الموالين للغرب، والزبائن والمستفيدين من برامج هيئة المعونة الأمريكية، والمؤسسات المانحة والمنظمات غير الحكومية.
وعن خطة العمل وكيفية تنفيذها، قالت الخطة: إنها ستنفذ بالتعاون الوثيق مع السفارة الأمريكية بالقاهرة، ومع الخارجية الأمريكية.
وأضافت: يجب أن يستهدف برنامج هيئة المعونة الأمريكية للتواصل في مصر الإعلام المصري والأجنبي، علاوة علي الجامعات المصرية والجماعات الدينية والمؤسسات غير الحكومية في مصر وفي الولايات المتحدة.
وتحتوي الخطة علي بعض النصائح التفصيلية في كيفية الترويج للولايات المتحدة في مصر، ومنها أنه يجب الإكثار من استخدام بعض الألفاظ والعبارات الإيجابية، مثل القول إن برامج المعونة تساعد في تحسين نوعية الحياة للمصريين العاديين، وتقليل الفروق الاجتماعية بين جنوب مصر والدلتا
هل يضيع الأخوان المسلمون قيادة الشعب المصري في هذا القرن كما ضيعوها في القرن الماضي ؟ غالباً نعم، سوف يضيع الأخوان المسلمون هذه الفرصة أيضاً !!! ، والسؤال إذأً هو : بقيادة من ستكون ثورة القرن الحادي والعشرين في مصر ؟،
التسميات: السلطة, انحطاط, تخلف, توريث, حسني مبارك, سقوط, ضياع هيبة, فساد, كرسي الحكم, مراكز قوى, مصر
٢٠٠٧/٠٦/٠٩
الهزيمة تستمر أربعين عاما ولحظة النصر تمر عابرة
محمد عبد الحكم دياب
09/06/2007
كان الاهتمام هذا العام بمناسبة مرور أربعين عاما علي حرب 1967 زائدا.. أفسحت لها الصحف ومحطات البث المسموع والمرئي مساحات واسعة ومناقشات مستفيضة، وكان الخط الغالب علي التناول تقليديا إلي حد كبير، يركز علي المسميات والألفاظ والمصطلحات. وينتهي بصك إدانة لا نقض فيه لمرحلة المد القومي بما لها وما عليها.
بشكل يبعث علي الملل من التكرار غير المفيد. هذا علي الرغم من أن هناك وثائق نشرت، بعد مرور مدد الحظر القانونية، وأهم ما كشفته هو أن هذه الحرب كانت عدوانا مبيتا، بكل معني الكلمة. للقضاء علي حركة التحرر العربية، وتصفية الدور القومي والإقليمي والدولي المصري، وإزاحة عبد الناصر، القائد البارز الذي أحيا هذا الدور، وقاد حركة القومية العربية. ومعني هذا هو أن نخفف من جلد الذات، ونتوقف عن الانسياق وراء مظاهر الخنوع الشديد، والقصة أن هناك معتديا ومعتدَي عليه، والعرب هم الطرف المعتدَي عليه، عليه ألا يقترف في حق نفسه خطيئة الشماتة، والصلاة شكرا لله علي الهزيمة، كما حدث من واحد من كبار رجال الدين، غفر الله له. بغض النظر عن طبيعة الأداء العسكري والسياسي، فيما سبق الحرب أو صاحبها. ووضع عدوان 1967 ضمن هذا السياق يسمح برؤيته بعيون سليمة، غير مصابة بأي رمد من أي نوع. وبذلك يتم التعرف علي السر وراء طول يوم الهزيمة، واستمراره لمدة إربعين عاما، وقصر لحظة النصر، حتي مرت عابرة، وكأنها لم تكن، وهذا أعطي انطباعا بأن الأصل في حياتنا وتاريخنا هو الهزيمة، أما النصر فهو استثناء. لا نحب الإغراق في تحديد المعاني المعروفة للنصر والهزيمة، بأكثر مما هو مطلوب.. النصر، بإيجاز، هو أن تكسر إرادة عدوك، وتفرض عليه التسليم بحقك، وتقنعه بعدم جدوي القوة للاحتفاظ به، والهزيمة هي أن تنكسر إرادتك، وتستسلم وتتنازل عن حقك، وتقتنع بعدم جدوي القوة لاسترداده. وهذا ما أريد من عدوان 1967، والعدو، الذي هو بحجم المنظومة الغربية، ذات الطبيعة العنصرية التوسعية الاستعمارية، وهي دائمة الاشتباك مع منطقتنا، علي الأقل خلال القرنين الماضيين. إلي أن دخل هذا الاشتباك طورا جديدا بعد الحرب العالمية الثانية، نتيجة لقيام الدولة الصهيونية، بما لها من دلال وتأثير، مباشر وغير مباشر، علي المنظومة الغربية، الممتدة من شمال أمريكا وكندا، مرورا بأوروبا، وصولا إلي استراليا ونيوزيلندا، بإمكانياتها ونفوذها وقدراتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية الغلاّبة، وكما خرجت، بعد استقرار طويل، من المنطقة عادت نتيجة اختفاء الكوابح المحلية والإقليمية والدولية، وبعد أن دانت الأمور، مؤقتا، لرواد الاستيطان القديم. فارتدوا اللباس المسيحي الصهيوني، وتزيوا بحلل المحافظين والليبراليين الجدد. وبرزت مشكلتهم في عدم فهم تاريخ العرب.. وهو لن يخرج عن كونه سلسلة متصلة من الرفض والصمود والمقاومة، والعرب، كشعب، لا يسلمون بالهزيمة. ومنذ حملة نابليون، وما أعقبها من حملات أوروبية، علي مشرق الوطن العربي ومغربه، وبعد فشل حملة فريزر الانكليزية علي مصر 187، نجحت الحملة الفرنسية علي الجزائر في 1830، وأعيد قضم المنطقة، قطعة قطعة. وما كادت الحرب العالمية الأولي تضع أوزارها حتي وجدنا الوطن العربي يخضع للاحتلال المباشر، مع استثناءات بسيطة.. ركن هنا أو زاوية هناك.
استقر في ذهن المنظومة الغربية، المنتصرة في القرن التاسع عشر، وحتي منتصف القرن العشرين، أن اللحظة قد واتتها، للاستجابة للمخطط الصهيوني، فتتمكن من شطر المنطقة إلي نصفين، يباعد بينهما الجسم الصهيوني الغريب.. والتفاصيل التاريخية معروفة علي هذا الصعيد، لتبقي بها أطول فترة ممكنة. ومع كل مظاهر الرضوخ والإذعان الرسمية لم يشعر أي غاز أو مستوطن بالاستقرار أبدا. إلي أن رسخ في الوعي الرسمي الغربي أن الإبادة هي الحل مع هذا النوع من البشر. فعلوا ذلك في الجزائر.. واستأنفوه في فلسطين، ويؤكدونه في الصومال والعراق، ويحيونه في لبنان.
ضمن هذا السياق يجب أن توضع الحروب الاستعمارية والصهيونية.. لا يختلف الأمر بعد الحرب العالمية الثانية، وبزوغ النجم الأمريكي، ورعايته للدولة الصهيونية، بدءا بحرب 1948، وما تلاها من حروب، في 1956 و1967، 1973، وغزو لبنان 1982، وحرب الخليج الثانية 1991، وغزو العراق 2003، وغزو لبنان من الداخل والخارج 2006، واعتزام احتلال سورية، وتقسيمها دويلات طائفية ومذهبية وعرقية، وانتظار فرصة مواتية لتفكيك الجزيرة العربية ومصر والسودان، من أجل تيسير الإبادة وجعلها أكثر سهولة. واسترجع الغرب تراثه في إبادة أهل البلاد الأصليين.. بعد ما جري للعالم، وفقدانه للتوازن، كأثر مباشر، من آثار اختفاء الكوابح، التي أعاقت حركة المنظومة الغربية، لعدة عقود، وفرضت عليها لبس ثوب ليس لها، وتغطية وجهها البشع بقناع من الشعارات المزيفة، عن حقوق الإنسان والديمقراطية والاستثمار والتقدم. وفلتت منهاالفرصة، لفترة، في عدوان 1967، برغم القدرة التدميرية الهائلة، التي مكنت الدولة الصهيونية من تحقيق انتصار غير مسبوق، زاد من تأثيره حجم الأخطاء الاستراتيجية، غير المبررة، التي وقعنا فيها، والسبب أنه رغم تلك الفداحة في الخسارة، تغلبت روح المقاومة ورفض الهزيمة، ويرجع الفضل في ذلك للشعب، الذي خرج يومي 9 و10 حزيران (يونيو)، ولم تنكسر إرادة عرب ذلك الزمان، والإرادة التي لا تنكسر تضع العدوان في مكانه، كحلقة في سلسلة معارك الحرب المستمرة، التي لا تتوقف إلا بالتحرير وإعادة الحقوق المغتصبة إلي أصحابها. ومثل هذا المناخ يعطي أكله، وأقام تضامنا عربيا، عبرت عنه قمة الخرطوم، في آب (اغسطس) من نفس عام العام. بلاءاتها المعروفه: لا صلح.. لا تفاوض.. لا اعتراف.. لا تفريط في حق الشعب الفلسطيني. وقراراتها بدعم الدول العربية المتضررة، مصر وسورية والأردن وفلسطين، واضفت بذلك بعدا قوميا علي رفض الهزيمة، وعبرت عن التقاء متطلبات الصمود مع توجهات النظام الرسمي العربي حينها.
استمر النظام الرسمي العربي، حتي 1973، يحمل بعض جينات تلك المرحلة، وقدرا من سماتها وصفاتها. إلي أن أحدث السادات تحولا دراميا، بالرهان علي الولايات المتحدة وسياستها، ومنحها تفويضا بالتصرف فيما أسماه 99% من أوراق اللعب في المنطقة، وهو تحول أحدث خضة شديدة، وانتهي، منذ مطلع التسعينات، إلي نقل أمر زمام المنطقة بالكامل من اليد العربية إلي اليد الأمريكية. وكان تكريس الهزيمة عملا مهما لتزكية هذا الانتقال، وهلل النظام العربي لـ السلام كخيار استراتيجي، وأقام خصومة مع أي نصر، حتي لو كان محدودا. وتمادي في إبعاد شبحه عن الحياة العربية، وانقلبت القاعدة المعروفة، التي تقول بأن الهزيمة يتيمة أو لقيطة.. لا أب لها ولا أم.. بما تجلب من عار ومهانة. أما النصر فله ألف أب وألف أم.. بما يبعث علي العزة والإباء والكرامة. وأصبحت الهزيمة في ذاتها أيديولوجية، وجدت من يتبناها ويعمقها في نفوس الناس. فصار لها آلاف الآباء والأمهات، وتمكنت من الاستمرار أربعين عاما. أما النصر الذي تحقق 1973، تُرك يتيما وأُلْقِيَ به جانبا.. يواجه بالتجاهل والإهمال، وهو أسوأ ما استغلت فيه حرب تشرين الاول (اكتوبر). شخصنوها.. وسحبوا نصرها من رصيد الأمة، وأضافوه لحساب العدو، فحقق به ما لم يكن يحلم بتحقيقه في حرب 1967، وبات النصر كأنه خارج سياق التاريخ العربي، وأضحي مجرد جملة اعتراضية، في سفر الهزائم، وعمل مروجو هذه الأيديولوجية علي بذل كل ما في وسعهم لإلغاء الذاكرة الوطنية والقومية.. شطبوا معارك النصر من كتب تاريخنا الزائف، ومن مفردات إعلامنا المضلل، ومن علي معلقاتنا الهابطة، لا يُسمح لأبنائنا الاطلاع علي سيرة الثورة الجزائرية، ولا علي قصة انتصارها علي الاستيطان الفرنسي. ولم يتح لهم التعرف علي مقاومة الجنوب اليمني المحتل إلي أن تحقق لها النصر، وطـــُمست معالم المقاومة البطولية لليبيين ضد المستوطنين الإيطاليين. ويحدث نفس الشيء مع الثورة الفلسطينية المتجددة، ومنذ اندلاعها في ثلاثينات القرن الماضي. وكذا انتصارات الشعب اللبناني، وطرد الاحتلال الصهيوني 1983، وإلغائه اتفاق 17 أيار (مايو)، وانتصاراته سنة 2000 وتحريره للجنوب، وانتصاره في تموز (يوليو) الماضي. وقبل هذا وبعده، أهدرت أيديولوجية الهزيمة دم شهداء، رأس العش، بعد أسابيع قليلة من العدوان، والجزيرة الخضراء وشدوان. وشهداء مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل، وأضاعت جهد من أغرقوا المدمرة إيلات، وفدائية عمليات منظمة سيناء العربية، وحرب الاستنزاف. واقتحام خطوط العدو الأمامية بالعمليات الجسورة. وكانت هناك جبهة داخلية متماسكة، فوضت عبد الناصر، بمهمة إزالة آثار العدوان، ولم تتوان في الخروج احتجاجا علي الأحكام المخففة التي صدرت بحق المتسببين في النكسة. فأمر بإعادة المحاكمات مرة أخري..
واستمرار الهزيمة وفكرها وثقافتها وروادها، لمدة أربعين عاما، والعمل علي إحيائها دوما، ليس إلا ثمرة جهد عربي رسمي، نذر نفسه لتأكيدها ونشر ثقافتها، مبررا لتبعيته، ومزكيا بها الرهان علي العدو في حل مشاكل ومعضلات هي من صنعه، ومن أجل أن يقدم النظام العربي التنازل تلو التنازل، مع التزام بمساعدة هذا العدو، وتمكينه من العودة لاحتلال الأرض، وإبادة ما عليها من بشر، ونهب ما فيها من خيرات، وهذا النظام العربي يصر علي فرض الهزيمة، في وقت يهيئ فيه نفسه لنقلة أخري، تتوحد فيها المواصفات القياسية للحاكم العربي، المناسب لحقبة الاحتلال والتقسيم والتفتيت، فيكون علي شاكلة المالكي، في العراق، وعباس في فلسطين، والسنيورة في لبنان. ممن يقبلون بالاحتلال، ويلتزمون بالعمل خدما مطيعين له. وطول يوم الهزيمة، لهذا المدي الممتد لأربعين عاما، يراد له أن يطول إلي الأبد. فإن ذلك تم اعتمادا علي كسر الإرادة، وتدني السياسة العربية الرسمية، التابعة المصهينة.. المتماهية مع عدوها، حتي صارت صهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم. وبقيت ركيزة يعتمد عليها في اشعال الحروب، والقيام بعمليات التخريب والاغتصاب والتطهيرالعرقي. وسوف يدفع النظام العربي ثمن التزامه بأيديولوجية الهزيمة من وجوده ذاته. ويوم أن يحل محله نظام أكثر تعبيرا عن الأمة، وقتها لن يكون النصر شيئا عابرا، وسوف تثبت الأيام أن الهزيمة هي الشيء العابر في حياة العرب، وإلا ما استمرت أمتهم عصية علي الإفناء.
بندر بن سلطان آل سعود
فاجأت صحيفة الغارديان اليومية البريطانية ومحطة تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) العالم بأسره بنشرهما تفاصيل الرشاوي والعمولات التي تلقاها الامير بندر بن سلطان السفير السعودي السابق في واشنطن، وامين عام مجلس الامن القومي السعودي في اطار صفقة اسلحة اليمامة التي اشترتها الحكومة السعودية من بريطانيا وبلغت قيمتها 43 مليار جنيه استرليني اي ما يعادل ثمانين مليار دولار وتضمنت شراء طائرات تورنيدو و هوك .
التفاصيل حول كيفية دفع هذه العمولات والرشاوي عديدة، وباتت معروفة، وربما تتضح بشكل افضل، وبالصوت والصورة، عندما تذيع الـ بي.بي.سي برنامجها المتلفز الذي يتضمن ثمرة التحقيقات واللقاءات لمعرفة الحقيقة، ولكن ما هو غير معروف، للقارئ العربي علي الاقل، الجهة التي تقف خلف هذا الكشف، وتسريب المعلومات الي الاعلام، والاسباب التي دفعت الي ذلك.
قبل الاجابة علي هذا السؤال لا بد من العودة الي الوراء قليلا، وبالتحديد الي تدخل توني بليررئيس وزراء بريطانيا شخصيا، وايقافه التحقيقات التي كانت تجريها لجنة قضائية مستقلة في الصفقة وعمولاتها، بعد تهديد المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها مع بريطانيا، وايقاف تعاونها في الحرب علي الارهاب، والانسحاب من صفقة اسلحة جديدة تعتزم شراءها من بريطانيا تبلغ قيمتها الاجمالية سبعين مليار دولار وتضم طائرات يورو فايتر الحديثة.
توني بلير الذي سيغادر منصبه بعد اسبوعين تقريبا، قال انه يتحمل مسؤولية اتخاذ هــذا القرار شخصــيا، لان الاستمرار في التحقيقات سيؤدي الي كشف نتائج تهدد الامـــن القــــومي البريطاني، وتلحق ضررا بالعلاقات مع دولة حليفة شاركت بفاعلية في الحربين علي الارهاب والعراق.
قرار بلير هذا اثار حالة من الاستياء في الاوساط السياسية والقضائية البريطانية، وشكل احراجا للقيم الديمقراطية الغربية، وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير المؤسسة البريطانية الحاكمة التي هي اعلي من بلير، وتتكون من مجموعة معقدة من الحكماء في مجالات الاقتصاد والفكر والسياسة والقضاء، وتعتبر حارسة فعلية للنظام السياسي، وحكما يضبط ايقاعه، واقرب شــبه لها في العالم الثالث هـــو المؤسســة العسكرية في تركيا.
هذه المؤسسة شعرت ان بلير اساء لها، وتجاوز كل الخطوط الحمراء، وتعدي علي المؤسسة القضائية، واخترق مبدأ الفصل بين السلطات، ولهذا كان يجب ان يعاقب وهو داخل السلطة، وليس بعد ان يغادرها، حتي يخرج منها ذليلا منبوذا فاقدا اي مصداقية داخلية او خارجية.
فالاسرار التي نشرتها الصحف البريطانية جاءت في الغالب من لجنة التحقيقات التي قمعها بلير، او جهات قريبة منها، او مصادر من داخل وزارة الدفاع البريطانية، او الاثنين معا. لان القضاء البريطاني لا يتسامح في نشر اي معلومات كهذه لا تستند الي وثائق دامغة. وقد اخذ الامير بندر نفسه صحيفة الغارديان الي القضاء قبل عشر سنوات عندما لمحت مجرد التلميح الي مسألة العمولات والرشاوي ودوره فيها واجبرها علي الاعتذار في صدر صفحتها الاولي، لانها لم تملك الوثائق التي تؤكد مزاعمها في حينه.
المؤسسة البريطانية ارادت ان توجه صفعة الي توني بلير والنائب العام الذي سانده بفتاوي قانونية تمنع الاستمرار في التحقيقات. وكأنها حرصت ان تقول له انت اردت اخفاء اسماء اصدقائك في المملكة العربية السعودية المتورطين في العمولات، ومنع نشر حجم الاموال المدفوعة (مليارين ونصف المليار دولار فقط للامير بندر) ها نحن نسربها للصحافة وننشرها امام الرأي العام البريطاني، فسمعة القضاء ومصداقيته واستقلاليته اهم من عشرات المليارات تدخل جيوب المساهمين في شركة الاسلحة ومصانعها، مثلما هي اهم من بضعة آلاف من الوظائف يتم ايجادها للعاطلين عن العمل في بريطانيا.
ومن هنا فاننا نعتقد ان كرة الثلج قد بدأت في التدحرج، فبالامس كشفت الصحف البريطانية عن احتمال التحقيق مع النائب البريطاني العام غولدسميث بتهمة اخفاء الحقائق وعرقلة سير القضاء، ولن نستغرب اذا ما بدأنا نقرأ في الايام القليلة المقبلة اسماء متورطين آخرين من داخل الأسرة الحاكمة في السعودية او خارجها من الذين تورطوا بطريقة او بأخري في صفقة العمولات هذه.
هذه الفضيحة مست بريطانيا في نقطة حساسة جدا، في مركز تجمع عصبها الديمقراطي، ونخاع هيبتها القضائية، فهي لا يمكن ان تستمر في وقف التحقيقات في صفقة فساد بحجة الدفاع عن امنها ومصالحها، وتعطي محاضرات في الوقت نفسه عن الفضيلة والشفافية والحفاظ علي المال العام للقادة في العالم الثالث، وخاصة في القارة الافريقية، ولهذا كان لا بد من انقاذ شرف المؤسسة البريطانية وقيمها بهذه الطريقة الحاسمة وغير المسبوقة.
دروس كثيرة يمكن استخلاصها من نقطة التحول الاساسية هذه في صفقات الفساد في العالم العربي علي وجه الخصوص، ابرزها ان الزمن الذي كان يعقد فيه الحكام العرب صفقات اسلحة من اجل العمولات فقط قد ولي الي غير رجعة، فلا حصانة بعد اليوم لاي مسؤول يحاول نهب المال العام، لان الحقائق ستظهر ولو بعد عشرين عاما، مثلما حدث مع صفقة اليمامة هذه.
المؤلم انه رغم الايجابيات الكثيرة للكشف عن صفقة العمولات هذه، فان السلبية الاخطر تتمثل في ارتباط اسم العرب بالفساد والرشاوي والعمولات ونهب المال العام، واستخدام سلاح المال والنفط لافساد المؤسسات القضائية للدول الاخري.
الحكومة السعودية ربما تعتبر ما ينشره الاعلام البريطاني حول رشاوي صفقة اليمامة جزءا من الحملات الصهيونية ضد المملكة مثلما جرت العادة، او تذهب الي ما هو ابعد من ذلك وتســحب ســـفيرها من بريطـــانيا، او تلغي صــفقة طائــرات يوروفايتر انتــقاما. ولكن هذا لن يغــير كثــيرا من الحقــيقة، وربما يرتد عكســـيا عليها، ويزيد من الخســائر بدلا من ان يقللها.
يسجل للاعلام البريطاني، ورغم بعض تحفظاتنا علي بعضه، وتغطياته لهمومنا وقضايانا، انه انتصر للحقيقة، ووقف الي جانب مصالح مواطنيه، ولم يساوم علي قيم العدالة والشفافية والحريات وسيادة القانون ومبدأ الفصل بين السلطات، ونأمل ان يأتي اليوم الذي يرتقي فيه اعلامنا العربي الي هذا المستوي من المسؤولية المهنية والاخلاقية.
المصدر : صحيفة القدس العربي بتاريخ 09/06/2007 مقال عبد الباري عطوان
Source : http://www.alquds.co.uk
التسميات: بندر بن سلطان آل سعود
٢٠٠٧/٠٢/٠٣
AMERIKKKA used nuclear weapons in Iraq
٢٠٠٧/٠١/٢٣
Are jews capable of sustaining a state ?
النص أدناه من كتاب اليهودي العالمي لهنري فورد ، وهو كتاب مهم جداً حذر فيه من خطر اليهود على السلام العالمي و بوجه خاص خطر اليهود على أمن ومستقبل الولايات المتحدة الأمريكية ، في النص المقتطف أدناه يضع المؤلف سؤال أساسي :
هل يستطيع اليهود المحافظة على دولة؟
ويجيب على السؤال بـ "لا" :
لا يمكن لليهود المحافظة على دولة للأسباب التالية:
- عدم ثقة اليهودي بنفسه
- عدم ثقة اليهود بمجتمعهم اليهودي
- عدم ثقة اليهود بالمجتمع الدولي
- عدم قدرة اليهودي التخلي عن الصفات و الأخلاق اللاإجتماعية
- الفوضى الداخلية في الشخصية اليهودية
- العقيدة الصهيونية المبنية على عنصرية التفوق العرقي لليهود مقترنة بالغطرسة والعنجهية المتأصلة في السلوك الجمعي للمجتمع اليهودي
- السعي اليهودي الحثيث ، المبالغ فيه ، للتأثير الثقافي والإجتماعي على ااثقافات والمجتمعات الأخرى
- التوسع العدواني وضم الأراضي بالقوة وسياسات قضم الأرض التي تمارسها الدولة اليهودية
- العدائية المتأصلة لكل "الأغيار" أي الأعراق والأجناس الأخرى "الغير يهودية"
- النزعة اليهودية إلى العسكرية والتسلح المبالغ فيه ، وهي نزعة يكمن ورائها الخوف المتأصل بالشخصية اليهودية وعدم ثقة اليهودي لا بالنفس ولا بالغير
- الصراع الأيديولوجي الداخلي المتأزم في الثقافة اليهودية
- الجشع والطبع الشره سواء من الناحية المادية أو من الناحية المعنوية ، و خلف ذلك يكمن الشعور العام بالنقص والدونية في اعماق الشخصية الجمعية اليهودية
- الفوضى العرقية والتناقضات الحادة في الإنتماء الحضاري للمجتمع اليهودي
Observing and weighing the events and tendencies of Jewish rule thus far in Palestine, it is not difficult to see the purpose in it all. The Jews still distrust their ability to make a State. They do not distrust the world's willingness to let them have a State; indeed, it is amazing how naturally the Jews place confidence in that portion of the world they have always affected to despise. But deep-seated in the Jew is a distrust of himself. He doesn't know how his people will contrive to live together. He doesn't know how they will contrive to drop the principles and practices which are so destructive of social comity elsewhere. And he feels that, patient as the mandatory power may be now, it is doubtful how long that patience will hold out under the blunders and brutalities that will be inseparable from Zionist rule, if any deductions can be drawn from the facts at hand. Therefore, feeling that the time may be short, he is endeavoring by such actions as interference with the cultural question, with the racial rights if the natives, and by such schemes as the land-grabbing device described above, to get so strong a hold on the situation as will seriously complicate it whenever Great Britain shall feel it to be her duty to the world to step in and attempt to bring some kind of order out of the chaos.
It begins to be very clear that Jewish nationalism will develop along the line of enmity to the rest of the world. Already the dangerous proposal has been made to organize a Jewish army for the protection of the Suez Canal. Instead of thinking of roads and farmsteads, of vineyards and oil presses, of schools and sanitary villages, the Jews are thinking of elevating themselves into the military power that shall stand between East and West on that most strategic strip of ground in the world. The whole situation is fraught with danger, and men who wish well to the Jews are alarmed and saddened by the prospect. There are three elements of danger in the situation as it exists today: the overwhelmingly predominant Bolshevik element that is being poured into Palestine; the intense, egotistic and challenging nationalism that Zionists exhibit even before they get a potato patch -- the taste for world politics and world power; and the racial confusion which now exists in Palestine.
Source : The International Jew, by Henry Ford, (AAARGH INTERNET EDITION 2003)
٢٠٠٧/٠١/١٤
إلى القمّة العربية
حــــدت الحــداة ودارت الاكواب | وتناقلـــت أخبـــــارنا الأعـــراب |
من بعـــد قوتنـــا تخـــاذل عـزنا | وتحكمـــت برقابـنـــا الأغـــراب |
يا قمـة الزعـمـــاء إنــي شـاعــر | والشعــــر حـــر ما عليه حساب |
أذكـــرتمـونــــي أم نسيتـــم قائدا | كـانت تسابـــق اسمــــــه الألقاب |
فأنا الزعيـــم أنا المقــدم بينكــــم | و يحيطنـــي الإجـلال والإطنـاب |
اسمي انا صـــدام أطلــق لحيتــي | حينــا و وجــه البدر ليس يعـــاب |
فـي حفـــرة ضاقت كلحــد مظلـم | سـكـنـت هنـالك مهجــــة وجواب |
فعـلام يجـذبـنـي العلـــوج بلحيتي | أتـخـيـفهــا الأضـراس والأنيـــاب |
وأنـا المـهـيـب ولــو أكــون مقيـدا | فالليــث فــي قـفــص الحديـد يهاب |
هـلا ذكـرتــم كـيــف كنت معظمـا | والنهـــر بيـن أنـامـلــي يـنـســـاب |
عشـــرون طـــائرة ترافــق موكبي | الطيـــر يحشـــر حولهــا أســـراب |
والقــادة العظمــاء حولي والــورى | يـتـزلـفـــون و بعـضهـــم حجـــاب |
قـمم مضت عنـدي وعنـد ديــاركم | قـمم التـحــدي والحضـــور غيـاب |
سيجيب طبع الزور تحدت جلودكم | صــــدام فــــي جبـــروته عـــراب |
كنــت الـــذي تقفـــون خـوفا خلفـه | تتقـــارب الجبهــــات والأشنـــــاب |
في الواحة الخضراء حولي دائمــا | يتـــزاحم الزعمــــاء والأحـــزاب |
و لنيل مرضاتـــي وكسب صداقتي | يـتسابــــق الــــوزراء و النـــــواب |
كـل يـحــاول أن يـكــون مـقـربـــا | عنــدي وكــم تـتـــزلــــف الأذناب |
تهتـز حــولي الأرض خوفا كلمـــا | هـــاجـــت بـصدري ثورة وعتـاب |
ماذا صنعتم يا رفـــاق و ما عسى | أن تصـنعـــوا, وزن العميل ذبــاب |
مثلـــي فـأكثــركــم علـــى أخوانه | مـتـآمـــر و مـخـــادع كــــــــذاب |
أولــم تـكــــونوا قاهرين شعوبكم | أم ليـــس مثلــــي بينكــــم قصاب |
فإذا نهبت من العــــراق وشعبــه | ثرواتـــه هـــل وحـدي النهـــاب |
وإذا فجرت بسبكــــم وعــدائكـم | فالجــــل منكـــــم فاســـق سباب |
للغـــرب صلينـــا ولـــم نكفر به | وأنا الإمام وقصري المحـــراب |
أفتكتمون على الشعوب سجودكم | للغـــرب ربـا دونـــه الأربـــاب |
القتـــل والتعذيــب شـرع محكم | جاءت به الأجناب والأعـــراب |
فقتلــت مليونين مــــن فرسانكـم | والقتل شرع محكــــــم وكتــاب |
وفتحت فارس من جديد تطوعا | والفتـــح ياشعب الكويت خراب |
يا قمـــة تـــروي الهوان حكاية | والمنجــزات ضيافة وخطـــاب |
أما البيـــان هـــــو البيان وإنما | وتستبدل الأقـــلام والكـتـــــاب |
لا تجزعوا من أي لفظ واضـح | فاللفظ لغــــو مـــا عليه عقاب |
تدري وكــالات الغزاة بأنكـــم | لوجـــودها الأزلام والأنســاب |
تدري بأن الغرب شعب واحـد | لافرق إلا الثـــوب والجلبـــاب |
والمسلم العربي شخص مجرم | أفكاره الإجـــرام والإرهــــاب |
أنا والعراق نكون بندا واحـــدا | فعــــلام تغلــق دوني الأبواب |
وأنا العـــراقي الذي في سجنه | نسجــــت على منواله الأثوب |
إني شـــربت الكأس سما ناقعا | لتدار عنـــــــد شفاهكم أكواب |
أنتم أسارى عـــــاجلا أم آجلا | مثلي وقد تتشابــــــه الأسباب |
والفاتحون الحمر بين جيوشكم | لقصوركم يوم الدخول كلاب |
وعن الدجيل إذا أحاكم من ترى | خصمـــي من المتآمر المرتاب |
توبو إلى أولمرت قبل رحيلكم | واسترحمــــوه لعلــــــه تواب |
عفوا اذا غدت العروبة نعجة | وحماة أهليها الكرام ذئـــاب |
شعر : سليط
نشرت في جريدة الخليج الاماراتية يوم الاحد ثاني ايام عيد الاضحى بتاريخ 31/12/2006
٢٠٠٧/٠١/٠٢
الشهيد ابو الشهداء صدّام حسين المجيد
كبير في حياته.. كبير في شهادته
عبد الباري عطوان
هذا الاهتمام العربي والعالمي غير المسبوق باعدام الرئيس العراقي صدام حسين، والطريقة الوحشية التي تم بها، يؤكدان اهمية الرجل، ومكانته البارزة، ودوره المتميز في تاريخ المنطقة العربية.
الادارة الامريكية وادواتها في العراق الذين خططوا بعناية لهذا الحدث، من خلال خبراء في الاعلام والعلاقات العامة وتوجهات الرأي العام، لم يتوقعوا مثل هذه النتيجة العكسية تماما، وفوجئوا بها وبالآثار المدمرة التي يمكن ان تترتب عليها فيما هو قادم من الايام.
صدام حسين تقدم الي منصة الاعدام كالجبل الاشم، رافع الرأس، ممشوق القوام، مترفعاً عن الصغائر والصغار، مؤمناً بعقيدته وعروبته، مردداً شعارات العزة والكرامة، بعد ان عزز ايمانه، واكد عليه بترديد آيات من القرآن الكريم والشهادتين، سيحسده كل الزعماء العرب، الاحياء منهم والاموات، علي هذه الشهادة المشرفة، وهذه المحبة العارمة في اوساط مئات الملايين من العرب والمسلمين في مختلف انحاء المعمورة.
صدام حسين كان الزعيم الوحيد في تاريخ هذه الامة الحديث الذي ذهب الي المقصلة لانه وطني رفض الاحتلال والاستسلام للغزو، واختار المقاومة، ولم يسبقه الي هذا الشرف الا رجال من امثال عمر المختار ويوسف العظمة، تشرفت الامة وتاريخها بنضالاتهم، وحفظتها لهم في سجلات العزة والكرامة.
سارعوا باعدامه لانهم كانوا يخافونه حتي وهو خلف القضبان، مثلما سيظلون يخشونه وهو جثة تتواري بين حنايا تراب الوطن، فالمقارنات بين زمانه وزمانهم الدموي الفوضوي جاءت دائما لصالحه، والمطالبات بعودته لانقاذ العراق من محنته والزمرة الفاسدة الحاقدة التي تحكمه باتت تصم آذان الاحتلال والمتواطئين معه.
احرجهم وقزمهم بوقوفه كالرمح في قفص الاتهام، وارعبتهم نظرات عينيه الثاقبة، وفضحتهم وطنيته وعروبته وترفعه علي التقسيمات الطائفية الكريهة التي زرعوها في عراقهم الجديد الموبوء، فقرروا التخلص منه في عجالة مربكة ومرتبكة.
شكراً لتكنولوجيا الهاتف النقال التي مكنتنا من التعرف علي الوجه البشع للطائفية البغيضة الحاكمة في عراق امريكا ، فهذا الشريط، فضح حكومة المنطقة الخضراء، ونسف كل مخططات الرقابة والتزييف لخبراء المخابرات الامريكية وعملائهم، وقدم لنا الحقيقة عارية، دون ان يقصد صاحبه.
كان مصيباً عندما التفت اليهم وقال هل هذه هي مراجلكم؟ عندما كانوا يوجهون اليه الاهانات وهو يتقدم الي حبل المشنقة برحابة صدر وعزة نفس، مردداً القول الكريم واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً .
فهل من الرجولة الهتاف بشعارات طائفية بغيضة امام رجل، لم يكن طائفياً في اي يوم من الايام، وحبل المشنقة يلتف حول عنقه، وستذهب روحه الي خالقها بعد ثوان معدودة؟
هل هذه هي اخلاق الاسلام السمحاء، وهل هذه من قيم العروبة والشهامة والاباء، وهل هؤلاء هم ابناء العراق العظيم الذي وقف دائماً في وجه الغزاة علي مر التاريخ وكان سنداً لأمته وقضايا العدل في العالم بأسره؟
نأسف، ولكن لا نفاجأ، لأن بعض الحكومات العربية احتجت فقط لأن الاعدام جري تنفيذه يوم عيد الاضحي المبارك، وكأن اعدام هذا الرجل الرجل جائز ومبارك في اي يوم آخر. نأسف مرة اخري لأن معظم الزعماء العرب تواروا في قصورهم ولم يجرؤ اي منهم علي النطق بكلمة احتجاج واحدة خوفاً من امريكا.
لقد طْعنّا مرتين، في الاولي عندما شاهدنا زعيماً عربياً يساق الي منصة الاعدام وفق عدالة طائفية حاقدة وثأرية، وفي المرة الثانية عندما لم نشاهد احداً يعترض علي اعدامه من نادي الزعماء الذي انتمي اليه لأكثر من ثلاثين عاماً.
لعل الله أراد له خاتمة طيبة، وذكراً حسناً، عندما اوعز لاحدهم تسجيل ما أرادت امريكا وحكومة الطوائف اخفاءه، من خلال شريط فيديو اللحظات الاخيرة، الذي احدث نقطة تحول تاريخية ربما ستشكل تاريخ المنطقة، وطبيعة الاحداث فيها لعقود قادمة.
لعل الله أراد ان يكشف مسلسل اكاذيب موفق الربيعي مستشار الأمن القومي في حكومة الاحتلال (أين هو هذا الأمن؟)، الذي خرج الي العالم مردداً انه، اي الرئيس صدام، كان ضعيفاً منهاراً وهو في طريقه الي ملاقاة ربه، فيأتي الشريط ليقدم لنا بالصوت والصورة اننا امام اسد شجاع، يرفض ارتداء قناع، مثلما يرفض اخذ حبوب مهدئة عرضوها عليه، ولماذا القناع، ولماذا الحبوب، فالقناع للخونة والمجرمين الذين يخجلون من خيانتهم او جرائمهم، والحبوب المهدئة تصلح لمن لا يستطيع مواجهة التاريخ من سوء افعاله.
الادارة الامريكية ارتكبت خطأ قاتلاً وكشفت عن حماقة كبري تضاف الي حماقاتها الكثيرة في العراق عندما اعدمت هذا الرجل، بطريقة ستدفع ثمنها غالياً في المستقبل القريب. فبقاؤه كان سيفيدها اكثر بكثير من اعدامه لو كانوا يفهمون السياسة كما يجب، لأنه يمكن ان يكون ورقة لتهديد الطائفيين وابقائهم خدماً لها ولمخططاتها، مثلما يمكن ان يكون ورقة مساومة للتهدئة مع المقاومة والقطاع العراقي العريض الذي يؤيدها. ولكنهم لا يعرفون غير الاحقاد، ولا يريدون غير الحاق المزيد من الاذلال بالعرب والمسلمين باعدامه.
ربما تكون الادارة الامريكية نجحت في امر واحد فقط، بعلم وتخطيط او بدونهما، وهو تعميق الشرخ الطائفي ليس في العراق فقط وانما في العالم الاسلامي بأسره، ولم يكن من قبيل الصدفة ان يوقع نوري المالكي قرار تنفيذ الاعدام، ولم يكن من قبيل الصدفة ايضا ان توكل مهمة التنفيذ للحاقدين الطائفيين مثلما شاهدنا في شريط الفيديو. فقد اختفي الطالباني، او هرب، ومعه كل من شاركوا في مشروع الاحتلال الامريكي وقدموا له الغطاء الشرعي، من الطائفة الاخري.
هذا الاعدام سيوجه ضربة قوية لكل جهود المصالحة الوطنية، وسيؤدي الي تصعيد الهجمات ضد القوات الامريكية والمتعاونين معها، وسيصب المزيد من الزيت علي نيران الحرب الاهلية المشتعلة اصلا. من نفذوا حكم الاعدام لا يريدون المصالحة، وبقاء العراق موحدا. بل يعملون لنسفها، فالتسامح، والغفران، وسعة الصدر، هي صفات اساسية غير متوفرة في هؤلاء.
صدام له سلبيات وايجابيات، ولكنه لم يقتل بسبب سلبياته، وانما بسبب ايجابياته، وايجابياته هي ايمانه بالوحدة العربية، والتصدي لاعداء الامة، وبناء قاعدة صناعية وتعليمية غير مسبوقة وتحدي امريكا، واختار المقاومة ورفض المنافي الآمنة المرفهة.
لعنة صدام ستظل تطاردهم، تطارد الامريكان، وتطارد جلاديه من الطائفيين الحاقدين، ومثلما خرجت القاعدة من رحم الغطرسة الاسرائيلية في لبنان، والعجرفة الامريكية في العراق، فان قاعدة صدام قد تخرج من رحم عملية الاعدام المهينة.
النظم العربية أحبطت الشباب ودفعته للسلبية والتطرف
النظم العربية أحبطت الشباب ودفعته للسلبية والتطرف
منى محروس
لا يستطيع أحد أن يماري في أن الشباب العربي يعاني من حالة اغتراب عن أوطانه، وهذه الحالة دفعته إما للانعزال والسلبية، وإما إلى التطرف والخروج على هذه المجتمعات التي يشعر أنها مسئولة عن مأساته.
ويمكننا التحدث عن الاغتراب الذي يعانيه الشباب العربي من زاوية الانفصال بين الذات والواقع، وشعور الشباب باختلاف ذاته عن الآخرين، وافتقاد الإحساس بالعلاقة بينهما؛ ثم انعدام الشعور بالقدرة على تغيير الواقع، ثم افتقاد القدرة على اكتشاف المغزى والعبرة القيمية من الحياة.
ويمكننا التحدث عنه أيضاً بمعنى تلاشي المعايير والعزلة النفسية للشباب عن المجتمع، ثقافياً وحياتياً؛ ومن بعدُ الاغتراب عن الذات.
أو بمعنى كون اغتراب الشباب ناتجاً عن تعرضهم لإحباطات نفسية نتيجة انتزاعهم من بعض الأشياء أو الناس الذين يحبونهم.
أو بمعنى حرمان الشباب من أشياء يحبونها، أو عن ابتعادهم عن أشياء أو أشخاص يرغبونهم أو يحبونهم بطبيعتهم أو غريزتهم؛ وهو تعبير عن ضياع وافتقاد هذا الشيء.
بين الاغتراب الإيجابي والسلبي
يقول د. عبد الله سليم أستاذ علم الاجتماع: إن مظاهر العجز والعزلة وفقدان المعايير وعدم وضوح المستقبل، وافتقاد الانتماء والضياع أصبحت من ابرز السمات السائدة في الحياة الإنسانية في عالم اليوم، ولعل في مقدمة العوامل التي كانت وما تزال وراء بروز هذه المشاعر التي تولد عنها الإحساس بالاغتراب تفاقم الأتمتة (أي الآلية والميكنة) المصاحبة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتسارعة التي كان لها الأثر الكبير في تزايد المشكلات الحياتية وتنامي الضغوط التي قيدت حرية الإنسان وإضعاف إرادته وروابطه الإنسانية.
والشباب هم أكثر فئات المجتمع تعرضا لهذه الظاهرة كونهم يمثلون الفئة الأوسع والأشد إحساسا بالفجوة الفكرية والانخلاع القيمي الذي بات يفصلهم عن مجتمعهم، كما أنهم يمثلون الشريحة العريضة التي تعرضت للاستلاب الروحي والقلق النفسي وافتقاد الحس الزماني والمكاني وعدم الرضا عن أهداف الحياة أمام تعاظم تيار المنافسة والتغالب تحت مغريات العصر التي تعكس الاهتمام بالربحية والتقدم المادي والتوجه نحو الاستهلاكية والانغماس في المظهرية والسعي وراء الغنى والرفاهية وتعزيز ضمانات الحاضر وترقب المستقبل على حساب الغير.
والاغتراب بصورة عامة يحمل في طياته دلالتين في المعنى، فهناك دلالة إيجابية المقبولة وأخرى سلبية مرذولة. فالاغتراب المقبول كاغتراب الصالحين والفلاسفة والعلماء، وهو اغتراب طواعية واختياراً. والاغتراب في الإسلام هو شعور الإنسان بانفصاله عن الدنيا وهو فيها عابر سبيل كما يقول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) وهو اغتراب مقبول وسليم.
أما الاغتراب المرذول الذي هو اغتراب مرضي، فهو اغتراب كامل ومطلق بفقدان النفس تماما بوصفها مركزا لتجربة الإنسان وشعوره.
ويرى فيورباخ أن الكشف عن الاغتراب لا يتم إلا من خلال الدين وان الاغتراب الديني هو أساس كل اغتراب فلسفي أو اجتماعي أو نفسي أو ثقافي. والاغتراب عند ديكارت هو عزلة النفس عن الجسم وعزلة الأنا عن العالم. والاغتراب عند ماركس يتولد في ظروف اقتصادية واجتماعية وثقافية ومن خلال التطور الجدلي لرأس المال الذي يعد من أخطر أنواع الاغتراب.
أنواع الاغتراب ونتائجه
بينما يرى د. المحمدي فاروق أستاذ الصحة النفسية أن للاغتراب أشكال مختلفة، فهناك الاغتراب الروحي الذي يرجع إلى افتقاد الروابط العقائدية التي ينطلق منها الأفراد في تفاعلهم الإنساني.
وهناك الاغتراب الفكري، فقد يتخذ الاغتراب عند الإنسان منعطفا أيديولوجيا حينما تؤدي بعض التوجهات الفلسفية والأيديولوجية التي يتبناها الأفراد إلى إضعاف علاقاتهم الاجتماعية وتواصلهم مع الناس. وينبع هذا الاغتراب من افتقاد القواسم الفكرية المشتركة وما ينبع من ذلك من تقلص عناصر التفاهم والانجذاب الذهني والعاطفي المتبادل. وغالبا ما يتعرض المفكرون والمثقفون ذوي الثقافات العلمية والفلسفية محدودة الانتشار أو ضعيفة التجذر مجتمعيا إلى هذا الصنف من الاغتراب، بسبب اتساع المسافات الفكرية التي تفصلهم عن أفراد المجتمع.
وهناك الاغتراب القيمي الثقافي، حيث إن التحلل القيمي في أكثر من صورة يعني تآكل سيطرة المعايير الاجتماعية على السلوك، وقد أطلق العلماء على هذه الحالة مصطلح اللامعيارية، وهو ما يلاحظ بشكل خاص في المجتمعات الغربية.
وعند بلوغ هذه المرحلة من التفكك تكون بنية المجتمع عاجزة عن ضبط وتنظيم علاقات الناس وضمان الحدود الدنيا من التفاهم ،وتتصدر التحولات الاقتصادية والاجتماعية السريعة والعميقة،الأسباب التي تفضي إلى هذا الانحلال حيث يعتري القيم الوهن الذي يضعف دورها في تنظيم الحياة الاجتماعية .
وهناك الاغتراب التقني والاقتصادي، حيث إنه مع تفاقم الأتمتة والحيل الاختراعية الهادفة للاقتصاد بتكاليف الإنتاج ومضاعفة الأرباح تصاعدت القيود التقنية على حرية الإنسان وتقلصت معها إرادته وإنسانيته، وهكذا أدخلت الآلة الإنسان بتجربة جديدة كان الاغتراب أحد نتائجها المأساوية، فهو لا يقرر بنفسه الحركات الجسمية في أداء عمله الصناعي بل لابد له من الخضوع لما تليه الآلة من إجراءات تقنية مقننة تكرر حرفيا،وفي إطار هذه الرتابة صار الإنسان- وقد سلبت منه الإرادة- تابعا للآلة بعد أن كان يتحكم بها ويطورها حسب عادات جسده.
ومن نتائج الاغتراب، التراجع والهامشية، فهنالك الكثير من الناس يعجزون عن التكيف مع حركة المجتمع بسبب استمرارهم في التمسك بالقيم التقليدية مما يعرقل مواءمة سلوكهم مع التغيرات الاجتماعية الجارية، وهم كثيرا ما يغالون في تصورهم للأثر الايجابي لما يفعلون ووقعه الاجتماعي والنفسي في نظر الآخرين.
وأقصى ما تصله حالة الاغتراب في سياقات التغير الاجتماعي والاقتصادي والتصنيع، هو انفصال الإنسان عن ذاته، وهي ما أسماها العلماء بالاغتراب عن الذات.
ومن نتائج الاغتراب أيضاً العزلة وتأكل الانتماء، وهي التي تكون بارزة غالبا في المجتمعات الحديثة الغربية والتي تكون قائمة على الفردية دون الاهتمام بروح الجماعة، وكذلك ضمور التواصل بين سكان المدن الحضرية وبروز الحواجز النفسية والاجتماعية التي تسبق المسافات التفاعلية بينهم.
الاغتراب مدخل للخروج عن المجتمع
تقول د. ابتسام طه أستاذة الفلسفة: إن الشباب العربي يعيش أزمة اغتراب حقيقي، وقد أكّدت الدراسات التي أجريت في العديد من الدول العربية، وبين مختلف الطبقات الاجتماعية هذه النتيجة، فمواجهة الشباب بالأنظمة البيروقراطية وأنماط السلطة غير الديمقراطية لا تبقيه خارجها فقط، ولكنها تجعل دوره ينحصر في الخضوع لها والالتزام بقوانينها مما يشعره بالعجز وعدم القدرة على تحقيق ذاته. والاغتراب هنا هو مرحلة وسطى بين الانسحاب من المجتمع والتمرّد عليه. هو يلجأ إلى ثلاثة أنواع من التصرّفات: إما الانسحاب من هذا الواقع ورفضه، وإما الخضوع إليه في الوقت الذي يعاني فيه النفور، وإما التمرّد على هذا المجتمع ومحاولة تغييره ولو كان ذلك بقوة السلاح.
إن استمرار تجاهل قضية الشباب في مجتمعاتنا العربية وعدم معالجة ما يلاقيه من تدهور في مناهج التعليم، وابتعاد الشباب عن الاهتمام بالسياسة، وجهلهم بتاريخ أوطانهم، وموقف اللامبالاة مما يجري حولهم هو نتيجة حتمية لسياسات التجاهل لمواجهة قضاياهم، وقد حوّلتهم تلك المشاعر المتناقضة في داخلهم إلى مخزن يغرف منه كل من لديه مصلحة خاصة في تجنيدهم واستخدامهم.
لابد من إقحام الشباب للمشاركة وسماع رأيهم في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوسيع دورهم في المشاركة في كل ما يتعلق بحياتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم، ويأتي في مقدمة ذلك خفض سن الناخبين ليصبح عند الستة عشر عاماً، وأن يمثل الشباب في المؤسسات الديمقراطية والتشريعية، ويفسح في المجال لسماع مقترحاتهم والأخذ بها عند التطبيق، فالثقافة السياسية جزء وشرط مهم في ثقافة الشباب إن أردنا تدريبهم وتأهيلهم للقيادة في مرحلة لاحقة، ونحن بهذا ندخلهم في نسيج المجتمع بدلاً من أن يتحوّلوا إلى أدوات للهدم والتخريب، فوضع ثقافة متوازنة للشباب تراعي تراثهم وتاريخهم الوطني والقومي، وتسعى للحاق بالثقافة الحديثة المنفتحة على العلم والتكنولوجيا والفلسفة المعاصرة المتطلعة إلى مزيد من الكشف عن الكون وأسراره أمر لا مفر منه، وأن ندرّبهم على اكتشاف ثقافة الشعوب والأمم المعاصرة ليتمكّنوا من التعامل والتفاعل معها في هذا العالم الذي بدأت تتشابك فيه تلك الشعوب بثقافاتها المختلفة على درب التعاون والتلاقي والاندماج في ثقافة كونية تسعى لإشاعة السلام في العالم وتحتفظ في الوقت ذاته لكل شعب بخصائصه وعاداته وتقاليده وتراثه الديني والقومي ضمن حركة التفاعل مع الثقافات الأخرى.
إن شبابنا اليوم يسعى خلف الإعلام الخارجي باحثاً عن الحقيقة، التي بدأ يشك في صدقها في إعلامه الرسمي، متصوّراً أنه سيجدها عند الآخر، وهذا بداية الانسلاخ الثقافي وفقد الثقة في ثقافته والقائمين على تسيير شئونه، ومؤشر إلى سهولة السقوط تحت تأثير أي إعلام معاد له ولوطنه وتراثه الثقافي والحضاري، وسنرتكب أخطاء أكثر فأكثر إن نحن تصوّرنا أن بإمكاننا الاستمرار في إبعاد جيل الشباب في عالمنا عن المشاركة الكاملة في إدارة شئون حياته ورسم مستقبله، فالكبار، في عصر يقوده الشباب، لن يتمكنوا من ضبط إيقاع الحياة دون الشباب ومشاركتهم الكاملة، وقد دلت الدراسات والأبحاث الحديثة على أن المجتمعات، التي تتعرض للتغير التقني السريع لا يعود الآباء فيها يملكون ما يقدّمونه لأبنائهم، لأن معارفهم تفقد ملاءمتها للواقع الجديد والمستجد. فكيف بزمان كزماننا الذي فاقت سرعة التغير التقني فيه بملايين المرات سرعة التغيرات التقنية التي أصابت المجتمعات البشرية القديمة، فجيل الآباء في زماننا ما عادوا يملكون معظم الإجابات عن أسئـلة أكثر وأعقد مما لا يقاس مما توافر لمن سبقـهم، فهم يكادون أن يفقدوا الموقع الذي يخوّلهم أن يقـولوا للصغار ماذا يفعلون وماذا لا يفعلون، وأصبحت العلاقة بين الطرفين بسبب التقنية الجديدة حواراً لا تلقين دروس وأوامر.
مأساة غرس ثقافة الخوف والقلق
د. سامي وهيب أستاذ التربية يؤكد على سلبيات النظام التربوي العربي ومناهجه التعليمية التي قدَمت العلم من دون ثقافة، كما قدَمت الثقافة من دون علم، وبذلك أنتج هذا النظام جيلاً معزولاً عن حركة العالم، وليس جيلاً مستشعراً بصورة المستقبل المتفاعل مع حضارته، بل إن الاستشعار الرئيسي المقدَم إليه هو إن هذا العالم عبارة عن شبح مخيف يتطلَب المواجهة المشحونة بالضدية والسلبية. كما إن أخطر ما قدمه الواقع السياسي العربي خصوصا في العقد الأخير ثقافة الخوف والقلق والغموض والخيبة والعزلة ما بين السلطات والمجتمع، وما بين الداخل والخارج، وهي ثقافة لا تستطيع تلبية حاجات الجيل الشبابي وذلك لفقدانها الجاذبية العصرية التي تتمتع بها الثقافة الغربية الوافدة القادرة علي ملء الفراغ في عالم يفور بعولمة الثقافة والإعلام إضافة للاقتصاد. إلي جانب هيمنة ثقافة السلطة التي تهتم بحماية نفسها ومؤسساتها. مثل هذه الثقافة ليست مهيأة سوي لإنتاج نمطين من الشباب: الأول جيل مُخنَث لا يحمل هوَية ويخضع للآخر ويأخذ منه كل شيء ويرفض العلم والمعرفة، والثاني نمط معزول عن الحاضر وهو يلبس قميصه، ويتعامل مع مظاهره، أما جيل الوعي والإبداع فهو مضيَع.
خطورة الانكفاء والعزلة
أما د. ناصر الضبع مستشار الطب النفسي فيرى أن العزلة التي يجنح إليها الشباب قد تكون خيارا يسلكه البعض بسبب الحيرة، وفى نفس الوقت غياب قنوات التعبير، فيضعف الحافز نحو المشاركة في عملية التنمية، ويبحث عن أطر بديلة.
وعندما يتم تكريس العزلة من أجل كبح جماح وطموح الشباب، من خلال مثلاً البعد عن إعلام الحوار السياسي والإغراق في إعلام الترفيه فإنها قد تتحول إلى ظاهرة مرضية، وقد تخرج في قنوات غير مشروعة أو غير محسوبة تارة أخرى، وتؤدى إلى ارتباك المعادلة السياسية.
ومن أسباب العزلة بين الشباب والأطر الرسمية للمشاركة تلك الهوّة بين المبالغة فيما تحقق له من ناحية، وضآلة المحسوس من هذه الإنجازات من ناحية أخرى. والملفت للانتباه، كذلك، هو ضخامة الحديث الرسمي عن الإصلاح وتمكين الشباب في العالم العربي وفى نفس الوقت محدودية الإصلاح وتواضع كفاءة هذه الأطر الرسمية لمشاركة الشباب. وعندما يتم استبقاء الشباب خارج عملية صنع واتخاذ القرار يصبح الحديث عن ثقافة العزلة بين الشباب أمرا واردا.
فمن خلال قراءة المنظومة القانونية العربية، يتضح أن 14 دولة لم يشر دستورها إلى كلمة الشباب، أما الدول التي أشار دستورها إلى الشباب فأغلبها ركزت على حماية ورعاية النشء والشباب. كذلك، نلاحظ أنه حتى في التنظيم الهيكلي للبرلمانات العربية، باختلاف مسمياتها، ورغم الاهتمام الرسمي لكافة الحكومات العربية بتمكين الشباب وزيادة المساحة المخصصة لهم في المؤسسات السياسية، ومنها البرلمان، نجد أن أغلب هذه المجالس العربية لا تخصص لجنة ذات دور فعال لإعداد سياسة متكاملة للشباب .
لماذا فقد الشباب الثقة في السياسة؟
ومن جانبها تؤكد د. سلوى العامري الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الحكومات العربية تعمل جاهدة على تخويف الشباب من السياسة وإلهائهم عنها.
إن المشاركة السياسية للشباب يقصد بها الأنشطة التي يزاولها أعضاء المجتمع بهدف اختيار حكامهم وممثليهم والمساهمة في صنع السياسات والقرارات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وبذلك تعنى كلمة المشاركة السياسية أنها تساعد الفرد على أن يقوم بدور في الحياة السياسية وكذلك فإن المشاركة تتم بصورة اختيارية تطوعية.
وترجع د. سلوى العامري أسباب عدم اهتمام الشباب بالسياسة إلى أن الحكومات جعلت مراحل الدراسة لا تتيح للشباب أي وقت للاهتمام بأي شيء آخر غير الدراسة، كما جعلت الهم الأكبر للشباب بعد إنهاء مراحل التعليم تكوين مستقبله وأسرته، علاوة على أن الشباب يعانى من إحباط مستمر طوال حياته وهو ما يحول بينه وبين معظم المسائل والأمور التي لا تخرج عن دائرة حياته الشخصية، وهكذا يفتقد الشباب المثل الأعلى الموجود حوله من السياسيين، وهو ما جعل السطحية هي السمة الغالبة على عقول الشباب.
إن الدراسات تؤكد عزوف 90% من الشباب عن المشاركة في الانتخابات وذلك لفقدان المصداقية في نتائج هذه الانتخابات ، فضلا عن الظروف المجتمعية التي تفرض السلبية على الشباب. فالحركة السياسية هامشية وضعيفة، والتعددية شكلية في مجتمعاتنا، ودولنا لا تهتم بآراء الشباب مما قد يؤدى إلى العيش في دائرة مغلقة بعيدا عن الحياة السياسية ويزيد في إحساسه بعدم جدوى المشاركة، بالإضافة إلى تخويف الأهل لأبنائهم من الاقتراب من أي نشاط له صفة سياسية خوفا عليهم من التعرض للأذى.
وتهاجم د. سلوى العامري نظام التعليم في البلاد العربية، نظرا لأنه المؤسسة الأولى التي تتلقى الطفل بعد الأسرة، حيث تشير إلى أن المدرسة لها دور فاعل في تهميش دور الشباب، بل الأكثر من ذلك تأكد دورها السلبي على اعتبار أنها تسهم في غرس القيم السياسية المضادة لقيم الحرية، ومن هنا لابد من ربط التعليم بأهداف المجتمع من خلال تطوير المناهج الدراسية لتناسب القيم المستهدفة والقيم السائدة ولتحتوى على الموضوعات التي تساهم في عملية التنشئة السليمة نظرا لأهمية دور المدرسة البالغ في التنشئة. إن المدرسة لا تقوم بأي دور، فلا يهتم المدرسون إلا بشرح الدروس فقط، ولا تعقد أية ندوات أو حلقات نقاشية لتوعية التلاميذ بما يجرى في المجال السياسي، وفي هذه الظروف يستحيل أن يكون للمدرسة أي دور لأن المدرسين أنفسهم يخشون من الحديث عن السياسة مع التلاميذ، كما أن المقررات الدراسية تخلو من أي موضوعات سياسية.
ونتيجة ذلك كله فإن المحصلة النهائية هي فقدان ثقة الشباب في الديمقراطية والممارسة السياسية، وهو ما أدى إلى عزوفهم عن المشاركة السياسية بما يتفق تماما مع الأدبيات السائدة عن المشاركة في دول العالم الثالث، والتي تؤكد على حالة الانفصال الموجودة بين الناس وبين المشاركة الحقيقية، والتي تنجم عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدنية من ناحية، ومن الفساد السياسي السائد من ناحية أخرى. وكانت النتيجة هي شعور الشباب بالإحباط والاغتراب وانصرافهم عن قضايا المجتمع العامة.
٢٠٠٦/١٠/٢١
ليتنى كورى شمالى
ليتنى كورى شمالى
ما خضع والا تهاون
أو جبن مره وهادن
أو خضع ذلّ ، وتعاون
راسي مثل الجبالى
ليتنى كورى شمالى
"Join this group" مجموعة العروبيين : ملتقى العروبيين للحوار البناء من أجل مستقبل عربي افضل ليشرق الخير و تسمو الحرية | ||
Subscribe to Arab Nationalist | ||
Browse Archives at groups-beta.google.com |
This work is licensed under a Creative Commons License.
Anti War - Anti Racism
Let the downFall of Sharon be end to Zionism
By the Late, great political cartoonist Mahmoud Kahil